في الأسابيع الماضية أصيب "محور المقاومة" بنكسات ميدانية في سوريا بعد تطورات إدلب وجسر الشغور. هناك من سأل: لماذا لم يتدخل حلفاء سوريا شمالاً؟

  هل "حزب الله" و طهران كأساس في "المحور" وموسكو أيضاً تركوا جميعهم الجيش السوري يواجه وحيداً المد المسلح الناتج عن التقارب التركي -القطري - السعودي؟ هل اكتفى "حزب الله" "بمكتسباته الاستراتيجية" في ضبط القلمون وحمص ومساحات في ريف العاصمة السورية او في الجنوب، من دون التدخل بساحات أخرى؟ هل بدأت سوريا تمضي نحو التقسيم او الفرز الميداني بحيث يسيطر المسلحون المعارضون على الشمال لتأسيس كيان خاص؟

 مسؤول في "محور المقاومة" لم يُظهر قلقاً حول المستجدات السورية. هو العارف بتفاصيل ميدانية وسياسية. أصر في جلسة على القول: الحاصل هو كر وفر وتقدم هنا او تراجع هناك في لعبة الحرب المفتوحة دون اي تغيير جوهري. بالنسبة اليه، خسارة الجيش السوري في ادلب وجسر الشغور لا تقلب المعادلة. لا يمكن للمجموعات المسلحة التقدم للوصول الى الساحل او بإتجاه الوسط. تبدو هنا الخطوط الحمر التي ترسمها الدولة السورية وحلفاؤها.

وحول اتهام "حزب الله" بعدم الإكتراث بموضوع الشمال السوري يردّ المسؤول نفسه: الحزب ليس منتشرا في كل المناطق السورية، لكنه جاهز لمؤازرة الجيش السوري حيث تدعو الحاجة. هذا المسؤول اعترف بإخفاق حصل في الأشهر الماضية في ريف حلب أدى الى عدم إتمام خطة فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء. لكن من يدري ما هي الخطط اللاحقة؟ قد تكون في اكثر من اتجاه رغم التركيز حالياً على جرود القلمون. وحول سؤاله عن الجنوب السوري، لماذا توقفت العملية قبل إتمامها نحو درعا، أوضح ان الهدف كان حماية دمشق من اي تمدد كان يخطط له المسلحون: الخطة نجحت بتجويف المنطقة ما بين أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا وتعزيز الحماية ومنع اي هجمات للمسلحين نحو العاصمة.

في توصيف المسؤول نفسه ثقة تظهر حول ما هو آت، وإطمئنان الى ان لعبة الميدان مفتوحة من دون ان تكون قدرة لطرف في ضرب طرف آخر نهائياً. على الاقل يوجد سنتان ستحاول فيهما العواصم الداعمة للمسلحين من الوصول الى الاهداف في إسقاط دمشق وضرب الدولة السورية . يتحدث المسؤول في "محور المقاومة" عن ان "سوريا في الثلاجة". لا حسم ميدانيا ولا حلول سياسية مرتقبة، قائلاً: لا حل سياسياً في سوريا في المدى المنظور، ويمكن ان يمتد الوضع السائد فيها الى سنة او سنتين او اكثر، وما يعقد من اجتماعات في جنيف وموسكو وغيرها هو لملء الفراغ أمام الرأي العام وليس هناك مقوّمات لأيّ حل حتى الآن. بالنسبة اليه، لا زلنا في مرحلة الوقت الضائع، الاولوية في الحل السياسي عند الاميركيين هي للعراق قبل سوريا. فالعملية السياسية هناك سهلة في نظر الاميركيين لأنّ هناك مقوّمات وبنى تحتية لها، بينما في سوريا فإنّ ايّ حل يَفرض البدء من الصفر.

يوسّع المسؤول الحديث عن وضع المنطقة فلا يجد ربطا بين الملف النووي الإيراني والأزمات الإقليمية. يجزم بأن "محور المقاومة" لن يُهزم. لكن السؤال: كيف سيربح في ظل حرب اليمن والنزاع حول نفوذ في باقي الساحات؟

بدا المسؤول واثقاً بأن الحرب السعودية على اليمن أضعفت الرياض. قال: فلننتظر، اليمن امام خيارين، اما سيؤدي الى التسوية مع السعودية لمصلحة "انصار الله"، وينعكس على وضع المنطقة أو يؤدي الى انفجار الوضع السعودي الداخلي نتيجة عوامل عدة.

النقاش كان حسّاساً مع المسؤول خصوصا إزاء مسار التجاذباب الإقليمية. أسئلة عن كيفية مواجهة "المذهبة" في المنطقة. بالنسبة اليه لا مشكلة استراتيجية. الاهداف تتحقق ولا تأثير للخطابات والتحشيد المذهبي على تلك الاهداف.

في محصلة الكلام يستنتج المستمع الى كلام المسؤول في "محور المقاومة" أن الامور مفتوحة على كل الاتجاهات. الحرب حيث هي قائمة. السجال السياسي أيضاً. لكن في النهاية بإنتظار التسويات التي تبدو بعيدة. هو لمّح في كلامه حول عدد من العناوين الى مدة سنتين او اكثر. استند الى ان ايران قد تمدد مفاوضاتها مع الغرب. ليست مستعجلة بعكس ما ظن الأميركيون. بعدها تبدو عناوين التفاوض المطروحة بالمفرق لا بالجملة كثيرة جداً. من هنا حتى تلوح النتائج اكد بأن لا ضعف ولا تراجع. قد يبدو دليله مثلا الاستعداد لخوض اكبر المعارك في جرود القلمون.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-01
  • 11257
  • من الأرشيف

رؤية "محور المقاومة" للمستجدات السورية والإقليمية ....

في الأسابيع الماضية أصيب "محور المقاومة" بنكسات ميدانية في سوريا بعد تطورات إدلب وجسر الشغور. هناك من سأل: لماذا لم يتدخل حلفاء سوريا شمالاً؟   هل "حزب الله" و طهران كأساس في "المحور" وموسكو أيضاً تركوا جميعهم الجيش السوري يواجه وحيداً المد المسلح الناتج عن التقارب التركي -القطري - السعودي؟ هل اكتفى "حزب الله" "بمكتسباته الاستراتيجية" في ضبط القلمون وحمص ومساحات في ريف العاصمة السورية او في الجنوب، من دون التدخل بساحات أخرى؟ هل بدأت سوريا تمضي نحو التقسيم او الفرز الميداني بحيث يسيطر المسلحون المعارضون على الشمال لتأسيس كيان خاص؟  مسؤول في "محور المقاومة" لم يُظهر قلقاً حول المستجدات السورية. هو العارف بتفاصيل ميدانية وسياسية. أصر في جلسة على القول: الحاصل هو كر وفر وتقدم هنا او تراجع هناك في لعبة الحرب المفتوحة دون اي تغيير جوهري. بالنسبة اليه، خسارة الجيش السوري في ادلب وجسر الشغور لا تقلب المعادلة. لا يمكن للمجموعات المسلحة التقدم للوصول الى الساحل او بإتجاه الوسط. تبدو هنا الخطوط الحمر التي ترسمها الدولة السورية وحلفاؤها. وحول اتهام "حزب الله" بعدم الإكتراث بموضوع الشمال السوري يردّ المسؤول نفسه: الحزب ليس منتشرا في كل المناطق السورية، لكنه جاهز لمؤازرة الجيش السوري حيث تدعو الحاجة. هذا المسؤول اعترف بإخفاق حصل في الأشهر الماضية في ريف حلب أدى الى عدم إتمام خطة فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء. لكن من يدري ما هي الخطط اللاحقة؟ قد تكون في اكثر من اتجاه رغم التركيز حالياً على جرود القلمون. وحول سؤاله عن الجنوب السوري، لماذا توقفت العملية قبل إتمامها نحو درعا، أوضح ان الهدف كان حماية دمشق من اي تمدد كان يخطط له المسلحون: الخطة نجحت بتجويف المنطقة ما بين أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا وتعزيز الحماية ومنع اي هجمات للمسلحين نحو العاصمة. في توصيف المسؤول نفسه ثقة تظهر حول ما هو آت، وإطمئنان الى ان لعبة الميدان مفتوحة من دون ان تكون قدرة لطرف في ضرب طرف آخر نهائياً. على الاقل يوجد سنتان ستحاول فيهما العواصم الداعمة للمسلحين من الوصول الى الاهداف في إسقاط دمشق وضرب الدولة السورية . يتحدث المسؤول في "محور المقاومة" عن ان "سوريا في الثلاجة". لا حسم ميدانيا ولا حلول سياسية مرتقبة، قائلاً: لا حل سياسياً في سوريا في المدى المنظور، ويمكن ان يمتد الوضع السائد فيها الى سنة او سنتين او اكثر، وما يعقد من اجتماعات في جنيف وموسكو وغيرها هو لملء الفراغ أمام الرأي العام وليس هناك مقوّمات لأيّ حل حتى الآن. بالنسبة اليه، لا زلنا في مرحلة الوقت الضائع، الاولوية في الحل السياسي عند الاميركيين هي للعراق قبل سوريا. فالعملية السياسية هناك سهلة في نظر الاميركيين لأنّ هناك مقوّمات وبنى تحتية لها، بينما في سوريا فإنّ ايّ حل يَفرض البدء من الصفر. يوسّع المسؤول الحديث عن وضع المنطقة فلا يجد ربطا بين الملف النووي الإيراني والأزمات الإقليمية. يجزم بأن "محور المقاومة" لن يُهزم. لكن السؤال: كيف سيربح في ظل حرب اليمن والنزاع حول نفوذ في باقي الساحات؟ بدا المسؤول واثقاً بأن الحرب السعودية على اليمن أضعفت الرياض. قال: فلننتظر، اليمن امام خيارين، اما سيؤدي الى التسوية مع السعودية لمصلحة "انصار الله"، وينعكس على وضع المنطقة أو يؤدي الى انفجار الوضع السعودي الداخلي نتيجة عوامل عدة. النقاش كان حسّاساً مع المسؤول خصوصا إزاء مسار التجاذباب الإقليمية. أسئلة عن كيفية مواجهة "المذهبة" في المنطقة. بالنسبة اليه لا مشكلة استراتيجية. الاهداف تتحقق ولا تأثير للخطابات والتحشيد المذهبي على تلك الاهداف. في محصلة الكلام يستنتج المستمع الى كلام المسؤول في "محور المقاومة" أن الامور مفتوحة على كل الاتجاهات. الحرب حيث هي قائمة. السجال السياسي أيضاً. لكن في النهاية بإنتظار التسويات التي تبدو بعيدة. هو لمّح في كلامه حول عدد من العناوين الى مدة سنتين او اكثر. استند الى ان ايران قد تمدد مفاوضاتها مع الغرب. ليست مستعجلة بعكس ما ظن الأميركيون. بعدها تبدو عناوين التفاوض المطروحة بالمفرق لا بالجملة كثيرة جداً. من هنا حتى تلوح النتائج اكد بأن لا ضعف ولا تراجع. قد يبدو دليله مثلا الاستعداد لخوض اكبر المعارك في جرود القلمون.

المصدر : الماسة السورية/عباس ضاهر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة