وسط أجواء من الذهول والانزعاج العام تم نقل خبر دخول قطعان العالم السفلي إلى مدينة جسر الشغور وكالعادة فإن وسائل الإعلام انقسمت بطريقة تغطيتها للخبر ما بين شامتة فرحة وبين محللة ومنزعجة من الحدث. 

بعض وسائل الإعلام حاولت التعمية عن خبر قيام مقاتلات إسرائيلية باستهداف أهداف تابعة للجيش السوري في القلمون بالتزامن مع هجوم المسلحين على جسر الشغور كما أنها عمدت إلى عدم الاقتراب بالكاميرا عبثاً من المسلحين بسبب اشتراك أعداد ليست بقليلة من الأفغان في تلك المعركة هؤلاء تم إدخالهم مؤخراً عبر الحكومة التركية.

 

أيضاً فإن قرية اشتبرق كان لها نصيب من القدر الأسود الذي كُتب لها بقائمة "الحرية" الملعونة دخلوا القرية ووسائل الإعلام تتحدث عن مخاوف من مجازر مروعة بحق أهلها.

 

وفي سياق متصل فإن المتابع لأحوال العصابات المسلحة بمختلف مسمياتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي سيلاحظ ارتفاع منسوب الخطاب الطائفي والمذهبي والتهديد علناً بارتكاب عمليات "تطهير طائفي" عند الاقتراب مما يسمونه بمعركة "الساحل" و"نبل والزهراء".

 

على مايبدو فإن هذا التحرك الواسع والمنسق جيداً ما بين السعوديين والأتراك في دعم هؤلاء المسلحين وقيادة عمليتهم والإشراف عليها سيتخذ طابعاً توسعياً إذ أن الأهداف المرسومة للخطة السعودية ـ التركية هو قضم ما أمكن من الشمال السوري بل وحتى النفاذ إلى مناطق في الساحل وتحديداً في الريف الشمالي من أجل إرباك الجيش والقيادة، ونكاد نتوقع أيضاً أن يكون هناك تحرك موازي لعصابة ما تُسمى بجيش الإسلام في الجنوب بقيادة الإرهابي زهران علوش الذي كان في تركيا منذ مدة والتقى هناك بالسعوديين والأتراك للتنسيق حول العمل المسلح في المرحلة المقبلة.

 

بالتزامن مع كل ما سبق فقد طالب مجلس الأمن الدولي كل الأطراف في سوريا بوقف فوري لما أسماه بالعنف بكافة الأشكال وكذلك باحترام القانون الإنساني الدولي وأضاف المجلس في بيان له أن على السلطات السورية تنفيذ التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي والأحكام الدولية في مجال حقوق الإنسان".

 

إذاً هناك مساران لما يجري الآن على الساحة السورية، مسار إرهابي مسلح بدأت ملامحه تتضح مما جرى في إدلب والآن في جسر الشغور وقرية اشتبرق فضلاً عن العدوان الإسرائيلي على القلمون، ومسار سياسي للابتزاز عبر مجلس الأمن ودعوة الحكومة السورية للتفاوض، بمعنى آخر يريد هؤلاء تغيير الموازين على الأرض من أجل فرض شروط على طاولة التفاوض.

 

بالمحصلة لن نتطرق لما جرى بالتحليل العسكري فله أهله ولن نبيع الناس أوهاماً وأحلاماً وردية بالاختباء وراء إصبعنا لكن ما نحن متأكدين منه هو أن صاحب الحق والفضيلة والقداسة الجندي العربي السوري سيقول كلمته الفصل.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-04-26
  • 7087
  • من الأرشيف

سيناريو إبليس .. عندما تزحف قطعان الموت الديمقراطي على الأرض ويحلق طيران العدو في الجو

 وسط أجواء من الذهول والانزعاج العام تم نقل خبر دخول قطعان العالم السفلي إلى مدينة جسر الشغور وكالعادة فإن وسائل الإعلام انقسمت بطريقة تغطيتها للخبر ما بين شامتة فرحة وبين محللة ومنزعجة من الحدث.  بعض وسائل الإعلام حاولت التعمية عن خبر قيام مقاتلات إسرائيلية باستهداف أهداف تابعة للجيش السوري في القلمون بالتزامن مع هجوم المسلحين على جسر الشغور كما أنها عمدت إلى عدم الاقتراب بالكاميرا عبثاً من المسلحين بسبب اشتراك أعداد ليست بقليلة من الأفغان في تلك المعركة هؤلاء تم إدخالهم مؤخراً عبر الحكومة التركية.   أيضاً فإن قرية اشتبرق كان لها نصيب من القدر الأسود الذي كُتب لها بقائمة "الحرية" الملعونة دخلوا القرية ووسائل الإعلام تتحدث عن مخاوف من مجازر مروعة بحق أهلها.   وفي سياق متصل فإن المتابع لأحوال العصابات المسلحة بمختلف مسمياتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي سيلاحظ ارتفاع منسوب الخطاب الطائفي والمذهبي والتهديد علناً بارتكاب عمليات "تطهير طائفي" عند الاقتراب مما يسمونه بمعركة "الساحل" و"نبل والزهراء".   على مايبدو فإن هذا التحرك الواسع والمنسق جيداً ما بين السعوديين والأتراك في دعم هؤلاء المسلحين وقيادة عمليتهم والإشراف عليها سيتخذ طابعاً توسعياً إذ أن الأهداف المرسومة للخطة السعودية ـ التركية هو قضم ما أمكن من الشمال السوري بل وحتى النفاذ إلى مناطق في الساحل وتحديداً في الريف الشمالي من أجل إرباك الجيش والقيادة، ونكاد نتوقع أيضاً أن يكون هناك تحرك موازي لعصابة ما تُسمى بجيش الإسلام في الجنوب بقيادة الإرهابي زهران علوش الذي كان في تركيا منذ مدة والتقى هناك بالسعوديين والأتراك للتنسيق حول العمل المسلح في المرحلة المقبلة.   بالتزامن مع كل ما سبق فقد طالب مجلس الأمن الدولي كل الأطراف في سوريا بوقف فوري لما أسماه بالعنف بكافة الأشكال وكذلك باحترام القانون الإنساني الدولي وأضاف المجلس في بيان له أن على السلطات السورية تنفيذ التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي والأحكام الدولية في مجال حقوق الإنسان".   إذاً هناك مساران لما يجري الآن على الساحة السورية، مسار إرهابي مسلح بدأت ملامحه تتضح مما جرى في إدلب والآن في جسر الشغور وقرية اشتبرق فضلاً عن العدوان الإسرائيلي على القلمون، ومسار سياسي للابتزاز عبر مجلس الأمن ودعوة الحكومة السورية للتفاوض، بمعنى آخر يريد هؤلاء تغيير الموازين على الأرض من أجل فرض شروط على طاولة التفاوض.   بالمحصلة لن نتطرق لما جرى بالتحليل العسكري فله أهله ولن نبيع الناس أوهاماً وأحلاماً وردية بالاختباء وراء إصبعنا لكن ما نحن متأكدين منه هو أن صاحب الحق والفضيلة والقداسة الجندي العربي السوري سيقول كلمته الفصل.  

المصدر : عربي برس/ علي مخلوف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة