دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على وقع الميدان في سورية بقيادة الجيش العربي السوري وإمساكه بزمام المبادرة والتحكم في نسق تحركه في مواجهة المجموعات الإرهابية، وعلى وقع التصريحات السياسية الروسية الرافضة بكل حزم للإرهاب ولتكرار السيناريو الليبي في سورية، يزداد وقع ذلك ضغطا وقلقا وتوترا غير مسبوق على معسكر التآمر والعدوان تترجمه تلك المحاولات المستميتة لإجراء عمليات الفك والتركيب وإضافة بعض المركَّبات إلى خلطات الإرهاب، حيث من الواضح أن معامل التركيب في غرفة عمليات معسكر التآمر والعدوان تجهد نفسها للوصول إلى عملية تلقيح ناجعة على النحو الذي ظهر على مكونات الإرهاب وخلطاته بمحاولة تجميع العصابات المسلحة المتنافرة والمتقاتلة فيما بينها لتوحيد سواطير إرهابها وتوجيهها نحو رقاب الشعب السوري، كما هو ماثل للعيان في الغوطة وحي جوبر بريف دمشق وحماة ودرعا وإدلب.
والهدف من هذه الاستماتة التي يبديها المُشغِّلون للإرهاب في معسكر التآمر والعدوان هو محاولة تشتيت جهود الجيش العربي السوري في إدلب التي حقق فيها تقدما لافتا، وتمكن من استعادة العديد من القرى والمناطق الاستراتيجية وتطهيرها من دنس الإرهاب، وتمكنه كذلك من إحباط مخطط معشر المتآمرين بإقامة منطقة مسيطر عليها من قبل العصابات الإرهابية المسلحة تمتد من جنوب سورية من القنيطرة وحماة ودرعا ثم إدلب ودير الزور والرقة شمالا لفرض طوق حول دمشق وريفها وحلب وحمص تكون مؤهلة لإقامة منطقة حظر جوي بحجة حماية ما يسمى “المعارضة المعتدلة”، ولتكون ورقة يمكن أن تصرف في السياسة وفرض الشروط على طاولة الحوار، ولعل عدم النجاح في تحقيق هذا الأمر هو ما يفسر الإفشال المتكرر لجميع المؤتمرات واللقاءات بين الحكومة السورية والمعارضة، كمؤتمري جنيف، وإحباط أي مقاربات توفيقية أو جهود للملمة الأطراف السورية على طاولة واحدة.
وبينما تستمر الجهود المشتركة لمعسكر التآمر والعدوان على سورية للاستثمار في الإرهاب “المعتدل” في تعديل موازين الميدان لصالحه، يتواصل سقوط الأقنعة من على وجوه رموز هذا الإرهاب “المعتدل” الموصوف أميركيّا بـ”المعارضة المعتدلة”، وذلك برفض المصالحات واللقاءات الجامعة بين أطراف المعارضة الداخلية والحكومة السورية، والإصرار على لغة الإرهاب واستجداء الأسياد لضخ مزيد من السلاح، والمطالبة بمد “عاصفة الحزم” إلى سورية، في تناقض واضح وفج لوصف “المعتدلة” في الوقت الذي تُنَصِّب فيه هذه المعارضة “المعتدلة” نفسها متحدثة ومدافعة عن الشعب السوري، فهل ملء الساحة السورية بالسلاح غير الشرعي وبالإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة والدفاع عنهم وموالاتهم، والمطالبة بالقصف الجوي المكثف هو دفاع عن الشعب السوري أم إبادة له؟
إذا، لا يزال الميدان يرسم خرائطه السياسية وهو يفعل ذلك يكشف المزيد من الحقائق ويسقط المزيد من الأقنعة من على وجوه التآمر والعدوان والعملاء والأدوات.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة