دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يعد سراً إقرار الدوائر الاميركية بتنامي دور اإيران "كقوة اقليمية"، لا سيما وأن "الازمة اليمنية ساعدت في ذلك"، وما سينطوي عليه من صعود قوى كامنة إلى حد قريب، وأفول دول أخرى إستندت طويلاً على الحماية الاميركية لمستقبلها.وقال المسؤول السابق في الاستخبارات الاميركية، غراهام فوللر، إن "إيران هي القوة المحركة لتحالف جديد في الشرق الاوسط"، موضحاً أنها بالاضافة لتركيا وباكستان تشكل "كتلة إقليمية جديدة، لكنها ليست موجهة ضد روسيا"، كما كان الأمر إبان الحرب الباردة.وأضاف أن السعودية وحلفاءها "تلقوا ضربة شديدة مؤخراً". إذ شهدت المنطقة "انشقاقاً غير متوقع لكل من تركيا وباكستان" عن التحالف السعودي "بعد إعلانهما الانضمام له".وأوضح الخبير الاستخباراتي والسياسي المخضرم أن نواة الصراع في المنطقة تتجه راهناً نحو "القضايا الايديولوجية والجيوسياسية، وتنطوي على رؤى مستقبلية متباينة من شأنها إعادة ترتيب الخارطة الجيوسياسية للشرق الاوسط تتحدى طموحات الرياض".وأردف أن السعودية تدرك على مضض أن إيران "ستخرج قريباً من تحت وطأة العقوبات الأميركية"، وستترجم مكانتها كلاعب رئيس في الساحة الاقليمية، فضلاً عن مخاوفها التقليدية من "تمدد الثورة الايرانية والاطاحة" بالتشكيلات الملكية القائمة، بل "وتحديها المباشر للهيمنة السياسية والعسكرية الاميركية طويلة الأمد" في المنطقة برمتها "ودعمها للقضية الفلسطينية".وتطرق للتغيرات الداخلية في الدول الثلاث المذكورة بالقول إنها بمجموعها "تجسد فكرة الدولة الحديثة المستندة إلى مؤسسات ومصادر اقتصادية متنوعة وهياكل اجتماعية متطورة. وهي دول متعددة الاعراق". وبالنسبة لتركيا فإن "إيران تعد أهم دولة لها في الشرق الاوسط، اقتصادياً وجيوسياسياً ومصدر توفير للطاقة".واعتبر فوللر أن "الكتلة الثلاثية" المتشكلة "ستكون أكثر تقدمية واعتدالاً" من السعودية وحلفائها، وهو ما تحتاجه المنطقة في الوقت الراهن.
المصدر :
الماسة السورية / الميادين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة