كان بمثابة الصدمة تمكّن زهران علوش من مغادرة سوريا والوصول إلى تركيا. الوسط السوري الشعبي لا يزال تحت صدمة كيفية خروج الارهابي المطلوب سورياً من منطقة تعتبر محاصرة ومؤمنة عسكرياً، خاصة وان التنظيمات المسلحة تروّج دوماً لفكرة “الغوطة المحاصرة” والاشارة إليها.

 

لا شكّ بأن “علوش” المتواجد حالياً في تركيا، خرج من طرقٍ أمنيةٍ خاصة، اُعدّت مسبقاً لتأمين شيء من حركة التنظيمات المسلحة. ليس صدفة، أو أمراً مفاجئاً وجود مثل هذه المعابر، خاصة وأن ميليشيات جيش الاسلام مثلاً، لم تعاني شحاً في الاسلحة طوال أكثر من عام ونصف على حصار الجيش السوري للمنطقة، ما يفسر وجود طرق خاصة تؤمن وصول السلاح والامداد إليها لتستمر في شنّ الحروبات في الغوطة، على المعارضين او على الدولة السورية.

 

أيضاً، هذه ليست المرة الاولى التي يخرج فيها “علوش” من وكره في دوما، بل كان قد سافر إلى السعودية عام 2013، كما انّ معلومات كان تتسرّب دوماً، كانت تتحدث عن سفرات كان يقوم بها “علوش” إلى الأردن لتنسيق أمور عسكرية ومن ثم يعود إلى الغوطة وكأن شيئاً لم يكن.

 

لا معلومات وافرة عن طرقات علّوش السرية، وإن توفّرت فلا يتم الكشف عنها لدى الجيش السوري، الذي بدأ فعلياً تعقب معلومات حول تلك الطرقات، لكن ما يتوفر لدى مصادر سورية غير رسمية، يُشير إلى وجود ممرات في خاصرة الغوطة، تسمح بالدخول والخروج منها.

 

وبحسب ما توفّر لـ “الحدث نيوز”، فإن طريق أو طرقاً موجودة في الجزء الجنوبي من الغوطة الشرقية ضمن مناطق سيطرة المسلحين، تصل إلى الحدود الأردنية، ربما عبرها “علوش” ليصل إلى عمّان ومنها يستقل طائرة خاصة إلى العاصمة التركية أنقرة لكنه كيف مرّ في طرقات، تتنوّع هويات المسيطرين عليها، بين جيش حر وجبهة النصرة؟

 

الأكيد ان غطاءً تركياً – سعودياً – أردنياً، اعطي لزيارة علوش، وكان مظلة له لدى تلك الفصائل التي أمّنت عبوره من باب علاقتها مع الدول آنفة الذكر بعد أوامر إستخباراتية مباشرة، فمّر علوش عن تلك الحواجز بسلام ليصل إلى وجهته بهدوء. الأكيد أيضاً، ان إمكانية عبور علّوش إنطلاقاً من جنوب الغوطة نحو الشمال، أي سالكاً طرقات تؤدي به إلى حلب، هو ضرباً من ضروب الغباء الأمني، خاصة وان الجيش السوري يمتلك نقاطاً واسعة هناك، كما ان تنظيم “داعش” عدو “علّوش” اللدود يتربّص بنواحٍ متفرقة من تلك المنطقة، ولو كان “الشيخ زهران” عبر تلك النقاط، لكان لقمة سائغة بيد ايدي تنظيم “داعش” الذي سيعتبرها جائزة مجانية، ولول تمكنه من القبض عليه. أيضاً، يُستحال عبور “علوش” من بلدة الضمير مثلاً، التي يمتلك الجيش السوري مناطق سيطر في محيطها، كما ان طريق “الضمير – ميدعا – العتيبة” نحو الحدود الاردنية تعتبر منطقة أفخاخ تنتشر فيها كمائن الجيش وتشريكاته التي تفتك بمن يمر، وهي منطقة نشاط عسكري هام للجيش السوري لتأمين المنطقة من تلك الجهة.

 

الواضح “علوش” يمتلك أذرعاً أمنية موثوقة تؤمن عبوره وإيصاله إلى المناطق التي يريدها تحت طبقةٍ من الضجيج، فبينما كان الجميع منشغل بمعارك جماعته ضد “داعش” في شمال شرق دمشق، ظهر الرجل إلى جانب علماء دين في تركيا!. الواضح، انّ نظرية الخروج من جنوب الغوطة والتوجه إلى تركيا عبر طائرة أردنية، هي النظرية الأقرب إلى العقل والتحليل المنطقي الوحيد الذي يوضح شيئاً من الصورة الضبابية التي رسمها “علوش” بخروجه من شرق العاصمة.

 

الخروج، تجمع المصادر على أنه وقتي يندرج ضمن لقاءات تُعزّز من سلطة علّوش على الأرض، وتعزز من أوراق جيش الاسلام. الأكيد انّ خروج علوش ليس هروباً من الغوطة ابداً، فالرجل مصمّم على إعلان إمارته فيها وهو دائم الحلم بـ “غزو دمشق” العاصمة. ما ينشر عن فرار علوش من الغوطة من عائلته وتركها، هو ضرباً من ضروب الجنون ايضاً، فمن غير المنطقي ان يتخلى الرجل عن أحلامه، هكذا بشخطة قلم!.

 

الأكيد أيضاً وايضاً، ان زيارة علوش ليست سلمية، ولا تندرج ضمن لقاءات مع شخصيات معارضة فقط، بل تندرج تحت تنسيقٍ إستخباراتي تركي – سعودي مع علوش الذي بات ورقة هامة بالنسبة إلى تلك الدول بعد ان غدى قائد تنظيم يلي من ناحية القوة، “داعش” و “النصرة” يعول عليه عسكرياً على الارض، ويسوّق على أنه “جماعة معتدلة”.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-04-20
  • 12649
  • من الأرشيف

هكذا غـادر “زهران علّوش” الغوطة، ووصل إلى تركيـا!

كان بمثابة الصدمة تمكّن زهران علوش من مغادرة سوريا والوصول إلى تركيا. الوسط السوري الشعبي لا يزال تحت صدمة كيفية خروج الارهابي المطلوب سورياً من منطقة تعتبر محاصرة ومؤمنة عسكرياً، خاصة وان التنظيمات المسلحة تروّج دوماً لفكرة “الغوطة المحاصرة” والاشارة إليها.   لا شكّ بأن “علوش” المتواجد حالياً في تركيا، خرج من طرقٍ أمنيةٍ خاصة، اُعدّت مسبقاً لتأمين شيء من حركة التنظيمات المسلحة. ليس صدفة، أو أمراً مفاجئاً وجود مثل هذه المعابر، خاصة وأن ميليشيات جيش الاسلام مثلاً، لم تعاني شحاً في الاسلحة طوال أكثر من عام ونصف على حصار الجيش السوري للمنطقة، ما يفسر وجود طرق خاصة تؤمن وصول السلاح والامداد إليها لتستمر في شنّ الحروبات في الغوطة، على المعارضين او على الدولة السورية.   أيضاً، هذه ليست المرة الاولى التي يخرج فيها “علوش” من وكره في دوما، بل كان قد سافر إلى السعودية عام 2013، كما انّ معلومات كان تتسرّب دوماً، كانت تتحدث عن سفرات كان يقوم بها “علوش” إلى الأردن لتنسيق أمور عسكرية ومن ثم يعود إلى الغوطة وكأن شيئاً لم يكن.   لا معلومات وافرة عن طرقات علّوش السرية، وإن توفّرت فلا يتم الكشف عنها لدى الجيش السوري، الذي بدأ فعلياً تعقب معلومات حول تلك الطرقات، لكن ما يتوفر لدى مصادر سورية غير رسمية، يُشير إلى وجود ممرات في خاصرة الغوطة، تسمح بالدخول والخروج منها.   وبحسب ما توفّر لـ “الحدث نيوز”، فإن طريق أو طرقاً موجودة في الجزء الجنوبي من الغوطة الشرقية ضمن مناطق سيطرة المسلحين، تصل إلى الحدود الأردنية، ربما عبرها “علوش” ليصل إلى عمّان ومنها يستقل طائرة خاصة إلى العاصمة التركية أنقرة لكنه كيف مرّ في طرقات، تتنوّع هويات المسيطرين عليها، بين جيش حر وجبهة النصرة؟   الأكيد ان غطاءً تركياً – سعودياً – أردنياً، اعطي لزيارة علوش، وكان مظلة له لدى تلك الفصائل التي أمّنت عبوره من باب علاقتها مع الدول آنفة الذكر بعد أوامر إستخباراتية مباشرة، فمّر علوش عن تلك الحواجز بسلام ليصل إلى وجهته بهدوء. الأكيد أيضاً، ان إمكانية عبور علّوش إنطلاقاً من جنوب الغوطة نحو الشمال، أي سالكاً طرقات تؤدي به إلى حلب، هو ضرباً من ضروب الغباء الأمني، خاصة وان الجيش السوري يمتلك نقاطاً واسعة هناك، كما ان تنظيم “داعش” عدو “علّوش” اللدود يتربّص بنواحٍ متفرقة من تلك المنطقة، ولو كان “الشيخ زهران” عبر تلك النقاط، لكان لقمة سائغة بيد ايدي تنظيم “داعش” الذي سيعتبرها جائزة مجانية، ولول تمكنه من القبض عليه. أيضاً، يُستحال عبور “علوش” من بلدة الضمير مثلاً، التي يمتلك الجيش السوري مناطق سيطر في محيطها، كما ان طريق “الضمير – ميدعا – العتيبة” نحو الحدود الاردنية تعتبر منطقة أفخاخ تنتشر فيها كمائن الجيش وتشريكاته التي تفتك بمن يمر، وهي منطقة نشاط عسكري هام للجيش السوري لتأمين المنطقة من تلك الجهة.   الواضح “علوش” يمتلك أذرعاً أمنية موثوقة تؤمن عبوره وإيصاله إلى المناطق التي يريدها تحت طبقةٍ من الضجيج، فبينما كان الجميع منشغل بمعارك جماعته ضد “داعش” في شمال شرق دمشق، ظهر الرجل إلى جانب علماء دين في تركيا!. الواضح، انّ نظرية الخروج من جنوب الغوطة والتوجه إلى تركيا عبر طائرة أردنية، هي النظرية الأقرب إلى العقل والتحليل المنطقي الوحيد الذي يوضح شيئاً من الصورة الضبابية التي رسمها “علوش” بخروجه من شرق العاصمة.   الخروج، تجمع المصادر على أنه وقتي يندرج ضمن لقاءات تُعزّز من سلطة علّوش على الأرض، وتعزز من أوراق جيش الاسلام. الأكيد انّ خروج علوش ليس هروباً من الغوطة ابداً، فالرجل مصمّم على إعلان إمارته فيها وهو دائم الحلم بـ “غزو دمشق” العاصمة. ما ينشر عن فرار علوش من الغوطة من عائلته وتركها، هو ضرباً من ضروب الجنون ايضاً، فمن غير المنطقي ان يتخلى الرجل عن أحلامه، هكذا بشخطة قلم!.   الأكيد أيضاً وايضاً، ان زيارة علوش ليست سلمية، ولا تندرج ضمن لقاءات مع شخصيات معارضة فقط، بل تندرج تحت تنسيقٍ إستخباراتي تركي – سعودي مع علوش الذي بات ورقة هامة بالنسبة إلى تلك الدول بعد ان غدى قائد تنظيم يلي من ناحية القوة، “داعش” و “النصرة” يعول عليه عسكرياً على الارض، ويسوّق على أنه “جماعة معتدلة”.  

المصدر : عبدالله قمح /الحدث نيوز


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة