دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هناك بديهية عسكرية تقول أن معرفة العدو نصف النصر , والقائد المؤسس حافظ الأسد يقول : يجب أن لا نتردد في الحديث عن أفكار العدو , لأنه يعمل في ضوء هذه الأفكار , فلماذا نخبئها نحن , وبما أن الأفكار تخرج من المطبخ الأمريكي الصهيوني كأصيل وينفذها بالوكالة الوكلاء والعملاء والكفلاء فإن المشهد واضح والعدوان وأطرافه وأحلافه واحدة والهدف من العدوان واحد والمستهدف واحد والمستفيد واحد هو كيان العدو , فمن فرائض القول ونوافله أن العدوان السعودي على اليمن هو حلقة وجولة من العدوان الصهيوأمريكي على شعوبنا وحقوقنا ولا يتباين عن العدوان الصهيوني عام 1948 وعام 1967 و 1982 والعدوان العثماني الصهيوني السعودي القطري الغربي الإرهابي الوهابي على اليمن والعراق وسورية ولبنان وفلسطين، سيما وبعد أربع سنوات سقطت كل الأقنعة وأوراق التوت ومكياج العدوان ومساحيقه التجميلية تحت شعارات الحرية وحقوق الإنسان والربيع العربي وثوراته المزعومة , وهاهي دول العدوان تكشّر عن أنيابها وأهدافها الحقيقية وتعلنها تحالفاً مع الإرهاب هدفاً واستهدافاً وقتلاً وتدميراً للشعوب والجيوش التي تواجه العدوان ومشاريعه كالشرق الأوسط الجديد أو العثمانيون الجدد أو الوهابيون الجدد , وهاهي (عاصفة الحزم) بعد أكثر من أسبوعين من العدوان السعودي تسجل بعداداتها الرقمية مئات الضحايا من أطفال اليمن وصفراً مكعباً في تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية، وشعب اليمن يزداد بعاصفة الحزم حزماً وعزماً على ملاحقة فلول عملاء السعودية وإخونجيتها وقاعدتها ودواعشها في اليمن ويخزّن العزم والقات لما هو آت، وبات العدوان يترنّح ويعلن إفلاسه وانتهاء بنك أهدافه ويصاب ملوك الزهايمر والخرف بخيبة الأمل ويبدأ حلف العدوان بالتداعي
ولم يبق في الميدان إلّا سعدان بني سعود بعد حكمة باكستان بأنها لن تقاتل من أجل عروش بني سعود وتهرّب الثعلب أردوغان بعد أن أوصل السعودي إلى منتصف البئر وقطع الحبل به وبقي الرهان على موروث عبد الناصر في مصر العروبة فإما أن تفرّط بموقعها ووقعها وتاريخها ودورها وإنجازها بدحر مشروع الإخوان المسلمين وتحرف بوصلتها وتشتت قواها وتدمّر جيشها الوطني بيدها كرمى لوهابي بني سعود وإخونجية اليمن ودواعشه وخدمة للكيان الصهيوني وإما أن تبقى ميزان العروبة وصوت الحق وتحافظ على وزنها النوعي وبوصلتها في وجه الإرهاب والعدوان الحقيقي الذي يهدد العروبة والإسلام والمسيحية ومصر وفلسطين وسورية والعراق واليمن وليبيا وتونس وحتى المغرب، وأن تدرك مصر أن المقامرة بالشعوب والجيوش أكبر من بني سعود وعروشهم وكروشهم وأموالهم وأن الأخطاء الإستراتيجية قد تحتاج عقود من السنين لترميمها إذا ترممت , فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالرهان على بعير خاسرة في مملكة رمال متحركة .
ولهذا نرى خبط عشواء بني سعود تارةً بالاستنجاد بالأمريكي واستطلاعه ودعمه ومعلوماته وأسلحته وطائراته بتقديم خارطة المدارس والمستشفيات ومستودعات الأرزاق اليمنية ,وتارةً باستجداء خشبة خلاص عمانية لحوار سياسي رفضته السعودية لأنها لا تعرفه حتى مع الشعب السعودي، وتارةً أخرى بمتابعة اجترار وإعادة نفخ الروح ودعم ما تبقى من إرهاب داعش والنصرة في سورية والعراق والضغط والتنسيق مع الأردن وإحياء التحالف القديم المتجدد مع كيان العدو الإسرائيلي لإخراجهم من البئر , وقد لاحظنا الهستريا من الدول الراعية للإرهاب لوقف حالة انهيار مشروع الإرهاب في سورية والعراق وما صدر من أوامر عمليات من غرف (الموك) الأردنية الصهيونية السعودية وتحديداً لجبهة النصرة الإرهابية في المنطقة الجنوبية من سورية وتسليم معبر نصيب لها كمحاولة لتمكينها من السيطرة على مدينة درعا وإقامة ما يسمى المنطقة العازلة كمطلب إسرائيلي سعودي , وأيضاً أمر العمليات لجبهة النصرة الإرهابية في مخيم اليرموك لتعيد ما انقطع من أواصر الإرهاب مع داعش وبضوء أخضر من كيان العدو والنظام الأردني السعودي كي تحافظ على اعتدالها الأمريكي ولتزرع مسمار جحا إرهابي في خاصرة دمشق الجنوبية ومسمار نعش في جسد القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العودة ولتزيد الشعب الفلسطيني قتلاً وتشريداً وشتاتاً ولتكون داعش والنصرة المروضة إسرائيلياً وسعودياً وأردنياً شريكاً في تحديد مصير ومستقبل قضية فلسطين، وهذا ما ظهر من حماس ما يسمى أكناف بيت المقدس الذين التحقوا بداعش وما ظهر من تناقض فاضح في موقف السلطة الفلسطينية بعد أن أعلنت موقفها مع الفصائل الفلسطينية ثم بين عشية سعودية وضحى قطري وكلام الليل يغيّره النهار .
والأخطر من ذلك هو الاتفاق السعودي الإسرائيلي الذي سمحت به (إسرائيل) بتحليق الطيران الحربي السعودي في أجواء فلسطين المحتلة كما ورد في موقع ديبكا الإسرائيلي بتاريخ 11/4/2015 وتقديم المساعدة وإمكانية التزود بالوقود جواً وكأن هذا الاتفاق يوجّه رسالة بأن ذلك الطيران لن يأتي لنجدة الأقصى والدفاع عن شعب فلسطين بل من أجل العدوان على سورية ولنجدة المجموعات الإرهابية في سورية ولبنان , والمخفي من ذلك الاتفاق بأن الطيران الإسرائيلي مسموح له أن يحلّق في أجواء السعودية كرسالة للاشتراك في قصف وقتل شعب اليمن وتهديداً لإيران بأن الخيار العسكري لضرب البرنامج النووي مازال قائماً وإجبار إيران على إقحام نفسها والخروج من دائرة الصبر الإستراتيجي الذي أنتج اتفاق إطار مع الدول الست ومحاولة الانقضاض عليه إسرائيلياً وسعودياً , أما نشامى الأردن الذين قطعوا شعرة معاوية مع الشقيقة سورية وطبّعوا مع جبهة النصرة فعلى ما يبدو أنهم رأوا أن مصلحتهم ومصلحة الكيان الإسرائيلي تصب من نبع (الجامعة) الجائحة العربية ليكون مسقط أقدام ما يسمى القوة العربية المشتركة المزعومة(إن اجتمع العربان على باطل وشكّلوها) في الديرة الأردنية لتكون النسق الثاني في إطار عدوان على سورية قواه الجوية إسرائيلية سعودية ونسقه الأول جبهة النصرة الإرهابية لتفسّر لنا ما أنكره النظام الأردني من تدريب وتسليح وإيواء الإرهاب في معسكراته وإرساله إلى سورية من ممراته ومعابره وما صرّح به وزير الإعلام الأردني عن تدريب جبهة النصرة وداعش تحت مسمى أبناء العشائر السورية , وعلى ما يبدو وتنفيذاً لأمر عمليات الرئيس أوباما عندما قال لماذا لا يتحرك (العرب) لتنفيذ عمل عسكري في سورية؟ حيث يبدو أن آخر طبخات الحصى الأمريكي الصهيوني هو هذا السيناريو الذي لا يعتمد على الحسابات والعقلانية بل يعتمد على حقد وجنون وهستريا وإفلاس بني سعود وأشقائهم في التلمود، لأنهم يدركون جيداً أن حسابات حقل التآمر والعدوان غير حسابات بيدر الصمود السوري، وأن عدوان كهذا سيغيّر خارطة المنطقة والعالم وأول تداعياته أنه سيؤدي إلى الخراب الثالث للهيكل و(إسرائيل) تدرك أن ما قبل العدوان على محور المقاومة في القنيطرة غير ما بعده ،وسيؤدي إلى نهاية بني سعود إن صبر شعب اليمن على بقائهم إلى ذلك الحين .
نعم تألّمنا لكن تعلّمنا أن نبقى بأعلى درجات اليقظة والتحسّب والجاهزية في مواجهة أسوأ السيناريوهات من عدو يقوده حقده وجنونه لكن تلجمه حساباته في بلد واجه حلف من العدوان والإرهاب وانتصر وفي محور وحلف مقاومة أثبت أنه الأقوى والأبقى والمنتصر .فهل ما تبقى من حكّام يستمعون إلى صوت من تبقى من حكماء يهمسون في آذانهم بأن المراد طحنهم في حروب صهيوأمريكية صرفة لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ وهل من سمع وتدبّر واعتبر وعقل؟
المصدر :
الدكتور سليم حربا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة