دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أدّى سقوط معبر «نصيب» على الحدود الأردنية السورية جنوب درعا بيد مسلّحي تنظيم «القاعدة»، قبل يومين، إلى قطع طريق التصدير الوحيدة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق. نجمت عن هذه السيطرة خسائر كبيرة بسبب عملية نهب طاولت أكثر من 150 شاحنة نقل لبنانية كانت تعبر من هناك، فيما أعلنت السلطات الأردنية إغلاق المعبر. الوضع المستجدّ في معبر «نصيب» قد يجرّ الويلات على الصادرات اللبنانية التي لم يعد لديها بديل سوى التصدير عبر البحر بكلفة أعلى وبتأخير في وصول السلع المصدرة من 10 أيام إلى شهر.
«تلقينا قبل يومين ضربة قاضية قد تؤدي إلى انهيار في الصادرات اللبنانية الزراعية والصناعية وتقلصها بنسبة 50%». هكذا يعلّق نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش على سقوط معبر نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا. يرى بكداش في سيطرة تنظيم «القاعدة» وفصائل «داعش» على هذا المعبر وعلى باقي المعابر التي تربط لبنان بالخليج والأردن والعراق بمثابة «إطلاق رصاصة الرحمة على الصادرات اللبنانية». أما رئيس نقابة الفلاحين ابراهيم الترشيشي، فقد أشار إلى أن سيطرة هذه التنظيمات على معبر نصيب أوقعت خسائر كبيرة بالشاحنات اللبنانية التي كانت تمرّ من هناك لتصدير بضائع الصناعيين والمزارعين اللبنانيين إلى دول الخليج اوالعراق. وقد استولى المسلحون على البضائع المصدرة، علماً بأن الأنباء تضاربت حول مصادرتهم الشاحنات أو تركها تذهب بعد مصادرة حمولتها. وطالب ترشيشي «السلطات الأردنية بالعودة عن قرار إغلاق المعبر لأنه الشريان الحيوي والوحيد للصادرات الزراعية اللبنانية، ويمرّ من خلاله أكثر من 300 ألف طن منها سنوياً».
ويشير بكداش إلى أن عدد الشاحنات التي تعبر الحدود السورية ــ الأردنية من خلال نقطة «نصيب» يصل إلى 50 شاحنة يومياً تتوزّع بين منتجات صناعية ومنتجات زراعية، إلا أن عددها اليوم سيتراجع إلى 25 شاحنة في أفضل التقديرات.
بواسطة هذا المعبر «كانت المنتجات التي تصدر إلى دول الخليج والأردن والعراق تصل رأساً إلى الزبون، أما اليوم، مع إغلاق المعبر، فإن التصدير عبر البحر سيؤدي إلى إطالة فترة التسليم للزبائن ويزيد الضغط على التزامات الصناعيين، لأن متوسط فترة التصدير عبر البحر هي أصلاً طويلة وتصل إلى شهر مقارنة بـ10 أيام في البرّ. وبالتالي فإن التصدير البحري يصل إلى مرفأ جدّة ومن هناك تذهب البضاعة إلى مقصدها النهائي بواسطة البرّ مجدداً، علماً بأن مرفأ جدّة أصبح مشغولاً بصورة شبه كاملة وتتراكم فيه البضائع بسبب ما أصبح عليه لجهة كونه مقصدا اساسيا لتوزيع البضائع الواردة إلى دول الخليج» وفق بكداش.
ومن أبرز تداعيات إقفال معبر نصيب، أن غالبية البضائع المجمعة التي تصدر في شحنة واحدة رغم كونها مملوكة لمجموعة أشخاص، تمرّ من هذا المعبر. هذه الشحنات تعود إلى صغار الصناعيين وصغار المزارعين الذين يجمّعون منتجاتهم في شحنة واحدة للتخفيف من كلفة تصديرها، إلا أن هذه المجموعات ليس لديها القدرة على استعمال الوسائل البحرية للتصدير علماً بأن خطوط التصدير البحرية أصلاً لا تناسبها.
ويشير رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين، انطوان الحويك، إلى أن هذا الحدث يأتي في نهاية موسم تصدير التفاح والموز والحمضيات بعدما توقف تصدير البطاطا من لبنان. ففي هذه الفترة من السنة ينتظر المزارعون لتصدير الموسم الجديد من بعض أصناف الفواكه، لكن لبنان يستورد حالياً البطاطا والبندورة والخضر. وبالتالي فإن هذه السلع قد تتأثّر بحسب طبيعة إغلاق المعبر والفترة الزمنية التي تبعد الأسواق عن ذروة المواسم أو نهايتها.
«رصاصة الرحمة» كما وصفها بكداش، تأتي بعدما أغلقت غالبية طرق التصدير البريّة التي تربط لبنان بدول الخليج عن طريق سوريا؛ ففي حزيران 2014 سيطر مسلحو «داعش» على معبر البوكمال الذي يربط سوريا بالعراق بعدما كانوا قد سيطروا على العديد من المعابر الحدودية... وقد انعكس هذا الأمر سلباً على الصادرات التي أصبحت خاضعة لعوامل القلق والخوف. اليوم صار هناك ترجمة عملية لعوامل الخوف والقلق، وباتت القدرة على التصدير البرّي أضعف.
المصدر :
الأخبار / محمد وهبة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة