دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
استمع مجلس الشعب في جلسته الختامية لأعمال الدورة العادية التاسعة من الدور التشريعي الأول التي عقدها اليوم برئاسة الدكتور فهمي حسن نائب رئيس المجلس إلى أجوبة وزيري الثقافة والإسكان والتنمية العمرانية حول واقع المراكز الثقافية ودورها في تحصين الأجيال ضد الأفكار المتطرفة والتكفيرية وجهود هيئات التخطيط والتطوير العقاري في مرحلة إعادة الإعمار.
وتركزت مداخلات أعضاء المجلس حول ضرورة الاهتمام بالمواقع الأثرية ووضع رؤية استراتيجية لتعزيز ثقافة الانتماء والمواطنة في ظل موجات الإرهاب والتكفير والإلغاء ونبذ الآخر،إضافة إلى معالجة مناطق السكن العشوائي وتعويض المواطنين المتضررين جراء إرهاب التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وأكد عضو المجلس حنين نمر أهمية تحصين الجبهة الداخلية لتكون سندا قويا للجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة من خلال محاسبة الفاسدين ومحاربة تجار الأزمات والمتلاعبين بالليرة السورية ومحتكري المواد التموينية والمعيشية “والارتقاء بمستوى أداء الإدارة بشكل عام عبر وضع معايير محددة لاختيار أصحاب المناصب من وزراء ومديرين ومحافظين”.
وأشار عضو المجلس جمال رابعة إلى ضرورة منح الأقلام الوطنية فرصة للكتابة في الصحف المحلية “وعدم الاقتصار على أسماء محددة تحتكر الزوايا المهمة فيها” إضافة إلى “وضع الآليات والاستراتيجيات اللازمة للارتقاء بالإعلام الوطني والبحث عن كوادر كفوءة” بعيدا عن المحسوبيات.
وطالب عضو المجلس عبد الله عبد الله “بإعادة النظر في قرار إغلاق المراكز الثقافية في الخارج ” لتبقى مكانا يجمع أبناء الوطن ومركز إشعاع ثقافي وحضاري حول العالم، في حين دعا عضو المجلس محمد خير الماشي إلى السماح بعبور السيارات التي تحمل لوحات سعودية ويملكها مواطنون سوريون عبر معبر نصيب الحدودي.
وأشار عضو المجلس محمد بخيت إلى أن سورية وبفضل صمود شعبها وجيشها الباسل ستنتصر على أعدائها الذين أتوا من أصقاع الأرض خدمة للصهيونية العالمية وأطماعها في منطقتنا العربية، في حين لفت عضو المجلس محمود دياب إلى ضرورة تعزيز قدرات الجيش العربي السوري ودعمه مالياً وبشرياً ووضع سياسات واضحة ومحددة للحد من ارتفاع سعر صرف الدولار وإطلاق حملة إعلامية للتوعية بمرض التهاب الكبد الوبائي وتحقيق عدالة التقنين بين جميع المناطق.
وطالب عضو المجلس حمود الصباغ بإرسال الصحف الرسمية إلى محافظة الحسكة عبر الجو وتقوية بث الاذاعات الوطنية لتغطي مناطق المحافظة كاملة داعيا إلى إحداث معمل للخميرة في مدينة الحسكة.
من جهته طالب عضو المجلس محمد علي الخبي بضرورة التعويض على المواطنين المتضررين الذين دمرت أملاكهم ومنازلهم نتيجة الأزمة التي تمر بها البلاد، كما دعت عضو المجلس مها شبيرو المثقفين العرب إلى الوقوف إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب وفضح المتآمرين من دول الرجعية العربية التي تعمل على إطالة أمد الأزمة في سورية.
ونوه أعضاء المجلس صبحي العبد الله وأحمد هلال وزكوان عاصي ومحمد ديب اليوسف وأحمد الفرج بصمود أهالي مدينة إدلب وإصرارهم بالتعاون مع الجيش العربي السوري على إعادة الأمن والاستقرار لربوع الوطن والحفاظ على وحدته الوطنية ومنع المتآمرين على مدى سنوات الأزمة من النيل من عزيمتهم أو بث الفرقة في صفوفهم، مشيرين إلى “أن الغارات التي تشنها دول الرجعية العربية ومشيخات النفط في الخليج على اليمن تصب بالدرجة الأولى في مصلحة الكيان الصهيوني ومشروعه الاستعماري في المنطقة”.
وفي معرض رده على أسئلة واستفسارات أعضاء المجلس أكد وزير الثقافة عصام خليل “أهمية إنجاز مشروع نهضوي ثقافي وطني في مواجهة الفكر التكفيري الظلامي الذي يحاول اجتياح المنطقة وعدم الاكتفاء بإدانة هذه الأفكار الغريبة عن مجتمعنا وإنما تسليط الضوء على نشأتها وسيرورتها وآليات مواجهتها” مبينا” أن إنضاج المشروع الثقافي الوطني يجب أن تشترك به جميع المؤسسات الحكومية والأهلية من خلال تفاعل حقيقي”.
وأشار إلى أن “العزوف عن الثقافة ليس وليد الأزمة لكن الأخيرة كشفت عمق هذا العزوف” مشددا في الوقت نفسه على “أن الثقافة رسالة تحمل مضامين إنسانية ووطنية وتربوية لا يمكن إرسالها دون تغيير ذهنية المجتمع ككل”، كما أنها ليست فعلا تظهر نتائجه فورا وإنما عمل نوعي تراكمي يظهر أثره في الأجيال القادمة.
ولفت خليل إلى أن “الوزارة تركز حاليا على الثقافة البصرية التي تستقطب اليوم جيل الشباب على اختلاف توجهاتهم إضافة إلى الأطفال، حيث يمكن من خلال المسرح والسينما والموسيقا تمرير الرسائل التي نريدها دون أن يكون ذلك تلقينا فجاً” موضحا “أن المؤسسة العامة للسينما تعمل على إنتاج أربعة أفلام سنويا وفق خطة مدروسة ومحددة إضافة إلى الانتقال بالسينما إلى الهواء الطلق ضمن الساحات العامة وداخل المراكز الثقافية بعد أن تراجعت دور السينما إلى حد غير معقول”.
وقال إن “المراكز الثقافية في الخارج كانت تؤدي دورها بمنطق الموظف المحض كما أنها لم تكن فاعلة في مجتمعاتها على النحو الذي يحولها إلى حامل معرفي للمشروع الثقافي الوطني لذلك تم تجميد عملها ووقف الاستنزاف المالي غير المسوغ الذي كانت تستهلكه”، مؤكدا “أن الثقافة ليست وظيفة وإنما هاجس وطموح وهم وتوجه إلى المستقبل لتشكل بذلك رديفا ايجابيا إضافيا للفعل الثقافي”.
بدوره أشار وزير الإسكان والتنمية العمرانية المهندس محمد وليد غزال إلى أن الوزارة “سيكون لها دور مهم” في مرحلة إعادة الإعمار من خلال المؤسسات التابعة لها مبينا أن الوزارة ستقوم بدراسة المخططات التنظيمية لجميع المناطق السكنية وفقا للطلبات الواردة إليها من المحافظات وأنها تدرس إمكانية تسليم 228 مسكنا للمواطنين المكتتبين عليها في محافظة الحسكة ضمن مشروع المؤسسة العامة للإسكان وذلك وفق الوضع الراهن لتلك المساكن.
ولفت غزال إلى أن الوزارة تقوم بوضع مخططات تنظيمية لمناطق السكن العشوائي والمناطق المتضررة وإعادة دراستها وفق أسس سليمة مع الخدمات الأساسية فيها، مبينا أن عدد مناطق السكن العشوائي في سورية بلغ 157 منطقة “نتيجة قصور السياسات الحكومية في معالجتها ووضع مخططات تنظيمية في تلك المناطق”.
ورفعت الجلسة إلى الساعة الثانية عشرة من يوم الأحد الواقع في7 حزيران القادم.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة