دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لقد اسقطت حرب "ناتو العرب " ألاخيرة على اليمن الكثير من الاقنعة التي تقنع بها بعض اصحابها من العرب كذبآ ورياء تملقآ احيانآ وبأحيان اخرى الهدف هو تحقيق بعض المصالح الضيقة والسعي لاكتساب شعبوية كاذبة مزيفة على جثث ألاطفال والنساء، فالبعض ذهب مرغمآ لهذه الحرب لارتهانه لمشروع ما او بهدف الانتفاع الشخصي ، والتفاصيل تطول هنا ولا تقصر فموضوع فكرة "الناتو العربي " الجديد وان تكون اليمن هي الساحة الأولى لاختبار نماذج نجاحات هذا الناتو العربي هي فكرة حمقاء بكل المقاييس ،وسيكون لها نتائج كارثية وتداعيات خطيرة على المنطقة كل المنطقة .
فاليوم لا يمكن لأي متابع لمسار تحركات هذه الحرب العدوانية على اليمن ان ينكر حقيقة ان هذه الحرب بطريقة عملها ومخطط سيرها ستجر المنطقة وألامة بأكملها ألى مستنقع الفوضى وألاحتراب بين أبناء ألامة الواحدة ،والكل يعلم ان المستفيد الوحيد من التداعيات المستقبلية لهذه الحرب هو الكيان الصهيوني ،ومع كل هذا وذاك فمازالت طبول الحرب تقرع على حدود اليمن برآ وبحرآ وطائرات الناتو العربي تغطي سماء اليمن ،والقصف يستمر والجوع يستمر ويموت أطفال اليمن ونساء اليمن ورجال اليمن ونستعد بفضل وبركة ناتو العرب لحرب مذهبية تقسيمية جديدة مسرحها الجديد هو اليمن .
وبالتزامن مع مشروع تفتيت وتدمير وتقسيم اليمن الذي يتم اليوم من خلال هذه الحرب الشعواء على اليمن التي "يعاني أكثر من 80% من أهله من فقر وضنك الحياه ومع كل هذا وذاك فمازالت كرامة وعزة الشعب اليمني مضرب مثل لكل من عرف هذا الشعب " ،فقد لأحظ جميع المتابعين كيف أنه قد اطل علينا بالفترة ألاخيرة بعض من يدعون انهم فلاسفة الاعلام ومنظري التحليل الفوقي ويدعون ايضآ انهم مثقفين عرب وماهم الا اصحاب عقول وافكار مضمحلة هولاء الذين يقراءون الواقع وفق ما يشتهون ووفق ما يرسمون له بمخيلتهم لكسب شهره او لبيع ذمة،فهؤلاء عندما يروجون اليوم لأستمرار الحرب على اليمن الأ يعلمون ان نتائج ومكاسب هذه الحرب ستكون على حساب دماء الابرياء وجثث الاطفال ودموع الثكالى، وهذا أن دل على شيء فهو لايدل الا على غباء وحمق يعيشه بعض هؤلاء فليس هكذا تورد الابل ياحمقاء ألاعلام .
فاليوم وللأسف هناك "متطفلين" على الاعلام العربي الذي يدعي الشفافية والحياد، وللأسف اصبح هؤلاء هم مثقفي هذه الامه واصحاب الفكر القومي الحديث رغم اضمحلال افكارهم وغباء تحليلهم وسوء تقديرهم ولكن الذي أوصلهم الى هذه المرتبه والمكانة المرموقة، هو قدرتهم على التكيف السريع وتبديل مبادئهم وثوابتهم بتغير المرحلة، فهم أيضآ يملكون من النفاق والكذب والتدجيل الشيء الكثير وهم سريعو الحركة فكل ساعة تتغيير مصالحهم بتغير قواعد اللعبة، وهنا فعندما أتحدث عن الاعلام العربي فلأسف اذكر هنا بعض الحقائق، ومنها ان الاعلاميين المزيفين اليوم بدأو بالخروج من جحورهم مستغلين حالة مايسمى" الفوضى العربيه "لاظهار أنفسهم فهؤلاء أحيانآ نشاهدهم مع هذه الفوضى المصطنعة واحيانآ اخرى هم ضد هذا الفوضى فهؤلاء هم انتهازيو الاعلام العربي الجدد هؤلاء هم من يتسلقون بغبائهم وتحليلهم السخيف وكذبهم ونفاقهم ودجلهم ورعونة افكارهم الى اعالي القمم السلطوية الاعلامية الذين لايسعون من خلال عروبتهم "المزيفه" هذه الا للوصول الى مصالحهم الضيقة وليس ألا أي شيء فيه خير للعرب وللعروبه.
ففي هذه المرحلة يجب ان تصحو هذه ألامة لتدرك حجم أزمتها وواقعها الذي ادخلها بنفق مظلم ،فاليوم تعيش الامه العربية والاسلامية أسوء حالات الانكسار والانهزام امام المشروع الصهيو –امريكي ،الذي يحارب اليوم علنآ العرب بالعرب والمسلميين بالمسلميين ،ولقد أثبتت المرحلة الحالية وتقاطعات هذا المشروع وامتداده على أكثر من منطقة على أمتداد مساحه الجغرافيا والديمغرافيا العربية وألاسلامية ان هذا المشروع أنتقل اليوم من مشروع أصطناع الفوضى والخراب بالبلاد العربية وألاسلامية الى مرحلة الاجهاز على هذه ألامة والسعي لتركيعها .
ختامآ ،،فاليوم على كل عربي ومسلم شريف ان يقف وقفة حق مع عروبته وأسلامه ، وأن لايكون شريكآ بمشروع التدمير والتمزيق والاجهاز على هذه ألامة ،فالحدث الجلل وعدوان "ناتو العرب "الشامل على اليمن يستدعي حالة من الصحوة الذهنية والتاريخية عند كل العرب والمسلميين ،فالمرحلة لم تعد تحتمل وجود مزيدآ من ألأنقسام والتفتيت والتمزيق لهذه ألامة جغرافيآ وديمغرافيآ،وهذه دعوة الى النظام السعودي الذي يجر اليوم المنطقة وألامة بأكملها نحو الأنتحار التدريجي الى التعقل بأفعاله وقراءة الواقع بحكمة وبمنطق الواقع والاحتكام الى العقل بدل التصرفات ألانفعالية وردات الفعل المتسرعة فنحن اليوم كم كنا نتمنى ان يعود دور السعودية كما كان بعهد الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعآ فنحن نتمنى ان تكون السعودية مرتكزآ كما كانت لقضايا ألامة العربية مرتكزآ لوحدة هذه ألامة ،فالسعودية لها مواقف تاريخية لايمكن لعربي أن ينكرها من كل قضايا ألاقليم من حرب تشرين 1973مرورآ باتفاق الطائف 1989اللبناني ،مروررآ بقضايا ومواقف عدة كان للسعودية مواقف مشرفة فيها ويفتخر بها كل عربي ومسلم ، ولكن يبدو واضحآ ان سياسة السعودية بالعقد ألاخير قد أختلفت اختلافآ كليآ عن ما نتمنى ونعول عليه من دور سعودي ايجابي لحل شامل لكل قضايا المنطقة ،والعدوان السعودي ألاخير على اليمن كسر أخر رهاناتنا على هذا الدور الذي كنا نتمنى ان تلعبه السعودية بالمنطقة ....
المصدر :
الماسة السورية//هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة