على حين برزت مؤشرات إخفاق العدوان الذي تشنه السعودية مع حلفائها على اليمن، تمخضت قمة شرم الشيخ عن اتفاق «مبدئي» لتشكيل «قوة عسكرية عربية» مهمتها التصدي للإرهاب! تحفظ عليه العراق.

ولعل أوضح مؤشرات الفشل هو التقدم الذي واصلت حركة أنصار اللـه وحلفاؤها تحقيقه ميدانياً رغم عدوان «عاصفة الحزم»، ولجوء الطائرات السعودية إلى قصف أهداف مدنية كمحطة الكهرباء وشركة تعبئة الغاز والسجن المركزي في مدينة صعدة، إضافة إلى القصف الذي تشنه على مطارات الحديدة وصنعاء.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن إسقاط طائرتين سعودية ومصرية فوق سماء العاصمة اليمنية.

وأكد المتحدث باسم «عاصفة الحزم» أن السعودية ستقوم بعملية برية إذا تطلب الأمر ذلك ولن تكون التضاريس عائقاً أمامها، إلا أنه أقر بأنه لا «عملية برية كبيرة مخططاً لها الآن»، مشيراً إلى استهداف قوات السعودية البرية بالمدفعية لمواقع لأنصار اللـه على الحدود.

وأسفرت الغارات الجوية خلال الأيام الثلاثة الماضية عن سقوط 73 ضحية بينهم نساء وأطفال و146 جريحا وفقاً لحصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة اليمنية.

ومع تأكيد روسيا وإيران ضرورة الحل السياسي ودعوتهما لوقف القصف على اليمن، رفض رياض ياسين وزير الخارجية اليمني الموالي لعبد ربه منصور هادي، والمنتشي بالقصف السعودي، أي حوار مع أنصار اللـه قبل استسلامهم.

وقال ياسين في مؤتمر صحفي في شرم الشيخ حيث اختتمت القمة العربية الدورية: إنه لن تجري «مفاوضات أو حوار (مع أنصار اللـه) ما دامت الحكومة الشرعية لم تستعد السيطرة على كل الأراضي اليمنية»!

في المقابل، وصف القيادي في حركة أنصار اللـه معروف البخيتي الموقفان الإيراني والروسي بالدعوة للحل السياسي بالمشرف، وذكّر السعوديين بالحرب السابقة ضد حركته عام 2009، «وكيف فرضنا عليهم وقف إطلاق النار»، وأضاف: «لم نرد حتى الآن على الاعتداء ونعطي فرصة للخصوم والعرب حتى يراجعوا خياراتهم».

وانتقد البخيتي ما صدر عن القمة العربية، مؤكداً أنه يشكل «أزمة بحد ذاته»، وذلك بعد أن دعا البيان الختامي للقمة «المقاتلين الحوثيين للتوقف عن استيلائهم على السلطة وتسليم أسلحتهم».

وقال الرئيس الدوري للجامعة العربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اليوم الثاني والأخير من القمة العربية: إن «القادة العرب اتفقوا على مبدأ تشكيل قوة عسكرية عربية»، من دون إعطاء أية تفاصيل، ومنح القادة العرب أنفسهم مهلة أربعة أشهر للاتفاق حول آلياتها وأهدافها وتشكيلتها.

وفي خروج عن اللياقات الدبلوماسية، رد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بفظاظة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا في كلمة أمام القمة العربية إلى حلول سلمية للأزمات في سورية واليمن وليبيا، وبحسب مراقبين فإن لغة الفيصل الذي اعتبر أن روسيا «جزء أساسي من المآسي التي تمس الشعب السوري»، أحرجت مضيفيه المصريين الذين سجلوا للقمة التي ينظمونها إنجازاً بكلمة بوتين.

في طهران، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال في السفارة التركية باريش سايجن احتجاجاً على التصريحات السلبية التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان ضد إيران مؤخراً.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-03-29
  • 5384
  • من الأرشيف

الفيصل يحرج مضيفيه المصريين بتهجمه على بوتين.. وطهران تستدعي القائم بالأعمال التركي...

على حين برزت مؤشرات إخفاق العدوان الذي تشنه السعودية مع حلفائها على اليمن، تمخضت قمة شرم الشيخ عن اتفاق «مبدئي» لتشكيل «قوة عسكرية عربية» مهمتها التصدي للإرهاب! تحفظ عليه العراق. ولعل أوضح مؤشرات الفشل هو التقدم الذي واصلت حركة أنصار اللـه وحلفاؤها تحقيقه ميدانياً رغم عدوان «عاصفة الحزم»، ولجوء الطائرات السعودية إلى قصف أهداف مدنية كمحطة الكهرباء وشركة تعبئة الغاز والسجن المركزي في مدينة صعدة، إضافة إلى القصف الذي تشنه على مطارات الحديدة وصنعاء. وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن إسقاط طائرتين سعودية ومصرية فوق سماء العاصمة اليمنية. وأكد المتحدث باسم «عاصفة الحزم» أن السعودية ستقوم بعملية برية إذا تطلب الأمر ذلك ولن تكون التضاريس عائقاً أمامها، إلا أنه أقر بأنه لا «عملية برية كبيرة مخططاً لها الآن»، مشيراً إلى استهداف قوات السعودية البرية بالمدفعية لمواقع لأنصار اللـه على الحدود. وأسفرت الغارات الجوية خلال الأيام الثلاثة الماضية عن سقوط 73 ضحية بينهم نساء وأطفال و146 جريحا وفقاً لحصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة اليمنية. ومع تأكيد روسيا وإيران ضرورة الحل السياسي ودعوتهما لوقف القصف على اليمن، رفض رياض ياسين وزير الخارجية اليمني الموالي لعبد ربه منصور هادي، والمنتشي بالقصف السعودي، أي حوار مع أنصار اللـه قبل استسلامهم. وقال ياسين في مؤتمر صحفي في شرم الشيخ حيث اختتمت القمة العربية الدورية: إنه لن تجري «مفاوضات أو حوار (مع أنصار اللـه) ما دامت الحكومة الشرعية لم تستعد السيطرة على كل الأراضي اليمنية»! في المقابل، وصف القيادي في حركة أنصار اللـه معروف البخيتي الموقفان الإيراني والروسي بالدعوة للحل السياسي بالمشرف، وذكّر السعوديين بالحرب السابقة ضد حركته عام 2009، «وكيف فرضنا عليهم وقف إطلاق النار»، وأضاف: «لم نرد حتى الآن على الاعتداء ونعطي فرصة للخصوم والعرب حتى يراجعوا خياراتهم». وانتقد البخيتي ما صدر عن القمة العربية، مؤكداً أنه يشكل «أزمة بحد ذاته»، وذلك بعد أن دعا البيان الختامي للقمة «المقاتلين الحوثيين للتوقف عن استيلائهم على السلطة وتسليم أسلحتهم». وقال الرئيس الدوري للجامعة العربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اليوم الثاني والأخير من القمة العربية: إن «القادة العرب اتفقوا على مبدأ تشكيل قوة عسكرية عربية»، من دون إعطاء أية تفاصيل، ومنح القادة العرب أنفسهم مهلة أربعة أشهر للاتفاق حول آلياتها وأهدافها وتشكيلتها. وفي خروج عن اللياقات الدبلوماسية، رد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بفظاظة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا في كلمة أمام القمة العربية إلى حلول سلمية للأزمات في سورية واليمن وليبيا، وبحسب مراقبين فإن لغة الفيصل الذي اعتبر أن روسيا «جزء أساسي من المآسي التي تمس الشعب السوري»، أحرجت مضيفيه المصريين الذين سجلوا للقمة التي ينظمونها إنجازاً بكلمة بوتين. في طهران، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال في السفارة التركية باريش سايجن احتجاجاً على التصريحات السلبية التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان ضد إيران مؤخراً.  

المصدر : الماسة السورية/الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة