لست موسى ليكلمني الله من جبل سيناء كي يطمئن قلبي .. واذا كان الله لايكلم البشر الا من على جبل سيناء فانني أعتذر ان قلت بأن قلبي لم يعد مطمئنا لجبال سيناء .. بل انه لايطمئن الا من على جبل دمشق ..

وان كان هناك كلام سأقوله لله من فوق جبل دمشق فانه لن يكون لأطلب عفوا ولاغفرانا لأن قلبي مطمئن طالما أنه في الشام وقد رضيت عنه أمه الشام .. ولن أطلب من الله مقعدا في الجنة التي حجزها المؤمنون واحتكرتها العمامات .. ولا أريده أن يسكنني في حوصلة طير أخضر من طيورها كما وعد .. ولاأن يحيطني بالغرانيق .. بل اني كنت سأطلب منه أن يحول الغيوم الى خيول .. وأن يسكب لي ضوء الشمس في زجاجات أسكبها في عيون هذا الشرق المظلم الأعمى .. وأن يطحن لي الزمن المستقبل في مطحنة القهوة لأسقي فم هذا الشرق المريض المثقل بالكرى والنعاس بالماضي عله يفيق .. ولطلبت منه أن يحيل الغيوم الى مكتبات عملاقة تمطر كتبا وعلما لاماء .. وينهمر منها أرسطو وسقراط وابن رشد وابن عربي .. لايتوقف سكبها حتى يحدث طوفان نوحي آخر ليس فيه ماء بل كتب لتقرأ .. طوفان يجرف فيه كل مايكتب في هذا الزمن الوهابي الصهيوني .. هذا الزمن الذي يرقص فيه الاسرائيليون فرحا على جثثنا وفي مطاراتنا .. لأن أمة يرقص اعداؤها على ترابها لاتستحق هذا التراب ولاأن يسقى هذا التراب ماء .. ويستحق الراقص أن يمتلك التراب ومن فوق التراب .. وتستحق طوفانا نوحيا يكون فيه طوفان نوح الأول جدولا صغيرا ..

فقد شاهدنا كيف رقص الاسرائيليون في مطار عمان دون توقف ودون خوف ودون وجل .. لقد سقط عامل الخوف من غضب العربي .. ولم يعد العرب يخيفون الا أنفسهم .. رأينا كيف كان الراقصون الاسرائيليون مبتهجين وكأنهم في حفلة في حديقة بيتهم وهم يرقصون بتحدّ وسط ذلك القطيع العربي المذهول المشلول في مطار عربي .. وكان القطيع يراقب الرقص اليهودي كما يراقب قطيع البقر الوحشي - وهو لايتوقف عن قضم الحشائش والبرسيم - مجموعة من الضباع تفترس عجلا منها .. لم يجرؤ ابن امرأة على ان ينهرهم .. ولا أن يصفعهم .. ولاأن يرفع عقيرته محتجا ولاأن يرميهم بجريدة تثرثر عن التضامن العربي والغضب العربي والثورات العربية والربيع العربي .. وكان العرب حولهم يتفرجون كالأذلاء ويشبهون من يجلس يستمع الى صرير سرير زوجته يعتز بعنف من وطء سيده لها .. وبالطبع لم يبق في الاردن دقامسة واحد يطلق عليهم رصاصة واحدة .. فقد أفرغ أشاوسة الاردن من المجاهدين رصاصه في سورية والعراق واليمن لأنهم ذهبوا جميعا يريدون قتال السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد وايران .. ولم يبق في الأردن سوى ملك أمه يهودية وملكة تمارس الكابالاه .. ولو كان من في المطار مسلمون شيعة  ينشدون الأغاني الحزينة على استشهاد الامام الحسين لامتلأ المطار بالمدافعين عن دين الله وسنة رسوله ولشهدنا موقعة قادسية في قلب المطار .. وغسلت صالاته بالدم "الصفوي" المراق على الجنبات ..

عجبت للاسرائيليين كيف لايرقصون في كل بيت عربي .. وفي كل دار .. وفي كل غرفة .. وعلى كل سرير .. وليس في مطار .. وهم يرون العرب يقتلون العرب والمسلمين يقتلون المسلمين .. وأهل داحس يقتلون اهل الغبراء .. وأهل الغبراء يقتلون أهل داحس .. عجبت للاسرائيليين كيف لايرقصون في مطار القاهرة كل يوم .. وفي مطار دبي كل ساعة .. ومطار الكويت ومطار الدوحة ومطار استانبول ومطار بيروت .. ومطار بنغازي ومطار الدار البيضاء ومطار الخرطوم .. ومطارات آل سعود .. فكل مطارات العرب صارت ملكهم .. الا مطار دمشق الذي يريد زهران علوش أن يفتحه لهم على سنة الله ورسوله محمد بن عبد الوهاب ..

كيف لايرقص الاسرائيليون وقد تبرع العرب لأكل العرب؟ .. وكيف لايرقصون وقد صار بال العربي المؤمن غير مشغول بسؤاله المحوري التقليدي في الوجود وأقصد سؤال: الحلال والحرام؟ .. فلم يعد الحلال والحرام هما مايؤرق العربي .. بل فقه النكاح .. ولم يعد الناكح والمنكوح مشغولين بالحلال والحرام طالما انه في أرض الجهاد .. ولم يعد السؤال ان كان القتال الى جانب الناتو حلالا أم حراما .. وان كان قتل الناس حلالا أو حراما .. وذبح الفقراء حلالا أم حراما .. لأن سؤالا آخر حل محل سؤال الحلال والحرام وهو: من هو السني ومن هو الشيعي .. فأن تكون سنيا أو لاتكون .. تلك هي القضية !!..

كيف لايرقص الاسرائيليون وقد فصلنا الخلية عن الخلية والذرات عن الذرات ؟؟ فصارت عندنا ذرات شيعية وذرات سنية .. وتقاتلت الكتروناتنا السنية مع الكتروناتنا الشيعية .. وصارت القنابل الذرية اما شيعية أو سنية .. والهيدروجين السني لايلتقي بالأوكسجين اذا كان شيعيا ولو مات الشرق كله من الظمأ .. فلا هطل القطر ..

تخيلوا أنني منذ عام تقريبا تساءلت بسخرية في مقال بعنوان ( أنا أذبح اذا انا موجود.. كيف اخترع النظام السوري داعش؟ وكيف تشيّع أوباما؟؟

وقلت بالحرف:

" ..لذلك وحسب ديكارتية الثورة السورية .. اذا كانت داعش من صنع النظام فلم لا يكون بنيامين نتنياهو له كرامات الأولياء .. والمجاهدين .. وهو الذي حمى اسرائيل والثوار العرب من مغامرات حزب الله .. بل لم لايكون باراك حسين أوباما عميلا "مجوسيا" لايران وهو شيعي صفوي لأن اسم أبيه حسين ؟؟ وهو لاشك يحتفل بعاشوراء وليس عيد الميلاد .. ولهذا فانه متآمر على الثورة السورية كونه شيعيا من كينيا ؟؟؟ !! أسئلة من مقاس أسئلة نظريات الطيور والأسماك والضفادع التي على أشكالها تقع" ..

ولكني لم اكن أدرك ان السؤال يمكن ان تتعاطاه قوة عقلية سليمة .. وضحكت جدا أنني سمعت من احدى السيدات "الحرائر" بعد عدة اسابيع أنها سمعت ان أوباما شيعي .. ضحكت رغم أني كنت أعلم انني مصدر تلك النكتة..

لكن لم اصدق نفسي وانا استمع الى محي الدين اللاذقاني وهو يتبنى هذه النظرية ويفسرها كما يفسر عالم البيولوجيا ظاهرة بيولوجية علمية أو يشرح سيكولوجية المرأة والرجل .. فقد قال ان أوباما كيني من اب كيني شيعي وأن الصغير اوباما تأثر ببيئة والده في مومباسا وحمل التشيع في وجدانه اللاواعي .. وان اسمه الوسط هو حسين لأنه ينتمي لعقيدة اهل الحسين الشيعة ..ولذلك فانه يتعاطف مع ايران وحلفائها ..

صدقوني لااعرف كيف تلقيت الأمر .. لأن محي الدين اللاذقاني كان يباهي أنه كتب قصيدة ثائرة في شبابه سماها "أغنية خارج السرب" .. وأذكر أنني في صدفة غريبة في التسعينات وفي زيارتي لاحدى العواصم "العربية" كنت في دعوة في مكان عام واستمعت الى رجل أصلع أطلق لحية كبيرة وطاف سالفاه كشلالين ينبثقان من صخر الصلعة الأملس .. كان يقول للجالسين معي انه سجن في سورية لأن الدولة أيام احداث الاخوان وضعته في السجن لحمايته من غضب الاخوان على تجرؤه على منطلقاتهم وبسبب تلك القصيدة ولأنه كان أميل الى الماركسيين !!! .. وكنت أراقب صامتا وأحس بالتعاطف مع "البطل" وأرمقه ببعض الاعجاب بشجاعته .. ويومها مال عليّ أحد الجالسين وقال هامسا بسخرية من "البطل" الماركسي: سأذهب الى السوق لأشتري مقصا لأتبرع به الى ذلك "البطل" (صاحب السرب والأغنية التي طارت خارج السرب) .. سيتبرع صاحبي له بالمقص ليقص لحيته وشعره الطويل لأنه كان كما قال منفرا ومثيرا للاشمئزاز ولم يجد صاحبه عميقا بما يكفي لفيلسوف ماركسي .. وكان ذلك الجالس البطل صاحب (الاغنية خارج السرب) للصدف هو: "محي الدين اللاذقاني" نفسه الذي يفصل ثياب التشيع على أوباما ويفضح لنا كربلائيته المقيتة .. وكان اللاذقاني يومها قد أطال شعره ولحيته وبدا أشبه بكارل ماركس مقلوب أو ممسوخ .. واذا بكارل ماركس المقلوب اليوم يطلق أغنيته التي خبأها في لحيته التي قصرت وعاد بها الى السرب .. واذ بأغنيته التي لم أفكر بقراءتها بعد تعليق صاحبي ليست خارج السرب كما روج وثرثر .. بل من داخل السرب الوهابي .. واذا بميله الى الماركسيين يتجلى في ابداع اكتشاف شيعية أوباما لأن أوباما لايحرر له سورية ولايستجيب لقلق السعودية .. عقل كهذا لابد أنه يعتقد أن الأرض يحملها ثور على قرنيه .. ولايحتاج الا مقصا يقص به الزوائد الدودية في عقله .. أليس عيبا أن يصل الأمر ببعضنا أنه لم يعد يهمه ان يبقي على مقدار ضئيل من احترام الذات وبعض العقلانية في الطرح .. وأن ينجذب الى أية خرافة .. والى أية طاولة في مقهى أو كازينو .. وان يطارح أية نظرية الغرام .. وأن لايهمه الا مجامعة نزوة الكراهية .. حتى وان كانت هي بعينها ثقافة النكاح ..

مسكين اوباما .. فالمسيحيون الجدد ينبذونه لأنه يحمل اسما مسلما من أحب الأسماء الى قلوبهم .. حسين .. والبيض يرون فيه رجلا أسود فقط .. والمسلمون يرون فيه شيعيا صفويا .. والله عيب يامحي الدين أن يكون عقلك مقلوبا بهذا الشكل ..

لاأدري كيف سينتهي هذا الوباء الذي ينتشر .. فسبحان من سخر للاسرائيليين كل هذا "وماكانوا له مقرنين" .. وسبحان الذي جعلنا نرى كل شيء في الكون شيعيا وسنيا .. الكرملين والبيت الأبيض والرمل والبحر والقمر والشمس .. حتى الطيور التي تسافر فوق ايران شيعية .. والطيور التي لاتمر فوق ايران سنية .. والريح التي تهب من ايران شيعية والتي تهب عليها سنية .. ولاندري مذهب ديفيد كاميرون فربما أثبت أنه من اهل السنة اذا لم يتقارب مع ايران فيما ينبش اللاذقاني تاريخ الرئيس الصيني ويكتشف أن جده كان محاربا في جيش جنكيز خان أو هولاكو وعندما دخل بغداد وأغرق كتبها فانه تعرف على مذهب آل البيت وتشيع منذ ذلك الوقت وأحب الحزب الشيوعي الصيني لأنه حسبه شيعيا ..

وبعد هذا لانعرف لم يرقص الاسرائيليون في المطارات العربية .. وهم يرون عشرة جيوش عربية ومن بينها جيش أبو مازن الفلسطيني (الذي سيتحرك حسب منسوب رواتبه التي ينتظرها من الجنرال دايتون) تلتحم لقتل الفقراء في اليمن .. الجيوش التي صدئت بنادقها وطائراتها وصدئ رجالها وصدئت شنباتهم ولم تتحرك منذ ستين عاما من مكانها تتنحنح الآن ويدب النشاط في صدئها ويجري الزيت الأسود في مفاصلها وعروقها .. هذه الجيوش التي تيبست مفاصلها والتحمت فقرات ظهرها تريد أن تقفز وتثب نحو اليمن .. انها الجيوش التي صدئت فلسطين بانتظارها .. وصدئ الغضب الساطع .. وصوت فيروز وصدئت المسامير في أحذية الاسرائيليين وهم يقفون ينتظرونها للقتال منذ قرن كامل ..

 

وكما ملأنا يوما قلب عليّ قيحا .. وشحنّا صدره غيظا .. فانني لم أعد أذكر من كل شعر العرب في هذه الأيام ماأقوله للعرب سوى أبيات أكررها منذ أربع سنوات لشاعر دمشق الأكبر نزار قباني وهو يشكو من هذا الزمن .. زمن الأغاني خارج السرب التي يرقص على نغماتها كل صهاينة العالم في مطاراتنا :

قادم من مدن الملح إليكم

وسؤال واحد يحرقني ..

ما الذي يحدث في تاريخنا ؟

سمك يبلع خلفي سمكاً

شجر يأكل خلفي شجراً

تغلب تطعن خلفي مضرا

خالد يذبح خلفي عمرا

نحن لم نقتل بسيف أجنبي

بل قتلنا كذئاب ..

بعضنا

الى أبناء هذه الأمة التي تغني خارج سرب العقل أهديكم هذا المشهد لرقص يهودي فوق جثث السرب:

https://www.youtube.com/watch?v=49-_pM17LhQ

وهذه هي أغنية خارج السرب لصاحبها الماركسي المقلوب .. لاأدري هل تبكيكم أم تضحككم أم ستذرفون دموعكم من عبثيتها !!.. انها أغنية لاتنتمي الى أي سرب .. بل أغنية من داخل القطيع الوهابي الصهيوني .. فتمتعوا:

https://www.youtube.com/watch?v=TRVvGOfym-w

ولكني أقول لكم بأن كل هذا لن يغير في عزمنا شيئا بل سيزيدنا يقينا أننا نحن من يمكن ان نكلم الله لأننا نقف على جبل دمشق .. لأنه زمن لايطل الله فيه ولايتكلم من جبل سيناء طالما أنه لايحارب الباطل .. ولم يبق لله الا جبل دمشق يكلم الناس منه .. ولذلك سنسقط الاغنية التي خرجت من السرب والتي بقيت فيه وسنسقط سرب الغربان .. وسنسقط كل جناح طار مع هذا السرب .. وقد يرقص الراقصون الاسرائيليون في كل مطارات العالم .. الا .. في مطار دمشق ..

وعد وعدناه .. وقطعناه لله من فوق جبل قاسيون .. أعلى قمم العالم ..

  • فريق ماسة
  • 2015-03-28
  • 11288
  • من الأرشيف

ولماذا لايرقصون على أغاني السرب الوهابي؟؟ كلام مع الله من جبل دمشق ..

لست موسى ليكلمني الله من جبل سيناء كي يطمئن قلبي .. واذا كان الله لايكلم البشر الا من على جبل سيناء فانني أعتذر ان قلت بأن قلبي لم يعد مطمئنا لجبال سيناء .. بل انه لايطمئن الا من على جبل دمشق .. وان كان هناك كلام سأقوله لله من فوق جبل دمشق فانه لن يكون لأطلب عفوا ولاغفرانا لأن قلبي مطمئن طالما أنه في الشام وقد رضيت عنه أمه الشام .. ولن أطلب من الله مقعدا في الجنة التي حجزها المؤمنون واحتكرتها العمامات .. ولا أريده أن يسكنني في حوصلة طير أخضر من طيورها كما وعد .. ولاأن يحيطني بالغرانيق .. بل اني كنت سأطلب منه أن يحول الغيوم الى خيول .. وأن يسكب لي ضوء الشمس في زجاجات أسكبها في عيون هذا الشرق المظلم الأعمى .. وأن يطحن لي الزمن المستقبل في مطحنة القهوة لأسقي فم هذا الشرق المريض المثقل بالكرى والنعاس بالماضي عله يفيق .. ولطلبت منه أن يحيل الغيوم الى مكتبات عملاقة تمطر كتبا وعلما لاماء .. وينهمر منها أرسطو وسقراط وابن رشد وابن عربي .. لايتوقف سكبها حتى يحدث طوفان نوحي آخر ليس فيه ماء بل كتب لتقرأ .. طوفان يجرف فيه كل مايكتب في هذا الزمن الوهابي الصهيوني .. هذا الزمن الذي يرقص فيه الاسرائيليون فرحا على جثثنا وفي مطاراتنا .. لأن أمة يرقص اعداؤها على ترابها لاتستحق هذا التراب ولاأن يسقى هذا التراب ماء .. ويستحق الراقص أن يمتلك التراب ومن فوق التراب .. وتستحق طوفانا نوحيا يكون فيه طوفان نوح الأول جدولا صغيرا .. فقد شاهدنا كيف رقص الاسرائيليون في مطار عمان دون توقف ودون خوف ودون وجل .. لقد سقط عامل الخوف من غضب العربي .. ولم يعد العرب يخيفون الا أنفسهم .. رأينا كيف كان الراقصون الاسرائيليون مبتهجين وكأنهم في حفلة في حديقة بيتهم وهم يرقصون بتحدّ وسط ذلك القطيع العربي المذهول المشلول في مطار عربي .. وكان القطيع يراقب الرقص اليهودي كما يراقب قطيع البقر الوحشي - وهو لايتوقف عن قضم الحشائش والبرسيم - مجموعة من الضباع تفترس عجلا منها .. لم يجرؤ ابن امرأة على ان ينهرهم .. ولا أن يصفعهم .. ولاأن يرفع عقيرته محتجا ولاأن يرميهم بجريدة تثرثر عن التضامن العربي والغضب العربي والثورات العربية والربيع العربي .. وكان العرب حولهم يتفرجون كالأذلاء ويشبهون من يجلس يستمع الى صرير سرير زوجته يعتز بعنف من وطء سيده لها .. وبالطبع لم يبق في الاردن دقامسة واحد يطلق عليهم رصاصة واحدة .. فقد أفرغ أشاوسة الاردن من المجاهدين رصاصه في سورية والعراق واليمن لأنهم ذهبوا جميعا يريدون قتال السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد وايران .. ولم يبق في الأردن سوى ملك أمه يهودية وملكة تمارس الكابالاه .. ولو كان من في المطار مسلمون شيعة  ينشدون الأغاني الحزينة على استشهاد الامام الحسين لامتلأ المطار بالمدافعين عن دين الله وسنة رسوله ولشهدنا موقعة قادسية في قلب المطار .. وغسلت صالاته بالدم "الصفوي" المراق على الجنبات .. عجبت للاسرائيليين كيف لايرقصون في كل بيت عربي .. وفي كل دار .. وفي كل غرفة .. وعلى كل سرير .. وليس في مطار .. وهم يرون العرب يقتلون العرب والمسلمين يقتلون المسلمين .. وأهل داحس يقتلون اهل الغبراء .. وأهل الغبراء يقتلون أهل داحس .. عجبت للاسرائيليين كيف لايرقصون في مطار القاهرة كل يوم .. وفي مطار دبي كل ساعة .. ومطار الكويت ومطار الدوحة ومطار استانبول ومطار بيروت .. ومطار بنغازي ومطار الدار البيضاء ومطار الخرطوم .. ومطارات آل سعود .. فكل مطارات العرب صارت ملكهم .. الا مطار دمشق الذي يريد زهران علوش أن يفتحه لهم على سنة الله ورسوله محمد بن عبد الوهاب .. كيف لايرقص الاسرائيليون وقد تبرع العرب لأكل العرب؟ .. وكيف لايرقصون وقد صار بال العربي المؤمن غير مشغول بسؤاله المحوري التقليدي في الوجود وأقصد سؤال: الحلال والحرام؟ .. فلم يعد الحلال والحرام هما مايؤرق العربي .. بل فقه النكاح .. ولم يعد الناكح والمنكوح مشغولين بالحلال والحرام طالما انه في أرض الجهاد .. ولم يعد السؤال ان كان القتال الى جانب الناتو حلالا أم حراما .. وان كان قتل الناس حلالا أو حراما .. وذبح الفقراء حلالا أم حراما .. لأن سؤالا آخر حل محل سؤال الحلال والحرام وهو: من هو السني ومن هو الشيعي .. فأن تكون سنيا أو لاتكون .. تلك هي القضية !!.. كيف لايرقص الاسرائيليون وقد فصلنا الخلية عن الخلية والذرات عن الذرات ؟؟ فصارت عندنا ذرات شيعية وذرات سنية .. وتقاتلت الكتروناتنا السنية مع الكتروناتنا الشيعية .. وصارت القنابل الذرية اما شيعية أو سنية .. والهيدروجين السني لايلتقي بالأوكسجين اذا كان شيعيا ولو مات الشرق كله من الظمأ .. فلا هطل القطر .. تخيلوا أنني منذ عام تقريبا تساءلت بسخرية في مقال بعنوان ( أنا أذبح اذا انا موجود.. كيف اخترع النظام السوري داعش؟ وكيف تشيّع أوباما؟؟ وقلت بالحرف: " ..لذلك وحسب ديكارتية الثورة السورية .. اذا كانت داعش من صنع النظام فلم لا يكون بنيامين نتنياهو له كرامات الأولياء .. والمجاهدين .. وهو الذي حمى اسرائيل والثوار العرب من مغامرات حزب الله .. بل لم لايكون باراك حسين أوباما عميلا "مجوسيا" لايران وهو شيعي صفوي لأن اسم أبيه حسين ؟؟ وهو لاشك يحتفل بعاشوراء وليس عيد الميلاد .. ولهذا فانه متآمر على الثورة السورية كونه شيعيا من كينيا ؟؟؟ !! أسئلة من مقاس أسئلة نظريات الطيور والأسماك والضفادع التي على أشكالها تقع" .. ولكني لم اكن أدرك ان السؤال يمكن ان تتعاطاه قوة عقلية سليمة .. وضحكت جدا أنني سمعت من احدى السيدات "الحرائر" بعد عدة اسابيع أنها سمعت ان أوباما شيعي .. ضحكت رغم أني كنت أعلم انني مصدر تلك النكتة.. لكن لم اصدق نفسي وانا استمع الى محي الدين اللاذقاني وهو يتبنى هذه النظرية ويفسرها كما يفسر عالم البيولوجيا ظاهرة بيولوجية علمية أو يشرح سيكولوجية المرأة والرجل .. فقد قال ان أوباما كيني من اب كيني شيعي وأن الصغير اوباما تأثر ببيئة والده في مومباسا وحمل التشيع في وجدانه اللاواعي .. وان اسمه الوسط هو حسين لأنه ينتمي لعقيدة اهل الحسين الشيعة ..ولذلك فانه يتعاطف مع ايران وحلفائها .. صدقوني لااعرف كيف تلقيت الأمر .. لأن محي الدين اللاذقاني كان يباهي أنه كتب قصيدة ثائرة في شبابه سماها "أغنية خارج السرب" .. وأذكر أنني في صدفة غريبة في التسعينات وفي زيارتي لاحدى العواصم "العربية" كنت في دعوة في مكان عام واستمعت الى رجل أصلع أطلق لحية كبيرة وطاف سالفاه كشلالين ينبثقان من صخر الصلعة الأملس .. كان يقول للجالسين معي انه سجن في سورية لأن الدولة أيام احداث الاخوان وضعته في السجن لحمايته من غضب الاخوان على تجرؤه على منطلقاتهم وبسبب تلك القصيدة ولأنه كان أميل الى الماركسيين !!! .. وكنت أراقب صامتا وأحس بالتعاطف مع "البطل" وأرمقه ببعض الاعجاب بشجاعته .. ويومها مال عليّ أحد الجالسين وقال هامسا بسخرية من "البطل" الماركسي: سأذهب الى السوق لأشتري مقصا لأتبرع به الى ذلك "البطل" (صاحب السرب والأغنية التي طارت خارج السرب) .. سيتبرع صاحبي له بالمقص ليقص لحيته وشعره الطويل لأنه كان كما قال منفرا ومثيرا للاشمئزاز ولم يجد صاحبه عميقا بما يكفي لفيلسوف ماركسي .. وكان ذلك الجالس البطل صاحب (الاغنية خارج السرب) للصدف هو: "محي الدين اللاذقاني" نفسه الذي يفصل ثياب التشيع على أوباما ويفضح لنا كربلائيته المقيتة .. وكان اللاذقاني يومها قد أطال شعره ولحيته وبدا أشبه بكارل ماركس مقلوب أو ممسوخ .. واذا بكارل ماركس المقلوب اليوم يطلق أغنيته التي خبأها في لحيته التي قصرت وعاد بها الى السرب .. واذ بأغنيته التي لم أفكر بقراءتها بعد تعليق صاحبي ليست خارج السرب كما روج وثرثر .. بل من داخل السرب الوهابي .. واذا بميله الى الماركسيين يتجلى في ابداع اكتشاف شيعية أوباما لأن أوباما لايحرر له سورية ولايستجيب لقلق السعودية .. عقل كهذا لابد أنه يعتقد أن الأرض يحملها ثور على قرنيه .. ولايحتاج الا مقصا يقص به الزوائد الدودية في عقله .. أليس عيبا أن يصل الأمر ببعضنا أنه لم يعد يهمه ان يبقي على مقدار ضئيل من احترام الذات وبعض العقلانية في الطرح .. وأن ينجذب الى أية خرافة .. والى أية طاولة في مقهى أو كازينو .. وان يطارح أية نظرية الغرام .. وأن لايهمه الا مجامعة نزوة الكراهية .. حتى وان كانت هي بعينها ثقافة النكاح .. مسكين اوباما .. فالمسيحيون الجدد ينبذونه لأنه يحمل اسما مسلما من أحب الأسماء الى قلوبهم .. حسين .. والبيض يرون فيه رجلا أسود فقط .. والمسلمون يرون فيه شيعيا صفويا .. والله عيب يامحي الدين أن يكون عقلك مقلوبا بهذا الشكل .. لاأدري كيف سينتهي هذا الوباء الذي ينتشر .. فسبحان من سخر للاسرائيليين كل هذا "وماكانوا له مقرنين" .. وسبحان الذي جعلنا نرى كل شيء في الكون شيعيا وسنيا .. الكرملين والبيت الأبيض والرمل والبحر والقمر والشمس .. حتى الطيور التي تسافر فوق ايران شيعية .. والطيور التي لاتمر فوق ايران سنية .. والريح التي تهب من ايران شيعية والتي تهب عليها سنية .. ولاندري مذهب ديفيد كاميرون فربما أثبت أنه من اهل السنة اذا لم يتقارب مع ايران فيما ينبش اللاذقاني تاريخ الرئيس الصيني ويكتشف أن جده كان محاربا في جيش جنكيز خان أو هولاكو وعندما دخل بغداد وأغرق كتبها فانه تعرف على مذهب آل البيت وتشيع منذ ذلك الوقت وأحب الحزب الشيوعي الصيني لأنه حسبه شيعيا .. وبعد هذا لانعرف لم يرقص الاسرائيليون في المطارات العربية .. وهم يرون عشرة جيوش عربية ومن بينها جيش أبو مازن الفلسطيني (الذي سيتحرك حسب منسوب رواتبه التي ينتظرها من الجنرال دايتون) تلتحم لقتل الفقراء في اليمن .. الجيوش التي صدئت بنادقها وطائراتها وصدئ رجالها وصدئت شنباتهم ولم تتحرك منذ ستين عاما من مكانها تتنحنح الآن ويدب النشاط في صدئها ويجري الزيت الأسود في مفاصلها وعروقها .. هذه الجيوش التي تيبست مفاصلها والتحمت فقرات ظهرها تريد أن تقفز وتثب نحو اليمن .. انها الجيوش التي صدئت فلسطين بانتظارها .. وصدئ الغضب الساطع .. وصوت فيروز وصدئت المسامير في أحذية الاسرائيليين وهم يقفون ينتظرونها للقتال منذ قرن كامل ..   وكما ملأنا يوما قلب عليّ قيحا .. وشحنّا صدره غيظا .. فانني لم أعد أذكر من كل شعر العرب في هذه الأيام ماأقوله للعرب سوى أبيات أكررها منذ أربع سنوات لشاعر دمشق الأكبر نزار قباني وهو يشكو من هذا الزمن .. زمن الأغاني خارج السرب التي يرقص على نغماتها كل صهاينة العالم في مطاراتنا : قادم من مدن الملح إليكم وسؤال واحد يحرقني .. ما الذي يحدث في تاريخنا ؟ سمك يبلع خلفي سمكاً شجر يأكل خلفي شجراً تغلب تطعن خلفي مضرا خالد يذبح خلفي عمرا نحن لم نقتل بسيف أجنبي بل قتلنا كذئاب .. بعضنا الى أبناء هذه الأمة التي تغني خارج سرب العقل أهديكم هذا المشهد لرقص يهودي فوق جثث السرب: https://www.youtube.com/watch?v=49-_pM17LhQ وهذه هي أغنية خارج السرب لصاحبها الماركسي المقلوب .. لاأدري هل تبكيكم أم تضحككم أم ستذرفون دموعكم من عبثيتها !!.. انها أغنية لاتنتمي الى أي سرب .. بل أغنية من داخل القطيع الوهابي الصهيوني .. فتمتعوا: https://www.youtube.com/watch?v=TRVvGOfym-w ولكني أقول لكم بأن كل هذا لن يغير في عزمنا شيئا بل سيزيدنا يقينا أننا نحن من يمكن ان نكلم الله لأننا نقف على جبل دمشق .. لأنه زمن لايطل الله فيه ولايتكلم من جبل سيناء طالما أنه لايحارب الباطل .. ولم يبق لله الا جبل دمشق يكلم الناس منه .. ولذلك سنسقط الاغنية التي خرجت من السرب والتي بقيت فيه وسنسقط سرب الغربان .. وسنسقط كل جناح طار مع هذا السرب .. وقد يرقص الراقصون الاسرائيليون في كل مطارات العالم .. الا .. في مطار دمشق .. وعد وعدناه .. وقطعناه لله من فوق جبل قاسيون .. أعلى قمم العالم ..

المصدر : الماسة السورية/ نارام سرجون


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة