التنسيق بين بغداد ودمشق يبدو على المستوى الأمني في مواجهة عدو مشترك يمتد بين البلدين لكنه يدخل في سياق متغيرات عربية ودولية لفك الحصار عن دمشق.

التصعيد الخليجي والفرنسي ــ البريطاني ضد الرئيس بشار الأسد قد يكون في توقيته ولهجته مؤشرا على مدى حركة معاكسة تشمل أوروبا وعددا من البلدان العربية.

هذه الحركة المعاكسة، للبحث عن تواصل مع دمشق، لم تبدأ بما سمي زلة لسان جون كيري بشأن التفاوض مع الرئيس السوري إنما جاءت ربما نتيجة الحائط المسدود الذي وصلت إليه مراهنات اطاحة النظام وتغيير موقع سوريا الاقليمي.أوروبا القلقة من الارتدادات السورية والعربية على حدودها هي الأكثر حراكا بين الكواليس بحثا عن فجوة في المفوضية الأوروبية التي جرتها فرنسا وبريطانيا إلى خيار دعم المعارضة التي تشكك في اعتدالها كما أشار رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز.في هذا الصدد يتوقع مسؤولون أوروبيون تمهيدا أميركيا مع مسار سياسي أفصح عنه كيري بأنه يشمل أيضا غير حلفاء واشنطن، فالحروب تترافق عادة بمسار سياسي كما يعتقد الأوروبيون حتى إذا بدت الحلول آجلة.هذا المناخ الأكثر عقلانية من ردود الفعل العصبية يعكس نفسه على القمة العربية التي تبحث في ما يأمله البعض بشأن التعاون لمواجهة الارهاب. ولا ريب أن سوريا ستكون في هذا الأمر الغائب الأكثر حضورا على جدول مواجهة الارهاب هذه المرة، خلافا لمرات سابقة كان جدولها إسقاط النظام.في هذه القمة يحاول الأردن ودول الخليج الاتفاق على مواجهة "داعش" في العراق وعلى دعم فصائل من طينة "داعش" في سوريا، لكن العراق والجزائر ولبنان تذهب باتجاه عدم الفصل بين سوريا والعراق في وقوفهما في خندق واحد بحسب وزير الخارجية العراقي.دول عربية أخرى كمصر وربما تونس، قد تساهم في كسر الجليد الذي يغطي جامعة الدول العربية لكن هذه الجامعة تتنفس هواء تتصل مجاريه في واشنطن وبركسيل.

  • فريق ماسة
  • 2015-03-24
  • 8953
  • من الأرشيف

تنسيق بين بغداد ودمشق في سياق متغيرات لفك الحصار عن دمشق

التنسيق بين بغداد ودمشق يبدو على المستوى الأمني في مواجهة عدو مشترك يمتد بين البلدين لكنه يدخل في سياق متغيرات عربية ودولية لفك الحصار عن دمشق. التصعيد الخليجي والفرنسي ــ البريطاني ضد الرئيس بشار الأسد قد يكون في توقيته ولهجته مؤشرا على مدى حركة معاكسة تشمل أوروبا وعددا من البلدان العربية. هذه الحركة المعاكسة، للبحث عن تواصل مع دمشق، لم تبدأ بما سمي زلة لسان جون كيري بشأن التفاوض مع الرئيس السوري إنما جاءت ربما نتيجة الحائط المسدود الذي وصلت إليه مراهنات اطاحة النظام وتغيير موقع سوريا الاقليمي.أوروبا القلقة من الارتدادات السورية والعربية على حدودها هي الأكثر حراكا بين الكواليس بحثا عن فجوة في المفوضية الأوروبية التي جرتها فرنسا وبريطانيا إلى خيار دعم المعارضة التي تشكك في اعتدالها كما أشار رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز.في هذا الصدد يتوقع مسؤولون أوروبيون تمهيدا أميركيا مع مسار سياسي أفصح عنه كيري بأنه يشمل أيضا غير حلفاء واشنطن، فالحروب تترافق عادة بمسار سياسي كما يعتقد الأوروبيون حتى إذا بدت الحلول آجلة.هذا المناخ الأكثر عقلانية من ردود الفعل العصبية يعكس نفسه على القمة العربية التي تبحث في ما يأمله البعض بشأن التعاون لمواجهة الارهاب. ولا ريب أن سوريا ستكون في هذا الأمر الغائب الأكثر حضورا على جدول مواجهة الارهاب هذه المرة، خلافا لمرات سابقة كان جدولها إسقاط النظام.في هذه القمة يحاول الأردن ودول الخليج الاتفاق على مواجهة "داعش" في العراق وعلى دعم فصائل من طينة "داعش" في سوريا، لكن العراق والجزائر ولبنان تذهب باتجاه عدم الفصل بين سوريا والعراق في وقوفهما في خندق واحد بحسب وزير الخارجية العراقي.دول عربية أخرى كمصر وربما تونس، قد تساهم في كسر الجليد الذي يغطي جامعة الدول العربية لكن هذه الجامعة تتنفس هواء تتصل مجاريه في واشنطن وبركسيل.

المصدر : الميادين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة