توقعت نشرة «إنسايت» العبرية، الصادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، ان يشهد العام الجاري معركة عنيفة بين اسرائيل وحزب الله مرتبطة بالتطورات الميدانية في الساحة السورية الجنوبية، وتحديدا مسعى الحزب والجيش السوري للسيطرة على المنطقة الحدودية في القنيطرة والجولان.

ورأت النشرة ان الهدوء السائد مع حزب الله قد لا يشير الى تغيير في «خريطة المصالح الكلية» بين الجانبين او يدفعهما للحرب. إلا أن مسحاً وتحليلاً للعوامل المؤثرة على الاعتبارات الاستراتيجية، تشير الى ان اسرائيل وحزب الله يسيران نحو المعركة الحتمية في المستقبل، القريب جداً و«ربما على بعد خطوة»، رغم أنهما غير معنيين ابتداء بمواجهة.

وفي تحليلها للأسباب، بدأت النشرة عرضاً لاهتمامات حزب الله في هذه المرحلة، مشيرة الى ان جدول اعماله يرتكز حاليا على مواجهة ثلاثة تحديات. من بينها مسعى الحزب للقضاء على التهديد المتنامي لـ «الجماعات السنية المتطرفة»، بقيادة تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة»، ومنعهما من التمدّد باتجاه لبنان، اضافة الى انهماكه في الحرب الدائرة في سوريا الى جانب النظام السوري  واضعاف اعدائه، الامر الذي يستهلك الكثير من الموارد البشرية والوسائل القتالية، ويتسبب بكلفة عسكرية وسياسية لحزب الله.

ورفعت النشرة العبرية من اهمية الحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل، ورأت انه من المسائل الموجودة على جدول اهتمام الحزب، ويهدف الى إيجاد حل لحالة المراوحة تجاه عملية انتخاب رئيس للجمهورية المجمدة منذ ايار 2014، الا انه في الوقت نفسه يهدف لتثبيت مكانة حزب الله في الداخل اللبناني.

اما ما يتعلق بالمواجهة المرتقبة بين اسرائيل وحزب الله، التي وصفتها النشرة بأنها تتجه نحو مسار حتمي، فردت اسبابها الى تطورات الوضع الميداني في جنوب سوريا، لافتة الى ان الحزب يقف منذ بداية العام الخامس لـ «الحرب الاهلية» في سوريا، أمام ما اسمته بـ «المأزق الاستراتيجي»، رغم سيطرته والجيش السوري على شمال الحدود في الجولان.

 

 

 

اسرائيل تراقب بقلق بالغ «تثبيت بُنى تحتية» لحزب الله في الجولان

 

اذ قام المتمردون السوريون، بقيادة «جبهة النصرة»، ببسط سيطرتهم على المنطقة الجنوبية من الحدود في الجولان والقنيطرة، مع تقدم في اتجاه الشمال باتجاه دمشق والحدود اللبنانية، الامر الذي يعد من ناحية حزب الله تهديدا استراتيجيا.

وربطا بهذه التطورات، بات على حزب الله العمل لمنع تقدم المعارضة السورية وطرد مقاتليها من المناطق التي سيطرت عليها، الأمر الذي وجد تعبيره اخيراً مع البدء بتنفيذ عملية عسكرية بالتعاون مع فيلق القدس في الحرس الثوري في منطقة درعا في الجنوب السوري.

من ناحية اسرائيل، تؤكد النشرة، انها تراقب بقلق بالغ «تثبيت بُنى تحتية» لحزب الله في منطقة الجولان، ربطا بأن سيطرة الحزب على اي منطقة على الحدود السورية، تحمل في طياتها تهديدا لاسرائيل «التي إن وجدت نفسها امام خطر فعلي، فهناك احتمال كبير بأن تعمل على القضاء عليه»، ما يعني بحسب النشرة، انه «اذا عمل حزب الله على تحقيق غايته بالسيطرة على الجولان، فمن المتوقع أن يُلاقي مواجهة من قبل إسرائيل».

ولم تقتصر النشرة على التحذير من التغيير الميداني لمصلحة حزب الله والجيش السوري في المنطقة الحدودية نتيجة للقتال الدائر بينهما وبين المعارضة و»جبهة النصرة»، بل رأت ان اي تغيير ميداني، ومهما كانت اسبابه، وحتى إن جاء نتيجة لحل سياسي ما، فمن شأنه ان يضع اسرائيل وحزب الله على مسار المواجهة العسكرية.

الى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت يتجه الى اعتماد خطة لتعزيز سلاح البر ومنحه اولوية اهتمامته، استعدادا للحرب المقبلة، سواء مع قطاع غزة او تجاه الجبهة الشمالية مع سوريا وحزب الله .

وبحسب الصحيفة، فان التحقيقات العسكرية ونتائجها، في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة، اظهرت وجود فجوات على مستوى جهوزية القوات البرية في مواجهة المقاتلين الفلسطينيين، الامر الذي يدفع الجيش الى ايجاد الحلول، وليس التنصل من المشاكل، مشيرة الى ان الخطوات التي ستتخذ من أجل تحسين أداء سلاح البر، ستركز على تكثيف التدريبات ومنع إلغاء أي منها ونقل قوات برية في حال تصاعد التوتر الأمني في إحدى الجبهات.

  • فريق ماسة
  • 2015-03-22
  • 11788
  • من الأرشيف

تل ابيب: المواجهة حتمية مع حزب الله في جنوب سورية

   توقعت نشرة «إنسايت» العبرية، الصادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، ان يشهد العام الجاري معركة عنيفة بين اسرائيل وحزب الله مرتبطة بالتطورات الميدانية في الساحة السورية الجنوبية، وتحديدا مسعى الحزب والجيش السوري للسيطرة على المنطقة الحدودية في القنيطرة والجولان. ورأت النشرة ان الهدوء السائد مع حزب الله قد لا يشير الى تغيير في «خريطة المصالح الكلية» بين الجانبين او يدفعهما للحرب. إلا أن مسحاً وتحليلاً للعوامل المؤثرة على الاعتبارات الاستراتيجية، تشير الى ان اسرائيل وحزب الله يسيران نحو المعركة الحتمية في المستقبل، القريب جداً و«ربما على بعد خطوة»، رغم أنهما غير معنيين ابتداء بمواجهة. وفي تحليلها للأسباب، بدأت النشرة عرضاً لاهتمامات حزب الله في هذه المرحلة، مشيرة الى ان جدول اعماله يرتكز حاليا على مواجهة ثلاثة تحديات. من بينها مسعى الحزب للقضاء على التهديد المتنامي لـ «الجماعات السنية المتطرفة»، بقيادة تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة»، ومنعهما من التمدّد باتجاه لبنان، اضافة الى انهماكه في الحرب الدائرة في سوريا الى جانب النظام السوري  واضعاف اعدائه، الامر الذي يستهلك الكثير من الموارد البشرية والوسائل القتالية، ويتسبب بكلفة عسكرية وسياسية لحزب الله. ورفعت النشرة العبرية من اهمية الحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل، ورأت انه من المسائل الموجودة على جدول اهتمام الحزب، ويهدف الى إيجاد حل لحالة المراوحة تجاه عملية انتخاب رئيس للجمهورية المجمدة منذ ايار 2014، الا انه في الوقت نفسه يهدف لتثبيت مكانة حزب الله في الداخل اللبناني. اما ما يتعلق بالمواجهة المرتقبة بين اسرائيل وحزب الله، التي وصفتها النشرة بأنها تتجه نحو مسار حتمي، فردت اسبابها الى تطورات الوضع الميداني في جنوب سوريا، لافتة الى ان الحزب يقف منذ بداية العام الخامس لـ «الحرب الاهلية» في سوريا، أمام ما اسمته بـ «المأزق الاستراتيجي»، رغم سيطرته والجيش السوري على شمال الحدود في الجولان.       اسرائيل تراقب بقلق بالغ «تثبيت بُنى تحتية» لحزب الله في الجولان   اذ قام المتمردون السوريون، بقيادة «جبهة النصرة»، ببسط سيطرتهم على المنطقة الجنوبية من الحدود في الجولان والقنيطرة، مع تقدم في اتجاه الشمال باتجاه دمشق والحدود اللبنانية، الامر الذي يعد من ناحية حزب الله تهديدا استراتيجيا. وربطا بهذه التطورات، بات على حزب الله العمل لمنع تقدم المعارضة السورية وطرد مقاتليها من المناطق التي سيطرت عليها، الأمر الذي وجد تعبيره اخيراً مع البدء بتنفيذ عملية عسكرية بالتعاون مع فيلق القدس في الحرس الثوري في منطقة درعا في الجنوب السوري. من ناحية اسرائيل، تؤكد النشرة، انها تراقب بقلق بالغ «تثبيت بُنى تحتية» لحزب الله في منطقة الجولان، ربطا بأن سيطرة الحزب على اي منطقة على الحدود السورية، تحمل في طياتها تهديدا لاسرائيل «التي إن وجدت نفسها امام خطر فعلي، فهناك احتمال كبير بأن تعمل على القضاء عليه»، ما يعني بحسب النشرة، انه «اذا عمل حزب الله على تحقيق غايته بالسيطرة على الجولان، فمن المتوقع أن يُلاقي مواجهة من قبل إسرائيل». ولم تقتصر النشرة على التحذير من التغيير الميداني لمصلحة حزب الله والجيش السوري في المنطقة الحدودية نتيجة للقتال الدائر بينهما وبين المعارضة و»جبهة النصرة»، بل رأت ان اي تغيير ميداني، ومهما كانت اسبابه، وحتى إن جاء نتيجة لحل سياسي ما، فمن شأنه ان يضع اسرائيل وحزب الله على مسار المواجهة العسكرية. الى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت يتجه الى اعتماد خطة لتعزيز سلاح البر ومنحه اولوية اهتمامته، استعدادا للحرب المقبلة، سواء مع قطاع غزة او تجاه الجبهة الشمالية مع سوريا وحزب الله . وبحسب الصحيفة، فان التحقيقات العسكرية ونتائجها، في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة، اظهرت وجود فجوات على مستوى جهوزية القوات البرية في مواجهة المقاتلين الفلسطينيين، الامر الذي يدفع الجيش الى ايجاد الحلول، وليس التنصل من المشاكل، مشيرة الى ان الخطوات التي ستتخذ من أجل تحسين أداء سلاح البر، ستركز على تكثيف التدريبات ومنع إلغاء أي منها ونقل قوات برية في حال تصاعد التوتر الأمني في إحدى الجبهات.

المصدر : يحيى دبوق


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة