مستفيداً من عنصر المباغتة، تحوّل الجيش السوري ولجان "الدفاع المحليّة"، في حندرات، شمال شرق حلب، من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم.

 وخلال ساعات، تمكن الجيش من استعادة الكتل السكنية التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة في حندرات خلال الهجمات التي نفذتها على مدى الأسبوع الماضي. كذلك استرجعت لجان "الدفاع" معمل عمريت للأدوية، ومزارع العرندس.

 العملية العسكرية، المباغتة التي غابت عنها الطائرات في ساعاتها الأولى، بدأت، أول من أمس، قبل غروب الشمس، لتنتهي مع ساعات فجر أمس، ويتمكن الجيش خلالها من استعادة المناطق التي كان قد انسحب منها سابقاً. وأقرّت مصادر المعارضة بتقدّم الجيش. وتكمن أهمية بلدة حندرات في أن بقاءها تحت سطرة الجيش يعني أن بإمكانه معاودة هجماته في الريف الشمالي لحلب، بهدف فك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين منذ تموز 2012، ولقطع الطرق بين مدينة حلب وجزء من ريفها من جهة، وأجزاء أخرى من الأرياف والأراضي التركية من جهة أخرى. أما سيطرة المجموعات المسلحة عليها، فيعني صعوبة تقدم الجيش في الريف الشمالي وإبعاده عن محاصرة الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب.

تقدُّم الجيش في حندرات يعني نهاية العملية التي أطلقت عليها الجماعات المسلحة اسم "معركة تحرير حندرات". وأكد أحد أهالي أعزاز أنّ تركيا قامت، بالتزامن مع تقدم الجيش في حندرات، بإغلاق معبر باب السلامة، باتجاه مدينة كلس، في حين بقي مفتوحاً من تركيا إلى سوريا. وهي الحالة التي تكررت مرّات عدّة، مع كلّ تقدم للجيش في الريف الشمالي.

مصدر ميداني أكد لـ"الأخبار" أنّ المسلحين "انهاروا بشكل سريع أمام تقدم الجيش، وقتل العشرات منهم، وتمّ تدمير ثلاث عربات نقل جنود، وسيارة دفع رباعي محمّلة بمدفع رشاش عيار 23". وكانت الاشتباكات قد بلغت ذروتها مع ساعات الفجر، وضمنت الطائرات عدم وصول إمدادات إلى المسلحين من الريف الغربي والشمالي. وللحيلولة دون وصول تعزيزات لهم من بلدتي حريتان وكفر حمرة، قصفت الطائرات الحربية مقارّ المسلحين في البلدتين. وأكد أحد أهالي حريتان أن القصف "أدى إلى مقتل عدد من المسلحين". كذلك قصفت الطائرات الحربية طريق غازي عنتاب، والكاستلو، ومنطقة الشقيف. وشوهدت أعمدة الدخان على طريق الكاستلو. وأيضاً دمّر الجيش أكثر من تسع آليات، بمن فيها من المسلحين، بواسطة صواريخ موجهة. وأفشلت الطائرات الحربية حالة النفير التي أعلنتها الجماعات المسلحة في الريف الشمالي، لدعم جبهة حندرات.

استعادة الجيش للمناطق التي خسرها مطلع الأسبوع الماضي في أكثر من خمس هجمات عنيفة شنّها المسلحون على حندرات، تبعتها أمس اشتباكات عنيفة في مزارع الملاح ومنطقة الشقيف، حيث حاولت الجماعات المسلحة تشتيت تمركز الجيش في حندرات، فأشعلت الجبهتين، غير أنّ مدفعيّة الجيش الثقيلة مدعومة بالطائرات الحربية، أفشلت جميع محاولات المسلحين التسلل مجدداً إلى حندرات. وبالتزامن مع ذلك، نجحت "اللجان الشعبية" في نبل والزهراء في تفجير عبوات ناسفة في منطقة المعامل، والتي كانت فرق الهندسة قد زرعتها، قبل أيام، شرق الزهراء، في الكمين الذي نفذته "اللجان" للجماعات المسلحة، والذي قُتل فيه ما يزيد على 10 مسلحين.

وعلى جبهات مدينة حلب، قصفت الطائرات مواقع للمسلحين في حي الصاخور، كذلك أفشل الجيش محاولة تسلل على جبهة الإذاعة، وسط المدينة، في حين استمرّت الاشتباكات داخل المدينة القديمة مع محافظة كل طرف على مواقعه.

  • فريق ماسة
  • 2015-03-18
  • 13964
  • من الأرشيف

كيف انهى الجيش حلم المسلحين في "معركة تحرير حندرات"؟

مستفيداً من عنصر المباغتة، تحوّل الجيش السوري ولجان "الدفاع المحليّة"، في حندرات، شمال شرق حلب، من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم.  وخلال ساعات، تمكن الجيش من استعادة الكتل السكنية التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة في حندرات خلال الهجمات التي نفذتها على مدى الأسبوع الماضي. كذلك استرجعت لجان "الدفاع" معمل عمريت للأدوية، ومزارع العرندس.  العملية العسكرية، المباغتة التي غابت عنها الطائرات في ساعاتها الأولى، بدأت، أول من أمس، قبل غروب الشمس، لتنتهي مع ساعات فجر أمس، ويتمكن الجيش خلالها من استعادة المناطق التي كان قد انسحب منها سابقاً. وأقرّت مصادر المعارضة بتقدّم الجيش. وتكمن أهمية بلدة حندرات في أن بقاءها تحت سطرة الجيش يعني أن بإمكانه معاودة هجماته في الريف الشمالي لحلب، بهدف فك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين منذ تموز 2012، ولقطع الطرق بين مدينة حلب وجزء من ريفها من جهة، وأجزاء أخرى من الأرياف والأراضي التركية من جهة أخرى. أما سيطرة المجموعات المسلحة عليها، فيعني صعوبة تقدم الجيش في الريف الشمالي وإبعاده عن محاصرة الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب. تقدُّم الجيش في حندرات يعني نهاية العملية التي أطلقت عليها الجماعات المسلحة اسم "معركة تحرير حندرات". وأكد أحد أهالي أعزاز أنّ تركيا قامت، بالتزامن مع تقدم الجيش في حندرات، بإغلاق معبر باب السلامة، باتجاه مدينة كلس، في حين بقي مفتوحاً من تركيا إلى سوريا. وهي الحالة التي تكررت مرّات عدّة، مع كلّ تقدم للجيش في الريف الشمالي. مصدر ميداني أكد لـ"الأخبار" أنّ المسلحين "انهاروا بشكل سريع أمام تقدم الجيش، وقتل العشرات منهم، وتمّ تدمير ثلاث عربات نقل جنود، وسيارة دفع رباعي محمّلة بمدفع رشاش عيار 23". وكانت الاشتباكات قد بلغت ذروتها مع ساعات الفجر، وضمنت الطائرات عدم وصول إمدادات إلى المسلحين من الريف الغربي والشمالي. وللحيلولة دون وصول تعزيزات لهم من بلدتي حريتان وكفر حمرة، قصفت الطائرات الحربية مقارّ المسلحين في البلدتين. وأكد أحد أهالي حريتان أن القصف "أدى إلى مقتل عدد من المسلحين". كذلك قصفت الطائرات الحربية طريق غازي عنتاب، والكاستلو، ومنطقة الشقيف. وشوهدت أعمدة الدخان على طريق الكاستلو. وأيضاً دمّر الجيش أكثر من تسع آليات، بمن فيها من المسلحين، بواسطة صواريخ موجهة. وأفشلت الطائرات الحربية حالة النفير التي أعلنتها الجماعات المسلحة في الريف الشمالي، لدعم جبهة حندرات. استعادة الجيش للمناطق التي خسرها مطلع الأسبوع الماضي في أكثر من خمس هجمات عنيفة شنّها المسلحون على حندرات، تبعتها أمس اشتباكات عنيفة في مزارع الملاح ومنطقة الشقيف، حيث حاولت الجماعات المسلحة تشتيت تمركز الجيش في حندرات، فأشعلت الجبهتين، غير أنّ مدفعيّة الجيش الثقيلة مدعومة بالطائرات الحربية، أفشلت جميع محاولات المسلحين التسلل مجدداً إلى حندرات. وبالتزامن مع ذلك، نجحت "اللجان الشعبية" في نبل والزهراء في تفجير عبوات ناسفة في منطقة المعامل، والتي كانت فرق الهندسة قد زرعتها، قبل أيام، شرق الزهراء، في الكمين الذي نفذته "اللجان" للجماعات المسلحة، والذي قُتل فيه ما يزيد على 10 مسلحين. وعلى جبهات مدينة حلب، قصفت الطائرات مواقع للمسلحين في حي الصاخور، كذلك أفشل الجيش محاولة تسلل على جبهة الإذاعة، وسط المدينة، في حين استمرّت الاشتباكات داخل المدينة القديمة مع محافظة كل طرف على مواقعه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة