لا ينفصل "القول" عن القائل، بل لا يمكن فهم او تفسير" القول" الا إن عُرف من هو القائل. مثلا: لو كتب شتام معارض زاعما فيما كتب " أن الاسد حافظ على نظامه فماذا عن سورية"؟ لما كان في قوله خطر...اذ ان قوله يصدر عن عدو كاره.

اخطر الكلام هو الخارج من مصدر يعتبره اناسنا واهلنا " مصدرٌ اهل للثقة " ويستحق التصديق والايمان بما يقوله كونه يصدر عن محب لا عن عدو.

فان مكامن الخطورة تتوسع حين يبتغي المرء ان يتجاهل واقعة واحدة شط بها محب عن قول الصواب وروج دون قصد ربما لما يضرب مصداقية كل دماء الشهداء السوريين الذين قاتلوا للدفاع عن بلدهم في وجه الارهاب والاطلسي واميركا واسرائيل والوهابية السعودية التكفيرية والوهابية الصهيونية القطرية، لا لاجل النظام.

هناك وقائع نشرها " القائل" من قبل تشفع له ولكن كيف نؤمن بمن يعتقد ان نظاما بح صوت رئيسه وهو يحاور ١٣ الف معارض جاء بهم الى منزله ومكتبه ومقره طوال اشهر من السنة الاولى للازمة وفي النهاية اعتبروا فعله ضعفا فاستمعوا الى شياطين التسليح وتحول اغلبهم الى ارهابيين.

القائل محب، فهل تشفع للقائل ما تورط في قوله الان مع انه نسف به كل الفوائد التي جنيناها من محبته؟

يمكن اخذ العبرة في خطورة القول نظرا لارتباطه بالقائل من نموذج مر على المهتمين بالقراءة السياسية من خلال مقال للكاتب والاعلامي سامي كليب وعنوانه " الاسد انقذ النظام فماذا عن سورية"

اخطر ما في قول الكاتب والمقال ان سامي كليب هو من قاله.

في القول:

ذكر الرجل في مقال له بتاريخ ١٦ الجاري وفي مقال نشرته الاخبار اللبنانية ما حرفيته: " صمد النظام ونجا، هذا مهم له ولحلفائه. لكن ماذا عن سورية؟

صمد الشعب ام النظام؟

المراقب العادل الوثيق الصلة بالشارع السورية يلاحظ منذ بداية الازمة ان ثلثي السوريين اصطفوا مع النظام والا ما صمد. وان الثلث الباقي لم يقاتل النظام مباشرة والا لسقط وانما قاتله بعضهم وصمت اخرون منتظرين نتيجة المعركة لينحازوا.

صمد النظام لان ثلثي الشعب السوري من السنة اولا وجدوا ان معلوم النظام ارحم من مجهول المعارضة وفوضى الاحتلال الاطلسي الذي طالبت به.

ماذا عن سورية؟؟

وكأني بسامي كليب يؤكد لقراءه بأنه شخصيا يعتقد ان انقاذ سورية شيء منفصل عن تضحيات مئتي الف وطني سوري دفعوا حياتهم ثمنا لحماية سورية من الارهاب لا دفاعا عن شخص او عن رئيس او عن نظام.

ويتابع كليب في مقاله فيقول:

"صحيح ان الدولة السورية تعود الأكثر جذباً للناس بعد تمدد الارهاب بصوره البشعة. صحيح ايضا ان نسبة كبيرة من اهل السنة والمكونات السورية الاخرى تقاتل الى جانب الجيش السوري. صحيح كذلك ان نسبة كبيرة من الطبقة البرجوازية والصناعية والتجارية السنية لا تزال الى جانب الاسد. لكن الصحيح أيضاً ان ثمن البقاء كان باهظاً: معظم الاراضي السورية مدمر. الخسائر البشرية ربما قاربت ٢٥٠ الفاً. اعادة الاعمار قد تكلف ٢٠٠ مليار دولار، والشروخ الاجتماعية والمذهبية والطائفية كبيرة"

الكلام السابق لسامي كليب يوحي بفشل النظام في منع تدمير سورية فهل لدى الكاتب اقتراح يمنع تدمير سورية وعصابات المعارضة ما قاتلت في جبال ولا في غابات بل تعمدت نقل المعارك الى المدن من الارياف حتى تصيب اكبر عدد من المدنيين بالقتل والجروح ليقال للغرب تفضل انقذنا من النظام المجرم.

ثم يتابع سامي كليب فيقول: ليس النظام بريئاً أبداً. هو أيضاً يتحمل مسؤولية دماء ودمار ودموع.

من قال ان النظام بريء ليس سوى انت سيد سامي كليب!! لكنك هناك تبدل وتغير مناقضا نفسك في السنوات الثلاث الماضية.. و الجديد قولك " هو ايضا يتحمل مسؤولية دماء ودمار ودموع"

لنسلم جدلا بصحة ما تقول فلماذا تقوله الان وليس قبل الان؟؟

ويتابع كليب فيقول:

أخطأ في احتقار المعارضة منذ البداية رغم ان فيها من كانوا قادرين على لعب دور هام. وفشل في احداث اختراق في صفوف الدول العربية حتى شكّلت جبهة ضده. وقطع جل علاقاته مع الغرب. وساهم في جعل ايران لاعباً كبيراً في الدول العربية". (انتهى الاقتباس)

ليس المطلوبا من الكتاب التطبيل والتزمير لنظام يستحق النقد والجلد والاصلاح ما استطاع الوطنيون الى ذلك سبيلا بالنصح والارشاد والاقتراح لان واجب الكاتب الوطني ان يتحدث عن السيئات والحسنات في نظام فيه من هذا وذاك الكثير الكثير.

لكن ما ليس وطنيا بتاتا الدخول الى عقول الناس لسنوات من بوابة " محبتك لسورية وقربك من مؤسسة الرئاسة" ثم تمرر سما زعافا يقتل كل رغبة لدى الناس في ارسال اولادهم للقتال استكمالا لمعركة تحرير سورية من الارهاب تحت قيادة قائد بحث بحسب قولك عن " انقاذ نظامه" ولم يقدم بحسب قولك ما يكفي من عمل لانقاذ سورية!!

تتعرض السلطة السورية لهجاء تكفيري من الاف المواقع والوسائل الاعلامية ويكتب ضدها مئات الكتاب يوميا، وربما المئات منهم من وزن وباهمية سامي كليب المهنية وبشهرته. ولكن كلامهم لا قيمة له لانهم اعداء السلطة واعداء الموالين للرئيس ولبلدهم. و لا مصداقية لهم في عيون السوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين والعرب المؤيدين للاسد. اولئك الذين هم مثلي ومثل الكثيرين... لا يؤيدون الاسد عبثا او عن تعصب. ولا كونه رئيسا لنظام عربي، بل لانه رئيس النظام العربي الوحيد الذي كان ولا يزال باستطاعته انقاذ نظامه بشحطة توقيع يوافق فيها على فك تحالفه مع المقاومة اللبنانية ومع ايران وبالابتعاد عن مواجهة جدية للهيمنة الاميركية الاسرائيلية عبر القبول بما قبله ياسر عرفات ومحمود عباس للشعب الفلسطيني.

الاسد لم يفعل...

الاسد لم يحمي نظامه فقط ولو كان يبحث عن مصلحة شخصه وعن مصلحة نظامه لكان استجاب لكولن باول يوم كان ثمن الوقوف بوجه الاميركيين في مسعاهم لطرد المقاومة الفلسطينية من دمشق حصارا وربما غزوا عسكريا لسورية.

عدم الاكتراث بمصلحة النظام الفئوية والاصرار على مصالح وثوابت وطنية اولا وقومية ثانيا ادت الى هزيمة سياسية في لبنان بدعم اميركي وعربي وادت الى تجروء " غيلان الامن والعسكر" على التفكير بانقلاب داخلي في دمشق بقوة المعنويات التي توفرت حين اصبح الاميركي جارا للسوري مع ربع مليون جندي على الحدود السورية مع العراق.

لو اراد الاسد حفظ نظامه لشارك الاخوان المسلمين، عملاء الاتراك والاميركيين، بما نسبته ثلاثين بالمئة من السلطة التنفيذية لهم وسبعون بالمئة تبقى بيده الى ابد ابدين وبموافقة اميركية، حين حمل اليه هذا الحل مع ضمانات كاملة الوزير السابق والرئيس الحالي لوزراء تركيا في بداية الحرب على سورية.....ِشرط الالتزام بفك التحالف مع ايران ومع حزب الله وفك الالتزام بـ كلمة "لا" للهيمنة الاسرائيلية الاميركية على منطقتنا.

لو اراد الاسد انقاذ النظام فقط وانقاذ نفسه لما خاطر بحياته واهله حين رفض عرض وزير الخارجية القطري الذي حمل اليه عرضا خليجيا اميركيا يردد نفس المعزوفة عن ايران وعن حزب الله وعن فلسطين، تحت عنوان " الابتعاد عن ايران يجنب سورية الخراب ويجنب الاسد مصير مبارك وبن علي" وان "العودة الى الحضن العربي تحمي سوريا من المؤامرات عليها وتحمي حكم الاسد في اطار التزام النظام العربي كله بامن نظامه وباستقراره ماليا واقتصاديا"

لو كان الاسد يريد انقاذ نفسه ونظامه لقبل العروض الاماراتية والتركية التي قدمت له خارطة طريق منذ ما قبل الازمة وخلالها للخروج من حالة العداء بينه وبين الاهداف والسياسات الاميركية في المنطقة.

ولو فعل.... لما قامت عليه حرب باسم الثورة. ولا قامت عليه حرب اعلامية باسم اهل السنة العرب.

ولو قبل ما عرضه كولن باول( الى اخر الباولات الخليجيين والاتراك والاميركيين) لما ولدت النصرة ولا صارت داعش ولا انشق من انشق ولا صار في سورية جيوش من الهمج الرعاع الذي ارادوا الحرية بالكلام فتبين انهم يعرفون فقط حرية القتل وحرية التمثل بأسوأ ما في النظام والسلطة و دون التمثل بما لهم وفيهم من حسنات وخدمات ومزايا ايجابية.

الرئيس الاسد يستحق الانتقاد، فكل شخصية عامة تستحق النقد ولنا حق الاعتراض والمعارضة عما تقوم به في بلدها وفي الاقليم. لكن ليس من المنطقي ان تمدح الرئيس ثلاث سنوات ثم في مرحلة مفصلية تتهمه بأنه يحتقر المعارضة التي اشعلت حربا ضد شعب سورية في حين ان الرئيس حاور الافا من معارضيه حين بقي اشهرا يستقبل الفعاليات التي نظمت وشاركت ومولت التظاهرات ضده.

سياسات الاسد الداخلية بما يخص الاحزاب والانتخابات والاقتصاد كلها من الامور التي تستحق الاعتراض والنقد والتمحيص ولكن من المعيب القول " ان النظام يحتقر معارضيه" ورجال الرئيس بالعشرات حاوروا المعارضين في اوكار الارهاب التي اختبئوا فيها زاعمين ان لهم مطالب سلمية وحقوقا مشروعة. فلما اشتد عودهم نقضوا الحوار والهدنة وذبحوا المحاورين.

سياسات السلطة السورية بما يتعلق بالحريات والديمقراطية في السياسة والاعلام هي سياسات مرفوضة و تستحق النقد والرفض والتقريع لكن بماذا اخطأ النظام حين اعلن عليه الحرب عظماء العالم في الغرب وحقرائهم العرب؟؟

نقد الرئيس السوري امر مستحب ومباح ولكن ليس في موضوع الحرب التي شنها العرب والغرب على سورية وشعبها. فماذا كان يجب ان يفعل من دعا معارضيه الى الحوار مرة تلو المرة في كل خطاب وفي كل مقابلة وفي كل تصريح وكان الرد دوما هو الرفض...والتعنت والاستزلام للاميركي والدعوات التي وجهت للأطلسي وللاميركيين وللاتراك لغزو سورية.

هل الحوار الا التفاوض؟

وهل احترام المعارضين سوى الطلب منهم المشاركة في حوارات مباشرة مع السلطة بشكل علني او سري ؟

الم يعرض الاسد على المعارضين كافة العودة الى دمشق بضمانات دولية ومحلية شرط المشاركة في الحوار للوصول الى حل؟

اجتمعت وفود من الاخوان مع وسطاء ايرانيين ومن حزب الله ووافق الاسد على محاورتهم حتى في دمشق لكن من هرب من الحل السياسي ليس النظام بل الاخوان اقوى فروع المعارضة في السنة الاولى للأزمة. ومن رفضها كثيرون غيرهم الى ان ورثت داعش والنصرة المعارضة وما تمثله بعض فئاتها الممولة اميركيا وسعوديا وقطريا وتركيا.

الم يذكر الرئيس مرة تلو المرة انه جاهز للسير في عملية سياسية تؤدي الى التعددية الحقيقية والى المشاركة والى تقاسم السلطة وفقا لما يقرره الشعب في استفتاء كان يمكن للمعارضين ان يستفيدوا من الدعم الدولي لهم لضمان نزاهته وحياد من يشرفون عليه؟

الم يعقد معارضون مؤتمرات في قلب دمشق وفي جوارها بحماية النظام فكفرهم رفاقهم واعتبروهم اهدافا مشروعة؟

الم يقبل النظام الحوار مرة ثانية مع كل المعارضين بدعوة روسية واخرى ايرانية وثالثة شارك فيها سماحة السيد حسن نصرالله شخصيا حتى مع الاخوان وعبر ممثلين لهم في داخل سورية وفي خارجها، ثم انقسم الاخوان ومن لف لفهم ورفضوا الحوار والالتزام بحل سياسي مستندين على فكرة الغزو الاطلسي لسورية.

المعارضون رفضوا القبول بالحوار وتعنتوا وتجبروا حتى صار زعيم حي منهم يأمر وينهي وكأن له جيشا ودولة في حين تبين انهم متورطون بحلف مع الاميركيين، عاطفي ومصلحي، ما لبث وان اصبح حلفا مع اسرائيل ومع ورثة تنظيم القاعدة في آن واحد.

الم يعرض النظام مرات ومرات على امثال حسن عبد العظيم وعلى امثال هيثم المناع رئاسة الحكومة والمشاركة من موقع المسؤولية في فرض اصلاح يجبر عليه النظام لينجوا من توسع غضب الشارع في بعض المحافظات... فهل قبلوا؟

الكلام الصادر عن شخص يمثل ما يمثله سامي كليب ليس كلاما عابرا فهو يؤثر في الموالين وفي المحايدين لانه صادر عمن يدافع منذ ثلاث سنوات عن النظام بكل ما كتب، فهل يستحق الظهور بمظهر الحياد ان ندعوا الاهالي والامهات لمنع اولادهم من المشاركة في معركة يقول كاتب مقرب من القصر الرئاسي في سورية " ان قائده يدافع عن نظامه وينسى بلده ويحتقر معارضيه وشارك في سفك الدماء وفي التدمير وفي التسبب بالبكاء والدموع؟

ما كان يجب على الاسد ان يفعل لمنع التدمير؟؟ وفي مواجهة جيشه نصف مليون مقاتل متحصن في مدن كبرى يتهددون الناس بالقوة كي يخضع لهم ثلثي الشعب السوري بعد ان ساندهم او تعاطف او سكت عن تحركهم ثلثه.

نصف مليون مسلح جرى صرف عشرات المليارات على تسليحهم واغلب السوريين مدربون بسبب الخدمة الاجبارية وجرى رفدهم بثلاثين الف ضابط وضابط صف من كل الاختصاصات ممن انشقوا عن الجيش السوري، وجرى تنظيمهم وتسليحهم بما يناسب نشر الخراب والنار والدمار في كل متر من الاراضي التي يستطيعون الوصول اليها. ولو كانت المعارضة حقا تسعى لخير بلدها لقاتلت بالتظاهر السلمي لتمنع الجيش من قتالها بالسلاح ولهزمت الامنيين بالتعاطف الشعبي معها. لكنها معارضة مرتزقة للخارجة نحت نحو التسلح عند او فرصة سانحة لان السلاح دخل سورية ومعه رواتب لحامليه ضد انفسهم.

لو كانت المعارضة وطنية لما قتلت من قتلت باسم الطائفية ولما احتمت بالمدنيين ولما تحصنت ببيوت الفقراء ولما سرقت بيوت الاغنياء ولما قتلت المسيحي والشيعي والعلوي والسني الموالي باسم الثورة والحرية والكرامة.

ملايين الاطنان من الذخائر شحنت الى سورية خلال سنوات من الحرب، ومرت فترات صار فيها لجيوش المعارضين قوى اكبر بشريا وتسلحا بالكيف لا بالنوع من الجيش السوري نفسه. فما الحل الذي بيد الرئيس حينها؟

- الحوار ؟؟

واعداؤه رافضون له ومصرون على احتلال البلاد بقوة السلاح والارهاب.

- الصمت والهدنة والمسلحون لم يلتزموا بها ابدا

- الحل الدولي واول غيث التدخل الدولي منح الارهابيين فرصة التسلح والتدريب والتزود باسم الامم المتحدة بكل ما يحتاجونه لتوسيع سيطرتهم.

نعم ثلث السوريين تعاطفوا او ساندوا او صمتوا ايجابيا عن الحراك المسلح ولكن ثلثي السوريين كان مصيرهم بيد الاسد...فأما ان يدافع عنهم واما ان يتخلى عن ذلك ويسلم البلد لرعاع قادتهم عراعير وارهابيون وقتلة.

ام كان على الرئيس ان يدعوا الى استفتاء للاختيار بين البغدادي والجولاني لتسليم احدهما الحكم؟؟

الانظمة تستبدل لكن الاوطان لا تتبدل ومن يضحي بنفسه لا يهمه نظام يحكم بل بلد يبقى. والحديث عن انقاذ النظام بمئتين وخمسين الف ضحية من السوريين اهانة لاهل حلب السنة ولسنة دير الزور ودرعا ودمشق ولاهالي حمص والرقة وادلب الذين قاتلوا ويقاتلون مع الجيش لا دفاعا عن الرئيس بل بقيادته ولانهم يؤمنون بان بلدهم بخطر الاضمحلال والسقوط تحت نير عبودية التكفيريين ودواعش ربتهم اميركا بغباء معتاد في التعامل مع المتطرفين فلما اصبحوا خطرا عليها صارت تبحث عمن ينقذ سياساتها من براثنهم.

إن انتقاد السلطة السورية واجب والمطالبة بديمقراطية حقيقية في سورية واجب، ولكن عن اي نظام دافع الاسد ومئة وعشرين بلدا دعمت وسلحت اكثر من نصف مليون سوري ودربت وسلحت ونقلت الى سورية اكثر من مئتين وخمسين الفا من البهائم التكفيرية المتوحشة؟

لا شك ان مجرمي حرب قاتلوا متخفين ضد الشعب السوري من اوساط موالية فبينما هرب الاف منشقين علنا بقي الاف يعملون كطابو تخريبي. كما ان في الحرب تولد الجريمة والحشية حتى في جهة الخيرين وما يجب ان نطالب به هو انشاء محكمة سورية لجرائم الحرب تلاحق مجرمي الحرب اينما وجدوا والى اي طرف انتموا لكن ان نصف شهادة الاف الجنود والمدنيين بأنها دفاع عن نظام لا عن وطن فذاك تبني كامل لمقولات الارهابيين.

لو كان المطلوب بالنسبة للأسد هو حماية نظامه فقط لكان يكفي الخضوع لمطالب الاميركيين والقبول بوساطات السماسرة العرب والاتراك. حينها لكان الاسد بطل الحرية والانسانية في نظر الاميركيين. ورمزا لحماية اهل السنة من الغزو الصفوي بنظر اهل النفاق الديني في الخليج.

يمكن قبول اي شيء يقال عن السلطة السورية الا ان يقال انها كانت قادرة على منع الحرب والتدمير ولم تفعل.

لا يعني ما ذكرت سابقا ان الاعلامي والكاتب سامي كليب يقصد ادانة سورية ورئيسها وانما "هو طالب حق اخطأه وهو ليس قاصد سوء فاصابه.

الاعلامي سامي كليب قلم وطني نحرص عليه ولكن يا حبذا لو يتوقف عن الكتابة كمن يقاتل مع جيش في معركة ويعلي الراية البيضاء احتياطا.        

 

 

  • فريق ماسة
  • 2015-03-17
  • 9454
  • من الأرشيف

كتب خضر عواركة... عن سامي كليب وعن السوريين الذين انقذوا النظام لا سورية

لا ينفصل "القول" عن القائل، بل لا يمكن فهم او تفسير" القول" الا إن عُرف من هو القائل. مثلا: لو كتب شتام معارض زاعما فيما كتب " أن الاسد حافظ على نظامه فماذا عن سورية"؟ لما كان في قوله خطر...اذ ان قوله يصدر عن عدو كاره. اخطر الكلام هو الخارج من مصدر يعتبره اناسنا واهلنا " مصدرٌ اهل للثقة " ويستحق التصديق والايمان بما يقوله كونه يصدر عن محب لا عن عدو. فان مكامن الخطورة تتوسع حين يبتغي المرء ان يتجاهل واقعة واحدة شط بها محب عن قول الصواب وروج دون قصد ربما لما يضرب مصداقية كل دماء الشهداء السوريين الذين قاتلوا للدفاع عن بلدهم في وجه الارهاب والاطلسي واميركا واسرائيل والوهابية السعودية التكفيرية والوهابية الصهيونية القطرية، لا لاجل النظام. هناك وقائع نشرها " القائل" من قبل تشفع له ولكن كيف نؤمن بمن يعتقد ان نظاما بح صوت رئيسه وهو يحاور ١٣ الف معارض جاء بهم الى منزله ومكتبه ومقره طوال اشهر من السنة الاولى للازمة وفي النهاية اعتبروا فعله ضعفا فاستمعوا الى شياطين التسليح وتحول اغلبهم الى ارهابيين. القائل محب، فهل تشفع للقائل ما تورط في قوله الان مع انه نسف به كل الفوائد التي جنيناها من محبته؟ يمكن اخذ العبرة في خطورة القول نظرا لارتباطه بالقائل من نموذج مر على المهتمين بالقراءة السياسية من خلال مقال للكاتب والاعلامي سامي كليب وعنوانه " الاسد انقذ النظام فماذا عن سورية" اخطر ما في قول الكاتب والمقال ان سامي كليب هو من قاله. في القول: ذكر الرجل في مقال له بتاريخ ١٦ الجاري وفي مقال نشرته الاخبار اللبنانية ما حرفيته: " صمد النظام ونجا، هذا مهم له ولحلفائه. لكن ماذا عن سورية؟ صمد الشعب ام النظام؟ المراقب العادل الوثيق الصلة بالشارع السورية يلاحظ منذ بداية الازمة ان ثلثي السوريين اصطفوا مع النظام والا ما صمد. وان الثلث الباقي لم يقاتل النظام مباشرة والا لسقط وانما قاتله بعضهم وصمت اخرون منتظرين نتيجة المعركة لينحازوا. صمد النظام لان ثلثي الشعب السوري من السنة اولا وجدوا ان معلوم النظام ارحم من مجهول المعارضة وفوضى الاحتلال الاطلسي الذي طالبت به. ماذا عن سورية؟؟ وكأني بسامي كليب يؤكد لقراءه بأنه شخصيا يعتقد ان انقاذ سورية شيء منفصل عن تضحيات مئتي الف وطني سوري دفعوا حياتهم ثمنا لحماية سورية من الارهاب لا دفاعا عن شخص او عن رئيس او عن نظام. ويتابع كليب في مقاله فيقول: "صحيح ان الدولة السورية تعود الأكثر جذباً للناس بعد تمدد الارهاب بصوره البشعة. صحيح ايضا ان نسبة كبيرة من اهل السنة والمكونات السورية الاخرى تقاتل الى جانب الجيش السوري. صحيح كذلك ان نسبة كبيرة من الطبقة البرجوازية والصناعية والتجارية السنية لا تزال الى جانب الاسد. لكن الصحيح أيضاً ان ثمن البقاء كان باهظاً: معظم الاراضي السورية مدمر. الخسائر البشرية ربما قاربت ٢٥٠ الفاً. اعادة الاعمار قد تكلف ٢٠٠ مليار دولار، والشروخ الاجتماعية والمذهبية والطائفية كبيرة" الكلام السابق لسامي كليب يوحي بفشل النظام في منع تدمير سورية فهل لدى الكاتب اقتراح يمنع تدمير سورية وعصابات المعارضة ما قاتلت في جبال ولا في غابات بل تعمدت نقل المعارك الى المدن من الارياف حتى تصيب اكبر عدد من المدنيين بالقتل والجروح ليقال للغرب تفضل انقذنا من النظام المجرم. ثم يتابع سامي كليب فيقول: ليس النظام بريئاً أبداً. هو أيضاً يتحمل مسؤولية دماء ودمار ودموع. من قال ان النظام بريء ليس سوى انت سيد سامي كليب!! لكنك هناك تبدل وتغير مناقضا نفسك في السنوات الثلاث الماضية.. و الجديد قولك " هو ايضا يتحمل مسؤولية دماء ودمار ودموع" لنسلم جدلا بصحة ما تقول فلماذا تقوله الان وليس قبل الان؟؟ ويتابع كليب فيقول: أخطأ في احتقار المعارضة منذ البداية رغم ان فيها من كانوا قادرين على لعب دور هام. وفشل في احداث اختراق في صفوف الدول العربية حتى شكّلت جبهة ضده. وقطع جل علاقاته مع الغرب. وساهم في جعل ايران لاعباً كبيراً في الدول العربية". (انتهى الاقتباس) ليس المطلوبا من الكتاب التطبيل والتزمير لنظام يستحق النقد والجلد والاصلاح ما استطاع الوطنيون الى ذلك سبيلا بالنصح والارشاد والاقتراح لان واجب الكاتب الوطني ان يتحدث عن السيئات والحسنات في نظام فيه من هذا وذاك الكثير الكثير. لكن ما ليس وطنيا بتاتا الدخول الى عقول الناس لسنوات من بوابة " محبتك لسورية وقربك من مؤسسة الرئاسة" ثم تمرر سما زعافا يقتل كل رغبة لدى الناس في ارسال اولادهم للقتال استكمالا لمعركة تحرير سورية من الارهاب تحت قيادة قائد بحث بحسب قولك عن " انقاذ نظامه" ولم يقدم بحسب قولك ما يكفي من عمل لانقاذ سورية!! تتعرض السلطة السورية لهجاء تكفيري من الاف المواقع والوسائل الاعلامية ويكتب ضدها مئات الكتاب يوميا، وربما المئات منهم من وزن وباهمية سامي كليب المهنية وبشهرته. ولكن كلامهم لا قيمة له لانهم اعداء السلطة واعداء الموالين للرئيس ولبلدهم. و لا مصداقية لهم في عيون السوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين والعرب المؤيدين للاسد. اولئك الذين هم مثلي ومثل الكثيرين... لا يؤيدون الاسد عبثا او عن تعصب. ولا كونه رئيسا لنظام عربي، بل لانه رئيس النظام العربي الوحيد الذي كان ولا يزال باستطاعته انقاذ نظامه بشحطة توقيع يوافق فيها على فك تحالفه مع المقاومة اللبنانية ومع ايران وبالابتعاد عن مواجهة جدية للهيمنة الاميركية الاسرائيلية عبر القبول بما قبله ياسر عرفات ومحمود عباس للشعب الفلسطيني. الاسد لم يفعل... الاسد لم يحمي نظامه فقط ولو كان يبحث عن مصلحة شخصه وعن مصلحة نظامه لكان استجاب لكولن باول يوم كان ثمن الوقوف بوجه الاميركيين في مسعاهم لطرد المقاومة الفلسطينية من دمشق حصارا وربما غزوا عسكريا لسورية. عدم الاكتراث بمصلحة النظام الفئوية والاصرار على مصالح وثوابت وطنية اولا وقومية ثانيا ادت الى هزيمة سياسية في لبنان بدعم اميركي وعربي وادت الى تجروء " غيلان الامن والعسكر" على التفكير بانقلاب داخلي في دمشق بقوة المعنويات التي توفرت حين اصبح الاميركي جارا للسوري مع ربع مليون جندي على الحدود السورية مع العراق. لو اراد الاسد حفظ نظامه لشارك الاخوان المسلمين، عملاء الاتراك والاميركيين، بما نسبته ثلاثين بالمئة من السلطة التنفيذية لهم وسبعون بالمئة تبقى بيده الى ابد ابدين وبموافقة اميركية، حين حمل اليه هذا الحل مع ضمانات كاملة الوزير السابق والرئيس الحالي لوزراء تركيا في بداية الحرب على سورية.....ِشرط الالتزام بفك التحالف مع ايران ومع حزب الله وفك الالتزام بـ كلمة "لا" للهيمنة الاسرائيلية الاميركية على منطقتنا. لو اراد الاسد انقاذ النظام فقط وانقاذ نفسه لما خاطر بحياته واهله حين رفض عرض وزير الخارجية القطري الذي حمل اليه عرضا خليجيا اميركيا يردد نفس المعزوفة عن ايران وعن حزب الله وعن فلسطين، تحت عنوان " الابتعاد عن ايران يجنب سورية الخراب ويجنب الاسد مصير مبارك وبن علي" وان "العودة الى الحضن العربي تحمي سوريا من المؤامرات عليها وتحمي حكم الاسد في اطار التزام النظام العربي كله بامن نظامه وباستقراره ماليا واقتصاديا" لو كان الاسد يريد انقاذ نفسه ونظامه لقبل العروض الاماراتية والتركية التي قدمت له خارطة طريق منذ ما قبل الازمة وخلالها للخروج من حالة العداء بينه وبين الاهداف والسياسات الاميركية في المنطقة. ولو فعل.... لما قامت عليه حرب باسم الثورة. ولا قامت عليه حرب اعلامية باسم اهل السنة العرب. ولو قبل ما عرضه كولن باول( الى اخر الباولات الخليجيين والاتراك والاميركيين) لما ولدت النصرة ولا صارت داعش ولا انشق من انشق ولا صار في سورية جيوش من الهمج الرعاع الذي ارادوا الحرية بالكلام فتبين انهم يعرفون فقط حرية القتل وحرية التمثل بأسوأ ما في النظام والسلطة و دون التمثل بما لهم وفيهم من حسنات وخدمات ومزايا ايجابية. الرئيس الاسد يستحق الانتقاد، فكل شخصية عامة تستحق النقد ولنا حق الاعتراض والمعارضة عما تقوم به في بلدها وفي الاقليم. لكن ليس من المنطقي ان تمدح الرئيس ثلاث سنوات ثم في مرحلة مفصلية تتهمه بأنه يحتقر المعارضة التي اشعلت حربا ضد شعب سورية في حين ان الرئيس حاور الافا من معارضيه حين بقي اشهرا يستقبل الفعاليات التي نظمت وشاركت ومولت التظاهرات ضده. سياسات الاسد الداخلية بما يخص الاحزاب والانتخابات والاقتصاد كلها من الامور التي تستحق الاعتراض والنقد والتمحيص ولكن من المعيب القول " ان النظام يحتقر معارضيه" ورجال الرئيس بالعشرات حاوروا المعارضين في اوكار الارهاب التي اختبئوا فيها زاعمين ان لهم مطالب سلمية وحقوقا مشروعة. فلما اشتد عودهم نقضوا الحوار والهدنة وذبحوا المحاورين. سياسات السلطة السورية بما يتعلق بالحريات والديمقراطية في السياسة والاعلام هي سياسات مرفوضة و تستحق النقد والرفض والتقريع لكن بماذا اخطأ النظام حين اعلن عليه الحرب عظماء العالم في الغرب وحقرائهم العرب؟؟ نقد الرئيس السوري امر مستحب ومباح ولكن ليس في موضوع الحرب التي شنها العرب والغرب على سورية وشعبها. فماذا كان يجب ان يفعل من دعا معارضيه الى الحوار مرة تلو المرة في كل خطاب وفي كل مقابلة وفي كل تصريح وكان الرد دوما هو الرفض...والتعنت والاستزلام للاميركي والدعوات التي وجهت للأطلسي وللاميركيين وللاتراك لغزو سورية. هل الحوار الا التفاوض؟ وهل احترام المعارضين سوى الطلب منهم المشاركة في حوارات مباشرة مع السلطة بشكل علني او سري ؟ الم يعرض الاسد على المعارضين كافة العودة الى دمشق بضمانات دولية ومحلية شرط المشاركة في الحوار للوصول الى حل؟ اجتمعت وفود من الاخوان مع وسطاء ايرانيين ومن حزب الله ووافق الاسد على محاورتهم حتى في دمشق لكن من هرب من الحل السياسي ليس النظام بل الاخوان اقوى فروع المعارضة في السنة الاولى للأزمة. ومن رفضها كثيرون غيرهم الى ان ورثت داعش والنصرة المعارضة وما تمثله بعض فئاتها الممولة اميركيا وسعوديا وقطريا وتركيا. الم يذكر الرئيس مرة تلو المرة انه جاهز للسير في عملية سياسية تؤدي الى التعددية الحقيقية والى المشاركة والى تقاسم السلطة وفقا لما يقرره الشعب في استفتاء كان يمكن للمعارضين ان يستفيدوا من الدعم الدولي لهم لضمان نزاهته وحياد من يشرفون عليه؟ الم يعقد معارضون مؤتمرات في قلب دمشق وفي جوارها بحماية النظام فكفرهم رفاقهم واعتبروهم اهدافا مشروعة؟ الم يقبل النظام الحوار مرة ثانية مع كل المعارضين بدعوة روسية واخرى ايرانية وثالثة شارك فيها سماحة السيد حسن نصرالله شخصيا حتى مع الاخوان وعبر ممثلين لهم في داخل سورية وفي خارجها، ثم انقسم الاخوان ومن لف لفهم ورفضوا الحوار والالتزام بحل سياسي مستندين على فكرة الغزو الاطلسي لسورية. المعارضون رفضوا القبول بالحوار وتعنتوا وتجبروا حتى صار زعيم حي منهم يأمر وينهي وكأن له جيشا ودولة في حين تبين انهم متورطون بحلف مع الاميركيين، عاطفي ومصلحي، ما لبث وان اصبح حلفا مع اسرائيل ومع ورثة تنظيم القاعدة في آن واحد. الم يعرض النظام مرات ومرات على امثال حسن عبد العظيم وعلى امثال هيثم المناع رئاسة الحكومة والمشاركة من موقع المسؤولية في فرض اصلاح يجبر عليه النظام لينجوا من توسع غضب الشارع في بعض المحافظات... فهل قبلوا؟ الكلام الصادر عن شخص يمثل ما يمثله سامي كليب ليس كلاما عابرا فهو يؤثر في الموالين وفي المحايدين لانه صادر عمن يدافع منذ ثلاث سنوات عن النظام بكل ما كتب، فهل يستحق الظهور بمظهر الحياد ان ندعوا الاهالي والامهات لمنع اولادهم من المشاركة في معركة يقول كاتب مقرب من القصر الرئاسي في سورية " ان قائده يدافع عن نظامه وينسى بلده ويحتقر معارضيه وشارك في سفك الدماء وفي التدمير وفي التسبب بالبكاء والدموع؟ ما كان يجب على الاسد ان يفعل لمنع التدمير؟؟ وفي مواجهة جيشه نصف مليون مقاتل متحصن في مدن كبرى يتهددون الناس بالقوة كي يخضع لهم ثلثي الشعب السوري بعد ان ساندهم او تعاطف او سكت عن تحركهم ثلثه. نصف مليون مسلح جرى صرف عشرات المليارات على تسليحهم واغلب السوريين مدربون بسبب الخدمة الاجبارية وجرى رفدهم بثلاثين الف ضابط وضابط صف من كل الاختصاصات ممن انشقوا عن الجيش السوري، وجرى تنظيمهم وتسليحهم بما يناسب نشر الخراب والنار والدمار في كل متر من الاراضي التي يستطيعون الوصول اليها. ولو كانت المعارضة حقا تسعى لخير بلدها لقاتلت بالتظاهر السلمي لتمنع الجيش من قتالها بالسلاح ولهزمت الامنيين بالتعاطف الشعبي معها. لكنها معارضة مرتزقة للخارجة نحت نحو التسلح عند او فرصة سانحة لان السلاح دخل سورية ومعه رواتب لحامليه ضد انفسهم. لو كانت المعارضة وطنية لما قتلت من قتلت باسم الطائفية ولما احتمت بالمدنيين ولما تحصنت ببيوت الفقراء ولما سرقت بيوت الاغنياء ولما قتلت المسيحي والشيعي والعلوي والسني الموالي باسم الثورة والحرية والكرامة. ملايين الاطنان من الذخائر شحنت الى سورية خلال سنوات من الحرب، ومرت فترات صار فيها لجيوش المعارضين قوى اكبر بشريا وتسلحا بالكيف لا بالنوع من الجيش السوري نفسه. فما الحل الذي بيد الرئيس حينها؟ - الحوار ؟؟ واعداؤه رافضون له ومصرون على احتلال البلاد بقوة السلاح والارهاب. - الصمت والهدنة والمسلحون لم يلتزموا بها ابدا - الحل الدولي واول غيث التدخل الدولي منح الارهابيين فرصة التسلح والتدريب والتزود باسم الامم المتحدة بكل ما يحتاجونه لتوسيع سيطرتهم. نعم ثلث السوريين تعاطفوا او ساندوا او صمتوا ايجابيا عن الحراك المسلح ولكن ثلثي السوريين كان مصيرهم بيد الاسد...فأما ان يدافع عنهم واما ان يتخلى عن ذلك ويسلم البلد لرعاع قادتهم عراعير وارهابيون وقتلة. ام كان على الرئيس ان يدعوا الى استفتاء للاختيار بين البغدادي والجولاني لتسليم احدهما الحكم؟؟ الانظمة تستبدل لكن الاوطان لا تتبدل ومن يضحي بنفسه لا يهمه نظام يحكم بل بلد يبقى. والحديث عن انقاذ النظام بمئتين وخمسين الف ضحية من السوريين اهانة لاهل حلب السنة ولسنة دير الزور ودرعا ودمشق ولاهالي حمص والرقة وادلب الذين قاتلوا ويقاتلون مع الجيش لا دفاعا عن الرئيس بل بقيادته ولانهم يؤمنون بان بلدهم بخطر الاضمحلال والسقوط تحت نير عبودية التكفيريين ودواعش ربتهم اميركا بغباء معتاد في التعامل مع المتطرفين فلما اصبحوا خطرا عليها صارت تبحث عمن ينقذ سياساتها من براثنهم. إن انتقاد السلطة السورية واجب والمطالبة بديمقراطية حقيقية في سورية واجب، ولكن عن اي نظام دافع الاسد ومئة وعشرين بلدا دعمت وسلحت اكثر من نصف مليون سوري ودربت وسلحت ونقلت الى سورية اكثر من مئتين وخمسين الفا من البهائم التكفيرية المتوحشة؟ لا شك ان مجرمي حرب قاتلوا متخفين ضد الشعب السوري من اوساط موالية فبينما هرب الاف منشقين علنا بقي الاف يعملون كطابو تخريبي. كما ان في الحرب تولد الجريمة والحشية حتى في جهة الخيرين وما يجب ان نطالب به هو انشاء محكمة سورية لجرائم الحرب تلاحق مجرمي الحرب اينما وجدوا والى اي طرف انتموا لكن ان نصف شهادة الاف الجنود والمدنيين بأنها دفاع عن نظام لا عن وطن فذاك تبني كامل لمقولات الارهابيين. لو كان المطلوب بالنسبة للأسد هو حماية نظامه فقط لكان يكفي الخضوع لمطالب الاميركيين والقبول بوساطات السماسرة العرب والاتراك. حينها لكان الاسد بطل الحرية والانسانية في نظر الاميركيين. ورمزا لحماية اهل السنة من الغزو الصفوي بنظر اهل النفاق الديني في الخليج. يمكن قبول اي شيء يقال عن السلطة السورية الا ان يقال انها كانت قادرة على منع الحرب والتدمير ولم تفعل. لا يعني ما ذكرت سابقا ان الاعلامي والكاتب سامي كليب يقصد ادانة سورية ورئيسها وانما "هو طالب حق اخطأه وهو ليس قاصد سوء فاصابه. الاعلامي سامي كليب قلم وطني نحرص عليه ولكن يا حبذا لو يتوقف عن الكتابة كمن يقاتل مع جيش في معركة ويعلي الراية البيضاء احتياطا.            

المصدر : أنباء آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة