يتضح بالفترة ألاخيرة لجميع المتابعين ان مسار العلاقات التي جمدت بشكل شبه كامل بالمراحل ألاخيرة من عهد الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، بين انقرة والرياض، نتيجة لخلافات وصراعات كانت تتم خلف الكواليس واحيانآ تظهر للعلن بين انقرة والرياض لاسباب كثيرة واكثرها حديه ماجرى بمصر من احداث بصيف عام 2013،، أما اليوم فيبدو واضحآ من خلال رؤية بعض المتابعين لمرحلة مابعد عبدالله بن العزيز سعوديآ انه يمكن القول ان العلاقات المجمدة بين العاصمتين قد عادت مجددآ للحياة وخصوصآ بعد ان قام الرئيس التركي "اردوغان" بالفترة الاخيرة بزيارات متعددة للرياض ، والواضح ان هذه الزيارات قد ساهمت الى حد ما بتحريك المياه الراكده بين العاصمتين،وساهمت ألى حد ما ببناء جسور التقارب بين البلدين .

هنا نستطيع القول ان هذا التقارب والذي للأن لم تكتمل معالمه بعد، ولم تعلم بعد ماهي المده الزمنية المتوقعة لاستمراره ان حدث فعلآ؟ ، وسبب تساؤلي هنا عن المده الزمنية لاستمرار هذا التقارب ان تم فعلآ ،، بسبب وجود تجارب تاريخية "فاشلة" !! لكلا النظامين بعلاقات التقارب فيما بينهما فقد سبق ان لامست حالة التقارب بين "النظامين" حدودآ استراتيجية في التقارب، وقد كانت حينها انموذجآ اقليميآ بحالة التقارب تلك وقد اعتقد البعض انها قد تؤسس لحلف اقليمي جديد، ثم انهار كل ما تحقق على هذا الطريق مع أول خلاف دار حول الملف المصري، وانفتاح شهية كلا البلدين للسيطرة على البلد الجريح،وهذا ما أفرز حينها حالة من الاستقطاب وفجر خلافات حول مصر والشرعية للنظام القديم وشرعية النظام الجديد،بين البلدين , تداعيات خلاف كلا البلدين حول دورهما بمصر ما بعد 30يونيو 2013قد لا تمحى بسهولة ، وهذا بطبيعته ما يخشى منه كلا "النظامين" حاليآ بحالة التقارب الاخيرة ان تمت، فالخشيه ان يتكرر سيناريو خلاف التجارب السابقة ،، لذلك نرئ الان حاله من الشكوك المتبادلة بين الجانيين حول طبيعة هذا التقارب واطره المستقبلية ، فالوقائع التاريخية تقول ان السياسات التركية -السعودية تحمل العديد من نقاط التناقض وعدم التقارب.

وهنا  وفي ذات السياق ,فلا يمكن للنظام "التركي" في طبيعة الحال، أن يتبع نهج أقليمي جديد يؤسس لحاله اقليمية جديدة يكون عنوانها "تحالفات الطوائف الاسلامية" فالنظام التركي بالنهاية هو نظام براغماتي ,ويتعامل مع الكثير من أزمات المنطقة حاليآ على مبدئ الشريك الذي لايريد ان يخسر احدآ ، وهذه الحقائق المذكوره سابقآ لايمكن لأي شخص متابع لسياسة  النظام التركي في الاقليم مؤخرآ بشكل عام أن ينكرها ، فهذه الحقائق بمجملها قد تكون هي ألانتكاسة الاولى لحلف السعودي –التركي ,فألاتراك لايمكنهم بأي حال من الاحول ان يكونوا شركاء للسعوديين ,بمقابل تخليهم عن براغماتيتهم النفعية من الايرانيين أقتصاديآ وامنيآ وحتى سياسيآ.

فألاترك بدورهم يعلمون أن السعوديين بهذه المرحلة يعانون من أزمة أقليمية خانقة ،وما دفعهم للتقارب مع الاتراك هو مصلحة أنيه قد تنهار بأي فترة زمنية مقبلة ،فتحالفات المصالح ألانيه هي تحالفات غير دائمة ، ومن هنا يبدو ان هذا التقارب المرحلي سيتم دون تأثير وتغيير جذري على استراتيجية كل نظام في المنطقة ،وهذا بسبب أن هناك اختلافآ في سياسة تعاطي الدولتين في التعامل مع الأزمة السورية والوضع العراقي الفوضوي بشكل خاص، والخلاف حول النظام المصري الجديد، والوضع اليمني والبحريني المضطرب، وهذا كله بالطبع لايمنع الزيارات المتبادلة "مستقبلآ" للجانبين والتنسيق الامني والتبادل الاقتصادي، وو، الخ ،، فالعلاقات يتوقع ان تسير مستقبلآ وبمختلف الاطر بين البلدين وفق أطر رسمية بالنهاية لما فيه مصلحة الدولتين.

ختامآ،، فهناك اليوم حقيقة لايمكن انكارها وهي أن كلا النظامين السعودي والتركي اللذين راهنا كثيرآ على الربيع العربي ,من الواضح اليوم أنهما قد خسرا كثيرآ من هذا الربيع بعد ان توقعا ان يحصدوا ثمار ونتائج هذا الربيع بشكل سريع ، ومع أن المراقبون يعتبرون أن النظام التركي يملك من الأوراق ما يجعله قادرآ على  بناء تحالفات اقليمية بعدة أتجاهات ،يبقى هناك حقيقة لايمكن انكارها وهي ان النظام السعودي  مازال  نظام محوري وفاعل بالمنطقة العربيه ،، إلا أن مسار الأزمة السورية المستمرة إلى الآن، ودور مصر المستقبلي ،وتوقعات كلا النظامين بتمدد نفوذ أيران بشكل واسع بالاقليم مستقبلآ ، والوضع باليمن ،، وفرضيات التطورات المتوقعه بالوضع العراقي ،، هي بمجملها ستكشف، حسب المراقبين، مدى  مصلحة كل من  النظامين لتحويل حالة التقارب بين البلدين ال حالة حلف أستراتيجي مستقبلآ ,مع ان معظم المؤشرات تؤكد ان براغماتية انقرة لاتريد ان تكون طرفآ في محور ضد محور أخر بألاقليم ،فالأتراك لهم مصالحهم المشتركة مع جميع قوى الاقليم ،وهذا ما سيفرض على الرياض النظر برؤية مستقبلية واضحة لطبيعة تحالفاتها المستقبلية  ،وهذا ما يحتم على الرياض العودة وبقوة الى البوابة المصرية ،لأنها الضامن الوحيد لهم كما يقول الكثيرين من الساسة وقادة الرأي بالرياض

  • فريق ماسة
  • 2015-03-15
  • 12543
  • من الأرشيف

براغماتية أنقرة وأزمة النظام السعودي وترجيح العودة للبوابة المصرية ؟؟

يتضح بالفترة ألاخيرة لجميع المتابعين ان مسار العلاقات التي جمدت بشكل شبه كامل بالمراحل ألاخيرة من عهد الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، بين انقرة والرياض، نتيجة لخلافات وصراعات كانت تتم خلف الكواليس واحيانآ تظهر للعلن بين انقرة والرياض لاسباب كثيرة واكثرها حديه ماجرى بمصر من احداث بصيف عام 2013،، أما اليوم فيبدو واضحآ من خلال رؤية بعض المتابعين لمرحلة مابعد عبدالله بن العزيز سعوديآ انه يمكن القول ان العلاقات المجمدة بين العاصمتين قد عادت مجددآ للحياة وخصوصآ بعد ان قام الرئيس التركي "اردوغان" بالفترة الاخيرة بزيارات متعددة للرياض ، والواضح ان هذه الزيارات قد ساهمت الى حد ما بتحريك المياه الراكده بين العاصمتين،وساهمت ألى حد ما ببناء جسور التقارب بين البلدين . هنا نستطيع القول ان هذا التقارب والذي للأن لم تكتمل معالمه بعد، ولم تعلم بعد ماهي المده الزمنية المتوقعة لاستمراره ان حدث فعلآ؟ ، وسبب تساؤلي هنا عن المده الزمنية لاستمرار هذا التقارب ان تم فعلآ ،، بسبب وجود تجارب تاريخية "فاشلة" !! لكلا النظامين بعلاقات التقارب فيما بينهما فقد سبق ان لامست حالة التقارب بين "النظامين" حدودآ استراتيجية في التقارب، وقد كانت حينها انموذجآ اقليميآ بحالة التقارب تلك وقد اعتقد البعض انها قد تؤسس لحلف اقليمي جديد، ثم انهار كل ما تحقق على هذا الطريق مع أول خلاف دار حول الملف المصري، وانفتاح شهية كلا البلدين للسيطرة على البلد الجريح،وهذا ما أفرز حينها حالة من الاستقطاب وفجر خلافات حول مصر والشرعية للنظام القديم وشرعية النظام الجديد،بين البلدين , تداعيات خلاف كلا البلدين حول دورهما بمصر ما بعد 30يونيو 2013قد لا تمحى بسهولة ، وهذا بطبيعته ما يخشى منه كلا "النظامين" حاليآ بحالة التقارب الاخيرة ان تمت، فالخشيه ان يتكرر سيناريو خلاف التجارب السابقة ،، لذلك نرئ الان حاله من الشكوك المتبادلة بين الجانيين حول طبيعة هذا التقارب واطره المستقبلية ، فالوقائع التاريخية تقول ان السياسات التركية -السعودية تحمل العديد من نقاط التناقض وعدم التقارب. وهنا  وفي ذات السياق ,فلا يمكن للنظام "التركي" في طبيعة الحال، أن يتبع نهج أقليمي جديد يؤسس لحاله اقليمية جديدة يكون عنوانها "تحالفات الطوائف الاسلامية" فالنظام التركي بالنهاية هو نظام براغماتي ,ويتعامل مع الكثير من أزمات المنطقة حاليآ على مبدئ الشريك الذي لايريد ان يخسر احدآ ، وهذه الحقائق المذكوره سابقآ لايمكن لأي شخص متابع لسياسة  النظام التركي في الاقليم مؤخرآ بشكل عام أن ينكرها ، فهذه الحقائق بمجملها قد تكون هي ألانتكاسة الاولى لحلف السعودي –التركي ,فألاتراك لايمكنهم بأي حال من الاحول ان يكونوا شركاء للسعوديين ,بمقابل تخليهم عن براغماتيتهم النفعية من الايرانيين أقتصاديآ وامنيآ وحتى سياسيآ. فألاترك بدورهم يعلمون أن السعوديين بهذه المرحلة يعانون من أزمة أقليمية خانقة ،وما دفعهم للتقارب مع الاتراك هو مصلحة أنيه قد تنهار بأي فترة زمنية مقبلة ،فتحالفات المصالح ألانيه هي تحالفات غير دائمة ، ومن هنا يبدو ان هذا التقارب المرحلي سيتم دون تأثير وتغيير جذري على استراتيجية كل نظام في المنطقة ،وهذا بسبب أن هناك اختلافآ في سياسة تعاطي الدولتين في التعامل مع الأزمة السورية والوضع العراقي الفوضوي بشكل خاص، والخلاف حول النظام المصري الجديد، والوضع اليمني والبحريني المضطرب، وهذا كله بالطبع لايمنع الزيارات المتبادلة "مستقبلآ" للجانبين والتنسيق الامني والتبادل الاقتصادي، وو، الخ ،، فالعلاقات يتوقع ان تسير مستقبلآ وبمختلف الاطر بين البلدين وفق أطر رسمية بالنهاية لما فيه مصلحة الدولتين. ختامآ،، فهناك اليوم حقيقة لايمكن انكارها وهي أن كلا النظامين السعودي والتركي اللذين راهنا كثيرآ على الربيع العربي ,من الواضح اليوم أنهما قد خسرا كثيرآ من هذا الربيع بعد ان توقعا ان يحصدوا ثمار ونتائج هذا الربيع بشكل سريع ، ومع أن المراقبون يعتبرون أن النظام التركي يملك من الأوراق ما يجعله قادرآ على  بناء تحالفات اقليمية بعدة أتجاهات ،يبقى هناك حقيقة لايمكن انكارها وهي ان النظام السعودي  مازال  نظام محوري وفاعل بالمنطقة العربيه ،، إلا أن مسار الأزمة السورية المستمرة إلى الآن، ودور مصر المستقبلي ،وتوقعات كلا النظامين بتمدد نفوذ أيران بشكل واسع بالاقليم مستقبلآ ، والوضع باليمن ،، وفرضيات التطورات المتوقعه بالوضع العراقي ،، هي بمجملها ستكشف، حسب المراقبين، مدى  مصلحة كل من  النظامين لتحويل حالة التقارب بين البلدين ال حالة حلف أستراتيجي مستقبلآ ,مع ان معظم المؤشرات تؤكد ان براغماتية انقرة لاتريد ان تكون طرفآ في محور ضد محور أخر بألاقليم ،فالأتراك لهم مصالحهم المشتركة مع جميع قوى الاقليم ،وهذا ما سيفرض على الرياض النظر برؤية مستقبلية واضحة لطبيعة تحالفاتها المستقبلية  ،وهذا ما يحتم على الرياض العودة وبقوة الى البوابة المصرية ،لأنها الضامن الوحيد لهم كما يقول الكثيرين من الساسة وقادة الرأي بالرياض

المصدر : الماسة السورية//هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة