حذّرنا منذ أشهر ليست بالقليلة من المحاولات التي تبذلها أطراف إقليميّة ودوليّة لإعادة تعويم بعض المنظمات الإرهابيّة وتصويرها على أنَّها «تنظيمات مسلحة معتدلة».

كما تناولتْ أقلام المثقفين والإعلاميين العرب هذا المشروع الخطير والذي بدأ الترويج له بعض المحسوبين على التقدّم والاشتراكية في لبنان وغيرهم من دعاة المستقبل من خلال الإعلاميين الذين يدفع لهم أصحاب هـذا المشروع على أساس «القطعة». أما إعلان الاتفاق الأميركي التركي المتعلق بتدريب مزيد من الإرهابيين في القواعد العسكرية التركية فإنه ليس نوعاً من الابتزاز فحسب، بل إنه عمل مكشوف لدعم «داعش» و«جبهة النصرة» وباقي التنظيمات الإرهابية.

بدأ الترويج لهذا المنطق الذي لا يمكن اعتباره إلا جزءاً من الحرب الإرهابية على سورية وغيرها قبل وأثناء وبعد اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2170 الذي يحدّد بالاسم «تنظيم داعش» و«جبهة النصرة» على أنَّهما تنظيمان إرهابيَّان. وعادَ مجلس الأمن وأكَّد ذلك في قراريه 2178 و2199 اللذين تمَّ اعتمادهما بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يجعل هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في منظومة الأمم المتحدة. ولا أعتقد أنَّ ذاكرة بعض وزراء خارجيّة الدول الذين اجتمعوا في المغرب قبل حوالى عامين ستخونهم إذا حاولوا استذكار ما قاله رئيس ما يُسمّى بالائتلاف آنذاك من أنَّ: «تنظيم جبهة النصرة الإرهابي هو تنظيم مسلّح يخوض عملاً عسكرياً مشروعاً في سورية». آنذاك، كانتْ «جبهة النصرة» تمثّل في حضنها «تنظيم داعش» و«القاعدة» اللذين كانا يعملان موحدين على تدمير سورية والعراق وتفتيت هذين البلدين بناءً على خطة محكمة رسمتها الدوائر الغربيَّة وأدواتها العربيَّة في إطار فضيحة ما أطلقت عليه الولاياتْ المتحدة الأميركيَّة «الربيع العربي»، الذي لم نرَ له زهرة واحدة لا في البلدان التي مرَّ بها هذا الربيع المدمَّر ولا في غيرها من دول المنطقة وخارجها.

 

لم نعد بحاجة لإثبات الأهداف الحقيقيَّة لهذه التنظيمات الطارئة على واقعنا والدخيلة على بلداننا العربيَّة والإسلاميَّة ومنها «جبهة النصرة» وهي تعلن للملأ، على لسان إرهابييها، ارتباطها بـ«إسرائيل» واستعدادها للعمل يداً بيد مع «إسرائيل» خدمةً لأهداف من يقوم بتشغيلها ويقدّم لها السلاح والمال والتدريب والإيواء. ألم يكن استهداف «جبهة النصرة» و«الجيش الإرهابي الحر» و«جيش الإسلام» و«داعش» لقواعد الدفاع الجوي السوري والمخيمات الفلسطينيَّة من أقصى شمال سورية إلى جنوبها وعملها الإرهابي المنظم في منطقة فصل القوَّات وحرص جميع هؤلاء على الاستعانة بقوَّات العدو الصهيوني على طول خط المواجهة السوري «الإسرائيلي»، إلاَّ الدليل القاطع على صحَّة ما نقول؟ لقد عالجت «إسرائيل»، الأم الرؤوم لهذه التنظيمات الإرهابيَّة، عناصر هذه التنظيمات في مستشفياتها حيث زاد عـدد من عالجتهم وأعادتْ معظمهم لقتل أبناء وطنهم ما يصل إلى حوالى الألفين. أمَّا من تستقبلهم مستشفيات النظام الأردني ونظام أردوغان في تركيا فعددهم لا يمكن إحصائه.

 

إن المؤامرة الجديدة القديمة في تأهيل المنظمات الإرهابيَّة وتلميع صورتها على أنَّها معارضة مسلحة معتدلة لن تنطلي على شعبنا وعلى أمتنا، بل ولا على شعوب العالم التي فتحتْ أعينها واسعةً الآن على ممارسات وسياسات ائتلاف الدوحة واسطنبول الذي بدأ منذ أن كان مجلس اسطنبول رمزاً لممارسة الإرهاب وقتل الأبرياء. ألم يكن «الجيش الإرهابي الحر» هو صبي اسطنبول المدلل عندما قام بقطع رؤوس السوريين ورميها في الأنهار والآبار، ناهيك عن المشاهد التي قام «الجيش الحر»، أو ما يطلق عليه التنظيمات «المسلّحة المعتدلة» هي التي وضعتْ رؤوس بعض الضحايا لشوائها على النار واقتلاع الأكباد والقلوب من الشهداء وأكلها. إنَّ من يحمل السلاح على دولته هو إرهابي بكافَّة المعايير والمقاييس، ولا مبرَّر أخلاقياً أو سياسياً أو قانونياً لذلك أو لمن يدعم مثل هذه الممارسات اللاأخلاقية أو يسكت عليها. مجرمون هم أولئك الذين يتحدثون عن معارضة مسلحة معتدلة.

 

إنَّ من يبشر بولادة تنظيم إرهابي من رحم التنظيمات الإرهابيَّة المسلًّحة هو إرهابي وحاقد. وإذا كانتْ بعض دول الخليج قد استجابتْ، كما هي العادة، لأسيادها في واشنطن وباريس ولندن التي تبتكر لهم المسميات الجديدة لتبييض صفحة الإرهاب والإرهابيين، فكل هؤلاء واهمون. ولو نجح هؤلاء في إعطاء أسماء جميلة ومغرية ومضلَّلة وجديدة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وما يُسمّى «جيش المجاهدين» و«الأنصار» وكتائب إرهابيَّة أخرى، فإنَّها ستبقى تنظيمات إرهابيَّة. فلو تخلَّت «جبهة النصرة» الإرهابيَّة عن اسمها بدافع الحصول على تمويل وإمدادات وخلاف ذلك من مساعدات حكَّام الخليج وسلطان الأناضول العثماني رجب طيب أردوغان وتابعه أحمد داود أوغلو، فإنَّ ذلك لن يغيَّر من قناعة شعبنا وحكمه على هذه التنظيمات ومن يدعمها بأنَّ «إسرائيل» وبريطانيا وفرنسا وبعض دول الخليج وتركيا هي التي تقف خلفها.

 

على من يعتقد أن إبراز «جبهة النصرة» وإرهابييها في ثوب جديد براق وتزويدها بالدعم المادَّي والإعلامي والعسكري سيغير من نظرة أبناء سورية إلى هذه التنظيمات الإرهابيَّة فهو مخطئ. لكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نقتنع بأنَّ هؤلاء قادرون على تضليل العالم بمقولات «الإرهاب المعتدل» والتمييز بينه وبين «الإرهاب المتطرف». وتتابع سورية وأصدقاؤها الاجتماعات التي يعقدها مسؤولون من أجهزة الاستخبارات الخليجيَّة مع الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني عـدَّة مرَّات في الأشهر الماضية لتشجيعه على تغيير اسم منظمته والإعلان عن فك ارتباطه مع «تنظيم القاعدة» قولاً لا فعلاً. ومن ثمَّ، كيف يتجرأ هؤلاء على الاجتماع مع إرهابيي هذه التنظيمات وقرارات مجلس الأمن تحظر ذلك تحت الفصل السابع؟

 

إنَّ تجاهل الأمم المتحدة وبعض دولها الأعضاء لمثل هذه الانتهاكات الصارخة لقرارات مجلس الأمن يعني عمليَّاً الدفع إلى انهيار منظومة الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، هذا إذا تركت سياسات المعايير المزدوجة أي شك في أنَّ المنظومة لم تنهر حتى الآن. نقول ذلك على رغم ثقتنا بأن الكثير من قرارات الأمم المتحدة لا تطبق إلاًّ على الدول النامية، أمَّا تلك الدول التي تحميها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومنها بعض دول الخليج وتركيا فإنَّها تنام قريرة العين مهما وصل حجم دعمها للإرهابيين وزكمت روائح تمويلها للإرهابيين وتسليحها لهم كل الأنوف.

 

إنَّ حرب سورية على الإرهاب بالتعاون مع أصدقائها في محور مكافحة الإرهاب ستستمر لأنَّنا لا يمكن أن نتهاون أو نتراجع في حربنا على الإرهاب ولأننا جادون ولا نساوم على مبادئنا وعزمنا على مكافحة الإرهاب. وما البطولات التي يسجلها أبطال الجيش العربي السوري وأبناء شعبنا الذين تطوَّعوا في كافَّة أنحاء سورية لمحاربة الإرهاب، إلاَّ دليل على عزمنا على خوض هذه المعركة إلى نهايتها.

 

إنَّ استمرار الترويج لـ«جبهة النصرة» على أنَّها «معارضة مسلَّحة معتدلة»، قد تقوم لاحقاً بعض الدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بتدريب عناصرها في تركيا والسعودية والأردن وغيرها من البلدان لم يعد أمراً مستغرباً. والأكثر من ذلك أنَّنا لن نستغرب بدء الحديث خلال أيام وأسابيع من قبل هؤلاء عن «داعش المعتدلة»!

  • فريق ماسة
  • 2015-03-06
  • 9702
  • من الأرشيف

الإرهاب المعتدل؟!

حذّرنا منذ أشهر ليست بالقليلة من المحاولات التي تبذلها أطراف إقليميّة ودوليّة لإعادة تعويم بعض المنظمات الإرهابيّة وتصويرها على أنَّها «تنظيمات مسلحة معتدلة». كما تناولتْ أقلام المثقفين والإعلاميين العرب هذا المشروع الخطير والذي بدأ الترويج له بعض المحسوبين على التقدّم والاشتراكية في لبنان وغيرهم من دعاة المستقبل من خلال الإعلاميين الذين يدفع لهم أصحاب هـذا المشروع على أساس «القطعة». أما إعلان الاتفاق الأميركي التركي المتعلق بتدريب مزيد من الإرهابيين في القواعد العسكرية التركية فإنه ليس نوعاً من الابتزاز فحسب، بل إنه عمل مكشوف لدعم «داعش» و«جبهة النصرة» وباقي التنظيمات الإرهابية. بدأ الترويج لهذا المنطق الذي لا يمكن اعتباره إلا جزءاً من الحرب الإرهابية على سورية وغيرها قبل وأثناء وبعد اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2170 الذي يحدّد بالاسم «تنظيم داعش» و«جبهة النصرة» على أنَّهما تنظيمان إرهابيَّان. وعادَ مجلس الأمن وأكَّد ذلك في قراريه 2178 و2199 اللذين تمَّ اعتمادهما بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يجعل هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في منظومة الأمم المتحدة. ولا أعتقد أنَّ ذاكرة بعض وزراء خارجيّة الدول الذين اجتمعوا في المغرب قبل حوالى عامين ستخونهم إذا حاولوا استذكار ما قاله رئيس ما يُسمّى بالائتلاف آنذاك من أنَّ: «تنظيم جبهة النصرة الإرهابي هو تنظيم مسلّح يخوض عملاً عسكرياً مشروعاً في سورية». آنذاك، كانتْ «جبهة النصرة» تمثّل في حضنها «تنظيم داعش» و«القاعدة» اللذين كانا يعملان موحدين على تدمير سورية والعراق وتفتيت هذين البلدين بناءً على خطة محكمة رسمتها الدوائر الغربيَّة وأدواتها العربيَّة في إطار فضيحة ما أطلقت عليه الولاياتْ المتحدة الأميركيَّة «الربيع العربي»، الذي لم نرَ له زهرة واحدة لا في البلدان التي مرَّ بها هذا الربيع المدمَّر ولا في غيرها من دول المنطقة وخارجها.   لم نعد بحاجة لإثبات الأهداف الحقيقيَّة لهذه التنظيمات الطارئة على واقعنا والدخيلة على بلداننا العربيَّة والإسلاميَّة ومنها «جبهة النصرة» وهي تعلن للملأ، على لسان إرهابييها، ارتباطها بـ«إسرائيل» واستعدادها للعمل يداً بيد مع «إسرائيل» خدمةً لأهداف من يقوم بتشغيلها ويقدّم لها السلاح والمال والتدريب والإيواء. ألم يكن استهداف «جبهة النصرة» و«الجيش الإرهابي الحر» و«جيش الإسلام» و«داعش» لقواعد الدفاع الجوي السوري والمخيمات الفلسطينيَّة من أقصى شمال سورية إلى جنوبها وعملها الإرهابي المنظم في منطقة فصل القوَّات وحرص جميع هؤلاء على الاستعانة بقوَّات العدو الصهيوني على طول خط المواجهة السوري «الإسرائيلي»، إلاَّ الدليل القاطع على صحَّة ما نقول؟ لقد عالجت «إسرائيل»، الأم الرؤوم لهذه التنظيمات الإرهابيَّة، عناصر هذه التنظيمات في مستشفياتها حيث زاد عـدد من عالجتهم وأعادتْ معظمهم لقتل أبناء وطنهم ما يصل إلى حوالى الألفين. أمَّا من تستقبلهم مستشفيات النظام الأردني ونظام أردوغان في تركيا فعددهم لا يمكن إحصائه.   إن المؤامرة الجديدة القديمة في تأهيل المنظمات الإرهابيَّة وتلميع صورتها على أنَّها معارضة مسلحة معتدلة لن تنطلي على شعبنا وعلى أمتنا، بل ولا على شعوب العالم التي فتحتْ أعينها واسعةً الآن على ممارسات وسياسات ائتلاف الدوحة واسطنبول الذي بدأ منذ أن كان مجلس اسطنبول رمزاً لممارسة الإرهاب وقتل الأبرياء. ألم يكن «الجيش الإرهابي الحر» هو صبي اسطنبول المدلل عندما قام بقطع رؤوس السوريين ورميها في الأنهار والآبار، ناهيك عن المشاهد التي قام «الجيش الحر»، أو ما يطلق عليه التنظيمات «المسلّحة المعتدلة» هي التي وضعتْ رؤوس بعض الضحايا لشوائها على النار واقتلاع الأكباد والقلوب من الشهداء وأكلها. إنَّ من يحمل السلاح على دولته هو إرهابي بكافَّة المعايير والمقاييس، ولا مبرَّر أخلاقياً أو سياسياً أو قانونياً لذلك أو لمن يدعم مثل هذه الممارسات اللاأخلاقية أو يسكت عليها. مجرمون هم أولئك الذين يتحدثون عن معارضة مسلحة معتدلة.   إنَّ من يبشر بولادة تنظيم إرهابي من رحم التنظيمات الإرهابيَّة المسلًّحة هو إرهابي وحاقد. وإذا كانتْ بعض دول الخليج قد استجابتْ، كما هي العادة، لأسيادها في واشنطن وباريس ولندن التي تبتكر لهم المسميات الجديدة لتبييض صفحة الإرهاب والإرهابيين، فكل هؤلاء واهمون. ولو نجح هؤلاء في إعطاء أسماء جميلة ومغرية ومضلَّلة وجديدة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وما يُسمّى «جيش المجاهدين» و«الأنصار» وكتائب إرهابيَّة أخرى، فإنَّها ستبقى تنظيمات إرهابيَّة. فلو تخلَّت «جبهة النصرة» الإرهابيَّة عن اسمها بدافع الحصول على تمويل وإمدادات وخلاف ذلك من مساعدات حكَّام الخليج وسلطان الأناضول العثماني رجب طيب أردوغان وتابعه أحمد داود أوغلو، فإنَّ ذلك لن يغيَّر من قناعة شعبنا وحكمه على هذه التنظيمات ومن يدعمها بأنَّ «إسرائيل» وبريطانيا وفرنسا وبعض دول الخليج وتركيا هي التي تقف خلفها.   على من يعتقد أن إبراز «جبهة النصرة» وإرهابييها في ثوب جديد براق وتزويدها بالدعم المادَّي والإعلامي والعسكري سيغير من نظرة أبناء سورية إلى هذه التنظيمات الإرهابيَّة فهو مخطئ. لكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نقتنع بأنَّ هؤلاء قادرون على تضليل العالم بمقولات «الإرهاب المعتدل» والتمييز بينه وبين «الإرهاب المتطرف». وتتابع سورية وأصدقاؤها الاجتماعات التي يعقدها مسؤولون من أجهزة الاستخبارات الخليجيَّة مع الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني عـدَّة مرَّات في الأشهر الماضية لتشجيعه على تغيير اسم منظمته والإعلان عن فك ارتباطه مع «تنظيم القاعدة» قولاً لا فعلاً. ومن ثمَّ، كيف يتجرأ هؤلاء على الاجتماع مع إرهابيي هذه التنظيمات وقرارات مجلس الأمن تحظر ذلك تحت الفصل السابع؟   إنَّ تجاهل الأمم المتحدة وبعض دولها الأعضاء لمثل هذه الانتهاكات الصارخة لقرارات مجلس الأمن يعني عمليَّاً الدفع إلى انهيار منظومة الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، هذا إذا تركت سياسات المعايير المزدوجة أي شك في أنَّ المنظومة لم تنهر حتى الآن. نقول ذلك على رغم ثقتنا بأن الكثير من قرارات الأمم المتحدة لا تطبق إلاًّ على الدول النامية، أمَّا تلك الدول التي تحميها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومنها بعض دول الخليج وتركيا فإنَّها تنام قريرة العين مهما وصل حجم دعمها للإرهابيين وزكمت روائح تمويلها للإرهابيين وتسليحها لهم كل الأنوف.   إنَّ حرب سورية على الإرهاب بالتعاون مع أصدقائها في محور مكافحة الإرهاب ستستمر لأنَّنا لا يمكن أن نتهاون أو نتراجع في حربنا على الإرهاب ولأننا جادون ولا نساوم على مبادئنا وعزمنا على مكافحة الإرهاب. وما البطولات التي يسجلها أبطال الجيش العربي السوري وأبناء شعبنا الذين تطوَّعوا في كافَّة أنحاء سورية لمحاربة الإرهاب، إلاَّ دليل على عزمنا على خوض هذه المعركة إلى نهايتها.   إنَّ استمرار الترويج لـ«جبهة النصرة» على أنَّها «معارضة مسلَّحة معتدلة»، قد تقوم لاحقاً بعض الدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بتدريب عناصرها في تركيا والسعودية والأردن وغيرها من البلدان لم يعد أمراً مستغرباً. والأكثر من ذلك أنَّنا لن نستغرب بدء الحديث خلال أيام وأسابيع من قبل هؤلاء عن «داعش المعتدلة»!

المصدر : د. فيصل المقداد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة