اثناء حلنا لأسرار تقرير مراقب الدولة الحالي أو فشل العقارات، هيا نحاول التنبؤ بتقرير المراقب العتيد الذي سيتم تخصيصه للفشل في تدمير العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة (رغم أنه يُفضل تشكيل لجنة تحقيق رسمية).

اذا متى سنضطر إلى تجميع الشظايا ونحاول معرفة ماذا حدث هنا، ما هو مصدر هذا الجنون الذي تملك رئيس وزراء اسرائيل الذي يعرف أكثر من أي شخص آخر مدى الاعتماد الكامل لدولتنا الهشة على المظلة الامريكية. ومع ذلك قرر أن يفجر كل شيء ويترك خلفه ارضا محروقة.

بدلا من التعمق في موضوع العقارات، فقد دققت أمس في رسالة أرسلها نائبان ديمقراطيان لرئيس الحكومة نتنياهو، السناتورة ديان فاينستاين والسناتور ريتشارد ديربن. لو بحثنا فلن نجد داعمين أكثر منهما لاسرائيل. فاينستاين هي يهودية لديها سجل لا مثيل له في الوقوف إلى جانب اسرائيل طوال سنوات. وديربن هو من أهم الداعمين لنا. رسالتهما تحتوي على اقتباسات لم تكن تخطر ببالنا، الاقوال التي كتباها لنتنياهو من اعماق قلبيهما كانت ستثير هزة ارضية في فترة أكثر عقلانية.

اليكم بعض الامثلة: هناك تاريخ طويل لدعم الولايات المتحدة لاسرائيل، وعُرف للثنائية الحزبية. هذه المقاربة خدمت طوال سنوات العلاقات القوية والمتينة بين دولتينا (…). الدعوة التي تلقيتها من رئيس الكونغرس جون باينر لالقاء خطاب أمام مجلسي الكونغرس أُرسلت بدون التشاور مع البيت الابيض أو مع زعامة الحزب الديمقراطي في الكونغرس ومجلس الشيوخ (…). هذه خطوة غير مسبوقة تهدد بتخريب وتعطيل دعم الحزبين الهام جدا ونحن كداعمين قدامى لاسرائيل قلقون جدا. هذه الخطوة تضحي بالتعاون العميق والثابت بين الولايات المتحدة واسرائيل من اجل مصالح حزبية قصيرة المدى، وهذا أمر محظور القيام به بالنسبة لأمن اسرائيل. نحن نخاف أن يكون لهذه الخطوة تأثيرات على المدى البعيد.

فشل العقارات يعود للجميع من سنة 2008 حتى اليوم كل من مسه هذا الفشل وفي الاساس من لم يمسه عليه دفع الثمن، رئيسي الحكومة اللذين كانا في تلك الاوقات، الاول اهود اولمرت والثاني بنيامين نتنياهو.

من يعنيه فشل العقارات عليه ألا يصوت لهما. نتنياهو من «شخص أولا» الحريق في الكرمل، وكان الاخير من شخص حقيقة أنه ليس فقط لا يمكن العيش في هذه البلاد بل ايضا عدم امكانية أن يتم شراء شقة فيها، وخصوصا اذا كنت زوجا شابا. اثناء محاولته أن يدبر لنفسه مياه للبركة على حساب الدولة فقد ابتعد شباب الدولة عن امكانية السكن في شقتهم. هذه كل القصة.

بعد أن انقضوا على مني نفتالي واتهموه بتبذير الاموال في منزل رئيس الحكومة، وبعد أن حاولوا الافتراء عليه وتلفيق الاتهامات الكاذبة (التي يتم التحقيق فيها الآن في الشرطة) فقد قرر أمس الرجال المحترمون في الليكود أن يدبروا لأنفسهم عملية اخرى من انتاج بيتي. نير حيفتس أو أي شخص موهوب آخر أقل منه، قام أمس صباحا وسأل نفسه كيف يمكن الاضرار أكثر باحتمالات الليكود. تذكر. دعنا نهاجم لحظة ايلي موئيل.

قالوا وفعلوا. قرأوا أن موئيل مع ثلاثة من اعضاء مركز الليكود التقوا مع اسحق هرتسوغ، وهنا سرعان ما أصدروا كتاب طرد من الليكود لموئيل. هكذا يُفعل بمن تجرأ على لقاء بوجي. وقبل أن يجف الحبر عن الكتاب فهم من فهم عظم الكارثة. هنا اتصل مدير عام الليكود غادي اريئيلي فورا بموئيل لالغاء الطرد، لكن هذا كان متأخرا جدا، فقد كان موئيل قد أجرى مقابلات في عدد من البرامج المسائية في كل القنوات الاذاعية الممكنة. قال رئيس بلدية سدروت السابق «أنا ليكودي منذ الولادة وستكون هذه المرة الاولى التي لا أصوت فيها لليكود فقط بسبب نتنياهو. هذه دكتاتورية، مسرحية لممثل واحد».

على خلفية هذه الاقوال يوجد الشريط المسجل. لقد كُشف هنا فورا بعد انتهاء عملية «الجرف الصامد». مكالمة هاتفية ليلية بين السيدة سارة نتنياهو وبين مونيك بن ميلخ، زوجة موئيل. الخطأ كان كبيرا. موئيل الذي كان في سدروت التي قصفت طوال فترة العملية أجرى مقابلة تلفزيونية وانتقد فيها أداء بنيامين (الذي قال سأسقط سلطة حماس) نتنياهو. على هذه الاقوال لا تسكت كما هو معروف، سارة. فقد فكرت في الامر، هل توقظ في منتصف الليل موشيك غلامن؟ الامر لا يستحق. لهذا اتصلت مع بن ميلخ، أرملة مات زوجها في الحرب، التي خرجت للتو من الملجأ بعد صفارة انذار اخرى في جفعتايم.

لقد قمت بالكشف عن هذه المحادثة وعما قيل فيها في ذلك الصيف في «معاريف». السيدة نتنياهو صرخت على موئيل وقذفت في وجهها اقوالا قاسية وأشارت إلى أنه «لو كان بيبي قد ولد في امريكا لأصبح رئيسا للولايات المتحدة»، وقامت بشتم نفتالي بينيت ويئير لبيد ومني نفتالي. القصة هي أنه قبل سماعكم هذه الاقوال لا يتم فهمها.

بن ميلخ نجحت في تسجيل جزء كبير من المحادثة، وقد تمكنت من سماعها. من اجل فهم ما يجري في وكر الوقواق هذا يجب أن تستمع. ايلي موئيل يعتقد أن هذا التسجيل يجب أن يسمعه الجمهور. مونيك بن ميلخ مترددة. يمكن للاهانة الجديدة المتمثلة بقيام اعضاء الليكود بنقل زوجها أمس أن تعطيها الدَفعة المطلوبة. هذا هو التجلي الاكثر وضوحا لحق الجمهور في المعرفة. فمن حقه أن يعرف ما تقوله تلك الموجودة على بعد متر واحد من الهاتف الاحمر، التي هي الاكثر تأثيرا من أي شخص آخر على زوجها، والتي يُذعن لكل تعليماتها ويخشى صباح مساء من غضبها.

  • فريق ماسة
  • 2015-02-27
  • 11112
  • من الأرشيف

رسالة نائبين من أكبر الداعمين لإسرائيل توضح إفساد نتنياهو للعلاقات مع واشنطن

اثناء حلنا لأسرار تقرير مراقب الدولة الحالي أو فشل العقارات، هيا نحاول التنبؤ بتقرير المراقب العتيد الذي سيتم تخصيصه للفشل في تدمير العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة (رغم أنه يُفضل تشكيل لجنة تحقيق رسمية). اذا متى سنضطر إلى تجميع الشظايا ونحاول معرفة ماذا حدث هنا، ما هو مصدر هذا الجنون الذي تملك رئيس وزراء اسرائيل الذي يعرف أكثر من أي شخص آخر مدى الاعتماد الكامل لدولتنا الهشة على المظلة الامريكية. ومع ذلك قرر أن يفجر كل شيء ويترك خلفه ارضا محروقة. بدلا من التعمق في موضوع العقارات، فقد دققت أمس في رسالة أرسلها نائبان ديمقراطيان لرئيس الحكومة نتنياهو، السناتورة ديان فاينستاين والسناتور ريتشارد ديربن. لو بحثنا فلن نجد داعمين أكثر منهما لاسرائيل. فاينستاين هي يهودية لديها سجل لا مثيل له في الوقوف إلى جانب اسرائيل طوال سنوات. وديربن هو من أهم الداعمين لنا. رسالتهما تحتوي على اقتباسات لم تكن تخطر ببالنا، الاقوال التي كتباها لنتنياهو من اعماق قلبيهما كانت ستثير هزة ارضية في فترة أكثر عقلانية. اليكم بعض الامثلة: هناك تاريخ طويل لدعم الولايات المتحدة لاسرائيل، وعُرف للثنائية الحزبية. هذه المقاربة خدمت طوال سنوات العلاقات القوية والمتينة بين دولتينا (…). الدعوة التي تلقيتها من رئيس الكونغرس جون باينر لالقاء خطاب أمام مجلسي الكونغرس أُرسلت بدون التشاور مع البيت الابيض أو مع زعامة الحزب الديمقراطي في الكونغرس ومجلس الشيوخ (…). هذه خطوة غير مسبوقة تهدد بتخريب وتعطيل دعم الحزبين الهام جدا ونحن كداعمين قدامى لاسرائيل قلقون جدا. هذه الخطوة تضحي بالتعاون العميق والثابت بين الولايات المتحدة واسرائيل من اجل مصالح حزبية قصيرة المدى، وهذا أمر محظور القيام به بالنسبة لأمن اسرائيل. نحن نخاف أن يكون لهذه الخطوة تأثيرات على المدى البعيد. فشل العقارات يعود للجميع من سنة 2008 حتى اليوم كل من مسه هذا الفشل وفي الاساس من لم يمسه عليه دفع الثمن، رئيسي الحكومة اللذين كانا في تلك الاوقات، الاول اهود اولمرت والثاني بنيامين نتنياهو. من يعنيه فشل العقارات عليه ألا يصوت لهما. نتنياهو من «شخص أولا» الحريق في الكرمل، وكان الاخير من شخص حقيقة أنه ليس فقط لا يمكن العيش في هذه البلاد بل ايضا عدم امكانية أن يتم شراء شقة فيها، وخصوصا اذا كنت زوجا شابا. اثناء محاولته أن يدبر لنفسه مياه للبركة على حساب الدولة فقد ابتعد شباب الدولة عن امكانية السكن في شقتهم. هذه كل القصة. بعد أن انقضوا على مني نفتالي واتهموه بتبذير الاموال في منزل رئيس الحكومة، وبعد أن حاولوا الافتراء عليه وتلفيق الاتهامات الكاذبة (التي يتم التحقيق فيها الآن في الشرطة) فقد قرر أمس الرجال المحترمون في الليكود أن يدبروا لأنفسهم عملية اخرى من انتاج بيتي. نير حيفتس أو أي شخص موهوب آخر أقل منه، قام أمس صباحا وسأل نفسه كيف يمكن الاضرار أكثر باحتمالات الليكود. تذكر. دعنا نهاجم لحظة ايلي موئيل. قالوا وفعلوا. قرأوا أن موئيل مع ثلاثة من اعضاء مركز الليكود التقوا مع اسحق هرتسوغ، وهنا سرعان ما أصدروا كتاب طرد من الليكود لموئيل. هكذا يُفعل بمن تجرأ على لقاء بوجي. وقبل أن يجف الحبر عن الكتاب فهم من فهم عظم الكارثة. هنا اتصل مدير عام الليكود غادي اريئيلي فورا بموئيل لالغاء الطرد، لكن هذا كان متأخرا جدا، فقد كان موئيل قد أجرى مقابلات في عدد من البرامج المسائية في كل القنوات الاذاعية الممكنة. قال رئيس بلدية سدروت السابق «أنا ليكودي منذ الولادة وستكون هذه المرة الاولى التي لا أصوت فيها لليكود فقط بسبب نتنياهو. هذه دكتاتورية، مسرحية لممثل واحد». على خلفية هذه الاقوال يوجد الشريط المسجل. لقد كُشف هنا فورا بعد انتهاء عملية «الجرف الصامد». مكالمة هاتفية ليلية بين السيدة سارة نتنياهو وبين مونيك بن ميلخ، زوجة موئيل. الخطأ كان كبيرا. موئيل الذي كان في سدروت التي قصفت طوال فترة العملية أجرى مقابلة تلفزيونية وانتقد فيها أداء بنيامين (الذي قال سأسقط سلطة حماس) نتنياهو. على هذه الاقوال لا تسكت كما هو معروف، سارة. فقد فكرت في الامر، هل توقظ في منتصف الليل موشيك غلامن؟ الامر لا يستحق. لهذا اتصلت مع بن ميلخ، أرملة مات زوجها في الحرب، التي خرجت للتو من الملجأ بعد صفارة انذار اخرى في جفعتايم. لقد قمت بالكشف عن هذه المحادثة وعما قيل فيها في ذلك الصيف في «معاريف». السيدة نتنياهو صرخت على موئيل وقذفت في وجهها اقوالا قاسية وأشارت إلى أنه «لو كان بيبي قد ولد في امريكا لأصبح رئيسا للولايات المتحدة»، وقامت بشتم نفتالي بينيت ويئير لبيد ومني نفتالي. القصة هي أنه قبل سماعكم هذه الاقوال لا يتم فهمها. بن ميلخ نجحت في تسجيل جزء كبير من المحادثة، وقد تمكنت من سماعها. من اجل فهم ما يجري في وكر الوقواق هذا يجب أن تستمع. ايلي موئيل يعتقد أن هذا التسجيل يجب أن يسمعه الجمهور. مونيك بن ميلخ مترددة. يمكن للاهانة الجديدة المتمثلة بقيام اعضاء الليكود بنقل زوجها أمس أن تعطيها الدَفعة المطلوبة. هذا هو التجلي الاكثر وضوحا لحق الجمهور في المعرفة. فمن حقه أن يعرف ما تقوله تلك الموجودة على بعد متر واحد من الهاتف الاحمر، التي هي الاكثر تأثيرا من أي شخص آخر على زوجها، والتي يُذعن لكل تعليماتها ويخشى صباح مساء من غضبها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة