دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في وقت يعتبر بالغ الدقة فاجأت سورية أعداءها من محليين وإقليميين وانطلقت في عملية واسعة النطاق نفذتها في الجنوب بعد إعداد وتحضير متقنين، في خطوة تعتبر ذات خصوصية مهمة لمسار الحرب والعدوان الذي يستهدفها منذ سنين أربع.
لقد ظنت إسرائيل أنها وبغفلة من الزمن تستطيع أن تنشئ واقعاً جديداً في الجولان يناسب أحلامها وإستراتيجيتها القائمة على الاغتصاب والعدوان، وانطلقت في إقامة الحزام الأمني الذي شاءت أن توكل أمره لمن أعلن وزير خارجيتها بأنه حليفه أي إلى جبهة النصرة التي لم يكن يساورنا الشك يوماً بأنها أداة صهيونية أنشئت ومولت وكلفت بمهمة تخريب سورية خدمة لإسرائيل...... ومدفوعة بهذا الظن انطلقت إسرائيل في تنفيذ خطتها واحتضنت إرهابيي جبهة النصرة وسلحتهم وأمنت لهم كل ما يلزمهم في تنفيذ جرائمهم في الداخل السوري كما أمدتهم بين الحين والآخر بالدعم الناري الجوي المباشر فضلا عن الدعم اللوجستي الدائم..... لكن سورية ومعها حلفاؤها في محور المقاومة كانت تراقب وتخطط للقيام بالرد المؤلم والموجع.
رد تنفذه وفقا لتوقيتها هي ويكون فعلاً لا ردة فعل، ويكون في ميدان تختاره هي وفقا لأولوياتها..... وبهذا المنطق انطلقت وحدات من الجيش العربي السوري لتنفيذ العملية العسكرية الواسعة النطاق في حوران لتقول لإسرائيل ومن خلفها ومن هو أداة بيدها أن سورية ومعها محورها المقاوم الذين اسقطوا الخطط العدوانية بشكل متتابع طوال السنوات الأربع الماضية، ماضون قدما في التصدي للعدوان وعازمون على تغيير الوضع في الجولان بما يناسب المصلحة السورية الوطنية العليا، ويؤكدون إجهاض الخطط التي كانت تستهدف دمشق انطلاقاً من الجبهة الجنوبية، وتالياً السير قدما في هزيمة العدوان وجميع من يشارك في تنفيذه.
وعليه نرى أن عمليات الجنوب التي انطلقت بهذا الزخم وحققت تلك الإنجازات الهائلة بسرعة فائقة، أكدت حقائق أربعاً:
1) إن الجيش العربي السوري جيش ميدان واحتراف جيش وطن وعقيدة يملك القدرات العالية المستوى لإنجاز المهمات القتالية في أعقد الظروف وأصعبها.
2) إن أحلام العدو الإسرائيلي مهما بلغت تتكسر في اللحظة المناسبة تحت أقدام الجيش العربي السوري وأبطال محور المقاومة فبعد البيان رقم 1 في مزارع شبعا يأتي البيان رقم 2 من حوران ليؤكد للعدو أن مشاريعه وأحلامه حيال سورية ومحور المقاومة كلها سقطت دفعة واحدة، وإن الجولان بات على موعد مع التحرير الأكيد وإن خطط إسرائيل لابتلاعه بعد إقامة المنطقة العازلة التي تفصله عن سورية وإسقاط القرارات الدولية حوله كلها سقطت.... كما سقط قبلها الحلم الصهيوأميركي بإسقاط سورية وتحويلها إلى مستعمرة غربية يحكمها عملاء تنصبهم أميركا.
3) إن حلم المخطط الأميركي ببلوغ دمشق بجيش إرهابي مدعوم بجيش تقليدي من هذه الدولة العربية أو تلك حلم غير قابل للتحقق، فدمشق منيعة لا ينال منها معتد ومحمية بسواعد أبطال لا يفت لهم عضد. أما الأردن الذي قد تكون عولت عليه أميركا في هذه المهمة فقد علم الآن أن عليه ألا يلعب بالنار وإلا...
4) إن محور المقاومة محور فعل قبل القول وإنه متماسك قادر على تنفيذ ما يريد وإنه في قتاله للإرهابيين إنما يقاتل أسيادهم ويجهض مشاريعهم صغيرها أو كبيرها، وها هي حرب الجنوب تحسم الاتجاه نحو النصر الأكيد، وتتعدى في أبعادها الإستراتيجية الميدان الذي تجري عليه عملياتها لتحكم بمفاعيلها كامل المشهد ولتشكل مرحلة من مراحل الحسم النهائي ضد العدوان على سورية ومحور المقاومة الذي تنتمي إليه.
المصدر :
الوطن /ميسون يوسف
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة