ازداد القلق الصهيوني مع تقدم الجيش السوري على جبهة الجولان ، حيث تخشى تل ابيب من سقوط الجماعات المسلحة.

عيون الجيش "الإسرائيلي" تتجه إلى خلف الحدود مع سوريا حيث تبدو المشاهد من هناك "مقلقة" على خلفية سخونة الجبهة الشمالية وإنجازات مقاتلي حزب الله في المعارك ضد الجماعات المسلحة، والخشية من تنفيذ عمليات إنتقامية في الذكرى السنوية لإغتيال قادة الحزب، هذه خلاصة ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول تطورات الأوضاع الميدانية في سوريا.

آليات تابعة لقوات الإحتلال

وأضافت الصحيفة أن الجيش "الإسرائيلي" يستعد لأي سيناريو محتمل ويتابع عن كثب تطورات الحرب في سوريا، وكما وصف رئيس هيئة الأركان المغادر بني غانتس فإن الإختيار بين المتمردين المتطرفين وبين مقاتلي محور "إيران-حزب الله"، هو "إختيار بالقرعة- بين خيارين أسوأ من بعضهما البعض".

وتابعت الصحيفة أنه "في هذه الأيام تدور معارك ضارية للسيطرة على المنطقة المتاخمة للجولان بين مقاتلي حزب الله والجيش السوري وبين الجماعات المسلحة، وسيكون لنتائج هذه المعارك أهمية إستراتيجية كبيرة لإسرائيل".

وبحسب الصحيفة، فإن "التقارير التي وصلت إلى المؤسسة الأمنية الاسرائيلية فإن حزب الله أخذ على عاتقه إدارة الحرب ضد الجماعات السورية المسلحة، بدلاً عن الجيش السوري وهو يستعين بإستشارات من الحرس الثوري الإيراني، ويدير معارك ضارية ضد المتمردين وينقل تحركاته من دمشق بإتجاه درعا والقنيطرة المتاخمة للحدود مع إسرائيل".

ووفق المؤسسة الأمنية "الاسرائيلية" سيكون حزب الله خصم "إشكالي جداً" للجيش "الإسرائيلي" على الحدود السورية، وذلك بفضل التجربة التي راكمها والأسلحة الجديدة التي حصل عليها، لاسيما وأن ساحته محرّرة من ضغوط اللبنانيين وليست مقيدة من قبلهم فيما خصّ خياراته الهجومية ضد "إسرائيل". وبناءً على ذلك، تقول الصحيفة إنه "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يبلور سياسات تحدِّد قواعد لعبة جديدة في الساحة الشمالية، حيث تتزايد الخشية من مواجهة محتملة مع حزب الله أيضاً على خلفية الخشية من عمل إنتقامي. ففي الثامن عشر من شهر كانون الثاني إغتالت "إسرائيل"، جهاد مغنية الذي كان مسؤولاً عن منطقة الجولان من قبل حزب الله، كما يصادف اليوم الذكرى السنوية السابعة لإغتيال والد جهاد، رئيس الذراع العسكري السابق للمنظمة عماد مغنية في عملية تنسب أيضاً إلى "إسرائيل"، فضلاً عن أن الإثنين المقبل يصادف الذكرى الـ23 لإغتيال امين عام حزب الله (السيد) عباس الموسوي، ما يدعو أيضاً للحذر في القدس خشية من عملية إنتقام"، على ما أكدت الصحيفة.

’اسرائيل’ قلقة: كيف سنتصرف إذا تواجد  حزب الله على الخط الحدودي مع الجولان؟

وفي الإطار نفسه، عكست وسائل إعلام "إسرائيلية" حجم المخاوف من النجاحات التي حقّقها الجيش السوري وحزب الله عبر العملية المركزة التي بدأت قبل ثلاثة أيام ضد الجماعات السوريّة المسلحة في منطقة القنيطرة وريف درعا.

وبحسب محلل الشؤون العربية في القناة الثانية "الإسرائيلية" ايهود يعري  فإنّ "تقدم الجيش السوري وقوات حزب الله أنشأ مشكلة "إسرائيلية" ازدادت مع شق الكماشة الخارجية لتشكيلات الجماعات السورية المسلحة المتموضعة في الجيبٍ الذي يعانق حدود الجولان المحتل".

ويرى المحلّل انه" بات الآن أمام الجيش السوري وحزب الله عدة خيارات، أحدها هو التقدم جنوباً، باتجاه درعا والحدود الأردنية؛ والخيار الثاني هو التقدّم باتجاه حدودنا من أجل محاولة طرد المتمردين من كل منطقة القنيطرة. هذا الوضع يطرح علامة استفهام كبيرة أمام "اسرائيل" وخاصة في فترة الانتخابات، فهل حكومة "إسرائيل" ـ إذا ما تطورت الأمور غرباً وليس جنوباً ـ مستعدة للتسليم بانتشار حزب الله، وبغطاء من مدفعية الجيش السوري، على طول خط الحدود مع الجولان؟ وإذا ما [حصل هذا، ما العمل؟ هذه علامة الاستفهام مطروحة أمامنا، ولا يمكن الهروب منها" يُضيف المحلّل.

وتابع يعري إنّ" ما يحصل الآن في منطقة القنيطرة وريف درعا  يشبه كثيراً المعركة التي أدارها حزب الله في القصير على الحدود السورية ـ اللبنانية. المشكلة هي أنهم إذا نجحوا في طرد المتمردين من هناك  ـ وأنا لا أرى هذا يحصل بعد، لكن من الممكن أن يحصل هذا ـ  إذا طردوا المتمردين ونجحوا في الوصول إلى حدودنا، أعتقد أن آخر أمرٍ تريده "إسرائيل" هو خط جبهة أخرى مع حزب الله. لأنهم من الآن يتحدثون عمّا أسموه مقاومة شعبية وتشكيل جبهة جديدة في هذه المنطقة" حسب قوله.

وأضاف يعري انّ" "إسرائيل" أوضحت بصورة رسمية أنها لن تسمح لحزب الله بتشكيل قاعدة في الجانب السوري من هضبة الجولان. ما نراه الآن هو قتال يدور عموماً على مسافة تقرب من 10 كيلومتر من خط فصل القوات في الجولان، فيما السؤال الآن هو كيف سيقرّرون المضي قُدماً؟، من الأماكن التي وصلوا إليها لديهم خيار أن يقرّروا المضي جنوباً، باتجاه الحدود الاردنية ودرعا واحتلال مناطق المتمردين هناك، أو المضي غرباً باتجاهنا. السؤال المطروح هو: كيف تنوي حكومة "إسرائيل" الرد إذا ما تبين أن حزب الله قادر على طرد المتمردين المسلحين والتموضع بنفسه على طول الخط الحدودي مع "إسرائيل"، وكيف ستتصرف "إسرائيل" في هذه الحالة، على ضوء التصريحات التي سمعناها في الشهر الماضي؟" حسب تعبيره.

  • فريق ماسة
  • 2015-02-12
  • 12134
  • من الأرشيف

العدو يخشى سقوط مسلحيه.."احرونوت" : نتائج معارك الجولان ستكون لها تداعيات استراتيجية بالنسبة لـ"تل ابيب"

ازداد القلق الصهيوني مع تقدم الجيش السوري على جبهة الجولان ، حيث تخشى تل ابيب من سقوط الجماعات المسلحة. عيون الجيش "الإسرائيلي" تتجه إلى خلف الحدود مع سوريا حيث تبدو المشاهد من هناك "مقلقة" على خلفية سخونة الجبهة الشمالية وإنجازات مقاتلي حزب الله في المعارك ضد الجماعات المسلحة، والخشية من تنفيذ عمليات إنتقامية في الذكرى السنوية لإغتيال قادة الحزب، هذه خلاصة ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول تطورات الأوضاع الميدانية في سوريا. آليات تابعة لقوات الإحتلال وأضافت الصحيفة أن الجيش "الإسرائيلي" يستعد لأي سيناريو محتمل ويتابع عن كثب تطورات الحرب في سوريا، وكما وصف رئيس هيئة الأركان المغادر بني غانتس فإن الإختيار بين المتمردين المتطرفين وبين مقاتلي محور "إيران-حزب الله"، هو "إختيار بالقرعة- بين خيارين أسوأ من بعضهما البعض". وتابعت الصحيفة أنه "في هذه الأيام تدور معارك ضارية للسيطرة على المنطقة المتاخمة للجولان بين مقاتلي حزب الله والجيش السوري وبين الجماعات المسلحة، وسيكون لنتائج هذه المعارك أهمية إستراتيجية كبيرة لإسرائيل". وبحسب الصحيفة، فإن "التقارير التي وصلت إلى المؤسسة الأمنية الاسرائيلية فإن حزب الله أخذ على عاتقه إدارة الحرب ضد الجماعات السورية المسلحة، بدلاً عن الجيش السوري وهو يستعين بإستشارات من الحرس الثوري الإيراني، ويدير معارك ضارية ضد المتمردين وينقل تحركاته من دمشق بإتجاه درعا والقنيطرة المتاخمة للحدود مع إسرائيل". ووفق المؤسسة الأمنية "الاسرائيلية" سيكون حزب الله خصم "إشكالي جداً" للجيش "الإسرائيلي" على الحدود السورية، وذلك بفضل التجربة التي راكمها والأسلحة الجديدة التي حصل عليها، لاسيما وأن ساحته محرّرة من ضغوط اللبنانيين وليست مقيدة من قبلهم فيما خصّ خياراته الهجومية ضد "إسرائيل". وبناءً على ذلك، تقول الصحيفة إنه "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يبلور سياسات تحدِّد قواعد لعبة جديدة في الساحة الشمالية، حيث تتزايد الخشية من مواجهة محتملة مع حزب الله أيضاً على خلفية الخشية من عمل إنتقامي. ففي الثامن عشر من شهر كانون الثاني إغتالت "إسرائيل"، جهاد مغنية الذي كان مسؤولاً عن منطقة الجولان من قبل حزب الله، كما يصادف اليوم الذكرى السنوية السابعة لإغتيال والد جهاد، رئيس الذراع العسكري السابق للمنظمة عماد مغنية في عملية تنسب أيضاً إلى "إسرائيل"، فضلاً عن أن الإثنين المقبل يصادف الذكرى الـ23 لإغتيال امين عام حزب الله (السيد) عباس الموسوي، ما يدعو أيضاً للحذر في القدس خشية من عملية إنتقام"، على ما أكدت الصحيفة. ’اسرائيل’ قلقة: كيف سنتصرف إذا تواجد  حزب الله على الخط الحدودي مع الجولان؟ وفي الإطار نفسه، عكست وسائل إعلام "إسرائيلية" حجم المخاوف من النجاحات التي حقّقها الجيش السوري وحزب الله عبر العملية المركزة التي بدأت قبل ثلاثة أيام ضد الجماعات السوريّة المسلحة في منطقة القنيطرة وريف درعا. وبحسب محلل الشؤون العربية في القناة الثانية "الإسرائيلية" ايهود يعري  فإنّ "تقدم الجيش السوري وقوات حزب الله أنشأ مشكلة "إسرائيلية" ازدادت مع شق الكماشة الخارجية لتشكيلات الجماعات السورية المسلحة المتموضعة في الجيبٍ الذي يعانق حدود الجولان المحتل". ويرى المحلّل انه" بات الآن أمام الجيش السوري وحزب الله عدة خيارات، أحدها هو التقدم جنوباً، باتجاه درعا والحدود الأردنية؛ والخيار الثاني هو التقدّم باتجاه حدودنا من أجل محاولة طرد المتمردين من كل منطقة القنيطرة. هذا الوضع يطرح علامة استفهام كبيرة أمام "اسرائيل" وخاصة في فترة الانتخابات، فهل حكومة "إسرائيل" ـ إذا ما تطورت الأمور غرباً وليس جنوباً ـ مستعدة للتسليم بانتشار حزب الله، وبغطاء من مدفعية الجيش السوري، على طول خط الحدود مع الجولان؟ وإذا ما [حصل هذا، ما العمل؟ هذه علامة الاستفهام مطروحة أمامنا، ولا يمكن الهروب منها" يُضيف المحلّل. وتابع يعري إنّ" ما يحصل الآن في منطقة القنيطرة وريف درعا  يشبه كثيراً المعركة التي أدارها حزب الله في القصير على الحدود السورية ـ اللبنانية. المشكلة هي أنهم إذا نجحوا في طرد المتمردين من هناك  ـ وأنا لا أرى هذا يحصل بعد، لكن من الممكن أن يحصل هذا ـ  إذا طردوا المتمردين ونجحوا في الوصول إلى حدودنا، أعتقد أن آخر أمرٍ تريده "إسرائيل" هو خط جبهة أخرى مع حزب الله. لأنهم من الآن يتحدثون عمّا أسموه مقاومة شعبية وتشكيل جبهة جديدة في هذه المنطقة" حسب قوله. وأضاف يعري انّ" "إسرائيل" أوضحت بصورة رسمية أنها لن تسمح لحزب الله بتشكيل قاعدة في الجانب السوري من هضبة الجولان. ما نراه الآن هو قتال يدور عموماً على مسافة تقرب من 10 كيلومتر من خط فصل القوات في الجولان، فيما السؤال الآن هو كيف سيقرّرون المضي قُدماً؟، من الأماكن التي وصلوا إليها لديهم خيار أن يقرّروا المضي جنوباً، باتجاه الحدود الاردنية ودرعا واحتلال مناطق المتمردين هناك، أو المضي غرباً باتجاهنا. السؤال المطروح هو: كيف تنوي حكومة "إسرائيل" الرد إذا ما تبين أن حزب الله قادر على طرد المتمردين المسلحين والتموضع بنفسه على طول الخط الحدودي مع "إسرائيل"، وكيف ستتصرف "إسرائيل" في هذه الحالة، على ضوء التصريحات التي سمعناها في الشهر الماضي؟" حسب تعبيره.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة