دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عادت منطقة إدلب الى واجهة الأحداث السورية بعد فترة من الهدوء النسبي بسبب اندلاع المعارك في مدينة اريحا الاستراتيجية التي تربط كلاً من إدلب والفوعة وكفريا بالطريق السريع نحو الساحل السوري ،
وقد شنت جبهة النصرة هجوما كبيرا على مدينة اريحا بدأته عبر انفجارين انتحاريين على موقع متقدم للجيش السوري في المدينة تبعهما تفجير نفق تحت موقع اخر ساهم في اندلاع اشتباكات عنيفة استمرت ساعات عدة شاركت مدفعية الفوعة فيها بشكل كبير ومكثف وانتهت المعركة بشبه مذبحة كبيرة في صفوف مقاتلي جبهة النصرة.
وبحسب مصادر مطلعة لـ"العهد " ، فان الجيش السوري قرر الا يخسر اريحا مهما كلف الثمن وقد خاض المعركة على هذا الأساس، لافتة إلى ان خسائر النصرة بلغت أربعين قتيلا و14 أسيراً لدى الجيش السوري، وقد انتهت المعركة من دون اي تغيير في المنطقة وبذلك حافظ الجيش على خط الإمداد الآتي الى إدلب من الساحل عبر الطريق السريع الذي بناه رجل الاعمال الكويتي الراحل ناصر الخرافي والمسمى باسمه.
وتزامنا مع معركة اريحا اشتعلت جبهة كفريا في الريف الإدلبي منذ عدة ايام بعد تمكن المدافعين عن بلدة كفريا المجاورة لمدينتي أدلب والفوعة من قتل قائد لواء شهداء أدلب الملقب بـ (الاحم ) بعد كمين محكم نصب له في محيط بلدة كفريا جرح على اثره وفارق الحياة بعد ساعات من إصابته تلك.
وفي تفاصيل كمين اغتيال قائد لواء شهداء أدلب، فان عدداً من عناصر الاخير قاموا قبل ايام من هجوم اريحا بخطف فتاة من كفريا في مدينة إدلب عبر سيارة تاكسي، وقد قامت اللجان الشعبية في كفريا على اثر عملية الاختطاف بحملة اعتقالات في المنطقة تمكنت خلالها من اعتقال والد (الاحم) وأتوا به الى كفريا، تقول المصادر.
وتضيف المصادر إن فرق الرصد الأمامية في كفريا رصدت تحركا ليليا لمسلحين عند أطراف كفريا فتم نصب كمين محكم للمجموعة المتسللة التي وقع عناصرها بين قتيل وجريح وكان بين القتلى قائد لواء شهداء إدلب وهو من المحسوبين على جبهة النصرة ، وتشير المصادر نفسها إلى ان الاحم فارق الحياة في الطريق اثناء نقله الى تركيا.
وكشفت المصادر أنه خلال الأيام القليلة الماضية بدأت عملية تفاوض لتبادل الأسرى والجثث بين أهالي الفوعة وكفريا من جهة وجبهة النصرة من جهة اخرى وطالبت النصرة بالإفراج عن والد قائد شهداء إدلب لإنجاح عملية التبادل هذه، وقد وافقت اللجان الشعبية في الفوعة وكفريا على الطلب وسوف تسلم النصرة جثث عدة شهداء بينهم جثتا شقيقين من الفوعة، لافتة إلى ان النصرة تطالب بإطلاق سراح أسراها في معركة اريحا وهذا الامر رفضه الجيش السوري على أساس ان التبادل يشمل أسرى سابقين.
وتعتبر منطقة الريف الإدلبي من المعاقل الكبرى لجبهة النصرة التي تسيطر على غالبيته، وخاصة أنها عززت نفوذها في المنطقة خلال الأشهر الماضية عبر حرب شنتها على جبهة ثوار سوريا سيطرت على اثرها على كل المواقع التابعة للجبهة التي يقودها جمال معروف، تزامنا مع هجوم كبير شنته النصرة منتصف شهر كانون الأول عام 2014 على معسكري وادي الضيف والحميدية حنوبي مدينة إدلب سيطرت خلاله على المعسكرين بعد حصار دام اكثر من عشرين شهرا .
المصدر :
نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة