تستغرق زيارة الرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى إيران لمدة يومين وتتسم بطابع متميز، و سيلتقي خلالها كبار المسؤولين الايراينين وفي مقدمتهم المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد لبحث الوضع في منطقة الشرق الاوسط وسبل تعزيز الاستقرار الأمني والسياسي فيها.

وتعتبر المحكمة الدولية أبرز الملفات التي سيناقشها الحريري مع الإيرانيين في ظل ما يلوح من قرار إتهامي لحزب الله باغتيال أبيه، ومن المتوقع أيضاً أن يوقع على عدة اتفاقيات اقتصادية من بينها صفقات عسكرية، كما أنه سيقوم بزيارة إلى معرض الأسلحة الذي تنظمه إيران والتفاهم على تزويد الجيش اللبناني بمعدات عسكرية إيرانية جديدة.

واستبق الحريري زيارته بتصريحات قال فيها إنه لم يتهم حزب الله في قضية اغتيال والده في محاولة منه لتهدئة الأوضاع، ولعل أبرز السيناريوهات لأهداف هذه الزيارة تتلخص بـ:

- أن يطلب من المسؤوليين الايرانيين أن يمارسوا ضغوطاً على حزب الله لإقناعه بقبول القرار الظني مقابل أن يتعهد بعدم المساس بالمقاومة وبأنه سيرفض القرار، وهو ما يرفضه الحزب ويعتبره مناورة مكشوفة.

- دعوة طهران للدخول على خط المساعي السورية السعودية الهادفة إلى حلحلة الأزمة، وهو ما يعتبره بعض المراقبين خطوة في المسار الصحيح رغم أنه سيلاقي رفضاً من بعض أطراف قوى الرابع عشر من آذار المراهنة على الدعم الأمريكي والفرنسي، كرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع و رئيس حزب الكتائب أمين الجميل باعتبارهم يرفضون هذه المساعي أصلاً ويجاهرون صراحة بعدائهم لسورية وحزب الله.

- أن تكون زيارة طبيعية باعتبار إيران دولة مؤثرة في المنطقة وفي لبنان وذلك وفقاً لما قاله النائب اللبناني عن كتلة المستقبل محمد قباني وقد أكد أيضاً أن الزيارة أمر غير مستغرب فالحريري لا يمنع التواصل من أجل الخير."

ويرى مراقبين أنه لا يجب تحميل هذه الزيارة أكبر من حجمها خصوصاً في ظل الضغوط والتدخلات الأمريكية والفرنسية الهائلة على الحريري الساعية للنيل من محور الممانعة ككل وحزب الله وسورية بشكل أخص، والهادفة لحماية إسرائيل.

وبالمحصلة، يبقى الرهان الوحيد لحل الأزمة اللبنانية أن يتصرف الحريري بشيء من الحكمة، ولعل ما كشف عن استعداده للتخلي عن المحكمة يبشر ببداية الحل.

  • فريق ماسة
  • 2010-11-27
  • 11032
  • من الأرشيف

الحريري يدعو طهران للدخول على خط المساعي السورية السعودية الهادفة إلى حلحلة الأزمة

تستغرق زيارة الرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى إيران لمدة يومين وتتسم بطابع متميز، و سيلتقي خلالها كبار المسؤولين الايراينين وفي مقدمتهم المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد لبحث الوضع في منطقة الشرق الاوسط وسبل تعزيز الاستقرار الأمني والسياسي فيها. وتعتبر المحكمة الدولية أبرز الملفات التي سيناقشها الحريري مع الإيرانيين في ظل ما يلوح من قرار إتهامي لحزب الله باغتيال أبيه، ومن المتوقع أيضاً أن يوقع على عدة اتفاقيات اقتصادية من بينها صفقات عسكرية، كما أنه سيقوم بزيارة إلى معرض الأسلحة الذي تنظمه إيران والتفاهم على تزويد الجيش اللبناني بمعدات عسكرية إيرانية جديدة. واستبق الحريري زيارته بتصريحات قال فيها إنه لم يتهم حزب الله في قضية اغتيال والده في محاولة منه لتهدئة الأوضاع، ولعل أبرز السيناريوهات لأهداف هذه الزيارة تتلخص بـ: - أن يطلب من المسؤوليين الايرانيين أن يمارسوا ضغوطاً على حزب الله لإقناعه بقبول القرار الظني مقابل أن يتعهد بعدم المساس بالمقاومة وبأنه سيرفض القرار، وهو ما يرفضه الحزب ويعتبره مناورة مكشوفة. - دعوة طهران للدخول على خط المساعي السورية السعودية الهادفة إلى حلحلة الأزمة، وهو ما يعتبره بعض المراقبين خطوة في المسار الصحيح رغم أنه سيلاقي رفضاً من بعض أطراف قوى الرابع عشر من آذار المراهنة على الدعم الأمريكي والفرنسي، كرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع و رئيس حزب الكتائب أمين الجميل باعتبارهم يرفضون هذه المساعي أصلاً ويجاهرون صراحة بعدائهم لسورية وحزب الله. - أن تكون زيارة طبيعية باعتبار إيران دولة مؤثرة في المنطقة وفي لبنان وذلك وفقاً لما قاله النائب اللبناني عن كتلة المستقبل محمد قباني وقد أكد أيضاً أن الزيارة أمر غير مستغرب فالحريري لا يمنع التواصل من أجل الخير." ويرى مراقبين أنه لا يجب تحميل هذه الزيارة أكبر من حجمها خصوصاً في ظل الضغوط والتدخلات الأمريكية والفرنسية الهائلة على الحريري الساعية للنيل من محور الممانعة ككل وحزب الله وسورية بشكل أخص، والهادفة لحماية إسرائيل. وبالمحصلة، يبقى الرهان الوحيد لحل الأزمة اللبنانية أن يتصرف الحريري بشيء من الحكمة، ولعل ما كشف عن استعداده للتخلي عن المحكمة يبشر ببداية الحل.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة