العالم كله وليس المنطقة وحسب، بانتظار الساعات الفاصلة عن بعد ظهر الجمعة، وما ستحمله من مؤشرات على اتجاه الأحداث المتصلة من جنوب لبنان وجنوب سورية إلى جنوب المنطقة، في صنعاء، وحبس الأنفاس الذي يعيشه العالم، خصوصاً في كيان الاحتلال يبدأ تجاه طبيعة رد المقاومة الذي تأمل قيادة الكيان أن يتضمن كلام السيد حسن نصرالله بعضاً من الخطوط العريضة التي تسمح لمراكز التحليل العسكري بتضييق دائرة سيناريواته المحتملة. ويتسع القلق ليطاول واشنطن التي تبلغت من إيران رسمياً، ما مفاده أن استمرارها بالمفاوضات الثنائية أو بمفاوضات متعددة الأطراف حول ملفها النووي، لن يمنعانها من الرد على التجاوز الخطير من قبل «إسرائيل» لما تعتبره إيران خطوطاً حمراء، عبر عملية القنيطرة، وحدث أمس ما قطع صمت الجبهات بسقوط أربعة صواريخ على دفعتين ومكانين منفصلين في منطقة الجولان، ما تكفل بإثارة الرعب والذعر في كيان الاحتلال ورفع مستويات الاستنفار، والدخول في دوامة التحليلات والتفسيرات بينما تشير التقديرات لمصادر مطلعة، أن المقاومة الشعبية السورية هي على الأرجح من أطلق هذه الصواريخ، انطلاقاً من تقدير أن التوتر والتجاذب وحال توازن الردع والرعب التي تخيّم على منطقة الجولان بعد عملية القنيطرة، تمنحها الفرصة لتوقيت بدء عملياتها، التي أعدت لها ودربت مقاتليها وجهزت سلاحها لملاقاتها خلال عامين متواصلين بانتظار هذه اللحظة. ما يعني أن هذا النوع من العمليات الذي يؤذن بفتح جبهة الجولان على أيدي المقاومين السوريين، لن يتوقف مع إنجاز حزب الله للرد على عملية القنيطرة، إذا صحت الترجيحات بوقوف المقاومة السورية وراء العملية ضمن إستراتيجية هادفة لتكرار سيناريو تحرير جنوب لبنان على يد المقاومة في الجولان السوري المحتل، ومعاملة جماعة «جبهة النصرة» كما تعاملت المقاومة اللبنانية مع جيش العميل أنطوان لحد آنذاك.

 واشنطن التي لم تعلق على الكلام الإيراني عن تبليغها نية الرد على العملية «الإسرائيلية» في القنيطرة، تنتظر كما كل المعنيين والمتابعين، ما سيقوله السيد حسن نصرالله، لترسم حدود التصعيد المتوقع في المنطقة، كما تنتظر نتائج المساعي المبذولة للتوصل للتفاهم على «رد لا يشعل حرباً» عرضت قيادة الكيان الاستعداد لتولي موسكو إدارة التفاوض حوله، بينما يوم الجمعة سيكون الباب قد أغلق أمام مثل هذه الفرصة عندما يعتلي السيد نصرالله منصة الكلام في ذكرى الشهداء ويصير للكلام سقف لا يقبل التغيير.

 وفي ساعات متقدمة من فجر اليوم انفجر الوضع على جبهة الجولان ولم يعرف ما إذا كان سيتوقف التقاصف الذي بدأ إثر قيام طائرات جيش الاحتلال، باستهداف مواقع للجيش السوري قرب القنيطرة، تبعها رد مدفعي من الجيش السوري استهدف مواقع للاحتلال في الجولان المحتل.

 حتى الجمعة حبس أنفاس متعدد الاتجاهات، فالجمعة موعد اليمنيين والخليج مع الحشود الشعبية في الساحات، بانتظار إعلان خطوات تصعيدية، ربما تكون من ضمنها حكومة موقتة إذا فشلت مساعي التفاهم التي يشتغل عليها أكثر من طرف، خصوصاً المبعوث الأممي جمال بن عمر، لتشكيل مجلس رئاسي يضم أبرز اللاعبين في صناعة المشهد اليمني، وكما أعلن زعيم التيار الشعبي الثوري في اليمن عبد الملك الحوثي، سيكون يوم الجمعة حداً فاصلاً بين مرحلتين، مرحلة الإجراءات الضاغطة للتوصل للتفاهم على آليات لتطبيق الاتفاقات، ومرحلة إجراءات منع الفوضى والتفتت والتآكل.

 واشنطن لا تستطيع أن تكتفي بالمراقبة والمتابعة، وهي تدرك مكانة التصعيد الذي تتجه نحوه المنطقة من الجنوبين، وحيث يوم الجمعة سيكون المحطة الهامة.

 في هذه الأثناء كان الرئيس الأميركي مهتماً بمستقبل السعودية وسياساتها ودورها في المنطقة، لجهة تشجيع قادتها الجدد على الإسراع ببدء محادثات إيجابية مع إيران، تشكل وحدها الطريق لمنع المزيد من التدهور في حال التآكل التي يستفيد منه الإرهاب، مذكراً أن اليمن يستدعي تدخلاً خليجياً سريعاً تحت عنوان حل سياسي يوحد الجهود بوجه «القاعدة».

  • فريق ماسة
  • 2015-01-27
  • 5527
  • من الأرشيف

جمعة «نصرالله » تحبس الأنفاس... وطهران تبلّغ واشنطن نية الردّ

العالم كله وليس المنطقة وحسب، بانتظار الساعات الفاصلة عن بعد ظهر الجمعة، وما ستحمله من مؤشرات على اتجاه الأحداث المتصلة من جنوب لبنان وجنوب سورية إلى جنوب المنطقة، في صنعاء، وحبس الأنفاس الذي يعيشه العالم، خصوصاً في كيان الاحتلال يبدأ تجاه طبيعة رد المقاومة الذي تأمل قيادة الكيان أن يتضمن كلام السيد حسن نصرالله بعضاً من الخطوط العريضة التي تسمح لمراكز التحليل العسكري بتضييق دائرة سيناريواته المحتملة. ويتسع القلق ليطاول واشنطن التي تبلغت من إيران رسمياً، ما مفاده أن استمرارها بالمفاوضات الثنائية أو بمفاوضات متعددة الأطراف حول ملفها النووي، لن يمنعانها من الرد على التجاوز الخطير من قبل «إسرائيل» لما تعتبره إيران خطوطاً حمراء، عبر عملية القنيطرة، وحدث أمس ما قطع صمت الجبهات بسقوط أربعة صواريخ على دفعتين ومكانين منفصلين في منطقة الجولان، ما تكفل بإثارة الرعب والذعر في كيان الاحتلال ورفع مستويات الاستنفار، والدخول في دوامة التحليلات والتفسيرات بينما تشير التقديرات لمصادر مطلعة، أن المقاومة الشعبية السورية هي على الأرجح من أطلق هذه الصواريخ، انطلاقاً من تقدير أن التوتر والتجاذب وحال توازن الردع والرعب التي تخيّم على منطقة الجولان بعد عملية القنيطرة، تمنحها الفرصة لتوقيت بدء عملياتها، التي أعدت لها ودربت مقاتليها وجهزت سلاحها لملاقاتها خلال عامين متواصلين بانتظار هذه اللحظة. ما يعني أن هذا النوع من العمليات الذي يؤذن بفتح جبهة الجولان على أيدي المقاومين السوريين، لن يتوقف مع إنجاز حزب الله للرد على عملية القنيطرة، إذا صحت الترجيحات بوقوف المقاومة السورية وراء العملية ضمن إستراتيجية هادفة لتكرار سيناريو تحرير جنوب لبنان على يد المقاومة في الجولان السوري المحتل، ومعاملة جماعة «جبهة النصرة» كما تعاملت المقاومة اللبنانية مع جيش العميل أنطوان لحد آنذاك.  واشنطن التي لم تعلق على الكلام الإيراني عن تبليغها نية الرد على العملية «الإسرائيلية» في القنيطرة، تنتظر كما كل المعنيين والمتابعين، ما سيقوله السيد حسن نصرالله، لترسم حدود التصعيد المتوقع في المنطقة، كما تنتظر نتائج المساعي المبذولة للتوصل للتفاهم على «رد لا يشعل حرباً» عرضت قيادة الكيان الاستعداد لتولي موسكو إدارة التفاوض حوله، بينما يوم الجمعة سيكون الباب قد أغلق أمام مثل هذه الفرصة عندما يعتلي السيد نصرالله منصة الكلام في ذكرى الشهداء ويصير للكلام سقف لا يقبل التغيير.  وفي ساعات متقدمة من فجر اليوم انفجر الوضع على جبهة الجولان ولم يعرف ما إذا كان سيتوقف التقاصف الذي بدأ إثر قيام طائرات جيش الاحتلال، باستهداف مواقع للجيش السوري قرب القنيطرة، تبعها رد مدفعي من الجيش السوري استهدف مواقع للاحتلال في الجولان المحتل.  حتى الجمعة حبس أنفاس متعدد الاتجاهات، فالجمعة موعد اليمنيين والخليج مع الحشود الشعبية في الساحات، بانتظار إعلان خطوات تصعيدية، ربما تكون من ضمنها حكومة موقتة إذا فشلت مساعي التفاهم التي يشتغل عليها أكثر من طرف، خصوصاً المبعوث الأممي جمال بن عمر، لتشكيل مجلس رئاسي يضم أبرز اللاعبين في صناعة المشهد اليمني، وكما أعلن زعيم التيار الشعبي الثوري في اليمن عبد الملك الحوثي، سيكون يوم الجمعة حداً فاصلاً بين مرحلتين، مرحلة الإجراءات الضاغطة للتوصل للتفاهم على آليات لتطبيق الاتفاقات، ومرحلة إجراءات منع الفوضى والتفتت والتآكل.  واشنطن لا تستطيع أن تكتفي بالمراقبة والمتابعة، وهي تدرك مكانة التصعيد الذي تتجه نحوه المنطقة من الجنوبين، وحيث يوم الجمعة سيكون المحطة الهامة.  في هذه الأثناء كان الرئيس الأميركي مهتماً بمستقبل السعودية وسياساتها ودورها في المنطقة، لجهة تشجيع قادتها الجدد على الإسراع ببدء محادثات إيجابية مع إيران، تشكل وحدها الطريق لمنع المزيد من التدهور في حال التآكل التي يستفيد منه الإرهاب، مذكراً أن اليمن يستدعي تدخلاً خليجياً سريعاً تحت عنوان حل سياسي يوحد الجهود بوجه «القاعدة».

المصدر : الماسة السورية/ البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة