دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قال ناشط تركي لـ«عربي أونلاين» أن الصواريخ، التي أطلقت على مدينة اللاذقية، دخلت الأراضي السورية قبل فترة قصيرة قادمة من تركيا، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن تأسيس لواء «السلطان عبد الحميد»
وأكد الناشط، الذي يعمل ضمن إطار مجموعة مدنية تركية تهتم بالسلام وتعمل لمنع الحرب، أن عدة شاحنات محملة بصواريخ «غراد» انتقلت قبل حوالي أسبوعين من أنطاكية إلى بلدة يايلاداغ، ودخلت منها إلى الأراضي السورية، مضيفاً أن مواطنين رأوا الصواريخ وإلى جانبها صناديق خشبية مجهولة المحتوى. وأكد أن الشاحنات انطلقت منفردة الواحدة تلو الأخرى، وليس على شكل رتل، حتى لا تلفت الانتباه.
وقال المصدر: «بالصدفة انكشف غطاء إحدى هذه الشاحنات، ورأى قرويون محتوياتها. وبمقارنة ما وصفوه مع ما نعرفه من أنواع السلاح يمكن لنا القول أنها صواريخ غراد، أي نفس الصواريخ التي رأيناها تنهال على اللاذقية مسببة مقتل وإصابة العديد من المدنيين.
وأشار المصدر إلى وجود ارتباط بين الشاحنات المذكورة وتأسيس لواء «عبد الحميد»، الذي قال أن حكومة حزب العدالة والتنمية عملت جاهدة لإعطائه صبغة تركمانية، مضيفاً ان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يدفع قدماً بسياسته، التي عمل على تمريرها منذ أن كان وزيراً للخارجية، والقائمة على أساس تصوير الاشتباكات في اللاذقية وكأن النظام يستهدف التركمان، وذلك بهدف حشد تأييد القوميين الأتراك لسياسته اتجاه سورية.
المصدر، الذي أكد أن لديهم معطيات عن محاولات جاهدة من قبل المخابرات التركية لدفع تركمان الساحل السوري إلى الثورة على إدارة الرئيس بشار الأسد، أكمل بالقول: «في الحقيقة الغالبية العظمى من التركمان الذين نتواصل معهم، وحتى الموجودين في تركيا، والذين لا يخافون من امتداد يد النظام إليهم، يعربون عن رفضهم الانخراط في اللعبة هذه» مضيفاً أنه لو أن التركمان قبلوا دوراً انتحارياً مثل هذا لهاجموا من بلدتي برج إسلام وصُلَيِّب التركمان مقر رئاسة الجمهورية في اللاذقية، والذي لا يبعد عنهما إلا بضعة كيلومترات، علماً ان استهدافاً كهذا يحقق للمسلحين، في حال حصوله، دفعاً معنوياً ودعاية إعلامية ضخمة جداً.
ويقول المصدر: «رصدنا محاولات تركية لاستهداف كسب. وبحسب معلوماتنا فقد توجهت عدة دبابات تركية إلى منطقة الحدود المحاذية لها. وقد عملت حكومة أردوغان إلى إرسال هذه الدبابات ليلاً وبشكل منفرد، فلم ترسل في كل مرة إلا دبابة واحدة أو دبابتين، وذلك حتى لا تلفت الأنظار. ولما راجعنا، عن طريق نواب في المعارضة، زعم بعض المسؤولين في حزب أردوغان أنها عمليات "تصليح" و"تبديل مواقع" و"تبديل قطع غيار" عادية، وأن ليس لها علاقة بالأحداث في سورية، غير أنهم لم يوضحوا سبب انتقالها في جنح الظلام»
ويكمل المصدر بالقول: «لا نعلم ما حدث بالضبط. ولكن حكومة "العدالة والتنمية" تبدو حالياً عازفة عن مهاجمة كسب مباشرة. ويبدو أن للأمر علاقة بالأحداث الإرهابية الأخيرة في أوربا، والتي تسببت بوقوع الحكومة التركية تحت ضغوط كبيرة بسبب دعمها للإرهابيين. وخاصة أن الأرمن لديهم دوائر لوبي قوية وخاصة في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وتعريضهم لمجازر جديدة في هذا الوقت يعني ضغطاً عالمياً كبيراً على أردوغان أكبر من الضغط الذي تعرض له في احتلال كسب الأول، وفي احتلال عين العرب (كوباني)»
ويستدرك المصدر: «ليس لدينا معلومات أكيدة، ولكن كميات الصواريخ التي دخلت الأراضي السورية هي أضعاف التي أطلقت على اللاذقية. ونعتقد بالتالي أن الجيش السوري استطاع تدمير كمية منها دون أن يكون لدينا دليل أكيد. كما أن معطيات لنا تفيد بتدمير الجيش نقطة هامة جداً للمسلحين على بعد مئات الأمتار من الحدود مع تركيا، كانوا قد أقاموا فيها منصة مدفعية ومرصداً»
وعن نشاطاتهم يقول الناشط: «نعمل على جمع معطيات وقرائن ومعلومات تفيد في إثبات وجهة نظرنا المناهضة للحرب. ونقوم أحياناً بتقاسم معلوماتنا مع سياسيين من مختلف الأطياف من أجل نقلها إلى البرلمان، أو سؤال المراجع السياسية في بلدنا عنها. ورغم أننا لا نظهر كثيراً في الإعلام حتى لا نصبح هدفاً سهلاً لخصوم السلام إلا أننا فاعلون إلى حد ما على الأرض»
وكانت مواقع معارضة قد نشرت صورة لرئيس الائتلاف المعارض، العضو في حزب أردوغان، خالد خوجا، يزور ريف اللاذقية برفقة وزير دفاع الائتلاف سليم ادريس، في تزامن ذي دلالة مع كلام الناشط التركي.
المصدر :
عربي اونلاين /سومر سلطان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة