شكلت غارة القنيطرة ضربة قوية للمقاومة في لبنان، كما ضربة إستخباراتية لسورية التي حصل الاعتداء ضمن اراضيها. المقاومة، تعتبر ان شأن الغارة وتبيعات ردها تتحملها كون من سقط هم قادة ميدانيون كبار، وعليها مسؤولية الثأر لدمائهم.

المقاومة فتحت تحقيقاً في ما جرى، في الأسباب التي أدت للمجزرة، في الخروقات، بحثاً عن الثغرات القاتلة التي أدت لما أدت إليه خصوصاً وأن ضربة بهذا الحجم وعلى هذا المستوى ولهؤلاء الاشخاص سوياً، في الأكيد انها لم تكن متوقعة في قيادة المقاومة ابداً. لجنة تقسي الحقائق شكلت وبدأت عملها عبر تحليل النطاق الميداني لمسرح الأحداث، هي تمتلك صلاحيات عالية وصولاً إستدعاء والتحقيق مع قادة ميدانيين يعملون في النطاق المذكور لمعرفة الاسباب والمسبّبات.

الغارة التي نفذها العدو، لا شك أنها كانت ثمرة تعقب ميداني واسع، وثمرة معلوماتٍ إستخباراتية قيّمة عبر مصادر ميدانية عميلة سمحت بالوصول إلى المقاومين، الشك الحالي المبني على مجرى الأحداث، يتحدث عن خرقٍ أمني حاصل إما في جسم المقاومة العامل في جنوب سوريا تحديداً في القنيطرة، وإما في جسم قادة الجيش السوري الميدانيين الذين على علم بتحركات المقاومة وأركانها في تلك المنطقة، هذا الخرق أدى لايصال معلومات قيمة عن تحركات هذه المجموعة، وإيصال معلومة خطيرة حول نية هؤلاء التواجد في نطاقٍ جغرافيٍ قريب من الجولان، قام العدو على إثره بعمله.

الخرق هذا، وفق مصادر، ربما يكون مُتعدّد الشُعب، فهو بالاضافة إلى الميداني، هو خرق تكنولوجي عبر أجهزة الإتصالات، دُعّم برصدٍ جوي عبر طائرات الاستطلاع التي ما برحت المكان يومها، وهذا مؤكد من تقرير لقوة حفظ السلام في الجولان التي كشفت عن خرق طائرات تجسّسية لخط وقف إطلاق النار ودخولها المجال الجوي السوري ومن ثم عادة.

من المعلوم، ان الإسرائيلي لا يركز عمله في أي عملية إغتيال على العامل التجسّسي الإلكتروني فقط، بل يعطي الأفضليّة للعامل الميداني المساعد، الذي يجلب المعلومات من مصادرها الموثوقة لدى العدو، وبالتالي يعمل على التحقّق منها وإستقاء كل صغيرة وكبيرة تتعلّق بها، وحين يتأكد بنسبة تسمح له بتنفيذ العملية يتحرّك عسكرياً دون مناورة مستخدماً طائرات التجسّس والمروحيات وفي باله هدف هو القضاء على ما يلاحق بنسبة 100% وإستغلال الفرصة على أكمل وجه، وهذا، تكرّر مراراً في عمليات إستهداف قادة المقاومة الفلسطينية التي ظهر ان خلفها بشكلٍ أساسي عملاء قدموا المعلومات وعبّدوا الطريق أمام العدو، وكان لهم الدور الأهم، وما كان على الاسرائيلي إلا ان يراقب من الأعلى ويضغط على الزر مطلقاً النار.

الخرق المتوقع هو أقل الإيمان، خصوصاً وأن تحركات هذه المجموعة بديهي ان تكون سرية ومعلومة من دائرة محدودة المساحة على علمٍ بالنشاط العسكري للمقاومة. البحث الحالي يقود إلى تحليل النطاق الميداني والأمني لمسرح الجريمة ومتابعة القائمين عليه، بالاضافة إلى متابعة الشخصيات التي على علم به والجهة وأفرادها القائمة على الإتصال والتواصل في هذا الملف بين الجيش السوري والمقاومة، يقود إلى من سرّب المعلومة التي مكّنت من الوصول إلى الطاقم الكامل. الذي يُثر الالتباس، ان مجموعاتٍ من المقاومة تنشط ونشطت في هذا المكان القريب من خط الإنسحاب وهذه ليست المرة الأولى التي تتوجه فيها مجموعة إلى هذه النقاط، كما ان مصادر “الحدث نيوز” كشفت عن قيام قيادي من المجموعة المستهدفة بإستطلاع عدة أماكن حساسة، ولكن شيء لم يحصل، فالسؤال، لماذا نفذ الاعتداء بينما كان الجميع متواجد ولم يُنفذ في المرات السابقة؟ خصوصاً ومن البهيدي ان العدو يمكن ان يعلم بأي نشاط قرب هذا الخط الواقع في مرمى أجهزة مراقبة العدو من إتصالات ورصد حراري وغيرها، هنا، يقود هذا الأمر إلى البحث عن شخصٍ ما سرّب معلومة إقدام المجموعة على زيارة “مزرعة الأمل” حتى تحرّك العدو في ذلك اليوم بطائراته ومقاتلاته وأجهزته ليرصد المنطقة، ويقوم بتنفيذ ضربته. من البديهي ايضاً، ان العدو لا يتحرك بهذا الزخم إن كان لا يملك معلومة مؤكدة حول توجه “هدفه” ووجود النية للقيام بإستهداف.

لا شك أن المقاومة معروفة بسرّية عملها، وهو شيء ملموس ساعدها في تحقيق إنتصاري 2000 و 2006، كما يُساعدها في تحقيق التفوّق العسكري والسرية الموجودة في نوعية المهام القتالية والعتاد والقدرات، وهي ليست جهة تنشر تفاصيل مهامها على العامة لكي يسهل قطفها من قبل العدو، وهذا الأمر ايضاً يقود إلى فرضية “الوشاية” بالمجموعة القيادية حتى سهل إستهدافها.

هنا نحن نتكلم بصراحة من باب الحرص على المقاومة، وفي الصراحة ذاتها نقول اننا بتنا بحاجة إلى نفضة في الأجهزة العاملة في المناطق الحساسة، من قبل المقاومة كما من قبل الجيش السوري، كي لا يتكرّر “شوربة 2″ و “رياض أسعد 2″ وعملية إغتيال مغنية الأب و مغنية الأبن ورفاقه.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-01-20
  • 10986
  • من الأرشيف

غارة القنيطرة: عن خرقٍ ميداني وحاجة إلى «نفضة» تُطيح بالخونة

شكلت غارة القنيطرة ضربة قوية للمقاومة في لبنان، كما ضربة إستخباراتية لسورية التي حصل الاعتداء ضمن اراضيها. المقاومة، تعتبر ان شأن الغارة وتبيعات ردها تتحملها كون من سقط هم قادة ميدانيون كبار، وعليها مسؤولية الثأر لدمائهم. المقاومة فتحت تحقيقاً في ما جرى، في الأسباب التي أدت للمجزرة، في الخروقات، بحثاً عن الثغرات القاتلة التي أدت لما أدت إليه خصوصاً وأن ضربة بهذا الحجم وعلى هذا المستوى ولهؤلاء الاشخاص سوياً، في الأكيد انها لم تكن متوقعة في قيادة المقاومة ابداً. لجنة تقسي الحقائق شكلت وبدأت عملها عبر تحليل النطاق الميداني لمسرح الأحداث، هي تمتلك صلاحيات عالية وصولاً إستدعاء والتحقيق مع قادة ميدانيين يعملون في النطاق المذكور لمعرفة الاسباب والمسبّبات. الغارة التي نفذها العدو، لا شك أنها كانت ثمرة تعقب ميداني واسع، وثمرة معلوماتٍ إستخباراتية قيّمة عبر مصادر ميدانية عميلة سمحت بالوصول إلى المقاومين، الشك الحالي المبني على مجرى الأحداث، يتحدث عن خرقٍ أمني حاصل إما في جسم المقاومة العامل في جنوب سوريا تحديداً في القنيطرة، وإما في جسم قادة الجيش السوري الميدانيين الذين على علم بتحركات المقاومة وأركانها في تلك المنطقة، هذا الخرق أدى لايصال معلومات قيمة عن تحركات هذه المجموعة، وإيصال معلومة خطيرة حول نية هؤلاء التواجد في نطاقٍ جغرافيٍ قريب من الجولان، قام العدو على إثره بعمله. الخرق هذا، وفق مصادر، ربما يكون مُتعدّد الشُعب، فهو بالاضافة إلى الميداني، هو خرق تكنولوجي عبر أجهزة الإتصالات، دُعّم برصدٍ جوي عبر طائرات الاستطلاع التي ما برحت المكان يومها، وهذا مؤكد من تقرير لقوة حفظ السلام في الجولان التي كشفت عن خرق طائرات تجسّسية لخط وقف إطلاق النار ودخولها المجال الجوي السوري ومن ثم عادة. من المعلوم، ان الإسرائيلي لا يركز عمله في أي عملية إغتيال على العامل التجسّسي الإلكتروني فقط، بل يعطي الأفضليّة للعامل الميداني المساعد، الذي يجلب المعلومات من مصادرها الموثوقة لدى العدو، وبالتالي يعمل على التحقّق منها وإستقاء كل صغيرة وكبيرة تتعلّق بها، وحين يتأكد بنسبة تسمح له بتنفيذ العملية يتحرّك عسكرياً دون مناورة مستخدماً طائرات التجسّس والمروحيات وفي باله هدف هو القضاء على ما يلاحق بنسبة 100% وإستغلال الفرصة على أكمل وجه، وهذا، تكرّر مراراً في عمليات إستهداف قادة المقاومة الفلسطينية التي ظهر ان خلفها بشكلٍ أساسي عملاء قدموا المعلومات وعبّدوا الطريق أمام العدو، وكان لهم الدور الأهم، وما كان على الاسرائيلي إلا ان يراقب من الأعلى ويضغط على الزر مطلقاً النار. الخرق المتوقع هو أقل الإيمان، خصوصاً وأن تحركات هذه المجموعة بديهي ان تكون سرية ومعلومة من دائرة محدودة المساحة على علمٍ بالنشاط العسكري للمقاومة. البحث الحالي يقود إلى تحليل النطاق الميداني والأمني لمسرح الجريمة ومتابعة القائمين عليه، بالاضافة إلى متابعة الشخصيات التي على علم به والجهة وأفرادها القائمة على الإتصال والتواصل في هذا الملف بين الجيش السوري والمقاومة، يقود إلى من سرّب المعلومة التي مكّنت من الوصول إلى الطاقم الكامل. الذي يُثر الالتباس، ان مجموعاتٍ من المقاومة تنشط ونشطت في هذا المكان القريب من خط الإنسحاب وهذه ليست المرة الأولى التي تتوجه فيها مجموعة إلى هذه النقاط، كما ان مصادر “الحدث نيوز” كشفت عن قيام قيادي من المجموعة المستهدفة بإستطلاع عدة أماكن حساسة، ولكن شيء لم يحصل، فالسؤال، لماذا نفذ الاعتداء بينما كان الجميع متواجد ولم يُنفذ في المرات السابقة؟ خصوصاً ومن البهيدي ان العدو يمكن ان يعلم بأي نشاط قرب هذا الخط الواقع في مرمى أجهزة مراقبة العدو من إتصالات ورصد حراري وغيرها، هنا، يقود هذا الأمر إلى البحث عن شخصٍ ما سرّب معلومة إقدام المجموعة على زيارة “مزرعة الأمل” حتى تحرّك العدو في ذلك اليوم بطائراته ومقاتلاته وأجهزته ليرصد المنطقة، ويقوم بتنفيذ ضربته. من البديهي ايضاً، ان العدو لا يتحرك بهذا الزخم إن كان لا يملك معلومة مؤكدة حول توجه “هدفه” ووجود النية للقيام بإستهداف. لا شك أن المقاومة معروفة بسرّية عملها، وهو شيء ملموس ساعدها في تحقيق إنتصاري 2000 و 2006، كما يُساعدها في تحقيق التفوّق العسكري والسرية الموجودة في نوعية المهام القتالية والعتاد والقدرات، وهي ليست جهة تنشر تفاصيل مهامها على العامة لكي يسهل قطفها من قبل العدو، وهذا الأمر ايضاً يقود إلى فرضية “الوشاية” بالمجموعة القيادية حتى سهل إستهدافها. هنا نحن نتكلم بصراحة من باب الحرص على المقاومة، وفي الصراحة ذاتها نقول اننا بتنا بحاجة إلى نفضة في الأجهزة العاملة في المناطق الحساسة، من قبل المقاومة كما من قبل الجيش السوري، كي لا يتكرّر “شوربة 2″ و “رياض أسعد 2″ وعملية إغتيال مغنية الأب و مغنية الأبن ورفاقه.  

المصدر : الحدث نيوز


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة