ما الذي مكّن الصهاينة من استهداف كوادر المقاومة في مزرعة الأمل في القنيطرة ؟

ليس بمقدور كاتب صحفي أيّاً تكن صفته الإجابة عن السؤال, لكن لدى المقاومة القدرة على معرفة الإجابة بعد إجراء التحقيقات اللازمة.

لكن موقع تحليل المعطيات, ومن موقع محاولة فهم ما حصل, يمكن القول إن نجاح الصهاينة في استهداف المجموعة له علاقة بنجاح في تحقيق اختراق بشري.

هذا الاحتمال ترتفع نسبة منطقيته وواقعيته من خلال مراقبة الحملة الإعلامية المضللة, التي شنّها الصهاينة للحديث عن مقتل "أبو علي الطبطبائي" في غارة الأمس في مزرعة الأمل.

هناك عدة احتمالات سيضعها المقاومون نصب أعينهم عند إجراء تحقيق موضوعي في أسباب وصول المعلومات إلى الصهاينة, عن وجود الكوادر الرفيعة المستوى في مزرعة الأمل ومنها:

- اختراق أمني بشري داخل صفوف الطبقة الأمنية القريبة من ساحة عمل الكوادر في سورية, حيث استشهدوا.

- اختراق أمني بشري في صفوف القوى السورية الحليفة للمقاومة, ممن تتواصل معهم كوادر حزب الله للتنسيق الميداني.

- خطأ في الترتيبات, مثل استعمال أحد الكوادر لهاتف, أو فتحه اتصالاً لاسلكياً في منطقة مفتوحة لإسرائيل تقنياً.

- صدفة بشرية, إذ رصدت طائرات إسرائيلية بدون طيار الموكب, وراقبه الصهاينة من الجو والبر, فحددوا أهمية الهدف من شكل الوفد والإجراءات الأمنية المرافقة له (استشهد سبعة, بينهم جنرال إيراني, فهل كانوا وحدهم في المكان؟)

لدى المقاومة بالتأكيد قدرات أمنية مضادة, ولجان متخصصة, ستعرف تفاصيل ما حصل, وكيفية تحقيق العدو لهذا الإنجاز الأمني المحسوب لصالحه. لكن يمكن الزعم، من خلال تحليل معطيات إعلامية صهيونية، بأن الأمر ليس سوى نتيجة خرق بشري, سواء في صفوف المقاومة, أو في صفوف القوى السورية الرسمية.

 

لأن ما فعله الصهاينة بعد العملية إعلامياً يمثل دليلاً يمكن استغلاله لدراسة خلفياته وأهدافه. فقد شنوا عملية تضليل من خلال إعلامهم, إذ أعلنوا أن الغارة استهدفت القيادي الكبير في المقاومة "أبو علي طبطبائي" ونشروا أيضاً معلومات عن المذكور, وفيها احتفائية بقتله, كونه المسؤول عن الهجمات البرية المقبلة ضدهم, في حال اندلعت حرب بينهم وبين المقاومة.

المعلومات المتوفرة تؤكد أن "طبطبائي" لم يكن موجوداً مع الكوادر الذين استشهدوا, ولا علاقة له بالوفد الذي زار مزرعة الأمل . فلماذا إذاً قالت إسرائيل أنه قتل؟

من التحليل لا من معلومات متوفرة, يمكن الزعم بأن هدف الصهاينة من التضليل هو إيهام المقاومة بأن مصدر الإسرائيليين ليس دقيقاً, وبالتالي هو لم يعرف الفرق بين "الطبطبائي" وبين " محمد عيسى" أو بين الطبطبائي وبين اللواء "محمد علي الله دادي"

الخرق البشري هو ما مكن الصهاينة من ضرب الكوادر بالصواريخ، والخرق البشري دقيق وقريب من موقع الحدث, لهذا عمل الصهاينة على حمايته من خلال الحديث عن شخصية الطبطائي, لحرف أنظار محققي المقاومة عن مدى دقة المصدر الذي زوّد الإسرائيليين بالمعلومات. أعيد التأكيد على أن صحة هذا التحليل مرتبطة بصحة المعلومات عن أن الوفد لم يكن يضم طبطبائي.

" الطبطبائي" وفقاً للصهاينة هو قائد وحدة الرضوان (أي وحدة المشاة الهجومية في حزب الله, والتي تضم القوى المختلفة التي يمكن استخدامها للقيام بعمليات قتال بري دفاعي أو هجومي) في حين تؤكد مصادر مقربة من المقاومة وجود شخص بهذا الاسم يحمل الجنسية اللبنانية, وهو من مواليد لبنان, لكنه إيراني الأصل, ويحمل الجنسية الإيرانية أيضاً, لكنه لم يعش إلا في لبنان مع والدته اللبنانية, وهو مسؤول في وحدة الرضوان, ولا تأكيد على موقعه الحقيقي.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-18
  • 7625
  • من الأرشيف

كيف حددت إسرائيل موقع "الشهداء" ولماذا قالت إن الطبطبائي قُتل؟

ما الذي مكّن الصهاينة من استهداف كوادر المقاومة في مزرعة الأمل في القنيطرة ؟ ليس بمقدور كاتب صحفي أيّاً تكن صفته الإجابة عن السؤال, لكن لدى المقاومة القدرة على معرفة الإجابة بعد إجراء التحقيقات اللازمة. لكن موقع تحليل المعطيات, ومن موقع محاولة فهم ما حصل, يمكن القول إن نجاح الصهاينة في استهداف المجموعة له علاقة بنجاح في تحقيق اختراق بشري. هذا الاحتمال ترتفع نسبة منطقيته وواقعيته من خلال مراقبة الحملة الإعلامية المضللة, التي شنّها الصهاينة للحديث عن مقتل "أبو علي الطبطبائي" في غارة الأمس في مزرعة الأمل. هناك عدة احتمالات سيضعها المقاومون نصب أعينهم عند إجراء تحقيق موضوعي في أسباب وصول المعلومات إلى الصهاينة, عن وجود الكوادر الرفيعة المستوى في مزرعة الأمل ومنها: - اختراق أمني بشري داخل صفوف الطبقة الأمنية القريبة من ساحة عمل الكوادر في سورية, حيث استشهدوا. - اختراق أمني بشري في صفوف القوى السورية الحليفة للمقاومة, ممن تتواصل معهم كوادر حزب الله للتنسيق الميداني. - خطأ في الترتيبات, مثل استعمال أحد الكوادر لهاتف, أو فتحه اتصالاً لاسلكياً في منطقة مفتوحة لإسرائيل تقنياً. - صدفة بشرية, إذ رصدت طائرات إسرائيلية بدون طيار الموكب, وراقبه الصهاينة من الجو والبر, فحددوا أهمية الهدف من شكل الوفد والإجراءات الأمنية المرافقة له (استشهد سبعة, بينهم جنرال إيراني, فهل كانوا وحدهم في المكان؟) لدى المقاومة بالتأكيد قدرات أمنية مضادة, ولجان متخصصة, ستعرف تفاصيل ما حصل, وكيفية تحقيق العدو لهذا الإنجاز الأمني المحسوب لصالحه. لكن يمكن الزعم، من خلال تحليل معطيات إعلامية صهيونية، بأن الأمر ليس سوى نتيجة خرق بشري, سواء في صفوف المقاومة, أو في صفوف القوى السورية الرسمية.   لأن ما فعله الصهاينة بعد العملية إعلامياً يمثل دليلاً يمكن استغلاله لدراسة خلفياته وأهدافه. فقد شنوا عملية تضليل من خلال إعلامهم, إذ أعلنوا أن الغارة استهدفت القيادي الكبير في المقاومة "أبو علي طبطبائي" ونشروا أيضاً معلومات عن المذكور, وفيها احتفائية بقتله, كونه المسؤول عن الهجمات البرية المقبلة ضدهم, في حال اندلعت حرب بينهم وبين المقاومة. المعلومات المتوفرة تؤكد أن "طبطبائي" لم يكن موجوداً مع الكوادر الذين استشهدوا, ولا علاقة له بالوفد الذي زار مزرعة الأمل . فلماذا إذاً قالت إسرائيل أنه قتل؟ من التحليل لا من معلومات متوفرة, يمكن الزعم بأن هدف الصهاينة من التضليل هو إيهام المقاومة بأن مصدر الإسرائيليين ليس دقيقاً, وبالتالي هو لم يعرف الفرق بين "الطبطبائي" وبين " محمد عيسى" أو بين الطبطبائي وبين اللواء "محمد علي الله دادي" الخرق البشري هو ما مكن الصهاينة من ضرب الكوادر بالصواريخ، والخرق البشري دقيق وقريب من موقع الحدث, لهذا عمل الصهاينة على حمايته من خلال الحديث عن شخصية الطبطائي, لحرف أنظار محققي المقاومة عن مدى دقة المصدر الذي زوّد الإسرائيليين بالمعلومات. أعيد التأكيد على أن صحة هذا التحليل مرتبطة بصحة المعلومات عن أن الوفد لم يكن يضم طبطبائي. " الطبطبائي" وفقاً للصهاينة هو قائد وحدة الرضوان (أي وحدة المشاة الهجومية في حزب الله, والتي تضم القوى المختلفة التي يمكن استخدامها للقيام بعمليات قتال بري دفاعي أو هجومي) في حين تؤكد مصادر مقربة من المقاومة وجود شخص بهذا الاسم يحمل الجنسية اللبنانية, وهو من مواليد لبنان, لكنه إيراني الأصل, ويحمل الجنسية الإيرانية أيضاً, لكنه لم يعش إلا في لبنان مع والدته اللبنانية, وهو مسؤول في وحدة الرضوان, ولا تأكيد على موقعه الحقيقي.

المصدر : خضر عواركة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة