دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يتسارع رؤساء و ملوك العالم العربي و الغربي الى العاصمة الفرنسية باريس لتقديم التعازي بالعمليات الإرهابية التي حصلت منذ بضعة أيام هناك. والتي كانت متوقعة أن تحصل فمن يريد أن يدعم مجموعات إرهابية متطرفة تدعي الإسلام عليه ان يقرأ التاريخ القريب في أفغانستان عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم و تمويل و تدريب الحركة الإرهابية والتي كانت تدعى في وقتها (المجاهدين ) لإسقاط حكم الاتحاد السوفييتي على أفغانستان وبعد نجاحهم قاموا بغدر الولايات المتحدة و حلفائها وشنوا عدد من العمليات الإرهابية في أمريكا و السعودية وغيرها من الدول .
هذه هي مشكلة الغرب لا يتعلم من أخطاءه. اليوم الغرب يتخبط فيما بينه أسبانيا و بريطانيا و ألمانيا أعلنت أنها على أعلى درجات الإستنفار الأمني ضد عمليات إرهابية خوفا من شن هجمات انتحارية في شوارع لندن و برلين و مدريد و واشنطن. كل هذا بسبب ما حصل في باريس منذ أيام. ولكن هذه العملية يدور حولها عدد من اشارات الاستفهام والسبب ان حتى يومنا هذا لم يتبنى اي تنظيم هذه العملية هناك عدد من السيناريوهات, السيناريو الأول ان العدو الإسرائيلي هو من نفذ هذه العملية و السبب ان فرنسا صوتت منذ وقت قصير و اعترفت بالدولة الفلسطينية والتي كانت بمثابة صفعة للعدو الإسرائيلي فسارعت حكومة العدو و جهاز استخباراتها الى فرك اذن فرنسا من خلال هذه العملية التي كانت بحرفية تامة ولم تكن عشوائية كما يدعي الإعلام والجدير بالذكر ان العدو الإسرائيلي يحاول جاهدا لإقناع يهود أوربا للسفر الى فلسطين المحتلة واليوم نرى كيف عدد من المسؤولين الإسرائيليين يتسابقون الى فرنسا للوقوف معها و لمخاطبة يهود فرنسا كما إننا سمعنا إعلام العدو انهم يتوقعون ان اكثر من 10 آلاف يهودي ان يترك أوربا ويسافر الى فلسطين المحتلة في هذا العام. هذا سبب اخر يجعل هذا السيناريو الاكثر واقعية.
ولكن هناك سيناريو اخر لهذه العملية وهو ان الأستخبارت الأمريكية بالتعاون مع الاستخبارات الفرنسية قامت بهذه العملية في محاولة منهن لإقناع شعوبهم ان من الضروري محاربة الإرهاب ولا يمكن محاربة الإرهاب اذا لم يتعاونوا مع الحكومة السورية والتي يترأسها الرئيس بشار الأسد. بدأ الغرب يقتنع ان الوحش الذي غذوه فقدوا السيطرة عليه وعليهم ان يتخلصوا منه . الغرب ينسق مع الحكومة السورية بشأن ضربات التحالف و عدد من السفارات السورية تعود و تفتتح في عدد من عواصم العربية و قريبا عدد من السفارات الغربية ستعيد افتتاح سفارتهم في دمشق بدأت حكومات الغرب تقتنع ان رغبوا بالتخلص من الارهاب في منطقة الشرق الأوسط عليهم ان يتعاونوا مع الحكومة السورية ولكن لا يمكنهم ان يتعاونوا قبل ان يقنعوا شعوبهم ان من الضروري التحالف مع الأسد والاستخبارات الامريكية و الأوربية مشهورة بهذه الأفعال عبر التاريخ. لهذا أننا قد نرى تحولا كبير على الساحة الدولية بشأن الملف السوري و محاربة الإرهاب و وقوف مع الجيشين السوري و العراقي ليطهرا هذه المنطقة من الإرهاب التكفيري.
قبل ان تحصل هذه العملية في فرنسا بأيام قليلة جدا خرج الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” الى الأعلام و قال أن فرنسا نادمه على عدم مشاركتها في التحالف الذي أنشأته أمريكا لمحاربة داعش في سورية و العراق وقال ان بلاده تفكر في التدخل جويا أما في ليبيا او في العراق. لكن كل هذه ليست سوى نظريات و احتمالات لما حصل في فرنسا حتى الان لا احد يعلم ما حصل او ما يحصل هل كانت رسالة لمعاقبة فرنسا أو أن الإرهاب الذي دعموه في سورية بدأ يعود أليهم. لا يمكننا ان نتحدث عن الارهاب في أوربا ولا نتكلم عن ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط فالخليج العربي على صفيح ساخن و خصوصا السعودية فهناك انباء ان الملك السعودية في غيبوبة ولم يعد هناك الكثير لديه ليبقى على قيد الحياة و العائلة الحاكمة في السعودية في صراع كبير على الحكم وفي نفس الوقت نرى ان داعش بدأت بتنفيذ تهديدها و قتلت عميد في الجيش السعودي و عدد من العناصر على الحدود السعودية ,العراقية الجدير بالذكر ان موت الملك و هجوم داعش قد يسبب بانفجار الخليج العربي بأكمله. اما على الساحة اللبنانية فهناك صراع دولي مستمر على الارض اللبنانية الارهاب يضرب لبنان مجددا رأينا يوم امس كيف الارهاب اخترق جبل محسن وأرسل انتحاريين وتسبب بمقتل عشرات القتلى و الجرحى . وهناك جدال كبير بين الاطراف السياسية على انتخاب رئيس للجمهورية.
فبين تهديدات داعش والنصرة للبنان و تهديدات العدو الإسرائيلي للبنان الوضع هناك على وشك الانفجار. اما على الساحة السورية فتقدم كبير للجيش السوري على اكثر من محور من جنوب سورية الى ديرالزور وحلب وصولا الى ريف حماه الكفة اليوم تذهب الى الجيش السوري وما حصل يوم رأس السنة من زيارة الرئيس الأسد الى جنود الجيش السوري في جوبر أعطى معنويات كبيرة للجيش من ضباط و صف ضباط و الجدير بالذكر أنه تحدثت تقارير دولية ان داعش خسرت مساحات شاسعة من الاراضي التي احتلتها سابقا فضربات الجيشين العراقي و السوري تقصم ظهر هذا التنظيم فكل ما يحصل و نرى صمت تركيا مريبا. هل تدرس القيادة التركية ما يحصل في المنطقة لتغير من سياستها او اننا سنرى سيناريو جديدا في المنطقة تكون عرابته تركيا؟ بين تفجيرات أوربا و الحرب على داعش في العراق و سورية و الخطر التي يواجهه الخليج العربي العالم في حالة إستنفار قصوى لمحاربة الإرهاب ولكن السؤال هل سيكون هناك نهاية لهذا الوحش الذي يسمى داعش ؟!!
المصدر :
الحدث نيوز / ستيفن نزار صهيوني
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة