الصدمة والذهول هما حال قادة «جبهة النصرة» في حلب. إيقاف كامل للقتال في جبهة نبل والزهراء، على عكس «الغزوة» السابقة التي حالما تفشل موجة هجوم منها تشن «الجبهة» وحلفاؤها موجة أخرى.

هجوم الخميس الماضي لم يعقبه أي محاولة لاستئناف القتال، حتى إمطار البلدتين بالقذائف توقف تقريباً. يرد مصدر متابع السبب إلى أنّ الصدمة الكبيرة كانت في الخسائر في العتاد والعتيد. «زجت النصرة بكل قوتها في المعركة واندفعت مدرعاتها وخلفها نحو 250 من المقاتلين حتى تخوم البلدة الشرقية، لكن الحقيقة ان ذلك كان استدراجاً ناجحاً، كما وقع المندفعون من محور الطامورة بسبع دبابات في كمائن مماثلة، فقتل أكثر من 42 وجرح العشرات».

ويضيف المصدر أنّه «لأول مرة يفرّ المقاتلون ويتركون المدرعات. الهجوم كسر رأس حربة جبهة النصرة لدرجة عجزت معها عن استئناف العملية، برغم أن الظرف سانح جداً نظراً لرداءة الأحوال الجوية والثلوج التي تحيّد الطيران وتعيق الرؤية للمدافعين».

وبحسب مصادر «اللجان الشعبية» المدافعة عن البلدتين، فإن عدد الآليات المدرعة التي استخدمت في الهجوم في المحاور الثلاثة بلغ 21 مدرعة، بينها 9 دبابات جرى اغتنام وتدمير عدد منها.

وبعد سيطرة «اللجان» على عدد من المدرعات قامت مروحيات من سلاح الجو السوري بإلقاء مظلات تحمل كميات من الذخائر والمعدات الخاصة، ما سينعكس إيجاباً على القدرات القتالية لمجموعات الدفاع عن البلدتين المحاصرتين منذ سنتين ونصف سنة.

الخسائر الكبيرة التي منيت بها «النصرة» وحليفتها «جبهة أنصار الدين»، كان لغير السوريين نصيب كبير منها. فمن بين القتلى «أبو قدامة الشامي»، وهو أردني الجنسية، ومن أبرز أمراء «جبهة النصرة»، و«أبو عمير المكي»، وهو سعودي الجنسية، و«أبو حمزة المأربي»، اليمني الجنسية.

في السياق، اعترفت مواقع عديدة تابعة لـ«جبهة النصرة» بخسارات منيت فيها في نبل والزهراء.

وبحسب تغريدات لها على موقع «تويتر»، مثلاً، اعترفت حسابات مقربة من التنظيم، بمقتل 30 مسلحاً في الهجوم الأخير على البلدتين، كما قالت إنّ أكثر من 80 جريحاً سقطوا خلال المواجهات، إضافة إلى خسارة أربع دبابات، وسقوط عدد من الأسرى، قدّرت عددهم بخمسة.

إلى ذلك، قتل ثلاثة عشر شخصاً في تفجير سيارتين مفخختين بالقرب من حاجز لـ«جبهة النصرة» في قرية مسقان في ريف حلب الشمالي أول من أمس، بالتزامن مع تفجير سيارة أخرى قرب حاجز لـ«وحدات حماية الشعب» في قطمة قرب عفرين في ريف حلب، أودت بحياة اثنين من عناصر «الوحدات»، كما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة في دارتعزة، غربي حلب، أدّت لمقتل عنصرين من «الجيش الحر».

من ناحية أخرى، نقلت مواقع اعلامية عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «الطفلة ريم خوندي، تبلغ من العمر يومين، توفيت جراء البرد الشديد، في حي الفردوس في حلب»، حيث نشرت صور لرضيعة ملفوفة وموضوعة بصندوق كرتوني.

كذلك نشرت صورة لرجل مسن، قيل إنه يدعى أحمد حجازي، ويبلغ من العمر 85 عاماً، وتوفي من جراء البرد الشديد في حي المغاير، وقد عثر عليه في منزله الذي يعيش به وحده.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-01-11
  • 10884
  • من الأرشيف

«النصرة» ونبل والزهراء: معركة «تقصم الظهر»

الصدمة والذهول هما حال قادة «جبهة النصرة» في حلب. إيقاف كامل للقتال في جبهة نبل والزهراء، على عكس «الغزوة» السابقة التي حالما تفشل موجة هجوم منها تشن «الجبهة» وحلفاؤها موجة أخرى. هجوم الخميس الماضي لم يعقبه أي محاولة لاستئناف القتال، حتى إمطار البلدتين بالقذائف توقف تقريباً. يرد مصدر متابع السبب إلى أنّ الصدمة الكبيرة كانت في الخسائر في العتاد والعتيد. «زجت النصرة بكل قوتها في المعركة واندفعت مدرعاتها وخلفها نحو 250 من المقاتلين حتى تخوم البلدة الشرقية، لكن الحقيقة ان ذلك كان استدراجاً ناجحاً، كما وقع المندفعون من محور الطامورة بسبع دبابات في كمائن مماثلة، فقتل أكثر من 42 وجرح العشرات». ويضيف المصدر أنّه «لأول مرة يفرّ المقاتلون ويتركون المدرعات. الهجوم كسر رأس حربة جبهة النصرة لدرجة عجزت معها عن استئناف العملية، برغم أن الظرف سانح جداً نظراً لرداءة الأحوال الجوية والثلوج التي تحيّد الطيران وتعيق الرؤية للمدافعين». وبحسب مصادر «اللجان الشعبية» المدافعة عن البلدتين، فإن عدد الآليات المدرعة التي استخدمت في الهجوم في المحاور الثلاثة بلغ 21 مدرعة، بينها 9 دبابات جرى اغتنام وتدمير عدد منها. وبعد سيطرة «اللجان» على عدد من المدرعات قامت مروحيات من سلاح الجو السوري بإلقاء مظلات تحمل كميات من الذخائر والمعدات الخاصة، ما سينعكس إيجاباً على القدرات القتالية لمجموعات الدفاع عن البلدتين المحاصرتين منذ سنتين ونصف سنة. الخسائر الكبيرة التي منيت بها «النصرة» وحليفتها «جبهة أنصار الدين»، كان لغير السوريين نصيب كبير منها. فمن بين القتلى «أبو قدامة الشامي»، وهو أردني الجنسية، ومن أبرز أمراء «جبهة النصرة»، و«أبو عمير المكي»، وهو سعودي الجنسية، و«أبو حمزة المأربي»، اليمني الجنسية. في السياق، اعترفت مواقع عديدة تابعة لـ«جبهة النصرة» بخسارات منيت فيها في نبل والزهراء. وبحسب تغريدات لها على موقع «تويتر»، مثلاً، اعترفت حسابات مقربة من التنظيم، بمقتل 30 مسلحاً في الهجوم الأخير على البلدتين، كما قالت إنّ أكثر من 80 جريحاً سقطوا خلال المواجهات، إضافة إلى خسارة أربع دبابات، وسقوط عدد من الأسرى، قدّرت عددهم بخمسة. إلى ذلك، قتل ثلاثة عشر شخصاً في تفجير سيارتين مفخختين بالقرب من حاجز لـ«جبهة النصرة» في قرية مسقان في ريف حلب الشمالي أول من أمس، بالتزامن مع تفجير سيارة أخرى قرب حاجز لـ«وحدات حماية الشعب» في قطمة قرب عفرين في ريف حلب، أودت بحياة اثنين من عناصر «الوحدات»، كما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة في دارتعزة، غربي حلب، أدّت لمقتل عنصرين من «الجيش الحر». من ناحية أخرى، نقلت مواقع اعلامية عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «الطفلة ريم خوندي، تبلغ من العمر يومين، توفيت جراء البرد الشديد، في حي الفردوس في حلب»، حيث نشرت صور لرضيعة ملفوفة وموضوعة بصندوق كرتوني. كذلك نشرت صورة لرجل مسن، قيل إنه يدعى أحمد حجازي، ويبلغ من العمر 85 عاماً، وتوفي من جراء البرد الشديد في حي المغاير، وقد عثر عليه في منزله الذي يعيش به وحده.  

المصدر : الأخبار / باسل ديوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة