دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شارك لبنان عبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي توجّه أمس إلى العاصمة الفرنسية باريس، ممثلاً شخصياً لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام في التظاهرة الحاشدة التي دعت اليها جميع القوى السياسية الفرنسية، استنكاراً للجريمة ضد صحيفة «شارلي إيبدو»، وتنديداً بالإرهاب، ودفاعاً عن حرية التعبير.
وفي وقت حفلت الايام القليلة الماضية بتضامن فوري لبناني مع المجلة الفرنسية وصلت إلى حد أن صحيفة «المستقبل» عنونت على صفحتها الاولى «Je suis Charlie» وذلك بطلب من الرئيس سعد الحريري، غير أنه بدا أن حملة التضامن هذه بدأت بالتراجع ولاسيما ايضاً في أوساط مسيحية بعدما تبادل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي رسوماً كاريكاتيرية كانت نُشرت في مجلة «شارلي إيبدو» حملت إساءة كبيرة وانتهاكاً فاضحاً للديانة المسيحية بنفس ما اساءت إلى الديانة الاسلامية.
وبعد وقوع التفجيرين في جبل محسن في طرابلس امس كتب كثيرون على مواقعهم «Je suis Tripoli» أي «أنا طرابلس»، وأيّد كثيرون الوقوف ضد أي إعتداء على الحرية لكنهم رفضوا الكتابة «أنا شارلي»، سائلين أين كانت فرنسا والفرنسيون عند كل اعتداء إرهابي في لبنان؟ في وقت رفع معتصمون في ساحة الشهداء عبارات تضامن الشهيدين جبران تويني وسمير قصير Je suis Gebran et Samir.
ورصدت «القدس العربي» تعليقات على صفحات الفيسبوك لعل أكثرها دلالة الآتي «يا لبنانيي يا بلا دماغ وبلا تفكير: قبل ما تكتبو «أنا شارلي» وتعملو حالكن صرتو شعب انساني وبيفهم بحرية التعبير، روحو فتشو عحرياتكن وكرامتكن! نحنا كل يوم عمندبح وننقتل بأرضنا! شعبنا عم بموت من البرد والجوع! كل يوم في انفجار! كل يوم في ضحايا!!! فكرتو بيللي استشهدوا قبل كرمال حرية التعبير؟ في شي حدا كتب: انا جبل محسن، انا طرابلس، انا بيروت، انا الأشرفية، انا الضاحية، انا البقاع ، انا الجنوب؟؟؟ الكل صار يعتبر حرية التعبير، اذا هيك، ليه ما حدا قال: انا العراق!!! انا سوريا… بس لا: اللبنانيي هيك بفكرو: اوه لالا la france” اي فرنسا اسم كبير. بس العراق nya2 min holll «شارلي» تحت عنوان حرية التعبير كانت عم بتهين أدياننا وهلق نحنا نصّبناها مثال الحريات، بالوقت اللي هيي ما حترمت أهم مبدأ : تنتهي حريتي عندما تبدأ حرية الآخر. شارلي! كانت عم بتهين معتقدنا شو ما كنا إسلام مسيحيي بوذيين أو حتى ملحدين. وأهم مبدأ بالحريات هو عدم التهكم وأذية الآخر. شارلي أذتنا معنوياً!!! بالوقت اللي نحنا عم ننقتل وندبح بس لأننا إسلام ومسيحيي الشرق! شعب بلا مواطنة».
وكتب ناشط مسيحي «من المؤكد اننا لسنا مع اﻹرهاب ولن نكون معه أبداً وسنظل من دعاة السلام والمحبة، وتلاميذ للمعلم الذي وهو معلق على الصليب طلب المغفرة لصالبيه ﻷنهم لا يدرون ماذا يفعلون، وسنظل نواجه الشر بالخير والبغض بالمحبة، وعبودية الخطيئة بحرية وهبنا الله إياها نحن أبناؤه.
ومن المؤكد اننا مع حرية التعبير وحرية المعتقد وحرية الفرد تلك الحرية المسؤولة التي تحدها حرية اﻵخر وكرامته، حرية معتقة ليس من عبودية ظالم أو محتل فقط بل من عبودية المادة وسلطان المال وحب الرئاسة.
ومع المساواة بمفهومها المسيحي حيث لا عبد ولا سيد وبتجسد الإبن لم نعد بعد عبيداً بل ابناء .إنما أن تتستر دولة وراء تلك الشعارات بتفسيراتها المغلوطة الملائمة لأهدافها ومصالحها المستمدة من الجمعيات السرية ومشغليها، لتسمح لأي كان بالتطاول على مقدساتنا وعقائدنا واﻹستهزاء بها فهذا شيء آخر.
ما حصل في فرنسا هو نتيجة «طبيعية» لسياسة «الحرية اﻹخاء المساواة» المطبقة بحسب مفاهيم خاصة، انطلقت مع الثورة الفرنسية وتلاقت مع مصالح ومفاهيم العديد من جماعات «شعب الله المختار». رحم الله ضحايا Charlie Hebdo ولكن لهم ولحكومتهم التي منعت صنع مغارة الميلاد في العيد بحجة الحفاظ على العلمانية نقول، عندما تطاولت صحيفتكم على مسيحنا وأمه العذراء مريم وعلى الروح القدس برسومات مشينة، طلبنا المغفرة لكم ﻷنكم تعيشون في الظلمة ولا تدرون ماذا تفعلون. وصلينا لكم علّ الله يهديكم. دون أي ضغينة وحقد ورحنا ننتظر ﻷننا لا نؤمن بالعنف ومواجهة الشر بالشر. في حين أن علمانيتكم قد انتجت أصوليات إسلامية تغلغلت في مجتمعكم غريبة عن اﻹسلام الحقيقي، تطبق شريعة الغاب وتواجه الشر بشر أكبر، حده السيف والقتل وها هو أول الغيث قد بدأ باﻷمس وربما اﻵتي أعظم. نعم «أنا شارلي» من الناحية اﻹنسانية ولكن لا لشارلي Je ne suis pas Charlie حين يصبح أداة للتطاول على المقدسات. ولا وألف لا لشريعة الغاب ولكل نوع من اﻷصوليات. وأخيراً لا لعلمانية مغلوطة شعاراتها معلنة أما أهدافها فمستورة».
وكانت صحيفة «المستقبل» التابعة لتيار المستقبل عنونت في عددها الصادر الجمعة وبالخط العريض «كلنا شارلي إبيدو». وعددت الصحيفة كل الذين تعرضوا للاعتداءت من قبل التنظيمات المتطرفة بدءاً من الجيش اللبناني وصولاً إلى الحدود السعودية وباكستان والعراق وسوريا، في إشارة إلى الإرهاب الذي يضرب في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى ان هيئة التحرير في الجريدة قررت ان تخصص مانشيت هذا العدد لتقول بالخط العريض je suis Charlie تضامناً مع الحرية المستهدفة بنيران الإرهاب المتلحف زوراً بعباءات الدين. وأكد رئيس تحرير «المستقبل» هاني حمود «أن الرئيس سعد الحريري طلب أن تحمل جريدته العنوان التضامني»JE SUIS CHARLIE»، وأن تشرح في العناوين الفرعية تماماً أن ضحايا هذا الإرهاب هم في الأساس مسلمون وعرب من باكستان إلى لبنان والعراق وسوريا، وصولاً إلى المملكة العربية السعودية التي تعرضت حدودها لعملية إرهابية خلال الأيام القليلة الماضية».
وشدّد حمّود على أن «هناك حاجة للقول بأننا نحن المسلمون، وليس هؤلاء الموتورون والمجرمون الإرهابيون الذين يختبئون وراء الدين الإسلامي»، مذكّراً بأن «الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان أول من دان 11 أيلول/سبتمبر في طريق عودته من سوريا، حينها كتب النص على طريق ضهر البيدر وأرسلناه إلى وكالات الأنباء الدولية من السيارة، بهذا القدر كان مستعجلاً ليدين الاعتداء».
المصدر :
القدس العربي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة