قبل عقدين تقريباً عرضت قناة المستقبل اللبنانية مسلسلاً للمخرج السوري الرائع نجدت انزور. يمكن لذلك المسلسل الدرامي الخيالي أن يمثل واقع البحرين اليوم.

المسلسل يدعى "الموت القادم من الشرق" وفيه بعض الإسقاطات الخيالية التي يمكن أن تتطابق مع واقع البحرين. إذ يدخل قراصنة بصفة تجار مسالمين إلى البلاد, ويستولون بالتآمر والمداهنة على عقول أصحاب السلطة, ثم ينقلبون عليهم وينصّبون كبيرهم "شيخاً واميراً"

في المسلسل الدرامي كما في واقع البحرين تاريخاً وحاضراً:

القادمون الجدد جلبوا معهم الموت لأهل البلاد، ومع الموت جلبوا الظلم والتجبر والاستكبار. ولأن المستولي على السلطة غصباً يحتاج لمن يعينه من خارج المنظومة التي يسيطر عليها، أي من خارج أفراد عامة الشعب الذي يتسلط عليه، فإن في البحرين ظلماً بنى قوته واستمراره على أمور منها:

- خديعة تتوالى من الحاكم

- نظرية "فرق تسد"

- القوى الخارجية, ثم المرتزقة من عصابات الإجرام والقمع عبر التجنيس.

التجنيس الذي يكاد يذيب الأغلبية الديمغرافية في البلاد, لصالح مرتزقة يجري استجلابهم من بنغلاديش وباكستان والأردن, وعربان الصحاري السورية, لقتل وقتال أهل البلاد الأصليين.

يساعد الحكام على تنفيذ مخططهم الجهنمي قلّة عدد السكان, وضخامة عدد الآسيويين الراغبين في ترك بلادهم, والعمل مرتزقة عند مماليك البحرين من آل خليفة.

انتفض الشعب البحريني سلمياً، فجرى تحويل انتفاضته المتحضرة إلى سبب لاستجلاب الاحتلال السعودي العسكري، ثم لاستجلاب المزيد من القتلة من مرتزقة التجنيس مع عائلاتهم، ليستوطنوا بلاداً ليست لهم, وليمارسوا مهام الجلاوزة والجزارين والسجانيين, لصالح الحاكم الذي يعرف أنه شخصياً، وذريته، ليسوا سوى من ذرية لا أصل لها في البلاد.

من يقتل شعبه ليس خائناً, بل هو ليس من أصل الشعب, ولا علاقة له بذاك الشعب.

انتصر النائب والناشط الكويتي عبد الحميد دشتي لشعب البحرين رافضاً الظلم الذي ينزله به حكامه المماليك الذين يزعمون أنهم ملوك، مع أنه ليس في تصرفاتهم شيء من شأن الملوك.

بل هم مجموعة تتصرف كما العصابات التي تتحكم بأحياء مسالمة، فينتصر مئات البلطجية والزعران وقطاع الطرق المسلحين على مئات آلاف المدنيين المسالمين.

مافيات المدن الكبرى تسيطر على الناس بالخوف والإرهاب عبر البلطجة، ويفعل الأمر نفسه نظام آل خليفة في البحرين مكثفاً من استعمال الإرهاب والقتل والاغتيال والمحاكمات الغير عادلة.

انتفض دشتي مع المنتفضين البحارنة رافضاً قتلهم بالغاز, وسجنهم لأنهم رفعوا الصوت مطالبين بحقوقهم البديهية، وشاكياً إلى المجتمع الدولي بالكلمة سوء استعمال حاكم البحرين لعسكره وشرطته وأسلحته ومرتزقته ضد المدنيين. طارداً الأطباء والموظفين من أعمالهم إن شاركوا في المظاهرات السلمية ، ومبعداً أهل البلاد إلى المنفى, أو إلى السجن, إن خرج منهم من يقودهم إلى التحركات السلمية التي تشرعها دساتير الأمم المتحدة, والإعلان العالمي لحقوق الانسان.

انتصر عبد الحميد دشتي للبحرين, كما دافع عن حق الفلسطينيين بماله ودمه وصوته وكلماته ومواقفه، وكما دافع عن الكويت حين احتلها صدام، وكما دافع عن المقاومين في لبنان وفلسطين والعراق، وكما دافع عن حقوق السوريين في حياة كريمة دون إرهاب ولا قتل ولا دواعش.

صوت عبد الحميد دشتي لم ينادِ بالعنف, بل بالحقوق الطبيعية للبحارنة, وبحقوق الإنسان التي تشرعها كل قوانين العالم إلا في البحرين. هو المناصر للمصالحة والمسامحة بين المقتول والقاتل, وبين السجان والسجين, وبين صاحب الحق وناهبه. عمله في البحرين ولأجل أهلها ليس خارجاً عن سياق النشاط العام للرجل، فهو رجل الأعمال الذي تبرّع بماله لبناء بيوت الفلسطينيين المهدمة, والذي تبرّع بوقته للدفاع عن غزة وعن فلسطين في المحافل الدولية.

لم يتطوع دشتي للدفاع عن البحرين عنوة, بل بتكليف شعبي عارم من أهل الكويت الشرفاء, ومن أهل البحرين, ومن أهل الخليج عامة, المناصرين لحقوق الشعب البحريني المهدورة تحت جنازير الدبابات السعودية التي اجتاحت الجزيرة الصغيرة لمناصرة أهل "الموت القادم من الشرق" من مماليك بريطانية في مشيخة حكم يقال عنها إمارة ولا يستحق اللقب إلا شعبها المظلوم.

يحاولون إسكات المدافعين عن أهل البحرين, من خلال الادعاء على عبد الحميد دشتي بجرم مناصرة المظلوم والدفاع عن حق الإنسان في حياة حرة كريمة.

يريدونه عبرة لغيره, حتى يرهبوا أنصار حقوق الإنسان, وأنصار المظلومين في البحرين, التي هال حاكمها ما يشهده العالم من مناصرة لأهل البلاد ضد سجانيهم.

هذا هو دشتي كما يعرفه كل عربي شريف, يتابع المؤتمرات والنشاط الإعلامي لمناصرة شعب البحرين وشعب فلسطين. المؤتمرات التي لم يغب عنها دشتي أبداً ولا مرّة. لا في جنيف ولا في لندن ولا في بيروت, وفي البحرين نفسها أيام كانت العائلة المملوكية فيها تسمح للناشطين بالدخول إليها.

عبد الحميد دشتي لن تسكته محاكمة غير منطقية, ولا تليق بالكويت, ولا بأمير الكويت المعروف عنه موضوعيته وتقبّله للرأي المخالف. هي مؤامرة على الكويت قبل البحرين، فالظلم ضد أصحاب الأصوات الحرّة هو تزوير وتلفيق لتاريخ الكويت, ولتاريخ شعبها. فلطالما عالج الكويتيون أمورهم بالحوار. ولطالما عفى الأمير في الكويت عن معارضيه, فكيف بمحبي بلادهم مثل عبد الحميد دشتي.

وكلنا يعرف اسم الوزير الذي قاتل في ظفار - عمان ثم جاء شبه قتيل إلى الكويت مأسوراً سجيناً, فعولج وأصبح برعاية الحكم وزيراً للتربية فيما بعد (المرحوم أحمد الربعي).

الكويت التي يحكمها أمير يتوارث الحكم في عائلته, قبلت بالتيار الناصري في زمن المدّ الناصري, وشارك التيار في الحكومات المتعاقبة, وكان أبرز رموز التيار الناصري في العالم العربي (أحمد الخطيب) نائباً ووجيهاً ومسموع الكلمة في الكويت... فما عدا مما بدا حتى صار المحب للكويت متهماً فيها بطلب بحريني؟؟

نثق بأن الكويت وحكومتها أعقل وأحكم من أن تتورط في مسألة لها أبعادها الشعبية في الكويت, ولها خطرها على الكويت، في زمن الخطر الداعشي داخلياً وخارجياً.

فالكويت، كما يعرف الجميع، هي الهدف التالي للدواعش, بعد العراق وسورية ولبنان. وداعش تجد بين الوهابيين الكويتيين من يناصرها على حساب بلده، وتجد في الفاسدين أعواناً لها, وفي التكفيريين جنوداً ينتظرونها. فهل عبد الحميد دشتي وأمثاله من الكويتيين الشرفاء إلا أوفياء لبلادهم ولشعبهم ولدولتهم التي دافعوا عنها بالدماء والأنفس والولد, أيام احتلها صدام؟

أمثال عبد الحميد دشتي في الكويت ما زالوا جاهزين للدفاع عنها في وجه داعش الكبرى, وداعش الصغرى في الداخل, التي تستهدف قبل الشعب الكويتي أمير الدولة وحاكمها.

الكويت يجب أن تبقى منارة للحرية، ويكفي أن عائلة الحكم فيها وصلت للسلطة برضى الناس, لا غصباً عنهم كما هو الوضع في دولة مماليك آل خليفة في بحرين الأحرار.

فمن هي عائلة المماليك التي تحكم البحرين؟؟

الجزيرة التي كانت يوماً قد أعطت اسمها لكل الساحل العربي على الخليج الفارسي (كما يسميه الجغرافيون إلا في بلادنا) سقطت بيد مجموعة من قطاع الطرق والقراصنة, الذين خدعوا أهل البلاد وتمسكنوا حتى تمكنوا. تماماً كما حصل في ذلك المسلسل الخيالي.

وكما هي عادة كل الظالمين اشتغل القراصنة الذين أصبحوا شيوخاً وحكاماً وامراء, بمعاونة المحتل البريطاني, ثم بعون النفوذ الأميركي والسعودي, أطلقوا على أنفسهم لقب "الملوك"

نعود إلى بدايات آل خليفة, فيذكر التاريخ أن أجداد آل خليفه كانوا في الأصل قطاع طرق ومجرمين, حيث أنهم طردوا من الكويت بسبب جرائمهم. وعندما أتوا إلى "الزبارة" التي كانت تحكمها في ذلك الوقت قبيلة آل بن علي, كان أهل قطر متضايقين من تصرفات آل خليفة, حيث قام جدهم محمد بن خليفه بقتل جابر بن عذبي الجلاهمة, وهذا الشئ أدى إلى هجوم ابنه الشهير الذى لقب بالقرصان, وهو رحمة بن جابر الجلاهمة, حيث كان يستولي على منافسيه في عالم القرصنة, أي على السفن الخليفية .

آل خليفة قامو بغزو البحرين في ١٧٨٣م بالتعاون مع البريطانيين الذين سلموهم حكم البحرين, مقابل أن يقوم آل خليفة بحماية السفن البريطانية, وذلك بعدما دجّنهم البريطانيون, فصاروا حماة من القرصنة لصالح المحتل, مقابل تركهم يقرصنون البحرين بأسرها، ومن ثم جاء البريطانيون أنفسهم في عام ١٨١٦م

آل خليفة وعقدة "الفتح"

يعد مفهوم "الفاتح" من أبرز العقد النفسية المؤثرة في سلوك آل خليفة وتعاملهم مع شعب البحرين ، ويبدو أن لهذه العقدة أسباب متعددة, منها أن آل خليفة أنفسهم يعتبرون أنفسهم غزاة "فتحوا" البحرين بالسيف, واستولوا على أرض وأهل البحرين بالقوة في العام ١٧٨٣م. ونظراً لذلك يشعر آل خليفة باستمرار أنهم ليسوا من البحرين, وإنما يملكون البحرين. ولهذا السبب لم يستطع آل خليفة استيعاب الحركات الإصلاحية في البحرين, ووصفوها في أحايين كثيرة بالخيانة الوطنية والانتماء إلى عدو خارجي . ومن أسباب هذه العقدة أيضاً أن آل خليفة كثيراً ما اعتمدوا على قوة خارجية من أجل حمايتهم من "عدو" داخلي و"أعداء" خارجيين.

ولذا كانت سياستهم تعتمد على مبدأ اللجوء لأي طرف لحمايتهم من العدو الداخلي والعدو الخارجي. فحينما قام سلطان عمان بالاستيلاء على البحرين استنجدوا بالوهابيين، وحينما استولى الوهابيون على البحرين استنجدوا بسلطان عمان لتخليصهم منهم ، واسستنجدوا بالإيرانيين تارة, وبالعثمانيين تارة أخرى. ثم رموا بأنفسهم على البريطانيين, ووقعوا معاهدة ١٨٢٠ رغم أنهم لم يكونوا طرفاً فيها من الأساس. لم تكن لهم سياسة محددة في التعامل مع الدول المجاورة ، وهذا الأسلوب الذي اتبعه آل خليفة جعلهم ينظرون إلى شعب البحرين بنفس النظرة, وكأن شعب البحرين سيعتمد على الطرف الخارجي لإزاحتهم.

وإثر ما جرى في دوار اللؤلؤة اتبع آل خليفة منهج أجدادهم نفسه, فقاموا بإدخال قوات درع الجزيرة (قوات سعودية) لقتل البحرينيين, وقمع المظاهرات السلمية, وآمنوا بفكرة ضرورة الاستمرار في التجنيس من أجل تغيير التركيبة السكانية أولاً, وصولاً للإبادة آخراً, و بدؤوا بتطبيقها على أرض الواقع, وبالرغم من نفي آل خليفة لوجود مجنسين في البحرين, إلا أن تصريح السكرتير الثاني بالسفارة الباكستانية "محمد عهد" بأن هناك بين ٢٥-٣٠ ألف باكستاني مجنّس في البحرين، مؤكداً أن السفارة الباكستانية لا تزال في خدمة شعبها "الباكستاني" في البحرين، وأن وطنهم هو "باكستان" في نهاية المطاف.

ومع أن باكستان لا تسمح بازدواج الجنسية، ورغم أن السكرتير الثاني طالب هؤلاء "الباكستانيين" الذين "أمّنوا" جواز سفر بحريني بأن يسلّموا جوازهم "الباكستاني" إلّا أنّه طمأنهم بأن باكستان ستبقى وطنهم، وأن بطاقة "الهوية الوطنية" التي تمنح للمغتربين ذات صلاحية طويلة الأجل, تساعدهم في السفر إلى "بلادهم" عند الحاجة، ستبقى لديهم.

ولا يفصل المسؤول الباكستاني أبداً بين علاقة بلاده بالبحرين، وبين تجنيس هؤلاء المرتزقة، فجميعهم باكستانيون في نهاية المطاف، وهم أساساً جزء من صفقة كبيرة ومستمرة بين بلاده والبحرين، ومن واجبه أن يرعى مصالحهم، في أرضهم الجديدة، وربّما.. سيطلب أيضاً أن يكون ممثّلهم في الحكومة والبرلمان والمؤسسات الأخرى قريبا.

وتابع آل خليفة سياستهم لاستبدال الشعب البحريني, فبادروا بسحب الجنسيات البحرينية من مواطنين بحرينيين تحت حجج واهية, لتصبح في المستقبل الأوسط الأغلبية في البحرين هم المجنسون من باكستانيين وهنود وأردنيين ...الخ ويستغل آل خليفة هؤلاء المجنسين استغلالاً جيداً, فهم يمنحونهم السكن والمال, ويُعطونهم صلاحيات لا يملكها المواطن البحريني الأصلي, مقابل أن يخدموا في الجيش وقوات الأمن، مما يعني أن آل خليفة يجلبون مرتزقة ويعطوهم جواز السفر البحريني.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-01-10
  • 14121
  • من الأرشيف

"الحرّ" عبد الحميد دشتي في مواجهة "مماليك" البحرين

قبل عقدين تقريباً عرضت قناة المستقبل اللبنانية مسلسلاً للمخرج السوري الرائع نجدت انزور. يمكن لذلك المسلسل الدرامي الخيالي أن يمثل واقع البحرين اليوم. المسلسل يدعى "الموت القادم من الشرق" وفيه بعض الإسقاطات الخيالية التي يمكن أن تتطابق مع واقع البحرين. إذ يدخل قراصنة بصفة تجار مسالمين إلى البلاد, ويستولون بالتآمر والمداهنة على عقول أصحاب السلطة, ثم ينقلبون عليهم وينصّبون كبيرهم "شيخاً واميراً" في المسلسل الدرامي كما في واقع البحرين تاريخاً وحاضراً: القادمون الجدد جلبوا معهم الموت لأهل البلاد، ومع الموت جلبوا الظلم والتجبر والاستكبار. ولأن المستولي على السلطة غصباً يحتاج لمن يعينه من خارج المنظومة التي يسيطر عليها، أي من خارج أفراد عامة الشعب الذي يتسلط عليه، فإن في البحرين ظلماً بنى قوته واستمراره على أمور منها: - خديعة تتوالى من الحاكم - نظرية "فرق تسد" - القوى الخارجية, ثم المرتزقة من عصابات الإجرام والقمع عبر التجنيس. التجنيس الذي يكاد يذيب الأغلبية الديمغرافية في البلاد, لصالح مرتزقة يجري استجلابهم من بنغلاديش وباكستان والأردن, وعربان الصحاري السورية, لقتل وقتال أهل البلاد الأصليين. يساعد الحكام على تنفيذ مخططهم الجهنمي قلّة عدد السكان, وضخامة عدد الآسيويين الراغبين في ترك بلادهم, والعمل مرتزقة عند مماليك البحرين من آل خليفة. انتفض الشعب البحريني سلمياً، فجرى تحويل انتفاضته المتحضرة إلى سبب لاستجلاب الاحتلال السعودي العسكري، ثم لاستجلاب المزيد من القتلة من مرتزقة التجنيس مع عائلاتهم، ليستوطنوا بلاداً ليست لهم, وليمارسوا مهام الجلاوزة والجزارين والسجانيين, لصالح الحاكم الذي يعرف أنه شخصياً، وذريته، ليسوا سوى من ذرية لا أصل لها في البلاد. من يقتل شعبه ليس خائناً, بل هو ليس من أصل الشعب, ولا علاقة له بذاك الشعب. انتصر النائب والناشط الكويتي عبد الحميد دشتي لشعب البحرين رافضاً الظلم الذي ينزله به حكامه المماليك الذين يزعمون أنهم ملوك، مع أنه ليس في تصرفاتهم شيء من شأن الملوك. بل هم مجموعة تتصرف كما العصابات التي تتحكم بأحياء مسالمة، فينتصر مئات البلطجية والزعران وقطاع الطرق المسلحين على مئات آلاف المدنيين المسالمين. مافيات المدن الكبرى تسيطر على الناس بالخوف والإرهاب عبر البلطجة، ويفعل الأمر نفسه نظام آل خليفة في البحرين مكثفاً من استعمال الإرهاب والقتل والاغتيال والمحاكمات الغير عادلة. انتفض دشتي مع المنتفضين البحارنة رافضاً قتلهم بالغاز, وسجنهم لأنهم رفعوا الصوت مطالبين بحقوقهم البديهية، وشاكياً إلى المجتمع الدولي بالكلمة سوء استعمال حاكم البحرين لعسكره وشرطته وأسلحته ومرتزقته ضد المدنيين. طارداً الأطباء والموظفين من أعمالهم إن شاركوا في المظاهرات السلمية ، ومبعداً أهل البلاد إلى المنفى, أو إلى السجن, إن خرج منهم من يقودهم إلى التحركات السلمية التي تشرعها دساتير الأمم المتحدة, والإعلان العالمي لحقوق الانسان. انتصر عبد الحميد دشتي للبحرين, كما دافع عن حق الفلسطينيين بماله ودمه وصوته وكلماته ومواقفه، وكما دافع عن الكويت حين احتلها صدام، وكما دافع عن المقاومين في لبنان وفلسطين والعراق، وكما دافع عن حقوق السوريين في حياة كريمة دون إرهاب ولا قتل ولا دواعش. صوت عبد الحميد دشتي لم ينادِ بالعنف, بل بالحقوق الطبيعية للبحارنة, وبحقوق الإنسان التي تشرعها كل قوانين العالم إلا في البحرين. هو المناصر للمصالحة والمسامحة بين المقتول والقاتل, وبين السجان والسجين, وبين صاحب الحق وناهبه. عمله في البحرين ولأجل أهلها ليس خارجاً عن سياق النشاط العام للرجل، فهو رجل الأعمال الذي تبرّع بماله لبناء بيوت الفلسطينيين المهدمة, والذي تبرّع بوقته للدفاع عن غزة وعن فلسطين في المحافل الدولية. لم يتطوع دشتي للدفاع عن البحرين عنوة, بل بتكليف شعبي عارم من أهل الكويت الشرفاء, ومن أهل البحرين, ومن أهل الخليج عامة, المناصرين لحقوق الشعب البحريني المهدورة تحت جنازير الدبابات السعودية التي اجتاحت الجزيرة الصغيرة لمناصرة أهل "الموت القادم من الشرق" من مماليك بريطانية في مشيخة حكم يقال عنها إمارة ولا يستحق اللقب إلا شعبها المظلوم. يحاولون إسكات المدافعين عن أهل البحرين, من خلال الادعاء على عبد الحميد دشتي بجرم مناصرة المظلوم والدفاع عن حق الإنسان في حياة حرة كريمة. يريدونه عبرة لغيره, حتى يرهبوا أنصار حقوق الإنسان, وأنصار المظلومين في البحرين, التي هال حاكمها ما يشهده العالم من مناصرة لأهل البلاد ضد سجانيهم. هذا هو دشتي كما يعرفه كل عربي شريف, يتابع المؤتمرات والنشاط الإعلامي لمناصرة شعب البحرين وشعب فلسطين. المؤتمرات التي لم يغب عنها دشتي أبداً ولا مرّة. لا في جنيف ولا في لندن ولا في بيروت, وفي البحرين نفسها أيام كانت العائلة المملوكية فيها تسمح للناشطين بالدخول إليها. عبد الحميد دشتي لن تسكته محاكمة غير منطقية, ولا تليق بالكويت, ولا بأمير الكويت المعروف عنه موضوعيته وتقبّله للرأي المخالف. هي مؤامرة على الكويت قبل البحرين، فالظلم ضد أصحاب الأصوات الحرّة هو تزوير وتلفيق لتاريخ الكويت, ولتاريخ شعبها. فلطالما عالج الكويتيون أمورهم بالحوار. ولطالما عفى الأمير في الكويت عن معارضيه, فكيف بمحبي بلادهم مثل عبد الحميد دشتي. وكلنا يعرف اسم الوزير الذي قاتل في ظفار - عمان ثم جاء شبه قتيل إلى الكويت مأسوراً سجيناً, فعولج وأصبح برعاية الحكم وزيراً للتربية فيما بعد (المرحوم أحمد الربعي). الكويت التي يحكمها أمير يتوارث الحكم في عائلته, قبلت بالتيار الناصري في زمن المدّ الناصري, وشارك التيار في الحكومات المتعاقبة, وكان أبرز رموز التيار الناصري في العالم العربي (أحمد الخطيب) نائباً ووجيهاً ومسموع الكلمة في الكويت... فما عدا مما بدا حتى صار المحب للكويت متهماً فيها بطلب بحريني؟؟ نثق بأن الكويت وحكومتها أعقل وأحكم من أن تتورط في مسألة لها أبعادها الشعبية في الكويت, ولها خطرها على الكويت، في زمن الخطر الداعشي داخلياً وخارجياً. فالكويت، كما يعرف الجميع، هي الهدف التالي للدواعش, بعد العراق وسورية ولبنان. وداعش تجد بين الوهابيين الكويتيين من يناصرها على حساب بلده، وتجد في الفاسدين أعواناً لها, وفي التكفيريين جنوداً ينتظرونها. فهل عبد الحميد دشتي وأمثاله من الكويتيين الشرفاء إلا أوفياء لبلادهم ولشعبهم ولدولتهم التي دافعوا عنها بالدماء والأنفس والولد, أيام احتلها صدام؟ أمثال عبد الحميد دشتي في الكويت ما زالوا جاهزين للدفاع عنها في وجه داعش الكبرى, وداعش الصغرى في الداخل, التي تستهدف قبل الشعب الكويتي أمير الدولة وحاكمها. الكويت يجب أن تبقى منارة للحرية، ويكفي أن عائلة الحكم فيها وصلت للسلطة برضى الناس, لا غصباً عنهم كما هو الوضع في دولة مماليك آل خليفة في بحرين الأحرار. فمن هي عائلة المماليك التي تحكم البحرين؟؟ الجزيرة التي كانت يوماً قد أعطت اسمها لكل الساحل العربي على الخليج الفارسي (كما يسميه الجغرافيون إلا في بلادنا) سقطت بيد مجموعة من قطاع الطرق والقراصنة, الذين خدعوا أهل البلاد وتمسكنوا حتى تمكنوا. تماماً كما حصل في ذلك المسلسل الخيالي. وكما هي عادة كل الظالمين اشتغل القراصنة الذين أصبحوا شيوخاً وحكاماً وامراء, بمعاونة المحتل البريطاني, ثم بعون النفوذ الأميركي والسعودي, أطلقوا على أنفسهم لقب "الملوك" نعود إلى بدايات آل خليفة, فيذكر التاريخ أن أجداد آل خليفه كانوا في الأصل قطاع طرق ومجرمين, حيث أنهم طردوا من الكويت بسبب جرائمهم. وعندما أتوا إلى "الزبارة" التي كانت تحكمها في ذلك الوقت قبيلة آل بن علي, كان أهل قطر متضايقين من تصرفات آل خليفة, حيث قام جدهم محمد بن خليفه بقتل جابر بن عذبي الجلاهمة, وهذا الشئ أدى إلى هجوم ابنه الشهير الذى لقب بالقرصان, وهو رحمة بن جابر الجلاهمة, حيث كان يستولي على منافسيه في عالم القرصنة, أي على السفن الخليفية . آل خليفة قامو بغزو البحرين في ١٧٨٣م بالتعاون مع البريطانيين الذين سلموهم حكم البحرين, مقابل أن يقوم آل خليفة بحماية السفن البريطانية, وذلك بعدما دجّنهم البريطانيون, فصاروا حماة من القرصنة لصالح المحتل, مقابل تركهم يقرصنون البحرين بأسرها، ومن ثم جاء البريطانيون أنفسهم في عام ١٨١٦م آل خليفة وعقدة "الفتح" يعد مفهوم "الفاتح" من أبرز العقد النفسية المؤثرة في سلوك آل خليفة وتعاملهم مع شعب البحرين ، ويبدو أن لهذه العقدة أسباب متعددة, منها أن آل خليفة أنفسهم يعتبرون أنفسهم غزاة "فتحوا" البحرين بالسيف, واستولوا على أرض وأهل البحرين بالقوة في العام ١٧٨٣م. ونظراً لذلك يشعر آل خليفة باستمرار أنهم ليسوا من البحرين, وإنما يملكون البحرين. ولهذا السبب لم يستطع آل خليفة استيعاب الحركات الإصلاحية في البحرين, ووصفوها في أحايين كثيرة بالخيانة الوطنية والانتماء إلى عدو خارجي . ومن أسباب هذه العقدة أيضاً أن آل خليفة كثيراً ما اعتمدوا على قوة خارجية من أجل حمايتهم من "عدو" داخلي و"أعداء" خارجيين. ولذا كانت سياستهم تعتمد على مبدأ اللجوء لأي طرف لحمايتهم من العدو الداخلي والعدو الخارجي. فحينما قام سلطان عمان بالاستيلاء على البحرين استنجدوا بالوهابيين، وحينما استولى الوهابيون على البحرين استنجدوا بسلطان عمان لتخليصهم منهم ، واسستنجدوا بالإيرانيين تارة, وبالعثمانيين تارة أخرى. ثم رموا بأنفسهم على البريطانيين, ووقعوا معاهدة ١٨٢٠ رغم أنهم لم يكونوا طرفاً فيها من الأساس. لم تكن لهم سياسة محددة في التعامل مع الدول المجاورة ، وهذا الأسلوب الذي اتبعه آل خليفة جعلهم ينظرون إلى شعب البحرين بنفس النظرة, وكأن شعب البحرين سيعتمد على الطرف الخارجي لإزاحتهم. وإثر ما جرى في دوار اللؤلؤة اتبع آل خليفة منهج أجدادهم نفسه, فقاموا بإدخال قوات درع الجزيرة (قوات سعودية) لقتل البحرينيين, وقمع المظاهرات السلمية, وآمنوا بفكرة ضرورة الاستمرار في التجنيس من أجل تغيير التركيبة السكانية أولاً, وصولاً للإبادة آخراً, و بدؤوا بتطبيقها على أرض الواقع, وبالرغم من نفي آل خليفة لوجود مجنسين في البحرين, إلا أن تصريح السكرتير الثاني بالسفارة الباكستانية "محمد عهد" بأن هناك بين ٢٥-٣٠ ألف باكستاني مجنّس في البحرين، مؤكداً أن السفارة الباكستانية لا تزال في خدمة شعبها "الباكستاني" في البحرين، وأن وطنهم هو "باكستان" في نهاية المطاف. ومع أن باكستان لا تسمح بازدواج الجنسية، ورغم أن السكرتير الثاني طالب هؤلاء "الباكستانيين" الذين "أمّنوا" جواز سفر بحريني بأن يسلّموا جوازهم "الباكستاني" إلّا أنّه طمأنهم بأن باكستان ستبقى وطنهم، وأن بطاقة "الهوية الوطنية" التي تمنح للمغتربين ذات صلاحية طويلة الأجل, تساعدهم في السفر إلى "بلادهم" عند الحاجة، ستبقى لديهم. ولا يفصل المسؤول الباكستاني أبداً بين علاقة بلاده بالبحرين، وبين تجنيس هؤلاء المرتزقة، فجميعهم باكستانيون في نهاية المطاف، وهم أساساً جزء من صفقة كبيرة ومستمرة بين بلاده والبحرين، ومن واجبه أن يرعى مصالحهم، في أرضهم الجديدة، وربّما.. سيطلب أيضاً أن يكون ممثّلهم في الحكومة والبرلمان والمؤسسات الأخرى قريبا. وتابع آل خليفة سياستهم لاستبدال الشعب البحريني, فبادروا بسحب الجنسيات البحرينية من مواطنين بحرينيين تحت حجج واهية, لتصبح في المستقبل الأوسط الأغلبية في البحرين هم المجنسون من باكستانيين وهنود وأردنيين ...الخ ويستغل آل خليفة هؤلاء المجنسين استغلالاً جيداً, فهم يمنحونهم السكن والمال, ويُعطونهم صلاحيات لا يملكها المواطن البحريني الأصلي, مقابل أن يخدموا في الجيش وقوات الأمن، مما يعني أن آل خليفة يجلبون مرتزقة ويعطوهم جواز السفر البحريني.  

المصدر : خضر عواركة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة