يعي العسكريون تمامًا أن مهامهم تتضاعف بحالات الطوارئ الأمنية والمناخية على حد سواء، فكيف اذا كانوا بمواجهة مع الحالتين معا كما هو حاصل على الحدود الشرقية، حيث تحدي مواجهة الارهاب يتضاعف مع تدهور الأوضاع المناخية ومحاصرة الثلوج المراكز والنقاط العسكرية في ظل تدني درجات الحرارة أكثر من 10 درجات تحت الصفر.

وقد رفعت القيادة العسكرية من جهوزية عناصرها المرابضين على الحدود مؤخرا لعلمها بأن الجماعات المسلحة المتمركزة في مغاور وجرود القلمون ستتحرك بحثا عن ملجأ ومقومات للبقاء باعتبار أنّ ظروف العيش حيث هي حاليا شبه معدومة.

وتبدو مصادر عسكرية شبه مطمئنة إلى أن المناطق اللبنانية الحدودية وبالتحديد بلدة عرسال لم تعد وجهة مفضلة للمسلحين الذين برأيها باتوا يفضلون التمدد في الداخل السوري وخوض مواجهات مع "حزب الله" والجيش السوري باعتبار ان البيئة هناك تناسبهم أكثر وقد يتمكنون من تأمين خلفية معينة غير متوافرة على الاطلاق على الاراضي اللبنانية.

وتشدد المصادر على أنّ الوضع الحالي في بلدة عرسال "مغاير تمامًا عمّا كان عليه في الفترة السابقة، فأهل البلدة التي تضمّ أكبر تجمع للاجئين السوريين يعيشون في ضائقة تفاقمت مع العاصفة الأخيرة التي ضربت البلاد وهم ليسوا على استعداد لاستقبال أي لاجىء جديد فكيف الحال بالمسلحين". وتشير المصادر إلى أنّ "الاجراءات المشددة التي تم فرضها على المعابر الحدودية الرسمية حدّت كثيرًا من تدفق اللاجئين، كما أنّ التدابير التي اتخذتها المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية في جرود عرسال وضعت حدًا لأيّ محاولة للمسلحين للتسلل الى الداخل اللبناني".

وتخلص المصادر إلى أنّ الاجراءات المُحكمة المتخذة من قبل أجهزة الدولة إضافة إلى تعاون أهل عرسال حدّت كثيرًا من أيّ امكانية لهجوم جديد يشنّه المسلحون لاقتحام مناطق لبنانية.

وكان تقرير مصور أعدته صحيفة "تلغراف" في أيلول الماضي كشف أن فريقا بريطانيا أشرف في تموز الماضي على بناء 12 برجا في منطقة رأس بعلبك الحدودية "لمنع سقوطها في أيدي مسلحي داعش وبالتالي ارتكاب مجازر بحق سكانها". إلا أن هذه الأبراج لم تحل دون هجوم مباغت شنّه مسلحون بعد أيام من بثّ التقرير.

وفي حين ترفض المصادر تحديد عديد القوى المرابضة حاليًا في المنطقة الحدودية الشرقية، لافتة الى أن فوجي حدود ينتشران حاليًا على هذه الحدود وقد تم تشكيلهما منذ حوالي العامين بالتزامن مع تدهور الأزمة السورية اضافة الى ألوية المشاة المنتشرة بالمنطقة والتي تدعّم بوحدات خاصة كالمغاوير والمجوقل، تؤكد أنّ آليات العمل المتبعة باطار المؤسسة العسكرية تلبي احتياجات العناصر أينما وجدوا، فللوحدات المنتشرة في منطقة البقاع مثلا تموينها ومطبخها الخاص، باعتبار ان لكل وحدة استقلاليتها في هذا المجال.

وتعمم القيادة العسكرية على مجمل قواها العاملة على الأرض وجوب الاستنفار مع رصد أيّ عاصفة مناخية وبالتزامن مع الكوارث الطبيعية لاغاثة وانقاذ المواطنين المحاصرين، من هنا تحرص القيادة على أن تكون الطرقات التي توصل الى المراكز العسكرية مفتوحة ومؤمنة بحد أدنى من وسائل التدفئة والاحتياجات الغذائية.

وبالرغم من الطمأنينة التي يحاول معنيون بالملف الأمني إشاعتها مؤخرا، يبقى الجيش مرابضا في مواقعه ومتحضّرًا لأسوأ السيناريوهات خاصة على الحدود، لاقتناعه بأن عملية مواجهة الارهاب لن تكون بالعملية السهلة أو قصيرة المدى بل معركة طويلة قد لا تكون لا تزال في بداياتها. 

 

  • فريق ماسة
  • 2015-01-08
  • 10749
  • من الأرشيف

عرسال لم تعد وجهة مفضّلة لمسلحي "داعش" و"النصرة" والجيش يرفع من جهوزيته

يعي العسكريون تمامًا أن مهامهم تتضاعف بحالات الطوارئ الأمنية والمناخية على حد سواء، فكيف اذا كانوا بمواجهة مع الحالتين معا كما هو حاصل على الحدود الشرقية، حيث تحدي مواجهة الارهاب يتضاعف مع تدهور الأوضاع المناخية ومحاصرة الثلوج المراكز والنقاط العسكرية في ظل تدني درجات الحرارة أكثر من 10 درجات تحت الصفر. وقد رفعت القيادة العسكرية من جهوزية عناصرها المرابضين على الحدود مؤخرا لعلمها بأن الجماعات المسلحة المتمركزة في مغاور وجرود القلمون ستتحرك بحثا عن ملجأ ومقومات للبقاء باعتبار أنّ ظروف العيش حيث هي حاليا شبه معدومة. وتبدو مصادر عسكرية شبه مطمئنة إلى أن المناطق اللبنانية الحدودية وبالتحديد بلدة عرسال لم تعد وجهة مفضلة للمسلحين الذين برأيها باتوا يفضلون التمدد في الداخل السوري وخوض مواجهات مع "حزب الله" والجيش السوري باعتبار ان البيئة هناك تناسبهم أكثر وقد يتمكنون من تأمين خلفية معينة غير متوافرة على الاطلاق على الاراضي اللبنانية. وتشدد المصادر على أنّ الوضع الحالي في بلدة عرسال "مغاير تمامًا عمّا كان عليه في الفترة السابقة، فأهل البلدة التي تضمّ أكبر تجمع للاجئين السوريين يعيشون في ضائقة تفاقمت مع العاصفة الأخيرة التي ضربت البلاد وهم ليسوا على استعداد لاستقبال أي لاجىء جديد فكيف الحال بالمسلحين". وتشير المصادر إلى أنّ "الاجراءات المشددة التي تم فرضها على المعابر الحدودية الرسمية حدّت كثيرًا من تدفق اللاجئين، كما أنّ التدابير التي اتخذتها المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية في جرود عرسال وضعت حدًا لأيّ محاولة للمسلحين للتسلل الى الداخل اللبناني". وتخلص المصادر إلى أنّ الاجراءات المُحكمة المتخذة من قبل أجهزة الدولة إضافة إلى تعاون أهل عرسال حدّت كثيرًا من أيّ امكانية لهجوم جديد يشنّه المسلحون لاقتحام مناطق لبنانية. وكان تقرير مصور أعدته صحيفة "تلغراف" في أيلول الماضي كشف أن فريقا بريطانيا أشرف في تموز الماضي على بناء 12 برجا في منطقة رأس بعلبك الحدودية "لمنع سقوطها في أيدي مسلحي داعش وبالتالي ارتكاب مجازر بحق سكانها". إلا أن هذه الأبراج لم تحل دون هجوم مباغت شنّه مسلحون بعد أيام من بثّ التقرير. وفي حين ترفض المصادر تحديد عديد القوى المرابضة حاليًا في المنطقة الحدودية الشرقية، لافتة الى أن فوجي حدود ينتشران حاليًا على هذه الحدود وقد تم تشكيلهما منذ حوالي العامين بالتزامن مع تدهور الأزمة السورية اضافة الى ألوية المشاة المنتشرة بالمنطقة والتي تدعّم بوحدات خاصة كالمغاوير والمجوقل، تؤكد أنّ آليات العمل المتبعة باطار المؤسسة العسكرية تلبي احتياجات العناصر أينما وجدوا، فللوحدات المنتشرة في منطقة البقاع مثلا تموينها ومطبخها الخاص، باعتبار ان لكل وحدة استقلاليتها في هذا المجال. وتعمم القيادة العسكرية على مجمل قواها العاملة على الأرض وجوب الاستنفار مع رصد أيّ عاصفة مناخية وبالتزامن مع الكوارث الطبيعية لاغاثة وانقاذ المواطنين المحاصرين، من هنا تحرص القيادة على أن تكون الطرقات التي توصل الى المراكز العسكرية مفتوحة ومؤمنة بحد أدنى من وسائل التدفئة والاحتياجات الغذائية. وبالرغم من الطمأنينة التي يحاول معنيون بالملف الأمني إشاعتها مؤخرا، يبقى الجيش مرابضا في مواقعه ومتحضّرًا لأسوأ السيناريوهات خاصة على الحدود، لاقتناعه بأن عملية مواجهة الارهاب لن تكون بالعملية السهلة أو قصيرة المدى بل معركة طويلة قد لا تكون لا تزال في بداياتها.   

المصدر : بولا أسطيح - خاص النشرة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة