أقال العاهل المغربي الملك محمد السادس وزير الشباب والرياضة محمد أوزين من الحكومة التي يرأسها زعيم حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي عبد الإله بن كيران، على خلفية فضيحة السيول التي غمرت مركب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، وحولت جنباته إلى بركة مائية خلال استضافة المغرب منافسات كأس العالم للأندية الشهر الماضي.

 وأثارت الفضيحة موجة غضب شعبية بعد التعليقات الساخرة التي طاولت طبيعة العشب المستورد الذي عجز عن تحمل الأمطار التي هطلت على الملعب على رغم كلفته العالية. وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي بأن إعفاء أوزين أتى استجابةً لطلب بهذا الصدد، رفعه هو إلى رئيس الحكومة، بعد «ثبوت مسؤولية وزارته السياسية والإدارية في الاختلالات المسجلة».

 وأشار البيان إلى اختلالات مرتبطة بعيوب في «إنجاز أعمال تصريف المياه، وتهيئة الأرضية»، إضافة إلى برمجة احتضان الملعب لمباراة ضمن مسابقة عالمية كبرى «على رغم عدم جاهزيته». كما لفتت التحقيقات إلى مسؤولية شركة المقاولة التي تولت تجهيز أرضية الملعب.

 بيد أن إقالة الوزير أوزين المنتمي إلى «الحركة الشعبية»، وإن جاءت بصيغة «استقالة»، تضع الائتلاف الحكومي الذي يقوده بن كيران أمام مشكلة توازن، قد تفرض تعيين خلف له من الحزب ذاته، بهدف الحفاظ على حجم مشاركته. أما في حال إسناد المنصب إلى وزير من حزب آخر، فقد تُعوََض «الحركة الشعبية» بمناصب أخرى.

 وأُثيرت تساؤلات في الرباط حول ما إذا كان التغيير الحكومي المرتقب سيطاول وزراء آخرين أو سيتمّ الاكتفاء بإسناد حقيبة الشباب والرياضة إلى وزير جديد، فيما أشارت مصادر عليمة إلى أن صورة «الحركة الشعبية» ذات المرجعية الأمازيغية تضررت جراء إعفاء أوزين، الذي كان يُرجَّح أن يخلف زعيم الحركة محند العنصر.

 من جهة أخرى، استغلت أحزاب المعارضة الفضيحة الرياضية، وطالب بعض أحزابها باستقالة رئيس الحكومة، كونه المسؤول الأول عن تدبير الإدارات التي تقع تحت نفوذه، لكن مصادر في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، رأت في إقالة أوزين دعماً للحكومة على اعتبار أن اقتراح إقالة الأخير أتى بمبادرة من بن كيران الذي يمنحه الدستور المعدَّل صلاحية إقالة وزير أو أكثر بعد استشارة الملك.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-08
  • 8067
  • من الأرشيف

الملك المغربي يقيل وزير الشباب والرياضة

أقال العاهل المغربي الملك محمد السادس وزير الشباب والرياضة محمد أوزين من الحكومة التي يرأسها زعيم حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي عبد الإله بن كيران، على خلفية فضيحة السيول التي غمرت مركب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، وحولت جنباته إلى بركة مائية خلال استضافة المغرب منافسات كأس العالم للأندية الشهر الماضي.  وأثارت الفضيحة موجة غضب شعبية بعد التعليقات الساخرة التي طاولت طبيعة العشب المستورد الذي عجز عن تحمل الأمطار التي هطلت على الملعب على رغم كلفته العالية. وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي بأن إعفاء أوزين أتى استجابةً لطلب بهذا الصدد، رفعه هو إلى رئيس الحكومة، بعد «ثبوت مسؤولية وزارته السياسية والإدارية في الاختلالات المسجلة».  وأشار البيان إلى اختلالات مرتبطة بعيوب في «إنجاز أعمال تصريف المياه، وتهيئة الأرضية»، إضافة إلى برمجة احتضان الملعب لمباراة ضمن مسابقة عالمية كبرى «على رغم عدم جاهزيته». كما لفتت التحقيقات إلى مسؤولية شركة المقاولة التي تولت تجهيز أرضية الملعب.  بيد أن إقالة الوزير أوزين المنتمي إلى «الحركة الشعبية»، وإن جاءت بصيغة «استقالة»، تضع الائتلاف الحكومي الذي يقوده بن كيران أمام مشكلة توازن، قد تفرض تعيين خلف له من الحزب ذاته، بهدف الحفاظ على حجم مشاركته. أما في حال إسناد المنصب إلى وزير من حزب آخر، فقد تُعوََض «الحركة الشعبية» بمناصب أخرى.  وأُثيرت تساؤلات في الرباط حول ما إذا كان التغيير الحكومي المرتقب سيطاول وزراء آخرين أو سيتمّ الاكتفاء بإسناد حقيبة الشباب والرياضة إلى وزير جديد، فيما أشارت مصادر عليمة إلى أن صورة «الحركة الشعبية» ذات المرجعية الأمازيغية تضررت جراء إعفاء أوزين، الذي كان يُرجَّح أن يخلف زعيم الحركة محند العنصر.  من جهة أخرى، استغلت أحزاب المعارضة الفضيحة الرياضية، وطالب بعض أحزابها باستقالة رئيس الحكومة، كونه المسؤول الأول عن تدبير الإدارات التي تقع تحت نفوذه، لكن مصادر في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، رأت في إقالة أوزين دعماً للحكومة على اعتبار أن اقتراح إقالة الأخير أتى بمبادرة من بن كيران الذي يمنحه الدستور المعدَّل صلاحية إقالة وزير أو أكثر بعد استشارة الملك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة