دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تستمر عمليات تصوير المسلسل الاجتماعي الجديد (تعب المشوار) للمخرج الشاب سيف الدين سبيعي و يسلط العمل الضوء على العلاقة بين عدة أجيال والاختلاف في طريقة التعاطي معهم, ويقدم حياة بسيطة طبيعية لكنها تكشف عن حقائق مهمة وتكون بمثابة تعرية كاملة لطبيعة المجتمع الذي نعيش فيه.
والعمل من بطولة نخبة من نجوم الدراما السورية منهم عباس النوري وكاريس بشار وباسل خياط وقيس الشيخ نجيب ورنا شميس وباسم ياخور.
وحول طبيعة هذا العمل قال المخرج سيف الدين سبيعي: إن مسلسل (تعب المشوار) هو عمل اجتماعي معاصر يسلط الضوء على التعب الذي يصيب الأجيال جرّاء ملاحقتها لأحلامها والفشل الذي يقعون فيه, حيث يعرض العمل لثلاثة أجيال (الخمسينات, والثلاثينات, والعشرين) وتدور بينهم شبكة من العلاقات الاجتماعية التي تعبّر عن الطبقة الوسطى بمدينة دمشق وترصد هموم المجتمع وأحلامه ومشاكله, مضيفاً الأعمال الاجتماعية أصعب من أعمال البيئة الشامية بكثير لأنه يتوجب على المخرج نقل نبض الحياة كما هو كما أن المشاريع الاجتماعية تكتسب أهمية ومشروعية أكبر في مجتمعنا الذي يعاني الكثير من المشاكل التي يجب أن نسلط الضوء عليها لنعالجها.
وأشار الفنان الشاب باسل خياط إلى أنه يجسد شخصية كمال وهو طبيب عقلاني إلى حد كبير ومتصالح مع نفسه, ويفهم الأمور ويحللها بشكل دقيق وعملي قبل أن يقدم على أي مشروع, لكن علاقته مع زوجته يشوبها الكثير من المشاكل وسوء الفهم رغم أنها طبيبة أيضاً, ولكنه يكتشف بالنهاية الجانب السلبي في شخصيته الذي كان وراء كل المشاكل مع زوجته, لافتاً أن هذا التعاون الأول له مع المخرج سيف الدين السبيعي ويتمنى أن لا يكون الأخير, وأنه سعيد جداً بمشاركته في هذا العمل الذي يتوقع أن يأخذ صدى كبير نظراً للعلاقات الشائكة الشائقة التي يتناولها.
ويجسد الفنان في العمل عباس النوري شخصية (سعيد) ذلك الرجل الذي لا ينسجم مع نفسه فهو متنور يساهم في حركة التنوير والحداثة, ولفت النوري إلى أننا بحاجة دوماً إلى مثل هذا النوع من الأعمال الاجتماعية التي تقترب المواضيع المطروحة فيها مع الواقع إلى حد كبير, وخاصة من حيث تسليط الضوء على العلاقة بين عدة أجيال والاختلاف في طريقة التعاطي معهم والتخلص من المحرمات.
فيما يجسد الفنان قيس الشيخ نجيب دور (همام) وهو شاب يعمل في مركز للبحوث ويعكف على اختراع مشروع جديد يخدم البلد, ولكن مدراءه يحاولون في العمل سرقة مشروعه ليصبح مجدا شخصيا لأحدهم وتتدخل العلاقات الشخصية بعلاقات العمل, مضيفاً يحب همام فتاة تكون مغتربة بأوروبا منذ حوالي عشر سنوات ولذلك فهي متحررة بطريقة لباسها وأفكارها وعلاقاتها وخارجة عن إطار المجتمع, وهنا يصبح لدى همام صراع لأنه يحب الفتاة الحرة ولكن بنفس الوقت فهو متمسك بعادات المجتمع الشرقي.
أما عن سبب تغيير لون شعره في العمل إلى اللون الرمادي يوضح شيخ نجيب كان هذا اقتراح مني للمخرج لأني وجدت أن الشخصية تحتمل أن نوجد لها كاركترا خاصا, وفي كثير من الأحيان فإن الذين يدرسون هكذا نوع من العلوم التي لها علاقة بالذرة والاختراع يميلون إلى هذا النمط من الشكل وقد يكون شعرهم أبيض منذ الشباب, مضيفاً أحاول أن أميز في الشكل بين الشخصيات التي أجسدها في المسلسلات التي عرضت علي هذا العام ليستطيع المشاهد تمييز دوري بين عمل وآخر.
من جانبه, قال الفنان القدير نجاح سفكوني إنه يجسد شخصية ظافر وهو رجل ينتمي إلى جيل الخمسينات جيل القومية العربية والوحدة العربية والانتماء, هذا عدا عن كونه يعمل بالشأن العام ويكتب ويحاضر, ولكن تكون له آراء لا تعجب البعض لأنه لا يتراجع عن الحقائق أو يزور الوقائع, وهنا تبدأ مشكلته مع من حوله وخاصة في مجال معالجة مشاكل أولاده, مضيفاً الذي لفت نظري في المسلسل طبيعة الأعمال التي يقدمها الكاتب قوشقجي حيث يقدم العمل حياة بسيطة طبيعية لكنها تكشف عن حقائق مهمة وتكون بمثابة تعرية كاملة لطبيعة مجتمع لا يراه الإنسان العادي بالعين التي يصورها المسلسل.
فيما أشارت الفنانة ضحى الدبس إلى أنها تجسد دور (غيداء) الأم غير المتعلمة وهذا ما جذبها للاشتراك في العمل لان الأم المتعلمة هي من تكون عادة واعية ومنفتحة ومثقفة ولكن في هذا الدور يثبت العمل أن الأمهات غير المتعلمات قد يكن واعيات بالفطرة ومتفهمات لكثير من المشاكل, مضيفة يتضمن العمل مفاهيم فيها حداثة إضافة إلى طرحه لمواضيع تثير جدلاً وإشكالية كبيرة بأننا مع أو ضد الشيء الذي يطرحه العمل, كما يسلط العمل الضوء على مواضيع بحرارة المرحلة واللحظة تمسنا الآن.
ولفتت دبس إلى أنها تلعب دور والدة الفنانة كاريس بشار التي تتعرض للعنف الجنسي من قبل زوجها باسل خياط, لافتة إلى أن العمل يطرح مشكلة العنف الجنسي الزوجي وكيف تتعامل المرأة مع هذا المفهوم الذي من الصعب مواجهة المجتمع فيه وكيف تشكو الفتاة لامها هذا الأمر ويطرح تساؤلاً هاماً وهو هل كسرت المرأة الحياء العام عندما تتحدث عن هذا الأمر أم يجب أن نهيئ أولادنا ليستطيعوا مواجهة هذه المسالة كنساء.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة