دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في شهر آب الماضي وخلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، أعلن وزير الطاقة التركي "تنار بلديز" أن بلاده قررت "تجميد" مفاوضات شراء الغاز من اسرائيل، وتحدث الوزير التركي عن أن أنقرة لا يمكنها الاستمرار في مفاوضات شراء الغاز الاسرائيلي في الوقت الذي تقوم فيه آلة الحرب الاسرائيلية بمهاجمة المدنيين في قطاع غزة.
مصادر خاصة كشفت لـ (المنــار) أن هذا الموقف التركي الذي جاء على لسان وزير الطاقة، كان مجرد كذب، وللاستهلاك الداخلي لا أكثر، فقد نقلت هذه المصادر عن دوائر تركية واسرائيلية أن الحكومة التركية لم توقف مفاوضات شراء الغاز من اسرائيل خلال الحرب العدوانية على غزة، على الرغم من الاعلان الرسمي التركي ، وانما حافظت على دوران عجلة "مفاوضات الغاز" مع اسرائيل حتى بعد تصريحات الوزير التركي، وأن المفاوضات تواصلت ولم تتوقف أو تتجمد منذ أن بدأت قبل عدة أشهر، وأكدت المصادر ذاتها أن المفاوضات بين الجانبين وصلت في هذه الايام الى مراحل متقدمة جدا، خاصة مع الضغط التركي الرسمي لانجاح المفاوضات.
ويقابل هذه الرغبة التركية تعاون اسرائيلي منقطع النظير، فجلسات التفاوض حول الغاز الاسرائيلي ومد أنبوب للغاز من اسرائيل الى تركيا وصلت الى مراحلها النهائية في ظل أجواء مليئة بالتفاؤل والرضى التي تخيم على الطرفين.
وذكرت المصادر لـ (المنــار) أنه قبل حوالي أسبوعين إستضافت مدينة اسطنبول التركية وتل أبيب لقاءات مكثفة لمسؤولين من البلدين، حيث شاركت اسرائيل في هذه اللقاءات بوفد رسمي الى جانب جهات تجارية واستثمارية، بهدف مدّ أنبوب للغاز يمتد عب البحر من اسرائيل الى الاراضي التركية، ومن هناك الى اوروبا، وأشارت المصادر الى أن الحلم التركي بالنسبة للغاز هو أن تصبح تركيا نقطة التقاء لأنابيب الغاز من مختلف دول المنطقة والدول القريبة، مهما كانت وجهة ذهابها، وهذا من شأنه منح تركيا قوة كبيرة متعددة الوجوه والاشكال، اضافة الى أن الحفاظ على استقرار الساحة التركية، ستصبح مصلحة للجميع.
والرعاية التي تقدمها اسرائيل لهذه الاتصالات لا حدود لها، فهناك العديد من الشركات الاسرائيلية تشارك في هذه المفاوضات ، وتحظى هذه الاتصالات بكل تفاصيلها ومراحلها بمتابعة دؤوبة من جانب مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، وفي الوقت ذاته تشرف وزارة الطاقة التركية وبدعم من رئيس الوزراء والرئيس التركي على الاتصالات مع اسرائيل، وهناك مشاركة من شركات تجارية واستثمارية تركية في الاتصالات المذكورة، وكانت بعض وسائل الاعلام في البلدين، قد تحدثت مؤخرا عن لقاءات جرت في تركيا برعاية حكومتي البلدين، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سيبرم بين أنقرة وتل أبيب.
وأضافت المصادر أنه من المتوقع أن تشارك تركيا في تمويل تكاليف اقامة خط أنبوب الغاز الذي تقدر كلفته بملياري دولار، وأن المحطة التركية لن تكون نهاية طريق الانبوب الاسرائيلي، بل سيمتد الى بعض الدول الاوروبية، وهذا سيمنح أنقرة فرصة للتخلي عن نسبة من الغاز الروسي، حيث ستكون اسعار الغاز الاسرائيلي أقل تكلفة من الغاز الروسي، ويذكر أن تركيا تستورد الغاز من جهات عديدة كالجزائر وأذربيجان وكازخستان وتركمنستان.
المصدر :
المنار المقدسية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة