دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عزز الجيش العربي السوري نقاط تمركزه في المناطق التي سيطر عليها مؤخراً في ريف حلب الشمالي، وليسد الثغور التي قد ينفذ منها المسلحون للحؤول دون إكمال الطوق الأمني على أحيائهم شرق وجنوب المدينة.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش وبمؤازرة قوات الدفاع الوطني، تمكن من صد عشرات الهجمات في مناطق حندرات والبريج وسيفات، والتي يحاول فيها المسلحون فتح ثغرة وتحقيق أي خرق لفتح خطوط إمداد إلى زملائهم الذين باتوا شبه محاصرين داخل المدينة بفرض الجيش طوق ناري على معظم طريق الكاستيللو آخر معبر لهم نحو الريف الشمالي وتركيا.
وأوضح المصدر، أن حشود المسلحين الغفيرة التي وفرتها تحالفاتهم وغرف عملياتهم الجديدة لم تغير من الواقع الميداني شيئاً، فما زال الجيش ممسكاً بجميع نقاط تمركزه على تخوم المدينة الشمالية والشمالية الشرقية وصولاً إلى عمق المنطقة في أرض الملاح الإستراتيجية والتي تشير آخر الأنباء إلى أنه حقق تقدماً جديداً في مزارعها الشرقية المطلة على حريتان إحدى أهم معاقل المجموعات المسلحة بعد أن استولى على قسمها الغربي وتلالها المشرفة على طريق الكاستيللو وعلى جزء من طريق غازي عينتاب الذي يصل حلب بقرية كفر حمرا.
وأكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن سلاح الجو في الجيش نجح خلال اليومين الماضيين في تدمير العديد من أرتال التعزيزات القادمة من الريفين الشمالي والغربي للمحافظة باتجاه مناطق الملاح والبريج وحندرات، وأوقع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وبينت المصادر أن صواريخ أرض أرض أطلقها الجيش أصابت نقاط تجمع المسلحين في مناطق عدة مثل كفر حمرا وكارفور ونيوتاون وحريتان وعندان ومحيط مزارع الملاح في مؤشر على اختراق الجيش لترددات اتصالاتهم التي تدعو للتوافد إلى مناطق حشد معينة مشفرة بالأرقام قبل انطلاقها إلى جبهات القتال الساخنة، الأمر الذي أضعف معنوياتهم ودفعهم لتراشق التهم بالعمالة والخيانة على خلفية مقتل العشرات منهم في تلك الضربات. جاء ذلك مع إحباط الجيش لمحاولات تسلل المسلحين إلى خطوط التماس في المدينة ووضع حد لتكتيك الإلهاء الذي يمارسونه لتخفيف الضغط على محور حندرات الذي يتيح حسم معركته إطباق الحصار على مسلحي المدينة.
وحال الجيش بمساعدة قوات الدفاع الوطني دون تحقيق أي تقدم للمسلحين في جبهات الراشدين وحي الزهراء وشيحان والعامرية وبستان الباشا والشيخ سعيد وعزيزة وكرم الطراب، عدا خطوط التماس في حلب القديمة، وهو ما زاد من تخبط المسلحين المتواجدين داخل الأحياء التي يسيطرون عليها، واضطر أعداداً غفيرة منه للفرار نحو الريف الشمالي عبر مناطق بواباتها الضيقة جداً قبل حصارهم نهائياً.
وكانت مجموعات عديدة شكلت الأسبوع المنصرم «غرفة عمليات حلب» لقيادة معركة الدفاع عن القسم المتبقي تحت سيطرتهم على أطراف المدينة الشمالية والشمالية الشرقية، كما أعلن عن تأسيس «الجبهة الشامية» التي ضمت كبرى المجموعات المسلحة في حلب وهي «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«حركة نور الدين الزنكي» و«تجمع فاستقم كما أمرت» و«جبهة الأصالة والتنمية» واستثنت «حركة حزم» التي تقاتل في جبهات القتال ذاتها و«جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، اللتين تتصارعان على مناطق النفوذ وتبادلان الوعيد والتهديد عبر البيانات التي يطلقونها بشكل شبه يومي.
كما فشلت محاولات المسلحين في تحقيق أي تقدم في ريف حلب الجنوبي صوب كتيبة المدفعية التي تشرف على طريق حلب دمشق الدولي، كما منيت «غرفة عمليات جنوب حلب» بهزيمة نكراء لعجزها عن تحقيق الهدف الذي وجدت من أجله بالوصول إلى منطقة الراموسة الحيوية عند مدخل طريق خناصر، الشريان الوحيد البري الذي يربط حلب بباقي المحافظات وسبيل إمداد الجيش بدعمه اللوجستي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة