بدأ الانسحاب من معسكري وادي الضيف والحامدية في العاشر من شهر كانون الاول الحالي اي قبل اربعة ايام من دخول  "جبهة النصرة والحركة الاسلامية" التي تشكل اللافتة الجديدة لأحرار الشام والفصائل التي شكلت معها الجبهة الاسلامية قبل مقتل قيادة أحرار الشام في كمين جماعي في ريف إدلب بداية شهر ايلول الماضي.

شكل وادي الضيف موقعا معنويا في الاشهر الاخيرة اكثر منه موقعا استراتيجيا فهو لم يكن يقطع طريقا على المسلحين، وكان في حالة حصار من كل الجهات، وكانت فعاليته تكمن في استنزاف العدو واشغال المئات من المسلحين عن الجبهات الاخرى، وبسقوطه بيد مجاميع مسلحي السلفية التكفيرية المحاربة، تحرر كل من كان يحاصر المعسكر ويشارك في معاركه منذ اكثر من عامين، ليتم زجهم وارسالهم الى جبهات أخرى ودائما في ريف إدلب الذي تسعى جبهة النصرة الى استكمال السيطرة عليه في المرحلة الاولى ومن ثم محاولة السيطرة على مدينة إدلب بحيث تكون اول مركز محافظة بيد النصرة في معادلة تتحدث عنها اوساط النصرة (إدلب مقابل حلب) بحسب الكادر العسكري السوري الذي عاش كل فترة الحصار على معسكر وادي الضيف وشارك في كل معاركها.

وتركز جبهة النصرة جهودها بعد معركة وادي الضيف على مطار أبو الظهور كونه الحلقة الاضعف في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في ريف أدلب.

ويقع مطار ابو الظهور في منطقة صحراوية مكشوفة وحاليا ليس فيه أية طائرات حربية او حوامات، ويتلقى الدعم بالذخائر والطعام عبر المظلات التي تلقيها طائرات قادمة من مطار حماه العسكري يقول الكادر العسكري السوري.

قائد مطار ابو الظهور العسكري هو العميد إحسان الزهوري من مدينة القصير وكان العميد الزهوري قد رفض الانشقاق عن الجيش السوري في بداية الاحداث في مدينته القصير بعدما حاول بعض مسلحي جماعة ابو السوس اختطافه وأخذ عائلته وغادر المدينة وله ولدان في الجيش العربي السوري.

ورغم التركيز الحالي على مطار أبو الظهور فإن الهدف الاستراتيجي الكبير لجبهة النصرة يبقى معمل القرميد الواقع على مقربة من مدينة الفوعة، وفق القيادي العسكري السوري.

هزيمة النصرة المدوية في نبل والزهراء

وهناك خلاف في صفوف قيادة جبهة النصرة حول اولوية مدينة إدلب او ما تبقى من ريف المحافظة في يد الجيش السوري خصوصا ان مهاجمة معمل القرميد تعني الاقتراب من مدينة الفوعة التي تتجنب قيادة النصرة الحديث عن قرار او نية في الهجوم عليها بعد هزيمة النصرة المدوية في نبل والزهراء الواقعة في ريف حلب الشمالي نهاية الشهر الماضي ، ويبدو ان هناك في القيادات العسكرية للنصرة من يخشى هزيمة في الفوعة في حال مهاجمتها على غرار ما حصل في نبل والزهراء مؤخرا، وهذا قد يفقد المسلحين الاندفاعة التي يعيشونها بعد معركة وادي الضيف.

وبحسب المصدر العسكري السوري فإن أحد اسباب الحشد الكبير في الهجوم على وادي الضيف هو هزيمة النصرة في نبل والزهراء، ويمكن القول ان وادي الضيف شكل الرد المعنوي للنصرة على هزيمتها في الهجوم الكبير الذي شنته على نبل والزهراء نهاية شهر تشرين الثاني الماضي.

ويشكل معسكر المسطومة خط دفاع عن معسكر القرميد، ويقول المصدر ان القيادة العسكرية السورية تراقب خلافات قيادات المسلحين حول اولوية الاهداف المقبلة هل ستكون باتجاه الفوعة عبر المسطومة والقرميد او الهجوم على مدينة إدلب من عدة جهات غير ان وجود قوات العميد سهيل حسن عند خان شيخون يمنع نجاح الهجوم على إدلب كونه يقطع الطريق الدولي على المسلحين ويضربهم في خلفيتهم من تلك المنطقة.

ويختم القيادي السوري الذي خاض معركة وادي الضيف وعاش حصار المعسكر كلامه بالقول ان المعارك القادمة في ريف إدلب سوف تكون اشد عنفا من معارك وادي الضيف ولن تكون الفوعة وإدلب منطقة انتصار للنصرة، وهذا ما تعرفه قيادة النصرة بشكل جيد.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-27
  • 12642
  • من الأرشيف

النصرة ومعادلة إدلب مقابل حلب

بدأ الانسحاب من معسكري وادي الضيف والحامدية في العاشر من شهر كانون الاول الحالي اي قبل اربعة ايام من دخول  "جبهة النصرة والحركة الاسلامية" التي تشكل اللافتة الجديدة لأحرار الشام والفصائل التي شكلت معها الجبهة الاسلامية قبل مقتل قيادة أحرار الشام في كمين جماعي في ريف إدلب بداية شهر ايلول الماضي. شكل وادي الضيف موقعا معنويا في الاشهر الاخيرة اكثر منه موقعا استراتيجيا فهو لم يكن يقطع طريقا على المسلحين، وكان في حالة حصار من كل الجهات، وكانت فعاليته تكمن في استنزاف العدو واشغال المئات من المسلحين عن الجبهات الاخرى، وبسقوطه بيد مجاميع مسلحي السلفية التكفيرية المحاربة، تحرر كل من كان يحاصر المعسكر ويشارك في معاركه منذ اكثر من عامين، ليتم زجهم وارسالهم الى جبهات أخرى ودائما في ريف إدلب الذي تسعى جبهة النصرة الى استكمال السيطرة عليه في المرحلة الاولى ومن ثم محاولة السيطرة على مدينة إدلب بحيث تكون اول مركز محافظة بيد النصرة في معادلة تتحدث عنها اوساط النصرة (إدلب مقابل حلب) بحسب الكادر العسكري السوري الذي عاش كل فترة الحصار على معسكر وادي الضيف وشارك في كل معاركها. وتركز جبهة النصرة جهودها بعد معركة وادي الضيف على مطار أبو الظهور كونه الحلقة الاضعف في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في ريف أدلب. ويقع مطار ابو الظهور في منطقة صحراوية مكشوفة وحاليا ليس فيه أية طائرات حربية او حوامات، ويتلقى الدعم بالذخائر والطعام عبر المظلات التي تلقيها طائرات قادمة من مطار حماه العسكري يقول الكادر العسكري السوري. قائد مطار ابو الظهور العسكري هو العميد إحسان الزهوري من مدينة القصير وكان العميد الزهوري قد رفض الانشقاق عن الجيش السوري في بداية الاحداث في مدينته القصير بعدما حاول بعض مسلحي جماعة ابو السوس اختطافه وأخذ عائلته وغادر المدينة وله ولدان في الجيش العربي السوري. ورغم التركيز الحالي على مطار أبو الظهور فإن الهدف الاستراتيجي الكبير لجبهة النصرة يبقى معمل القرميد الواقع على مقربة من مدينة الفوعة، وفق القيادي العسكري السوري. هزيمة النصرة المدوية في نبل والزهراء وهناك خلاف في صفوف قيادة جبهة النصرة حول اولوية مدينة إدلب او ما تبقى من ريف المحافظة في يد الجيش السوري خصوصا ان مهاجمة معمل القرميد تعني الاقتراب من مدينة الفوعة التي تتجنب قيادة النصرة الحديث عن قرار او نية في الهجوم عليها بعد هزيمة النصرة المدوية في نبل والزهراء الواقعة في ريف حلب الشمالي نهاية الشهر الماضي ، ويبدو ان هناك في القيادات العسكرية للنصرة من يخشى هزيمة في الفوعة في حال مهاجمتها على غرار ما حصل في نبل والزهراء مؤخرا، وهذا قد يفقد المسلحين الاندفاعة التي يعيشونها بعد معركة وادي الضيف. وبحسب المصدر العسكري السوري فإن أحد اسباب الحشد الكبير في الهجوم على وادي الضيف هو هزيمة النصرة في نبل والزهراء، ويمكن القول ان وادي الضيف شكل الرد المعنوي للنصرة على هزيمتها في الهجوم الكبير الذي شنته على نبل والزهراء نهاية شهر تشرين الثاني الماضي. ويشكل معسكر المسطومة خط دفاع عن معسكر القرميد، ويقول المصدر ان القيادة العسكرية السورية تراقب خلافات قيادات المسلحين حول اولوية الاهداف المقبلة هل ستكون باتجاه الفوعة عبر المسطومة والقرميد او الهجوم على مدينة إدلب من عدة جهات غير ان وجود قوات العميد سهيل حسن عند خان شيخون يمنع نجاح الهجوم على إدلب كونه يقطع الطريق الدولي على المسلحين ويضربهم في خلفيتهم من تلك المنطقة. ويختم القيادي السوري الذي خاض معركة وادي الضيف وعاش حصار المعسكر كلامه بالقول ان المعارك القادمة في ريف إدلب سوف تكون اشد عنفا من معارك وادي الضيف ولن تكون الفوعة وإدلب منطقة انتصار للنصرة، وهذا ما تعرفه قيادة النصرة بشكل جيد.

المصدر : العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة