علق الكاتب البريطانى روبرت فيسك على تقرير "الاستجواب" الذي أصدره مجلس الشيوخ الأمريكى، حول أساليب التعذيب التي استخدمها الـ"سى أي إيه" ضد معتقلى القاعدة في السنوات الماضية، وقال في مقاله اليوم الخميس، بصحيفة الإندبندنت، إن غضب الشعوب الغربية وليس العالم العربى هو ما يخشاه المعذبون.

واستهل فيسك مقاله قائلا: "إنهم أرادوا أن يبقوا الأمر سرا حتى النهاية، هؤلاء المرضى النفسيون الفاسدون والساديون الذين أداروا مراكز التعذيب "باسمنا" يجب حمايتهم بل وحتى الإشادة بهم من جانب "البوشيين"، أي اتباع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، لحمايتهم للمدنيين، وكانت أكاذيبهم أيضا ضحاياهم باسم الحرية، لذا دعونا لا نتحدث عنهم، المسلمون الذين وقفوا على أرجل مكسورة أو كانوا على وشك الموت بسبب أسلوب الإيهام بالغرق على مدى 82 جلسة أو تم تغذيتهم عن طريق الشرج".

وعن دفاع بوش والجمهوريين عن تلك الأساليب، قال فيسك: إن "هؤلاء سيقدمون تبريرات شبيهة بالذرائع التي قدموها قبل مذبحة العراق بالحديث عن امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل، ووجود علاقة بينه وبين القاعدة".

ووصف الكاتب ذلك قائلا: "إنها نفس القمامة القديمة التي تمخضت قبل الكشف عن صور سجن أبو غريب الفاضحة، والتي ستضع الأمريكيين حول العالم في خطر، مثلما قال زعيم الأقلية الديمقراطى بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل". وتابع فيسك حديثه قائلا: "قمنا بإغلاق سفاراتنا ووجهنا شعوبنا في حالة تأهب قصوى أو أي إجراء لإرعاب الأمريكيين وأصدقائهم، واختلقنا كذبة أن العالم العربى سيكون غاضبا جدا جدا عندما يعلم بالفظائع التي ارتكبت باسم الحربة والغرب، فهذا ما قاله عن فظائع أبو غريب فالعرب سيغضبون بشدة عندما يروا تلك الصور.. وربما يدفعهم الغضب للتحول إلى العنف، وهو نفس ما يحدث مرة أخرى مع تقرير السى أي إيه".

ويصف فيسك هذا كله بأنه هراء، وقال: إن انحرافات السى أي إيه لن تغضب العالم الإسلامى، لأن المسلمين غاضبين بالفعل من هذه الجرائم منذ سنوات. فكانوا هم الضحايا وكانوا الشهود وعرفوا الحقيقة قبل فترة طويلة من أن يعترف بها سادتنا لنا. ويؤكد فيسك أن البنتاجون والسى أي إيه لا يخشون غضب العرب وصدمتهم مما ورد بالتقرير. بل إن قلقهم هو الشعور بالخزى لدى الشعوب الغربية نفسها مما فعلوه باسمهم، وأنهم سيعتبرونهم مجرمى حرب وربما يحاكمونهم.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-17
  • 10768
  • من الأرشيف

روبرت فيسك: أمريكا لا تخشى غضب العرب من تقرير تعذيب الـ"سي أي إيه"

علق الكاتب البريطانى روبرت فيسك على تقرير "الاستجواب" الذي أصدره مجلس الشيوخ الأمريكى، حول أساليب التعذيب التي استخدمها الـ"سى أي إيه" ضد معتقلى القاعدة في السنوات الماضية، وقال في مقاله اليوم الخميس، بصحيفة الإندبندنت، إن غضب الشعوب الغربية وليس العالم العربى هو ما يخشاه المعذبون. واستهل فيسك مقاله قائلا: "إنهم أرادوا أن يبقوا الأمر سرا حتى النهاية، هؤلاء المرضى النفسيون الفاسدون والساديون الذين أداروا مراكز التعذيب "باسمنا" يجب حمايتهم بل وحتى الإشادة بهم من جانب "البوشيين"، أي اتباع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، لحمايتهم للمدنيين، وكانت أكاذيبهم أيضا ضحاياهم باسم الحرية، لذا دعونا لا نتحدث عنهم، المسلمون الذين وقفوا على أرجل مكسورة أو كانوا على وشك الموت بسبب أسلوب الإيهام بالغرق على مدى 82 جلسة أو تم تغذيتهم عن طريق الشرج". وعن دفاع بوش والجمهوريين عن تلك الأساليب، قال فيسك: إن "هؤلاء سيقدمون تبريرات شبيهة بالذرائع التي قدموها قبل مذبحة العراق بالحديث عن امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل، ووجود علاقة بينه وبين القاعدة". ووصف الكاتب ذلك قائلا: "إنها نفس القمامة القديمة التي تمخضت قبل الكشف عن صور سجن أبو غريب الفاضحة، والتي ستضع الأمريكيين حول العالم في خطر، مثلما قال زعيم الأقلية الديمقراطى بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل". وتابع فيسك حديثه قائلا: "قمنا بإغلاق سفاراتنا ووجهنا شعوبنا في حالة تأهب قصوى أو أي إجراء لإرعاب الأمريكيين وأصدقائهم، واختلقنا كذبة أن العالم العربى سيكون غاضبا جدا جدا عندما يعلم بالفظائع التي ارتكبت باسم الحربة والغرب، فهذا ما قاله عن فظائع أبو غريب فالعرب سيغضبون بشدة عندما يروا تلك الصور.. وربما يدفعهم الغضب للتحول إلى العنف، وهو نفس ما يحدث مرة أخرى مع تقرير السى أي إيه". ويصف فيسك هذا كله بأنه هراء، وقال: إن انحرافات السى أي إيه لن تغضب العالم الإسلامى، لأن المسلمين غاضبين بالفعل من هذه الجرائم منذ سنوات. فكانوا هم الضحايا وكانوا الشهود وعرفوا الحقيقة قبل فترة طويلة من أن يعترف بها سادتنا لنا. ويؤكد فيسك أن البنتاجون والسى أي إيه لا يخشون غضب العرب وصدمتهم مما ورد بالتقرير. بل إن قلقهم هو الشعور بالخزى لدى الشعوب الغربية نفسها مما فعلوه باسمهم، وأنهم سيعتبرونهم مجرمى حرب وربما يحاكمونهم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة