دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
منذ بدء عمل موفد الأمم المتحدة إلى سورية السيد ستيفان دي مستورا، وزياراته المتكررة إلى دمشق، وعدة عواصم أخرى إقليمية، ودولية، والمعلومات تكثر في وسائل الإعلام عن خطته المفترضة لما سمي بـ(تجميد القتال) في حلب أولاً، تمهيداً لتوسيعها إلى مناطق أخرى في سورية، وهو ما اسموه العمل من القاعدة إلى القمة، والظاهر في هذه المبادرة أن الهدف هو تخفيف معاناة السوريين، والحرص على حلب، وأهلها، وسورية وأهلها، الذين لم تتوقف دموع المسؤولين الدوليين، والأوروبيين، والأميركان حزناً عليهم، وعلى واقعهم المؤلم، كما لم يتوقف بتدفق الأموال، والإرهابيين حرصاً على وقف معاناتهم- وآلامهم- وشهدائهم!!
ما يتسرب حتى الآن من معلومات عن هذه الخطة المفترضة لا يبشر كثيراً بالخير، خاصة بعد دخول الطباخين الإقليميين، والمنافقين الأوروبيين على خط (دي مستورا) في محاولة لتحصيل مكاسب لهم عبر الدبلوماسية بعد فشلهم في الحصول عليها عبر دعم الإرهاب، والحرب الإعلامية، والنفسية والاقتصادية، والدجل باسم الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان...
ما تابعته في الصحف، وتسريباتها يؤشر إلى وجود نيات غير معلنة للأطراف المتآمرة على سورية لتحقيق ما يلي:
1- تحاول الأطراف المتآمرة على سورية مد فكرة التجميد من مدينة حلب إلى خارجها حتى الحدود التركية، وهو ما ترفضه الدولة السورية... لأن السيطرة في ريف حلب ما تزال مجموعات إرهابية تتلقى دعمها، وسلاحها، وأوامرها من المخابرات التركية مباشرة..
2- تطرح هذه الأطراف المتآمرة فكرة إعادة إحياء بعثة المراقبين الدوليين من أجل تثبيت خطوط تجميد القتال، وإدخال هؤلاء المراقبين من جنسيات أوروبية بعد تغطيتهم بقرار من مجلس الأمن الدولي، وهو ما سوف يزيد من عملية التدخل الأميركية- الأوروبية في الشأن السوري- عبر تحويل هذه المناطق المجمد القتال فيها- إلى مناطق إدارات ذاتية تُدار من مجالس محلية (تعمل بالريموت كونترول) من الخارج، وتحاول إحداث أمر واقع عبر الدفع باللاجئين في تركيا إلى مناطق سيطرة المسلحين وبحماية القرار الدولي المفترض من مجلس الأمن، ما يجعل من الصعوبة بمكان بالنسبة للدولة السورية أن تغير هذا الواقع لأنها سوف تصطدم بالقرار الدولي.
3- إن ما يكشف الباطن في مبادرة دي مستورا ما صدر عن اجتماع وزراء الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي، والذين التقاهم (دي مستورا) في بروكسل إذ توحي الأجواء هناك أن هؤلاء الوزراء (الديمقراطيين!!) يرفضون تجربة (حمص) أي إعادة مؤسسات الدولة السورية إلى المناطق التي يخليها المسلحون، وتقديم خيارات أمامهم منها تسوية الأوضاع، أو الانضمام لقتال (داعش والنصرة) أعداء أميركا والأوروبيين المفترضين!! أو الخروج إلى مناطق تجمعات تحدد لهم ضمن الاتفاق، ويريدون تطبيق خطة (دي مستورا) المفترضة بغطاء أممي كي يتدخلوا بالتفاصيل، ويفرضوا أمراً واقعاً- يشمل (المناطق العازلة)، والمجالس المحلية، أي فرض التقسيم داخل سورية تحت حجج إنسانية مخادعة!!
4- يدعم هذا الاتجاه نشاط بحثي يقوم به معهد (السلام الأميركي) الذي يقود مشروعاً تحت عنوان (مشروع الإدارة الذاتية: فدرلة سورية)، حيث عقد المعهد اجتماعات في مقره بواشنطن للتحضير لهذا المشروع حضره من السوريين: مرهف جويجاتي، سلام الكواكبي، عمرو العظم، عفراء جلبي، نجيب الغضبان، رفيف جويجاتي، ريم العلاف، وائل السواح، عمار عبد الحميد، رياض نعسان آغا، الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي، الخوري نجيب جو جورج عوض، أسماء كفتارو، عصام الترك، هند قبوات (تعمل مع الأخوين طلاس)، فؤاد إيليا (الذي اختطف مع المطرانين في ريف حلب، ظهر في تركيا ثم أميركا!!)، بسام يوسف (موظف عند رفعت الأسد..).
يدير هؤلاء (ستيفن هايدمان) صاحب مشروع (اليوم التالي) الذي وضع لمستقبل سورية من معاهد بحوث أميركية وروج له بعد مضي ستة أشهر من العدوان على سورية، ثم سقط بعد انكشاف من يقف خلفه، ولماذا، ولتغير الظروف الميدانية والسياسية..
أنشأ أصحاب هذا المشروع مؤسسة مركزها (تركيا) حيث يتم التنسيق مع عصابة الإخوان المسلمين، ويتم تدريب كوادر مدنية للعودة إلى سورية، وتجميع معلومات، وإنشاء علاقات مع المدنيين السوريين لبث أفكار، وحملات تقوم على تمتين فكرة (أن النظام ساقط لا محالة!!)، والظهور في وسائل الإعلام للترويج للمشروع أي مشروع الإدارة الذاتية لمناطق (الجزيرة، ريف حلب، ريف إدلب، ريف درعا، دوما، ريف دمشق) كمناطق حكم ذاتي...، ويريد هؤلاء التحضير لمشروع التقسيم في سورية كورقة للحل السياسي..
- طبعاً ما من شك أن هذه هي نيات أعداء سورية، ومخططاتهم، ولا يعني ذلك تمكنهم من تحقيق هذه الأماني، فهم منذ سنوات يعملون، ويدرسون، ويخططون والهدف هو التقسيم، والتفتيت، وضرب المجتمع، وتدمير الهوية، ولا أعتقد أن هذه النيات ليست في ذهن الطاقم السياسي السوري الذي يقود المعركة الدبلوماسية باقتدار منذ سنوات بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء..
إن إيمان السوريين العميق بوحدة أرضهم، وبلدهم الجميل، وتضحياتهم المقدسة من أجل ذلك لن يمكن أصحاب السجون السرية، وطرق التعذيب المبتكرة (من أجل أمنهم القومي!!) من أوروبيين، وأميركان، وتابعين لهم في الداخل السوري، والخارج من تحقيق أهدافهم، فالمعركة كبيرة، وخطيرة بنتيجتها سيتحدد مستقبل هذه المنطقة، والعالم، ومن خلالها سنأخذ الدروس المستخلصة، والعبر الضرورية لنصبح أكثر قوة ومناعة، في عالم لا يحترم غير الأقوياء..
المصدر :
الوطن / د. بسام أبو عبدالله
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة