لا يستطيع حصان دي ميستورا مجاراة التسارع الرهيب في أداء الجيش السوري على الأرض في حلب وريفها، وبرغم كلّ محاولاته ولقاءاته مع عدد من «قيادات» المجموعات الإرهابية في حلب، إلا أنّ حصانه يتعثر بين مطرقة الجيش الذي أحكم الطوق في شكل كامل حول حلب، وبين سندان المجموعات الإرهابية التي لم تقدم له أي مساعدة أو قرار موحَّد ولم تتلقف مبادرته في شكل إيجابي.

  

وقد كانت الرسالة واضحة في بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إبان الاعتداء الصهيوني الأخير على ريف دمشق، حيث كانت الجملة الأهم في البيان: «إنّ مثل هذه الأعمال العدوانية الإرهابية لن تثنينا عن مواصلة سحق الإرهاب».

 

يدرك دي ميستورا أنّ مبادرته حول تجميد القتال في حلب والتي لاقت ترحيباً من الرئيس الأسد والحكومة السورية، لا يمكن لها أن تحيا من دون ضمانات كاملة من المجموعات المسلحة بوقف كامل لأعمالها الإرهابية والعدائية على الأرض ووقف استهداف المدنيين، فضلاً عن أنّ الحديث عن تجميد القتال في الريف الحلبي غير وارد إطلاقاً ما لم يتم إنهاء واقع الإرهاب داخل المدينة.

 

وقد بات معلوماً أنّ الحراك الروسي لحلحلة العقد على المستوى السياسي والعمل الحثيث على إقامة مؤتمر موسكو كبداية لمؤتمر دمشق، يعدُّ مكمِّلاً لمبادرة حلّ الأزمة السورية التي أطلقها الرئيس الأسد باعتبار أنّ الحلّ الوحيد سياسي بامتياز مترافق مع المصالحات الوطنية والاجتماعية والعمل العسكري الجاد والمستمر في الحرب على الإرهاب بلا هوادة.

 

ويُلاحَظ أنّ دولاً منخرطة بل صاحبة اليد الطولى في الحرب الكونية على سورية، تعلن «إعلامياً» أنّ الحلّ السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحرب، وفي نفس الوقت تدرب وتسلح وتموِّل وتسهِّل عمل وجرائم المنظمات الإرهابية، حتى أنّ أرباب الحريات والديمقراطيات في الخليج بعد قمتهم في القاعدة العسكرية الأميركية في الدوحة، خرجوا ببيان عن ضرورة الحلّ السياسي على قاعدة «جنيف 1» كما يرونه هم وحسب أمانيهم بتنحي الرئيس الأسد عن سدة الحكم وتشكيل هيئة حكم انتقالية، علماً أنّ مشغلهم الأميركي أعلن على لسان أكثر من مسؤول رفيع أن لا نية لديه في إسقاط النظام السوري أو تنحية الرئيس الأسد، لا بل أكثر من ذلك، فإنّ الجميع أيقن اليوم أنه لا يمكن محاربة الإرهاب الذي بدأ يقرع أبواب أوروبا، من دون شراكة مع الرئيس الأسد.

 

وبالعودة إلى مبادرة دي ميستورا للحلّ والرؤيتين الروسية والحكومية السورية يجب أن نشير إلى أنها أتت بعد جملة أحداث هي: 

العويل التركي والفرنسي لمنع سقوط غرفة العمليات التركية والفرنسية والصهيونية والأعرابية المتواجدة في حلب.

فشل وسقوط أوهام العثماني في إقامة منطقة عازلة في شمالي سورية.


الخسائر المتتالية التي تتلقاها المجموعات الإرهابية على كلّ محاور حلب وريف حماه وريف إدلب وعزل المسلحين الإرهابيين داخل مدينة حلب عن خارجها.

 

الصفعة التي تعرّض لها سعود الفيصل في موسكو وخروجه بعد اجتماعه مع القيادة الروسية من دون المشاركة في المؤتمر الصحافي مع نظيره لافروف، وذلك بعد رفض الرئيس بوتين مناقشة أمر رحيل الرئيس الأسد عن سدة الحكم.

 

الفشل الذريع على كافة محاور الصراع مع الإرهاب في القلمون والغوطة الدمشقية وجبهة القنيطرة والفشل الأكبر في عين العرب.

 

وبناءً على تسارع العمليات على الأرض والتقدم الملحوظ للجيش السوري وحلفائه على مجمل الجغرافية السورية وتحديداً حلب، يبدو أنّ تلك المبادرة لن يكون لها معنى، حيث أنّ الجيش سينهي العمليات القتالية داخل المدينة قبل أن يقرّر هؤلاء الإرهابيون الإصغاء إلى صوت السلام، مصرّين على إجرامهم وعمالتهم وتبعيتهم لأسيادهم في تركيا ومموليهم من أمراء الخليج. 

وحدها رؤية الرئيس الأسد لإحلال الأمن في سورية وبنادق الجيش السوري وحلفائه تصنع القرار على الأرض السورية. ووحدها دماء الشهداء تحرّر الأرض وتدحر الإرهاب.

 

في الختام نقول لهم : إما أن تأتوا صاغرين مُرغمين إلى «موسكو1» و»دمشق1»، أو نذهب بكم إلى «فيتنام2»، وقد خبر مشغلكم الأميركي آلام «فيتنام1» سابقاً ، فاسألوا من كان بها خبيراً.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-16
  • 8176
  • من الأرشيف

مَن يسبق مَن في حلب... الجيش أم دي ميستورا؟

لا يستطيع حصان دي ميستورا مجاراة التسارع الرهيب في أداء الجيش السوري على الأرض في حلب وريفها، وبرغم كلّ محاولاته ولقاءاته مع عدد من «قيادات» المجموعات الإرهابية في حلب، إلا أنّ حصانه يتعثر بين مطرقة الجيش الذي أحكم الطوق في شكل كامل حول حلب، وبين سندان المجموعات الإرهابية التي لم تقدم له أي مساعدة أو قرار موحَّد ولم تتلقف مبادرته في شكل إيجابي.    وقد كانت الرسالة واضحة في بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إبان الاعتداء الصهيوني الأخير على ريف دمشق، حيث كانت الجملة الأهم في البيان: «إنّ مثل هذه الأعمال العدوانية الإرهابية لن تثنينا عن مواصلة سحق الإرهاب».   يدرك دي ميستورا أنّ مبادرته حول تجميد القتال في حلب والتي لاقت ترحيباً من الرئيس الأسد والحكومة السورية، لا يمكن لها أن تحيا من دون ضمانات كاملة من المجموعات المسلحة بوقف كامل لأعمالها الإرهابية والعدائية على الأرض ووقف استهداف المدنيين، فضلاً عن أنّ الحديث عن تجميد القتال في الريف الحلبي غير وارد إطلاقاً ما لم يتم إنهاء واقع الإرهاب داخل المدينة.   وقد بات معلوماً أنّ الحراك الروسي لحلحلة العقد على المستوى السياسي والعمل الحثيث على إقامة مؤتمر موسكو كبداية لمؤتمر دمشق، يعدُّ مكمِّلاً لمبادرة حلّ الأزمة السورية التي أطلقها الرئيس الأسد باعتبار أنّ الحلّ الوحيد سياسي بامتياز مترافق مع المصالحات الوطنية والاجتماعية والعمل العسكري الجاد والمستمر في الحرب على الإرهاب بلا هوادة.   ويُلاحَظ أنّ دولاً منخرطة بل صاحبة اليد الطولى في الحرب الكونية على سورية، تعلن «إعلامياً» أنّ الحلّ السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحرب، وفي نفس الوقت تدرب وتسلح وتموِّل وتسهِّل عمل وجرائم المنظمات الإرهابية، حتى أنّ أرباب الحريات والديمقراطيات في الخليج بعد قمتهم في القاعدة العسكرية الأميركية في الدوحة، خرجوا ببيان عن ضرورة الحلّ السياسي على قاعدة «جنيف 1» كما يرونه هم وحسب أمانيهم بتنحي الرئيس الأسد عن سدة الحكم وتشكيل هيئة حكم انتقالية، علماً أنّ مشغلهم الأميركي أعلن على لسان أكثر من مسؤول رفيع أن لا نية لديه في إسقاط النظام السوري أو تنحية الرئيس الأسد، لا بل أكثر من ذلك، فإنّ الجميع أيقن اليوم أنه لا يمكن محاربة الإرهاب الذي بدأ يقرع أبواب أوروبا، من دون شراكة مع الرئيس الأسد.   وبالعودة إلى مبادرة دي ميستورا للحلّ والرؤيتين الروسية والحكومية السورية يجب أن نشير إلى أنها أتت بعد جملة أحداث هي:  العويل التركي والفرنسي لمنع سقوط غرفة العمليات التركية والفرنسية والصهيونية والأعرابية المتواجدة في حلب. فشل وسقوط أوهام العثماني في إقامة منطقة عازلة في شمالي سورية. الخسائر المتتالية التي تتلقاها المجموعات الإرهابية على كلّ محاور حلب وريف حماه وريف إدلب وعزل المسلحين الإرهابيين داخل مدينة حلب عن خارجها.   الصفعة التي تعرّض لها سعود الفيصل في موسكو وخروجه بعد اجتماعه مع القيادة الروسية من دون المشاركة في المؤتمر الصحافي مع نظيره لافروف، وذلك بعد رفض الرئيس بوتين مناقشة أمر رحيل الرئيس الأسد عن سدة الحكم.   الفشل الذريع على كافة محاور الصراع مع الإرهاب في القلمون والغوطة الدمشقية وجبهة القنيطرة والفشل الأكبر في عين العرب.   وبناءً على تسارع العمليات على الأرض والتقدم الملحوظ للجيش السوري وحلفائه على مجمل الجغرافية السورية وتحديداً حلب، يبدو أنّ تلك المبادرة لن يكون لها معنى، حيث أنّ الجيش سينهي العمليات القتالية داخل المدينة قبل أن يقرّر هؤلاء الإرهابيون الإصغاء إلى صوت السلام، مصرّين على إجرامهم وعمالتهم وتبعيتهم لأسيادهم في تركيا ومموليهم من أمراء الخليج.  وحدها رؤية الرئيس الأسد لإحلال الأمن في سورية وبنادق الجيش السوري وحلفائه تصنع القرار على الأرض السورية. ووحدها دماء الشهداء تحرّر الأرض وتدحر الإرهاب.   في الختام نقول لهم : إما أن تأتوا صاغرين مُرغمين إلى «موسكو1» و»دمشق1»، أو نذهب بكم إلى «فيتنام2»، وقد خبر مشغلكم الأميركي آلام «فيتنام1» سابقاً ، فاسألوا من كان بها خبيراً.

المصدر : طاهر محي الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة