أثار الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "سايمون هندرسون" حزمة من الأسئلة عمن يخلف العاهل السعودي في حكم المملكة التي تطفو على بحيرة من النفط.

هندرسون قال في مقال بمجلة "فورين بوليسي" "أن عودة بندر بن سلطان للسعودية تلقي الضوء على المفاوضات الحساسة حول من يرث العرش".

وأشاعت مصادر مقربة من العائلة المالكة إن خالد بن سلطان هو الشخصية الأكثر احتمالا لتولي العرش، حيث سيتخلى الأمير سلطان عن منصب وزير الدفاع لابنه خالد وسيكون الأمير نايف وليا للعهد، وسيصبح تركي الفيصل وزيرا للخارجية.

وتأتي احتمالات سايمون هندرسون إثر نقل مجلة بريطانية مرموقة القلق الذي يسود الأوساط الغربية من احتمالات الخلافة في السعودية، البلد العربي الكبير الذي يحكم من قبل زعيم تجاوز الثمانين من العمر.

واعتبرت مجلة الايكونوميست أن قضية تداول السلطة في البلاد العربية مشكلة حقيقية، لكنها أصبحت قضية حرجة خصوصا في السعودية لأنها تعتمد نظام "الأصلح" التفضيلي ذا المعايير المطاطة.

وأطلق الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سؤالا بـ "ما الذي يحدث؟" مجيباً بـ "لا بد أولا من كلمة تحذير".

وقال "هناك مقولة قديمة تفيد بأن الناس الذين يعرفون فعلا ما الذي يجري داخل العائلة السعودية المالكة لا يتحدثون عما يعرفونه- كما أن الناس الذين يتحدثون لا يعرفون ما الذي يجري. وفي كثير من الأحيان تكون هذه المقولة أداة مناسبة يستخدمها المقربون من آل سعود لدحض التقارير التي تنتقد السعودية، لكنها وسيلة مهمة لتذكيرنا بأننا لن نعرف أبدا الكثير مما نرغب في معرفته عن السياسات السعودية الغامضة".

وعاد بندر إلى بلاده مرة أخرى، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الحكومية، واستقبله عدد من كبار المسئولين في المملكة، وهو ما دفع المجلة الأميركية إلى التساؤل عما يحدث في المملكة.

 

هندرسون أشار إلى أن عودة الأمير بندر بن سلطان، أحد أهم شخصيات العائلة المالكة السعودية إلى بلاده بعد عامين من الاختفاء، واستقباله كأحد الأبطال.. إنما يسلط الضوء على إجراء مفاوضات حول من سيتولى عرش السعودية خلفاً للملك عبد الله.

وأثار اختفاء بندر، المعروف بصلاته القوية بالساسة الأميركيين عددًا من نظريات المؤامرة منها على سبيل المثال ما روجت له وسائل الإعلام الإيرانية من اتهامه بتدبير أنشطة القاعدة في العراق وتمويل الجماعات التابعة له في لبنان في محاولة لتقويض حزب الله.

وظل بندر بن سلطان يُعامل على مدار جيل كامل على أساس أنه رجل الرياض في واشنطن وظل سفيراً للسعودية في الولايات المتحدة أكثر من 20 عاماً، حتى أن البعض أطلق عليه لقب "بندر بن بوش" بسبب علاقته الوثيقة ببوش وأسرته.

وتتداول وسائل الإعلام غالبا الصورة التي تجمعه ببوش حيث الأخير جالساً على آريكة، فيما الأمير السعودي يتكئ على حافتها العليا بطريقة توحي بما لا يمكن قبوله في العلاقات الدبلوماسية.

وكان الأمير قد عاد إلى الرياض ليتولى رئاسة مجلس الأمن السعودي، والذي لم تكن مهامه واضحة، ثم اختفى عن المشهد العام عام 2008، دون أن يعرف سبب ذلك، أو لماذا انقلبت عليه الأسرة المالكة.

وواجه الأمير بندر عدة مشاكل صحية في السنوات الأخيرة، وخضع لعمليتين جراحيتين في الولايات المتحدة، ويعاني على الأغلب من آلام في الظهر، وإن كان البعض يردد أنه يعاني من أمراض لها علاقة بإدمان الكحول والاكتئاب. ووصفه ديفيد أوتاواي في كتاب "رسول الملك" بأنه "أكثر من شارب عرضي للخمر". كما أن صديقه السابق وليام سمبسون في كتابه "الأمير: القصة السرية لأكثر أمراء العالم دهاء" حدد منتصف عقد تسعينات القرن الماضي لأول نوبة اكتئاب كاملة يصاب بها الأمير بندر بن سلطان.

ويبدو أن عودة بندر إلى المملكة تتجاوز مجرد تحسن صحته، فالأمر، كما يقول أحد المصادر من داخل العائلة المالكة نفسها للمجلة الأميركية، له علاقة بالسياسة الداخلية لعائلة آل سعود، وتتعلق بالسؤال الملح الذي يدور حول من سيخلف الملك عبد الله.

وأكدت المصادر نفسها على أن هناك صفقة تتم حالياً بخصوص مستقبل الحكم، وتسلسل الأحداث ليس واضحاً ولكن التغييرات قد تبدأ قريباً، أولاً يتخلى الأمير سلطان ولي العهد عن منصبه، ويسلمه لنجله الأمير خالد، وهو أخ غير شقيق للأمير بندر، ورغم أن مؤهلات الأمير خالد كافية إلا أن خبرته العسكرية ضعيفة، وقيادته للمواجهات العسكرية على حدود اليمن في الآونة الأخيرة شهدت سلسلة من الأخطاء التكتيكية، إلا أن حاشية الأمير سلطان تصر على أن يحل خالد محل والده.

والتغيير الثاني سيكون تقاعد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية والذي يعاني من مرض باركنسون، وسيذهب منصبه إلى أصغر أمراء آل سعود، الأمير تركي الفيصل.

وتنحصر الخلافة في السعودية بأبناء (أو أحفاد) مؤسس الدولة الحديثة عبدالعزيز آل سعود، إلا أن تراتبية الأمراء الذين يمكن أن يخلفوا الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أبناء الملك المؤسس تحفل برجال تقدموا في العمر وأصاب المرض بعضهم.

ونظريا، فان الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد هو المرشح لخلافة أخيه، لكنه يصغره بسنة واحدة وقد قضى وقتا طويلا مؤخرا خارج البلاد للعلاج من مرض لم يكشف عنه. وعاد إلى الإقامة في المغرب في فترة نقاهة جديدة.

وكانت مجلة الايكونوميست قد ذكرت أن تسمية الأمير نايف بن عبدالعزيز في منصب نائب رئيس الوزراء جعلته يحتل موقع "ولي العهد المنتظر"، إلا أن شبكة العلاقات الأسرية داخل آل سعود وتقدم عمر الأمير نايف وطبيعة علاقاته وتشدده تجعل الاختيار معاكسا لتوجهات الملك عبدالله الانفتاحية التي أرساها خلال سنوات حكمه.

واعتبرت المجلة أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير الرياض، والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات هما الخياران الأكثر قوة بالنسبة للأسرة الحاكمة، وإن كان دور الأمير سلمان قد يبرز كحكم في اختيار منْ يجلس على العرش أكثر منه مرشحا له.

لكن أوساطا في السعودية تقول أن السلطة قد تتجاوز الجيل الأول من ورثة عبدالعزيز آل سعود لتصل إلى الأحفاد الذين يتقدمهم "المحمدان"، الأمير محمد بن نايف نائب وزير الداخلية القوي والأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية.

وتعد إشاعات مرض الأمراء الكبار جزءا من المشهد السياسي في السعودية وتؤخذ محمل الجد نظرا لتقدم أعمار الكثير منهم.

ورغم أن الملك عبدالله أسس هيئة البيعة التي تتألف من الأحياء من أبناء الملك المؤسس أو من يليهم من ابناهم إذا كانوا متوفين أو عاجزين أو معتذرين، وهي الهيئة التي يرجع إليها في اختيار الملك في حال وفاته أو عجزه، إلا أن محللين اعتبروا أن وجودها جاء في الأصل للحد من نفوذ الأخوة السديريين (الأخوة الأشقاء من أبناء الملك عبدالعزيز الذين يسمون على اسم أخوالهم).

وأشاروا إلى أن السديريين لا يمثلون إلا خمس أعضاء الهيئة، كما أن الملك عيّن أخاه الأمير مشعل بن عبدالعزيز على رأسها مما يضمن توجيهها بعيدا عنهم.

  • فريق ماسة
  • 2010-11-19
  • 9599
  • من الأرشيف

من يخلف الملك عبد الله في حكم السعودية؟

أثار الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "سايمون هندرسون" حزمة من الأسئلة عمن يخلف العاهل السعودي في حكم المملكة التي تطفو على بحيرة من النفط. هندرسون قال في مقال بمجلة "فورين بوليسي" "أن عودة بندر بن سلطان للسعودية تلقي الضوء على المفاوضات الحساسة حول من يرث العرش". وأشاعت مصادر مقربة من العائلة المالكة إن خالد بن سلطان هو الشخصية الأكثر احتمالا لتولي العرش، حيث سيتخلى الأمير سلطان عن منصب وزير الدفاع لابنه خالد وسيكون الأمير نايف وليا للعهد، وسيصبح تركي الفيصل وزيرا للخارجية. وتأتي احتمالات سايمون هندرسون إثر نقل مجلة بريطانية مرموقة القلق الذي يسود الأوساط الغربية من احتمالات الخلافة في السعودية، البلد العربي الكبير الذي يحكم من قبل زعيم تجاوز الثمانين من العمر. واعتبرت مجلة الايكونوميست أن قضية تداول السلطة في البلاد العربية مشكلة حقيقية، لكنها أصبحت قضية حرجة خصوصا في السعودية لأنها تعتمد نظام "الأصلح" التفضيلي ذا المعايير المطاطة. وأطلق الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سؤالا بـ "ما الذي يحدث؟" مجيباً بـ "لا بد أولا من كلمة تحذير". وقال "هناك مقولة قديمة تفيد بأن الناس الذين يعرفون فعلا ما الذي يجري داخل العائلة السعودية المالكة لا يتحدثون عما يعرفونه- كما أن الناس الذين يتحدثون لا يعرفون ما الذي يجري. وفي كثير من الأحيان تكون هذه المقولة أداة مناسبة يستخدمها المقربون من آل سعود لدحض التقارير التي تنتقد السعودية، لكنها وسيلة مهمة لتذكيرنا بأننا لن نعرف أبدا الكثير مما نرغب في معرفته عن السياسات السعودية الغامضة". وعاد بندر إلى بلاده مرة أخرى، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الحكومية، واستقبله عدد من كبار المسئولين في المملكة، وهو ما دفع المجلة الأميركية إلى التساؤل عما يحدث في المملكة.   هندرسون أشار إلى أن عودة الأمير بندر بن سلطان، أحد أهم شخصيات العائلة المالكة السعودية إلى بلاده بعد عامين من الاختفاء، واستقباله كأحد الأبطال.. إنما يسلط الضوء على إجراء مفاوضات حول من سيتولى عرش السعودية خلفاً للملك عبد الله. وأثار اختفاء بندر، المعروف بصلاته القوية بالساسة الأميركيين عددًا من نظريات المؤامرة منها على سبيل المثال ما روجت له وسائل الإعلام الإيرانية من اتهامه بتدبير أنشطة القاعدة في العراق وتمويل الجماعات التابعة له في لبنان في محاولة لتقويض حزب الله. وظل بندر بن سلطان يُعامل على مدار جيل كامل على أساس أنه رجل الرياض في واشنطن وظل سفيراً للسعودية في الولايات المتحدة أكثر من 20 عاماً، حتى أن البعض أطلق عليه لقب "بندر بن بوش" بسبب علاقته الوثيقة ببوش وأسرته. وتتداول وسائل الإعلام غالبا الصورة التي تجمعه ببوش حيث الأخير جالساً على آريكة، فيما الأمير السعودي يتكئ على حافتها العليا بطريقة توحي بما لا يمكن قبوله في العلاقات الدبلوماسية. وكان الأمير قد عاد إلى الرياض ليتولى رئاسة مجلس الأمن السعودي، والذي لم تكن مهامه واضحة، ثم اختفى عن المشهد العام عام 2008، دون أن يعرف سبب ذلك، أو لماذا انقلبت عليه الأسرة المالكة. وواجه الأمير بندر عدة مشاكل صحية في السنوات الأخيرة، وخضع لعمليتين جراحيتين في الولايات المتحدة، ويعاني على الأغلب من آلام في الظهر، وإن كان البعض يردد أنه يعاني من أمراض لها علاقة بإدمان الكحول والاكتئاب. ووصفه ديفيد أوتاواي في كتاب "رسول الملك" بأنه "أكثر من شارب عرضي للخمر". كما أن صديقه السابق وليام سمبسون في كتابه "الأمير: القصة السرية لأكثر أمراء العالم دهاء" حدد منتصف عقد تسعينات القرن الماضي لأول نوبة اكتئاب كاملة يصاب بها الأمير بندر بن سلطان. ويبدو أن عودة بندر إلى المملكة تتجاوز مجرد تحسن صحته، فالأمر، كما يقول أحد المصادر من داخل العائلة المالكة نفسها للمجلة الأميركية، له علاقة بالسياسة الداخلية لعائلة آل سعود، وتتعلق بالسؤال الملح الذي يدور حول من سيخلف الملك عبد الله. وأكدت المصادر نفسها على أن هناك صفقة تتم حالياً بخصوص مستقبل الحكم، وتسلسل الأحداث ليس واضحاً ولكن التغييرات قد تبدأ قريباً، أولاً يتخلى الأمير سلطان ولي العهد عن منصبه، ويسلمه لنجله الأمير خالد، وهو أخ غير شقيق للأمير بندر، ورغم أن مؤهلات الأمير خالد كافية إلا أن خبرته العسكرية ضعيفة، وقيادته للمواجهات العسكرية على حدود اليمن في الآونة الأخيرة شهدت سلسلة من الأخطاء التكتيكية، إلا أن حاشية الأمير سلطان تصر على أن يحل خالد محل والده. والتغيير الثاني سيكون تقاعد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية والذي يعاني من مرض باركنسون، وسيذهب منصبه إلى أصغر أمراء آل سعود، الأمير تركي الفيصل. وتنحصر الخلافة في السعودية بأبناء (أو أحفاد) مؤسس الدولة الحديثة عبدالعزيز آل سعود، إلا أن تراتبية الأمراء الذين يمكن أن يخلفوا الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أبناء الملك المؤسس تحفل برجال تقدموا في العمر وأصاب المرض بعضهم. ونظريا، فان الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد هو المرشح لخلافة أخيه، لكنه يصغره بسنة واحدة وقد قضى وقتا طويلا مؤخرا خارج البلاد للعلاج من مرض لم يكشف عنه. وعاد إلى الإقامة في المغرب في فترة نقاهة جديدة. وكانت مجلة الايكونوميست قد ذكرت أن تسمية الأمير نايف بن عبدالعزيز في منصب نائب رئيس الوزراء جعلته يحتل موقع "ولي العهد المنتظر"، إلا أن شبكة العلاقات الأسرية داخل آل سعود وتقدم عمر الأمير نايف وطبيعة علاقاته وتشدده تجعل الاختيار معاكسا لتوجهات الملك عبدالله الانفتاحية التي أرساها خلال سنوات حكمه. واعتبرت المجلة أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير الرياض، والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات هما الخياران الأكثر قوة بالنسبة للأسرة الحاكمة، وإن كان دور الأمير سلمان قد يبرز كحكم في اختيار منْ يجلس على العرش أكثر منه مرشحا له. لكن أوساطا في السعودية تقول أن السلطة قد تتجاوز الجيل الأول من ورثة عبدالعزيز آل سعود لتصل إلى الأحفاد الذين يتقدمهم "المحمدان"، الأمير محمد بن نايف نائب وزير الداخلية القوي والأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية. وتعد إشاعات مرض الأمراء الكبار جزءا من المشهد السياسي في السعودية وتؤخذ محمل الجد نظرا لتقدم أعمار الكثير منهم. ورغم أن الملك عبدالله أسس هيئة البيعة التي تتألف من الأحياء من أبناء الملك المؤسس أو من يليهم من ابناهم إذا كانوا متوفين أو عاجزين أو معتذرين، وهي الهيئة التي يرجع إليها في اختيار الملك في حال وفاته أو عجزه، إلا أن محللين اعتبروا أن وجودها جاء في الأصل للحد من نفوذ الأخوة السديريين (الأخوة الأشقاء من أبناء الملك عبدالعزيز الذين يسمون على اسم أخوالهم). وأشاروا إلى أن السديريين لا يمثلون إلا خمس أعضاء الهيئة، كما أن الملك عيّن أخاه الأمير مشعل بن عبدالعزيز على رأسها مما يضمن توجيهها بعيدا عنهم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة