هنا دمشق من القاهرة. يقولها الأهرام على صفحاته عنوانا لواحد من ملفاته الخارجية، ليس انحيازا لأى طرف على الساحة السورية، والتى تجول فيها لمدة عشرة أيام تحت الخطر ووابل المدافع والانفجارات التى تهدد الآن وحدة القطر المصرى الشمالى أو نصفنا الآخر فى سوريا الذى كان يلفنا معه علم واحد لدولة واحدة اسمها الجمهورية العربية المتحدة قبل 55 سنة. شارك مصر حرب التحرير فى أكتوبر 73. وقبلها حين خاضت مصر حرب الكرامة عام 1956 ضد العدوان الثلاثى كان صوت مصر يخرج من عاصمة الأمويين تحت شعار هنا القاهرة من دمشق التى تخوض الآن حرب هويتها الأخيرة وتنهش ريفها العصابات المسلحة من كل جنس، سجلنا ما يجرى الآن فى سوريا بالضبط من أفواه المحاصرين والخبراء. وكيف تجند داعش المقاتلين من الدول العربية وأوروبا بشهادات المقاتلين أنفسهم؟ وكيف يضمن المقاتل تحرير القدس و70 حورية فى الجنة؟ وما هى آخر فصول الانتقام التركى من بلاد الثورة العربية الأولى التى أعلنت الانفصال عن الدولة العثمانية المريضة قبل نحو 100 سنة؟ وما هى خريطة التنظيمات الارهابية المسلحة او كيف يمدها تنظيم الإخوان الإرهابى الدولى بالمغرر بهم والمال والسلاح، وعلاقتهم بالجيش الحر وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المأجورة، وما هو دور حماس وحرب الأنفاق التى تأخرت سوريا فى مواجهتها، وما هى حكايات العذاب والانتهاك البشرى والإنسانى فى مخيمات لاجئين على الحدود وكيف يقتسم النظام والعصابات المسلحة السيطرة على المدن والريف وكيف تمد الحكومة المناطق بالخدمات والكهرباء والماء وتتولى داعش تحصيل الفواتير؟

- هنا دمشق من القاهرة

- الاهرام مع الشعب السورى فى قلب المحنة

- تركيا تطمع فى الدور المصرى. وداعش أصبحت موضة سيكتوى العالم بنارها

- خبراء سوريون: التنظيمات الإرهابية من نبع واحد وهدفها تدمير الجيوش العربية

- خبير: قطر وتركيا ترعيان الإرهاب وإخوان سوريا شركاء بالمال والسلاح والرجال فى الجماعات المسلحة

- المواطنة السورية مريم: الإرهابيون يقتلون موظفى الدولة بدعوى تعاملهم مع نظام كافر

- رانيا: من ترفض معاشرة إرهابى يسيرونها عارية بالشارع قبل اغتصابها

- عيسى: المتطرفون شنقوا طفلا امتنعت أسرته عن التعاون معهم وخطفوا كثيرين لحفر الأنفاق

برغم الدمار والخراب فى محيطها من جميع الجهات فإن سكان العاصمة السورية دمشق متمسكون بالأمل، ولو سألت عن كيفية العبور من النفق المظلم فالإجابة جاهزة: اقتربنا من الحسم وقادرون على الصمود ونراهن على عنصر الوقت وقوة الإرادة والصبر، فعاصمة الأمويين لن تكون منطلقا لخلافة زائفة لا تفرق بين دماء الضحايا ومياه الينابيع.

أصوات الانفجارات وطلقات المدافع لا تتوقف والمواطنون اعتادوا عليها، والكمائن الأمنية المشددة على كل الطرق وتزداد كثافتها كلما اقتربت من مركز أمنى أو عسكرى، ومع ذلك فالحياة تبدو طبيعية.

فى سوريا اجتمع إرهابيون من كل أطراف الأرض هؤلاء من أوروبا الغربية ولا تجد إجابة محددة إذا سألت: ما الذى يدعو شبابا مرفها يعيش في بلاد تحترم حقوق الإنسان إلى القدوم إلى هنا للقتال لإحياء خلافة اسلامية؟! وآخرون من بلاد عربية وأسيوية خاصة من جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق تركوا دراستهم فى الجامعات استجابة لفتاوى الضلال وصحبة المختطفين ذهنيا وأصحاب المشروعات الإقليمية والدولية.

فى سوريا خرج المتظاهرون قبل 3 سنوات من أجل مطالب العيش والحرية والكرامة الانسانية، ولكن سرعان ما ركبت التنظيمات المسلحة صهوة مطالبهم، فلم يفلح الخروج ولم تتحقق المطالب، ولم تبق الحياة على حالها فضاع الأمن أيضا ونزح مئات الآلاف، تاركين وراءهم قرى ومدنا مدمرة وجيشا نظاميا يواجه تنظيمات إرهابية تختلف أهدافها باختلاف مرجعياتها المذهبية والطائفية.

الأهرام فى سوريا لترى وتسمع وتحكى وتنفرد، برغم ساعات القلق والذعر وأحيانا الخوف من الخطف أو القتل أو الذبح، وهى مشاعر لم تستمر كثيرا مع مظاهر حب كل ما هو مصرى والترحيب بها فى كل مكان ذهبت إليه.

دمشق ليست خائفة لكنها قلقة، تراهن علي عنصر الزمن، وتؤمن بأن جيشها قادر علي الحسم، وبأن الأزمة السورية مرتبطة بوضع إقليمي ودولي شديد التعقيد.

فور الخروج من مطار دمشق، تلاحظ إنخفاضا في اعداد المسافرين لدرجة تصل إلى العشرات، تشاهد أعدادا قليلة من سيارات الأجرة يندفع سائقوها نحوك لتركب معهم وبرغم ذلك فالأجرة مبالغ فيها.

وعلي الطريق من مطار دمشق حتي قلب المدينة تجد عدة تجمعات سكانية متفرقة ضمن حزام محافظة ريف دمشق وما زالت آثار القصف والمواجهة مع التنظيمات المسلحة علي المباني وفى الحقول التى جفت أشجارها، وكانوا قد اقتربوا من العاصمة ومازال بعض مقاتليهم فى محيطها، بحيث تعود سكان دمشق على سماع أصوات الطلقات الخفيفة والثقيلة على مدى الأربع وعشرين ساعة، في نفس الوقت الذى تعودوا فيه على وجود قرى بالكامل تم تدميرها وأصبحت خالية من مواطنيها الذين إما سافروا خارج سوريا أو نزحوا الى العاصمة ليخلقوا واقعا جديدا نتيجة الزحام

وكأنهم ينتظرون إعلاميا مصريا.

عم محمد السائق الذى ركبت معه قال لي إنه كان يعيش في القاهرة في شارع فؤاد قبل عشرين عاما، وأنه يتمنى الخير لمصر لأنها قلب الأمة ككل من قابلتهم من السوريين بعد ذلك هو علي ثقة بأن سوريا ستعبر الأزمة ولكن يشكو من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات.

موظف الفندق والمحلات التجارية في المدينة التي تنقطع عن أحيائها الكهرباء بالتناوب لعدة ساعات قد تصل إلي الأربع أحيانا، رحبوا بوجودى وكان ترحيبهم أكبر عندما علموا أننى أعمل في الأهرام. جارى في الغرفة المجاورة بالفندق قال إنه يحتفظ بصور زيارات جمال عبدالناصر لسوريا وصور حرب 73 علي الجبهتين المصرية والسورية، وتساءل في رجاء هل ستعود هذه الأيام؟

في محل بيع خطوط التليفونات المحمولة، طلب منى البائع جواز السفر واحتفظ بصورته وسألنى عن اسم أمى وفهمت أنها إجراءات أمنية، ولم اندهش. لونسيت أن سوريا تحارب علي حدودها الشمالية الشرقية والجنوبية وجزءا من حدودها الغربية، فأنت في دمشق لا تشعر بأنك في دولة لا تنقطع فيها أصوات طلقات المدافع ولا رصاص البنادق وقنابل الطائرات فى اماكن أخرى، ولا يتبقى من ذلك سوي الكمائن على الطريق وداخل المدينة، حيث تخضع السيارات للتفتيش الدقيق بمعرفة جنود من القوات المسلحة.

- ماذا حدث في سوريا؟!

هناك فارق جوهري بين ما جري في مصر وبين ما يجرى في سوريا حيث أدرك المصريون مبكرا أنهم يواجهون إرهابا يمتطى ظهر مطالب شعبية ربما كانت لها وجاهتها، وكان يمكن دراستها والاستجابة لها، أما في سوريا فقد صدق البعض ما قيل إنه ثورة وهو مصطلح له جاذبية لدي قطاعات عديدة في أي مجتمع. واجهت سوريا صعوبات كبيرة في بداية الأزمة، وأهمها إقناع المواطنين بأن ما حدث ليس ربيعاً عربياً، وأنه لا يستهدف تحقيق الديمقراطية، ولكنه يبغى تدمير الجيوش العربية الكبيرة، تم تدمير الجيش العراقي، والجيش السورى الآن في مواجهة كبيرة، ويخشي السوريون إنهاك الجيش المصري.

ويضيف أحد الخبراء السوريين رفض ذكر اسمه أن المواطنين في سوريا احتاجوا إلي فترة ليقتنعوا بذلك، عكس مصر القائد الأكبر للعرب التي تستهدفها تركيا التى تطمع في دورها الريادي في الوطن العربي وتحاول القضاء عليه، بمساعدة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية التي حملت السلاح.

ومن خلال مناقشاتى مع كثير من السوريين ذوى خلفيات متعددة، يكاد يكون هناك إجماع على هذا الرأى ويقولون: نحن جيران تركيا ونعلم تماما أنها فقدت صوابها بعد فشل الإخوان في مصر، لماذا لم تبدأ الأعمال الإرهابية في مصر بهذه الصورة المخيفة إلا بعد سقوط الإخوان، ويستشهدون بدعم تركيا لداعش، والذى لم يعد خافيا سواء في سوريا أوفي مصر، بعد أن بايعت جماعات الإرهاب في سيناء تنظيم داعش الإرهابى، كما أن النفط السورى والعراقي يباع في تركيا بأرخص الأسعار، ومستشفياتها مفتوحة أمام مقاتلي الجماعات الإرهابية في سوريا، ومعسكرات تدريب الإرهابيين في تركيا وعلي الحدود السورية.

- المواجهة ليست أمنية فقط

وعلي صعيد المواجهة يرى محلل سورى رفض ذكر اسمه أنهم فى سوريا لا يواجهون الإرهاب بالعمل الأمنى فقط، ولكن بالعمل الدعوي أيضا، حتي لا ينخدع الناس بالغطاء الإسلامى لجماعات الإرهاب، ولكن من يحمل فكر داعش لا يمكن إلا القضاء عليه، وإلا فما الدافع الذى يجعل أوربيين وأستراليين وعربا من دول مختلفة يأتون للقتال هنا إلا إذا كانوا مجذوبين، مؤكدا أنها أصبحت موضة في العالم، سيكتوى بنارها من يصدرونها إلينا.

وبعد صمت قال: كل التنظيمات الإرهابية المسلحة تشرب من نبع واحد ويديرها مُشغل واحد، وتكتيكاتها في الحرب واحدة، وهدفها الجيوش العربية بحيث تتحقق الفوضى في المنطقة العربية، بحيث يسهل إعادة تقسيمها وفقا لآليات الصراع الجديدة في العالم، حيث ستنتهي الهيمنة الأمريكية. لا فرق بين داعش وأحرار الشام والنصرة وجند الشام، واستشهد بكلام خبير أمني جزائري كان في زيارة سوريا قائلا: إنه أخبره أن ما يجرى في سوريا اليوم هو نفس ما جرى في الجزائر قبل 15 عاما، وأن مصدر السلاح واحد، وليس مسموحا لأي دولة في المنطقة العربية أن تتخطى حدودا معينة في التنمية وفقا للفكر والرؤية الأمريكية والأوروبية.

أحد الذين حاورتهم قال: كنت فى الميدان، وفي كل مكان دخلنا فيه بعد طرد الجماعات المسلحة منه، نجد مخلفات تدل علي أن قطر وتركيا هي مصدر الإرهاب في سوريا، وأضاف في محافظة حماة وجدنا علب خبز ولحوما وأدوية وذخائر كلها من قطر وتركيا دخلت عبر الحدود التركية المفتوحة وأضاف ما زالت تركيا تورد للداخل السورى من 400 إلي 450 عنصرا مسلحا حتي اليوم دون إكتراث بقرار مجلس الأمن بتجريم تمويل ونقل المسلحين عبر الحدود، مشيرا إلى أن تركيا نصبت مخيمات اللاجئين قبل حدوث الأزمة رغم أن جنود الجيش السورى لم يطلقوا الرصاص علي المتظاهرين قبل سقوط 600 شهيد برصاص الإرهابيين الذين كانوا يتمركزون في مناطق الكمائن الأمنية ويطلقون الرصاص علي المتظاهرين والجنود في نفس الوقت، وهو ما يشابه ما جرى في مصر بعد 25 يناير.

ويدلل على صحة ما ذهب إليه، بأن المواطنين يهربون من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، ثم يعودون إليها بعد تحريرها بواسطة رجال الجيش السوري، ويضيف أن هناك انتفاضات شعبية في مناطق تسيطر عليها منظمات مسلحة كما حدث في الريف الغربي لدير الزور قبل شهرين، عندما إنتفضت القبائل في وجه داعش حيث قامت عشيرة الشعيطات بالوقوف في وجه داعش التي قتلت 800 رجل في مجزرة بشرية، مع العلم بأن أبناء هذه القبيلة كانوا في طليعة من خرجوا للمظاهرات قبل 3 سنوات.

خبير ثالث قال إنه يحيي الخطوة التي إتخذتها مصر بإخلاء الشريط الحدودى في رفح ووصفها بأنها جريئة وفي مكانها الصحيح وتشكل من وجهة نظره استفادة من التجربة السورية، حيث لم يتم عمل ذلك إلا مؤخرا. واتهم صراحة منظمة حماس والتنظيمات الموالية لها أو المنشقة عنها بارتكاب أعمال إرهابية فى سوريا وقال: لقد قتلنا أحد قادتهم فى درعا واسمه سعيد الطيراوى وهو أحد قادة جبهة النصرة، وأضاف حماس وجهت بندقيتها لسوريا التى دعمتها كما فعلت مع مصر تماما. وحذر من عمل إرهابى كبير تعد له سرايا أكناف بيت المقدس في مصر قريبا. مؤكدا: لا يمكن أن تكون سوريا مع حماس أوغير حماس ضد مصر ووحدتها وقرارها، ويضيف نحن ندعم حماس فقط إذا وجهت سلاحها لإسرائيل ولقد عانينا في سوريا من منظمات إرهابية نعتبرها منشقة عن حماس أو تابعة لها وخاصة فيما يتعلق بأنفاق السلاح والمفخخات، ويقول: في سوريا نحن عبرنا عنق الزجاجة، بمعني أنه تم استيعاب الحدث وجار التعامل معه وفقا لأرضية وحدة الرونة واستمرار مؤسساتها، أما ما تبقي فنحن نعمل بالميدان، وهو الفيصل بالنسبة لنا، وقد بدأنا نحقق نتائج جيدة، لقد كنا نحارب الإرهاب نيابة عن العالم الذي تحرك مؤخرا جداً، والآن فقط وضعت كل دول العالم المنظمات المسلحة التي نحاربها علي لائحة الإرهاب كما فعلت الإمارات مؤخراً.

وعندما سألته عن سيطرة المنظمات المسلحة علي مناطق كاملة في سوريا قال إن سوريا تقترب من مرحلة الحسم، وهناك قضايا يكون عامل الزمن مسألة نسبية في الانتهاء منها، واستشهد بمقولة أحد العسكريين الإيرانيين بأن مُدناً كاملة في إيران ظلت خارج سيطرة الدولة لمدة عشر سنوات.

- القرى للمسلحين والمدن للنظام

كلام الخبراء السوريين ذوى الخلفيات والمشارب المختلفة، دفعنى إلى النزول إلى ميدان المعركة الحياتية، عدم الاكتفاء بأحاديث الصالونات، والاطلاع على تفاصيل حياة المواطنين العاديين ومعرفة آرائهم، الطالعة من الواقع السورى المؤلم. فى ليلتي الأولى بدمشق استطعت أن أميز أصوات تبادل إطلاق نار فى محيطها، وقصف متقطع في ريفها علي بعد أقل من 5 كيلو مترات من قلب المدينة حيث أقيم بالقرب من ساحة الأمويين.

في الليلة الثانية ومع منتصف الليل تقريبا تكررت نفس الأصوات ولكن بعد مرور ساعتين كانت الانفجارات أقوى وأزير الطائرات أصبح مكثفا كما أن أصوات إنفجارات البراميل المتفجرة وطلقات المدفعية الثقيلة ودانات الدبابات كانت واضحة حتي أثناء رفع آذان الفجر وإقامة الصلاة، واستمرت الإنفجارات العنيفة حتى الثامنة صباحا، حيث بدأت كثافة السير في الشارع وغطت أصوات السيارات على دوى القصف الذى كان مستمرا. في الصباح علمت أن طائرات الجيش السورى كانت تقصف مسلحين في حي جوبر شرقي دمشق، وسألت موظفا في الفندق هل اقترب الإرهابيون من هنا، فابتسم وقال لي: (شيء عادي) تعودنا على هذه الأصوات، فقوات الجيش تطارد المسلحين علي أطراف دمشق يوميا وعلي مدى الأربع وعشرين ساعة فى معظم المحافظات وتدمر شبكات الأنفاق والمباني التى استخدموها، خلال العامين الماضيين في محاولة للاقتراب من دمشق أو من المدن الكبرى. ثم توجهت إلي مدينة (عدرا) العمالية وهى منطقة صناعات ثقيلة ومتوسطة تبعد عن دمشق حوالي 20 كيلو مترا، وتنبع أهميتها من موقعها بالقرب من جسر بغداد الدولي. هنا تمكنت قوات الجيش السورى من استعادتها في أكتوبر الماضى بعد عام تقريبا من سيطرة مقاتلي لواء الإسلام الذى يقوده زهران علوش بالتحالف مع جيش الإسلام وجبهة النصرة والجيش الحر.

- تفاصيل مرعبة

جاء مئات المسلحين من الشيشان والقوقاز والعرب الذين يتحدثون بلهجة خليجية في نهاية ديسمبر 2013 وانضم لهم آخرون من سكان منطقة التوسع في محيط المدينة من خلال الخلايا النائمة، وكما تقول مريم التي تصادف مرورها مع زوجها في طريقهم إلي بيتهم بعد ان هربوا أثناء سيطرة المسلمين على المدينة: لقد عاملونا بشكل جيد في اليومين الأول والثاني بعد سيطرتهم علي المدينة وانتشروا بكثافة فسيطروا علي المدينة الصناعية والمدينة السكنية ثم تغيرت معاملتهم، فظهروا على حقيقتهم وبدأوا في قتل كل من هو شيعي أو علوي أو مجرد موظف حكومي حتي لو كان سنيا، بحجة أنه يتعامل مع الحكومة الكافرة

أما علي عيسي فقال: لقد كان مبدؤهم إما الخطف للعمل معهم في حفر الخنادق او القتل لا يفرقون في ذلك بين رجل وامرأة، ويحكي بمرارة عن طفل عمره 8 أشهر شنقوه وعلقوه في شجرة عقابا لأسرته، ويتذكر وتملأ عينه الدموع أنهم ألقوا 5 أشخاص بينهم سيدات في فرن الخبز أمام أعين الجميع ليحترقوا عقابا لهم، ويضيف أن مجموعة منهم كانت تمر تحت المنازل، ويكبرون ويطالبون السكان بالنزول تمهيدا للاستيلاء على المنزل أو نهب محتوياته، وحين إعترضت إحدى الأسر ذبحوا 7 منهم أمام الباقين، ويواصل لقد قتلوا المئات وحتى الآن لا نستطيع حصرهم.

التقيت سيدة إسمها (شرين دبوب) جاءت إلى قسم الشرطة لتثبت خطف 12 من أسرتها كانوا يعيشون بالمدينة وهم والدها ووالدتها و3 بنات واخوها وزوجته واولادهما الخمسة، وتواصل لقد حولوا مركز الشرطة إلي سجن كبير إحتجزوا فيه المخطوفين، وعندما سألت كم عددهم قالت بالآلاف أجبروهم علي حفر أنفاق شاحنات وأخرى للأفراد حول المدينة وتحت المسجد والكنيسة بعد ان تم تدميرهما.

واستفسرت من مرافقى أين هذه الآلاف الآن فقال لي: لقد أسروا ما لا يقل عن 5 آلاف ونقلوهم إلى منطقة ًدوما القريبة، وهي بؤرة تمركز الجماعات حتى الآن، وبها مخازن أسلحتهم والمواد الغذائية والطحين الذى نهبوه من المستودعات وهؤلاء مجبرون على العمل فى حفر الأنفاق وخدمة المسلحين.

ملابسهم سوداء، ويرتدون جلاليب قصيرة، واغتصبوا النساء لدرجة أنهم كانوا يجبرون من ترفض ممارسة الجنس معهم بالسير في الشارع عارية تماما أمام أسرتها، هذا ما قالته سيدة اسمها رانيا باكيه وواصلت: لقد ناشدته بالله أن يرحمني، فقال أنا لا أعرف الله، أنا أعرف البندقية، فقط. كانوا يتجولون في المدينة في غير وعيهم كالسكاري أو المساطيل، وكان معهم دبابة استولوا عليها من نقطة امن المدينة كما كانت معهم رشاشات ومدافع هاون وصواريخ م - وتقسم بالله أنهم لم يرفعوا الآذان طوال مدة وجودهم، وحولوا مسجد الأنصار بعد أن دمروه إلي نقطة عسكرية ومكانا لنوم الأمراء.

- خريطة الخراب

ويبرر المواطنون خطف الأشخاص بأنه أحد مصادر تمويل هذه الجماعات التي تطالب بفدية لشخص واحد قد تبلغ مليون دولار. وتعد داعش ثم النصرة ثم الجيش الحر وأحرار الشام وجيش الإسلام وأنصار الشريعة أشهر هذه الجماعات. لو تخيلنا خريطة العمل الإرهابى المسلح في المحافظات فإن جبهة النصرة ولواء الإسلام وانصار الشريعة تستهدف ريف دمشق وحمص وادلب وحماه ودرعا، أما الرقة ودير الزور والحسكة والقامشلي فإن داعش هم التنظيم الأكبر فيها حيث سيطرت علي محافظة الرقة وعلى 50% من حلب، أما المحافظات الأكثر أمنا فهي اللاذقية وطرطوس والسويداء وهذا لا يمنع من وجود جماعات مسلحة أخرى في كل مناطق النزاع.

وعندما سألت عن وضع الإخوان المسلمين في سوريا أجابنى خبراء سياسيون: إنهم مشاركون في كل هذه الجماعات خاصة الجيش الحر وجبهة النصرة وليس لهم جماعة معلنة، منذ أن تم تدميرها سياسيا وعسكريا في الثمانينيات من القرن الماضى، حيث كمنوا وانتشروا في مؤسسات دعوية تحت شعار الوسطية الدينية والاعتدال، ولكنهم الآن بعد مظاهرات مارس 2011 يقاتلون مع الجماعات المسلحة ويمولونها ويدعمونها إعلاميا، وأضافوا أن نسبة الشباب السوريين المؤيدين لهذه الجماعات لا يتجاوزون نسبة 5% من عدد السكان، أما المحاربون معهم بالفعل فقسم يعمل نظير المال وآخر أقل منه يحارب عقائديا ومقتنعا بأفكار هذه الجماعات لتغيير النظام وإقامة الخلافة ولو على أشلاء كل السوريين.

انتقلت من منطقة عدرا الصناعية جنوب دمشق وتوجهت إلي الحدود اللبنانية - السورية في منطقة تبعد عن الجولان المحتلة حوالى 40 كيلو مترا فى مناطق قرى الأسد علي الطريق الدولى حيث توجه مئات الآلاف النازحين من مناطق الصراع إلى لبنان وجمعنى لقاء مع أسرة سورية حيث قال عائلها إن النازحين الذين غادروا سوريا بدأوا فى العودة منذ عدة أشهر، بعد أن استعادت قوات الجيش النظامى السيطرة علي بعض المناطق وحاصرت الجماعات المسلحة من مناطق محددة. وقبل أن أغادر إلي دمشق قال لى رب الأسرة وهو ضابط سابق شارك في حرب اكتوبر 73 علي الجبهة السورية إنه يحيى القرار المصري بإخلاء منطقة الأنفاق في رفح، وأن سوريا لو اخذت هذا القرار منذ بداية إنشاء الأنفاق على الحدود التركية والعراقية لما تفاقم الصراع إلي هذه الدرجة التي نراها اليوم.

- الأهرام تلتقى إرهابيين من داعش والنصرة فى سوريا

- محمد القرغيزى: تركت الأزهر وذهبت للجهاد استجابة لفتوى محمد حسان وخطاب مرسى

- أعزم جان: بعت الموتوسيكل فى مصر وبايعت البغدادى فى حلب

- إبراهيم السورى: امراة تتزوج ثلاثة دواعش فى ستة أشهر

- داعش تجبر المسيحيين على صوم رمضان وتعاقب النساء على صوت الحذاء

انفردت الأهرام بلقاء مقاتلين من داعش والنصرة فى أحد المراكز الأمنية بمدينة دمشق فى سوريا، شباب فى مقبل حياتهم أطاحت الفتاوى الجهادية بطموحاتهم، وأحلامهم، لم تشفع آيات الرحمة والمغفرة والعفو لدى من أرسلهم للقتل والإرهاب، فتركوا دراستهم مقابل وعد بالجنة منحه لهم من لا يستحقها. من جميع أركان الأرض خدعهم من يجب عليه أن ينصحهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. كلاب الأرض يتهافتون على أمتنا بزعم إقامة دولة الخلافة، وعصابات المال والجنس تتاجر بلحم رخيص وسلاح فتاك وأموال حرام. بالصوت والصورة والكلمة الأهرام كانت هناك فى عاصمة الأمويين لترى وتسمع وتحكى، لعلها تنقذ من وضع قدمه على شفا حفرة من النار.

- متفجرات البطيخ والكرنب

كان أول المتحدثين شاب سورى قال إن اسمه محمد فيصل طالب بكلية الهندسة وعمره 25 سنة من محافظة اللاذقية قال لى إنه انضم فى أول عام 2013 إلى تنظيم جبهة النصرة عن طريق أحد أصدقائه الذى أمده بالكتب عن تحكيم شرع الله، وعن وجوب مقاتلة الحكام الطغاة وأفراد الجيش والشرطة وقال: تركت محافظتى وجئت إلى دمشق في منطقة جوبر وتعرفت على أمراء التنظيم وكان بعضهم من سوريا واخرون من العراق، وكان أمير التنظيم فى دمشق هو عبدالعزيز العراقي قبل الإنفصال عن داعش، ولاحقا أصبح أمير دمشق عن داعش هو أبوأنس الدرعاوى كانت أعدادنا بالمئات من المتطوعين من الأردن والعراق والسعوديين والشيشان والأوروبيين خاصة الفرنسيين، وأضاف ظللت 40 يوما أخفي الأمر عن عائلتى التى سخطت على ولكنها لم تبلغ عنى، وانضممت لمعسكر لمدة شهر فى منطقة غوطة دمشق وتم تدريبي على استعمال الكلاشنكوف والقناصات والرشاش والعبوات الناسفة واستمر التدريب على الأسلحة لمدة 40 يوما وتعلمنا فى الدروس الدينية أن كل الأنظمة العربية كافرة وأن الجهاد فرض عين على كل مسلم وأن الإنطلاقة لابد أن تكون من أرض الشام. بعدها إنتقلنا إلى معسكر جسرين وكنا مجموعة من كل الجنسيات ويتولى التنظيم الإنفاق علينا وكان التدريب عبارة عن تمرين صباحى من الساعة السادسة حتى العاشرة ثم فطور ثم درس عسكرى، وبعد انتهاء مدة التدريب عملت كعنصر أمنى وتوزع الزملاء بين انتحارى أو إقتحامى أو اعلامى أو طبى، وعن مسئولية عنصر الأمن قال إنه يقوم باختيار الهدف ويسهل الوصول اليه كما يقوم بزرع العبوات الناسفة وصناعتها والمشاركة في عمليات الإغتيال وكنت أنا من ضمن مجموعة تنفيذ الاغتيالات. وفى ابريل 2014 توقف العمل بسبب الخلاف بين جبهتى داعش والنصرة وانتظر الأمراء فتوى الظواهرى التى كفرت داعش ولم تعترف بها.

فى إحدى العمليات نزلنا وكنا 10 أفراد وكان الهدف حاجزا أمنيا للجيش فى مساكن برزا بريف دمشق بالتعاون مع احدى فصائل الجيش الحر وكان أمير المجموعة هو قاسم مجاويش (أبوأنس الدرعاوى) ونفذنا العملية وقتلنا ضابطا و6 جنود واستولينا على أسلحة النقطة وعلى سيارة اسعاف.

ويواصل: في يوليو تم الحاقي فى مجموعة الانتحاريين وتم تكليفنا بعملية في مسجد الأفرم، وهى قتل مجموعة كبيرة من المسئولين كانوا سيشاركون فى الصلاة في المسجد، وتم تشكيل المجموعة بحيث كنا 3 انتحاريين بالأحزمة الناسفة والبنادق ولكن تم القبض علينا وقتل أمير المجموعة قبل تنفيذ العملية.

سألته عن المزايا التى سيحصل عليها الانتحارى اذا مات فقال: نحن سننطلق من الشام الى القدس ونجمع شتات الأمة والشهيد من النصرة سيغفر له ذنبه وينال المنزلة يوم القيامة وله 72 حورية فى الجنة ويشفع فى 70 من أهله ويأمن عذاب النار ويوضع على رأسه تاج الوقار يوم القيامة. فقلت له لماذا تستهدفون الجنود النظاميين فقال: لأنها جيوش الطاغية الذى يحكم بالعلمانية والديموقراطية الكافرة، أما المدنى الذي يقتل بالصدفة أثناء التفجير فسوف يبعث على نيته.

أما عمران محمد - سورى - طالب الثانوية فقال لى إنه من تنظيم داعش وبعد تدريب استمر شهرين ونصف في دمشق، قام بتسع عمليات تفجير على مدى 3 أشهر ضد الكمائن الأمنية وفاجأنى بأنهم يصنعون العبوة ثم يضعونها فى (كرنبة) أو بطيخة أو ثمرة قرع عسلى ويفجرونها عن بعد، وقال أن راتبه الشهرى كان 15 ألف ليرة ما يعادل 100 دولار تقريبا.

- فتوى حسان والعريفى

فى المركز الأمنى دخل علي شابان بملامح أسيوية، قال الأول لى إن إسمه محمد يحيى أبوبكر وعمره 21 سنة وأنه حفظ القرآن فى موطنه جمهورية قرغيزيا احدى جمهوريات الاتحاد السوفييتى السابق، وقال محمد ذو الابتسامة الدائمة أنه أتى الى مصر للدراسة بكلية الشريعة بجامعة الأزهر فى عام 2012، وكان محمد مرسي رئيسا لمصر وقتها وأنه سمع عن وجوب الجهاد فى سوريا من التليفزيون من الداعية محمد حسان، ومن الرئيس محمد مرسي، وأضاف: أخذت ما يلزمنى من أموال - 100 دولار - من عبدالله وعبدالرحيم و50 دولارا من نصرة الله أحد طلاب الشيخ محمد حسان، حتى أغطى تكاليف السفر الى سوريا وهم عبدالله وعبدالرحيم من مركز سمنود، وفى أجازة سنه تانية سافرت الى تركيا، وهناك قابلنى شخص اسمه أبومحمد التركى نقلنى اليه تاكسي كان ينتظرنى امام المطار، وبعد أن أكلنا أعطانى أبومحمد مبلغا من المال لأشترى ملابس عسكرية وسافرت مع أخرين الى معبر أضنة وكنا نمر أمام الوحدات العسكرية التركية دون أن يعترضنا احد، وفى أضنة قابلت شبابا من سوريا هربونى إلى مقر سيف الله الشيشانى أمير أضنة. وبايعت دولة الإسلام (داعش) عند أمير اسمه أبوحنيفة وكانت البيعة لابي بكر البغدادى على السمع والطاعة فى المكره والمنشط. وكانت مهمتى أن اصطحب النساء وأترجم لهم حيث إنهم من بلاد غير عربية الى محافظة الرقة وأن أرعى الأطفال، ولما سألته كيف تم القبض عليك قال: أحد الأشخاص قال لى إنه سيزوجنى وركبت معه فسلمنى لقوات الجيش السورى وعن المسجد التى كان يصلى فيها فى مصر قال: كنت أصلى فى مسجد التوحيد بسمنود، وتعلمت فيه دروس الجهاد ووجوب السفر الى سوريا لنصرة دين الله. أما رفيقه أعزم جان وهو قرغيزى أيضا وعمره 20 سنة، فقال لى كنت أتعلم فى صف تاسع وحفظت القرآن فى مدينة أوش والتحقت للدراسة بكلية الشريعة فى الازهر الشريف، وقال: سافرت الى القاهرة عام 2010 ودرست 3 سنوات وشاهدت دعوة الشيخ محمد حسان فى التليفزيون فى عام 2012 للجهاد فى الشام، كما سمعت نفس الفتوى من الشيخ محمد العريفي وأيضا سمعت الرئيس محمد مرسي، فتكلمت مع صديقي من طاجيكستان وكان يدرس معى وقررنا السفر الى سوريا، كان أبومحمد صديقي قد سبقنا بأسبوع واتصل بى لنلحق به وبالفعل سافرنا ووصلنا الى معبر أضنة وعشنا فترة فى بيت ضيافة اسمه خيام أضنة يشرف عليه مجاهدون وبقيت فيه 20 يوما، حتى وصلنا الى معسكر شيخ سليمان فى حلب. ويضيف تدربنا على حمل السلاح - وكان مدربنا فرنسي الجنسية - لمدة شهر وبايعت الأمير أبوبكر البغدادى، وتم توظيفى كحارس على مصنع الأدوية الذى استولى عليه التنظيم وبقيت في هذا العمل لمدة شهرين. وفى أثناء الصراع بين تنظيمى الجيش الحر وداعش انسحبنا الى مدينة الباب ثم الى الرقة وكنت محاربا فى صفوف داعش، وتم تكليفي بعد ذلك بالعمل ممرضا فى احد المستشفيات والتقيت فيها مع محمد يحيى وذهبنا معا الى نظرة شرعية (يقصد خطبة فتاه) والقى علينا القبض فى مطار الطبقة العسكرى، ويضيف أعزم: اتمنى العودة للدراسة فى الأزهر فهناك المئات من بلدى فى هذه الجامعة.

- التدريب يبدأ بالشهادتين

أما إبراهيم حسين وهو سورى عمره 25 سنة فترك دراسته بكلية العلوم قسم الفيزياء، وانتسب لداعش بعد أن كان تابعا للجيش الحر فى محافظة الرقة وعمل مع المسلحين ضد الجيش ضمن كتائب القسام مقابل 5000 ليرة شهريا وكانت مهمته حراسة مقر التنظيم بما فيه من سلاح وأفراد، ثم تقرر أن يشارك في الإشتباكات المسلحة، ويحكى فيقول: في بداية عام 2013، طلبت جبهة النصرة التى يرأسها أبومحمد الجولانى من كل الكتائب المسلحة مغادرة الرقة أو مبايعة أميرها، ولانها كانت كتائب ضعيفة فقد بايعت وفى مارس 2013 بدأت مرحلة جديدة، بعد اقتحام الرقة حيث تم اخضاعنا لمعسكرات شرعية (تأهيل دينى على مبادئهم السلفية الوهابية) وكان معهم مقاتلون أجانب من مصر والقوقاز واذربيجان والسعودية وليبيا وتونس والمغرب) ويواصل: فترة التدريب تستمر 40 يوما وتبدأ بالشهادتين على إعتبار أن كل ما مر من عمرك كنت فيه كافرا أو مرتدا. وكان أبومصعب التونسى هو الفقيه المسئول عن التعليم الدينى. وعلى مدى 4 أشهر كنا نتعلم ونتدرب ونحاصر الفرقة 17 التابعة للجيش النظامى، وتلا ذلك انفصال جبهة النصرة عن تنظيم الدواعش وخلال تلك الفترة كنت فى تركيا عند شخصين من سوريا، أسسا هناك جمعية أطلقوا عليها اسم البر والاحسان لجمع التبرعات لدعم المقاتلين بالسلاح والذخائر، كان الاتراك يوصلوننا الى الحدود، ثم اتسلم منهم السلاح لأكمل توصيله للمجاهدين، والشخصان التركيان هما شكرى كولاج وعبدالله أبووكان محمد كاز وهو تركى أيضا يتولى توصيلى من مدينة أورفا التركية إلى تل أبيض السورية. وعندما اختلفت النصرة مع داعش انقسم المجاهدون بين الفريقين والتحق أبومصعب التونسي بداعش فبايعته وخيرنى بين العمل كمقاتل او العمل المدنى، فاخترت ان اكون مدنيا بوظيفة عادية وعملت بديوان الاوقاف مساعدا لرئيس الديوان وهو أبومعاذ وهو مصرى الجنسية وعمره 37 سنة وخريج أزهرى وكنا 5 فى المكتب ونتولى طبع المنشورات والفتاوى وتوزيعها على الشباب وهى ملخصات لفكر ابن تيمية وابن عثيمين وابن باز وكان شيوخ التنظيم هم أبومصعب التونسي وأبولقمان السورى وأبوعلى الشرعى السورى. ولأننى أحفظ سورتين من القرآن فقد عملت بالفتوى على قدر علمى وما لا أعلمه كنت أحيله لواحد من مشايخ التنظيم.

- صوت حذاء المرأة

ولما سألته كيف كنتم تعيشون وما هى أهم ملاحظاتك خلال الفترة التى كنت مع التنظيم حتى تم القاء القبض عليك في يوليو 2014 قال: كان التنظيم في كل قرية يدخلها يختار مجموعة من الاشخاص من اهلها ليقتلهم او يذبحهم بتهمة التعامل مع الجيش النظامى او مع جماعات اخرى او بحجة ترك الصلاة حتى يبث الرعب فى نفوس الآخرين. وكان المواطنون يخافون ولم يقاوموا المسلحين فمنع التنظيم حلاقة الذقن وفرض النقاب على السكان بما فيهم المسيحيات ومنع التدخين وعين الخطباء والمؤذنين من داعش. وخلال 4 أشهر قتل التنظيم 2000 شخص من الجيش الحر والنصرة وطبقوا حكم الاعدام على 1000 شخص لمخالفتهم الشريعة. وأضاف: تم منع دراسة التربية الوطنية والتربية الدينية فى المدارس على منهج الحكومة كذلك مادة الفلسفة لأنها كفر بالله، أما اغرب ما قاله لى فكان أن الحكومة السورية وهى المسئولة عن توصيل خدمات الماء والكهرباء للمحافظة الا أن التنظيم هو الذى يحصل الفواتير لنفسه.

وفيما يتعلق بالنساء فأغرب ما قاله مساعد المفتى أنه صدرت فتوى بعقاب من يسمع صوت حذائها أثناء السير في الشارع، ومنعوا المسيحيين من الصلاة فى الكنائس وحولوها الى مدارس للتعليم الدينى، وأمروهم بالصوم مع المسلمين فى رمضان. وأضاف: عندما انضممت للتنظيم رأيت بعينى بحارة الدرعة بالرقة سيدة تزوجت ثلاثة رجال من التنظيم خلال ستة أشهر، بدون أن تتم العدة وكان كل منهم يسلمها للأخر، أما أغلب مجاهدات النكاح فمن دول تركمانستان وأذربيجان وقرغيزستان وأعداد قليلة من العرب حيث إن المسلحين العرب يحضرون نساءهم معهم. فى نهاية لقائى بهذا الشاب قال لى: أنا الأن المطلوب رقم واحد للتنظيم بسبب أنك ستنشر هذا الكلام فى مصر وسيتم ذبحى باعتبارى مرتدا وداعش لا ترحم، أنا نادم على الماضى ولا أستطيع أن أفكر فى المستقبل، ومسجون هنا بينما أمى غاضبة على ولم تكن راضية عن تصرفاتى. وكانت تلك أخر كلمات ابراهيم العلى بينما دموعه تنساب على شعرات لحيته الخفيفة.

- 2000 مسلح يهددون بوتين من الرقة

- دواعش أوروبا. وقود الصراع السورى

من هم هؤلاء القادمون من الجبال البعيدة، ليصبحوا جزءا من الصراع المرير في سوريا؟!مقاتلون من الشيشان والقوقاز يحاربون في سوريا ويهددون بوتين. منذ أكثر من عامين وبالتحديد في مطلع عام 2012 يخوض مقاتلون ذوو بشرة أوروبية بيضاء وشعور كثيفة وطويلة معارك في سورية وتعتبر حلب نقطة تمركزهم الرئيسية، بعضهم بايع الدواعش وبعضهم بايع جبهة النصرة وغير قليل منهم شكل جماعات صغيرة تعمل وفق أجندات وفتاوى دينية خاصة بها.

دخل الشيشان والقوقازيون إلي سورية وظهروا علي أجهزة الإعلام قبل نهاية 2012 كإرهابيين يعملون في ساحة عربية تحولت إلي هدف لكل إرهابيي العالم بزعم خلافة إسلامية غير محددة المعالم. وفقا لتقارير سورية فإن أعدادهم تتراوح بين 1500 و2000 إرهابي مسلح ومدرب، وزعيمهم هو عمر الشيشاني صاحب أشهر صورة علي وسائل الإعلام بعد أبي بكر البغدادي خليفة الدواعش.

بعض هؤلاء المقاتلين درسوا في جامعات إسلامية عربية وبعضهم أتى إلي سوريا من تركيا والنمسا وفرنسا وألمانيا إلي جانب هؤلاء القادمين من جورجيا والشيشان بعد أن تلقوا دروسهم علي أيدى نشطاء القاعدة في منطقة شمال شرقي جورجيا حيث معسكرات القاعدة التي أنشئت عام 2003.

ووفقا لتقارير سورية، فإنه في مارس 2013 أسس الشيشان جيش المهاجرين والأنصار بقيادة عمر الشيشاني منظمهم من الأجانب، وفي أغسطس 2013 تمكنوا من مهاجمة قاعدة مني الجوية بالتعاون مع داعش.

وعندما ظهرت بوادر الخلاف بين زعيمي داعش وتنظيم القاعدة حول أيهما أحق بالبيعة، بايع الشيشانى داعش فيما أعلنت مجموعة صلاح الدين الشيشانى رفض مبايعة داعش واستمرارها بالقتال مع جبهة النصرة، وإستمرت الخلافات حتي نهاية العام، إلي أن ظهرت الخلافات الشخصية داخل المجموعة التى تقاتل مع جبهة النصرة ذاتها، ومنها مجموعة سيف الله الشيشاني الذى قتل في أوائل 2014 من معارك مع الجيش السورى وخلفه محمد الخراساني.

بينما بقيت مجموعة ثالثة خارج البيعة سواء لداعش أو للنصرة وأسست تنظيم جند الشام بقيادة مسلم أبووليد وتتعاون مع الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة.

ويعتبر عمر الشيشاني هو أشهر المقاتلين الأجانب في سوريا وهو الذى قاد عملية كسر الحدود بين العراق وسوريا كما قاد عملية مهاجمة مطار الطبقة في محافظة الرقة السورية قبل شهرين.

المقاتلون الشيشان والقوقازيين لم ينسوا قضيتهم الأصلية فأطلقوا من مطار الرقة تهديداتهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنهم سيعودون لتحرير الشيشان والقوقاز.

ترجح مصادر سورية تعيين عمر الشيشاني قائدا عاما لقوات داعش مؤخرا، وبعد تنظيم إمارة القوقاز الإسلامية الذى يسعي لإقامة الخلافة الإسلامية من بحر قزوين إلي البحر الأسود، وهو الذى صدر مقاتلين إلي سوريا ليؤسسوا تنظيم جيش المهاجرين والأنصار.

المقاتلون الأجانب وعلي رأسهم الشيشان والقوق

  • فريق ماسة
  • 2014-12-09
  • 11256
  • من الأرشيف

هنا دمشق من القاهرة. الأهرام مع الشعب السوري في محنته

هنا دمشق من القاهرة. يقولها الأهرام على صفحاته عنوانا لواحد من ملفاته الخارجية، ليس انحيازا لأى طرف على الساحة السورية، والتى تجول فيها لمدة عشرة أيام تحت الخطر ووابل المدافع والانفجارات التى تهدد الآن وحدة القطر المصرى الشمالى أو نصفنا الآخر فى سوريا الذى كان يلفنا معه علم واحد لدولة واحدة اسمها الجمهورية العربية المتحدة قبل 55 سنة. شارك مصر حرب التحرير فى أكتوبر 73. وقبلها حين خاضت مصر حرب الكرامة عام 1956 ضد العدوان الثلاثى كان صوت مصر يخرج من عاصمة الأمويين تحت شعار هنا القاهرة من دمشق التى تخوض الآن حرب هويتها الأخيرة وتنهش ريفها العصابات المسلحة من كل جنس، سجلنا ما يجرى الآن فى سوريا بالضبط من أفواه المحاصرين والخبراء. وكيف تجند داعش المقاتلين من الدول العربية وأوروبا بشهادات المقاتلين أنفسهم؟ وكيف يضمن المقاتل تحرير القدس و70 حورية فى الجنة؟ وما هى آخر فصول الانتقام التركى من بلاد الثورة العربية الأولى التى أعلنت الانفصال عن الدولة العثمانية المريضة قبل نحو 100 سنة؟ وما هى خريطة التنظيمات الارهابية المسلحة او كيف يمدها تنظيم الإخوان الإرهابى الدولى بالمغرر بهم والمال والسلاح، وعلاقتهم بالجيش الحر وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المأجورة، وما هو دور حماس وحرب الأنفاق التى تأخرت سوريا فى مواجهتها، وما هى حكايات العذاب والانتهاك البشرى والإنسانى فى مخيمات لاجئين على الحدود وكيف يقتسم النظام والعصابات المسلحة السيطرة على المدن والريف وكيف تمد الحكومة المناطق بالخدمات والكهرباء والماء وتتولى داعش تحصيل الفواتير؟ - هنا دمشق من القاهرة - الاهرام مع الشعب السورى فى قلب المحنة - تركيا تطمع فى الدور المصرى. وداعش أصبحت موضة سيكتوى العالم بنارها - خبراء سوريون: التنظيمات الإرهابية من نبع واحد وهدفها تدمير الجيوش العربية - خبير: قطر وتركيا ترعيان الإرهاب وإخوان سوريا شركاء بالمال والسلاح والرجال فى الجماعات المسلحة - المواطنة السورية مريم: الإرهابيون يقتلون موظفى الدولة بدعوى تعاملهم مع نظام كافر - رانيا: من ترفض معاشرة إرهابى يسيرونها عارية بالشارع قبل اغتصابها - عيسى: المتطرفون شنقوا طفلا امتنعت أسرته عن التعاون معهم وخطفوا كثيرين لحفر الأنفاق برغم الدمار والخراب فى محيطها من جميع الجهات فإن سكان العاصمة السورية دمشق متمسكون بالأمل، ولو سألت عن كيفية العبور من النفق المظلم فالإجابة جاهزة: اقتربنا من الحسم وقادرون على الصمود ونراهن على عنصر الوقت وقوة الإرادة والصبر، فعاصمة الأمويين لن تكون منطلقا لخلافة زائفة لا تفرق بين دماء الضحايا ومياه الينابيع. أصوات الانفجارات وطلقات المدافع لا تتوقف والمواطنون اعتادوا عليها، والكمائن الأمنية المشددة على كل الطرق وتزداد كثافتها كلما اقتربت من مركز أمنى أو عسكرى، ومع ذلك فالحياة تبدو طبيعية. فى سوريا اجتمع إرهابيون من كل أطراف الأرض هؤلاء من أوروبا الغربية ولا تجد إجابة محددة إذا سألت: ما الذى يدعو شبابا مرفها يعيش في بلاد تحترم حقوق الإنسان إلى القدوم إلى هنا للقتال لإحياء خلافة اسلامية؟! وآخرون من بلاد عربية وأسيوية خاصة من جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق تركوا دراستهم فى الجامعات استجابة لفتاوى الضلال وصحبة المختطفين ذهنيا وأصحاب المشروعات الإقليمية والدولية. ‎فى سوريا خرج المتظاهرون قبل 3 سنوات من أجل مطالب العيش والحرية والكرامة الانسانية، ولكن سرعان ما ركبت التنظيمات المسلحة صهوة مطالبهم، فلم يفلح الخروج ولم تتحقق المطالب، ولم تبق الحياة على حالها فضاع الأمن أيضا ونزح مئات الآلاف، تاركين وراءهم قرى ومدنا مدمرة وجيشا نظاميا يواجه تنظيمات إرهابية تختلف أهدافها باختلاف مرجعياتها المذهبية والطائفية. ‎ الأهرام فى سوريا لترى وتسمع وتحكى وتنفرد، برغم ساعات القلق والذعر وأحيانا الخوف من الخطف أو القتل أو الذبح، وهى مشاعر لم تستمر كثيرا مع مظاهر حب كل ما هو مصرى والترحيب بها فى كل مكان ذهبت إليه. دمشق ليست خائفة لكنها قلقة، تراهن علي عنصر الزمن، وتؤمن بأن جيشها قادر علي الحسم، وبأن الأزمة السورية مرتبطة بوضع إقليمي ودولي شديد التعقيد. فور الخروج من مطار دمشق، تلاحظ إنخفاضا في اعداد المسافرين لدرجة تصل إلى العشرات، تشاهد أعدادا قليلة من سيارات الأجرة يندفع سائقوها نحوك لتركب معهم وبرغم ذلك فالأجرة مبالغ فيها. وعلي الطريق من مطار دمشق حتي قلب المدينة تجد عدة تجمعات سكانية متفرقة ضمن حزام محافظة ريف دمشق وما زالت آثار القصف والمواجهة مع التنظيمات المسلحة علي المباني وفى الحقول التى جفت أشجارها، وكانوا قد اقتربوا من العاصمة ومازال بعض مقاتليهم فى محيطها، بحيث تعود سكان دمشق على سماع أصوات الطلقات الخفيفة والثقيلة على مدى الأربع وعشرين ساعة، في نفس الوقت الذى تعودوا فيه على وجود قرى بالكامل تم تدميرها وأصبحت خالية من مواطنيها الذين إما سافروا خارج سوريا أو نزحوا الى العاصمة ليخلقوا واقعا جديدا نتيجة الزحام وكأنهم ينتظرون إعلاميا مصريا. عم محمد السائق الذى ركبت معه قال لي إنه كان يعيش في القاهرة في شارع فؤاد قبل عشرين عاما، وأنه يتمنى الخير لمصر لأنها قلب الأمة ككل من قابلتهم من السوريين بعد ذلك هو علي ثقة بأن سوريا ستعبر الأزمة ولكن يشكو من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات. موظف الفندق والمحلات التجارية في المدينة التي تنقطع عن أحيائها الكهرباء بالتناوب لعدة ساعات قد تصل إلي الأربع أحيانا، رحبوا بوجودى وكان ترحيبهم أكبر عندما علموا أننى أعمل في الأهرام. جارى في الغرفة المجاورة بالفندق قال إنه يحتفظ بصور زيارات جمال عبدالناصر لسوريا وصور حرب 73 علي الجبهتين المصرية والسورية، وتساءل في رجاء هل ستعود هذه الأيام؟ في محل بيع خطوط التليفونات المحمولة، طلب منى البائع جواز السفر واحتفظ بصورته وسألنى عن اسم أمى وفهمت أنها إجراءات أمنية، ولم اندهش. لونسيت أن سوريا تحارب علي حدودها الشمالية الشرقية والجنوبية وجزءا من حدودها الغربية، فأنت في دمشق لا تشعر بأنك في دولة لا تنقطع فيها أصوات طلقات المدافع ولا رصاص البنادق وقنابل الطائرات فى اماكن أخرى، ولا يتبقى من ذلك سوي الكمائن على الطريق وداخل المدينة، حيث تخضع السيارات للتفتيش الدقيق بمعرفة جنود من القوات المسلحة. - ماذا حدث في سوريا؟! هناك فارق جوهري بين ما جري في مصر وبين ما يجرى في سوريا حيث أدرك المصريون مبكرا أنهم يواجهون إرهابا يمتطى ظهر مطالب شعبية ربما كانت لها وجاهتها، وكان يمكن دراستها والاستجابة لها، أما في سوريا فقد صدق البعض ما قيل إنه ثورة وهو مصطلح له جاذبية لدي قطاعات عديدة في أي مجتمع. واجهت سوريا صعوبات كبيرة في بداية الأزمة، وأهمها إقناع المواطنين بأن ما حدث ليس ربيعاً عربياً، وأنه لا يستهدف تحقيق الديمقراطية، ولكنه يبغى تدمير الجيوش العربية الكبيرة، تم تدمير الجيش العراقي، والجيش السورى الآن في مواجهة كبيرة، ويخشي السوريون إنهاك الجيش المصري. ويضيف أحد الخبراء السوريين رفض ذكر اسمه أن المواطنين في سوريا احتاجوا إلي فترة ليقتنعوا بذلك، عكس مصر القائد الأكبر للعرب التي تستهدفها تركيا التى تطمع في دورها الريادي في الوطن العربي وتحاول القضاء عليه، بمساعدة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية التي حملت السلاح. ومن خلال مناقشاتى مع كثير من السوريين ذوى خلفيات متعددة، يكاد يكون هناك إجماع على هذا الرأى ويقولون: نحن جيران تركيا ونعلم تماما أنها فقدت صوابها بعد فشل الإخوان في مصر، لماذا لم تبدأ الأعمال الإرهابية في مصر بهذه الصورة المخيفة إلا بعد سقوط الإخوان، ويستشهدون بدعم تركيا لداعش، والذى لم يعد خافيا سواء في سوريا أوفي مصر، بعد أن بايعت جماعات الإرهاب في سيناء تنظيم داعش الإرهابى، كما أن النفط السورى والعراقي يباع في تركيا بأرخص الأسعار، ومستشفياتها مفتوحة أمام مقاتلي الجماعات الإرهابية في سوريا، ومعسكرات تدريب الإرهابيين في تركيا وعلي الحدود السورية. - المواجهة ليست أمنية فقط وعلي صعيد المواجهة يرى محلل سورى رفض ذكر اسمه أنهم فى سوريا لا يواجهون الإرهاب بالعمل الأمنى فقط، ولكن بالعمل الدعوي أيضا، حتي لا ينخدع الناس بالغطاء الإسلامى لجماعات الإرهاب، ولكن من يحمل فكر داعش لا يمكن إلا القضاء عليه، وإلا فما الدافع الذى يجعل أوربيين وأستراليين وعربا من دول مختلفة يأتون للقتال هنا إلا إذا كانوا مجذوبين، مؤكدا أنها أصبحت موضة في العالم، سيكتوى بنارها من يصدرونها إلينا. وبعد صمت قال: كل التنظيمات الإرهابية المسلحة تشرب من نبع واحد ويديرها مُشغل واحد، وتكتيكاتها في الحرب واحدة، وهدفها الجيوش العربية بحيث تتحقق الفوضى في المنطقة العربية، بحيث يسهل إعادة تقسيمها وفقا لآليات الصراع الجديدة في العالم، حيث ستنتهي الهيمنة الأمريكية. لا فرق بين داعش وأحرار الشام والنصرة وجند الشام، واستشهد بكلام خبير أمني جزائري كان في زيارة سوريا قائلا: إنه أخبره أن ما يجرى في سوريا اليوم هو نفس ما جرى في الجزائر قبل 15 عاما، وأن مصدر السلاح واحد، وليس مسموحا لأي دولة في المنطقة العربية أن تتخطى حدودا معينة في التنمية وفقا للفكر والرؤية الأمريكية والأوروبية. أحد الذين حاورتهم قال: كنت فى الميدان، وفي كل مكان دخلنا فيه بعد طرد الجماعات المسلحة منه، نجد مخلفات تدل علي أن قطر وتركيا هي مصدر الإرهاب في سوريا، وأضاف في محافظة حماة وجدنا علب خبز ولحوما وأدوية وذخائر كلها من قطر وتركيا دخلت عبر الحدود التركية المفتوحة وأضاف ما زالت تركيا تورد للداخل السورى من 400 إلي 450 عنصرا مسلحا حتي اليوم دون إكتراث بقرار مجلس الأمن بتجريم تمويل ونقل المسلحين عبر الحدود، مشيرا إلى أن تركيا نصبت مخيمات اللاجئين قبل حدوث الأزمة رغم أن جنود الجيش السورى لم يطلقوا الرصاص علي المتظاهرين قبل سقوط 600 شهيد برصاص الإرهابيين الذين كانوا يتمركزون في مناطق الكمائن الأمنية ويطلقون الرصاص علي المتظاهرين والجنود في نفس الوقت، وهو ما يشابه ما جرى في مصر بعد 25 يناير. ويدلل على صحة ما ذهب إليه، بأن المواطنين يهربون من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، ثم يعودون إليها بعد تحريرها بواسطة رجال الجيش السوري، ويضيف أن هناك انتفاضات شعبية في مناطق تسيطر عليها منظمات مسلحة كما حدث في الريف الغربي لدير الزور قبل شهرين، عندما إنتفضت القبائل في وجه داعش حيث قامت عشيرة الشعيطات بالوقوف في وجه داعش التي قتلت 800 رجل في مجزرة بشرية، مع العلم بأن أبناء هذه القبيلة كانوا في طليعة من خرجوا للمظاهرات قبل 3 سنوات. خبير ثالث قال إنه يحيي الخطوة التي إتخذتها مصر بإخلاء الشريط الحدودى في رفح ووصفها بأنها جريئة وفي مكانها الصحيح وتشكل من وجهة نظره استفادة من التجربة السورية، حيث لم يتم عمل ذلك إلا مؤخرا. واتهم صراحة منظمة حماس والتنظيمات الموالية لها أو المنشقة عنها بارتكاب أعمال إرهابية فى سوريا وقال: لقد قتلنا أحد قادتهم فى درعا واسمه سعيد الطيراوى وهو أحد قادة جبهة النصرة، وأضاف حماس وجهت بندقيتها لسوريا التى دعمتها كما فعلت مع مصر تماما. وحذر من عمل إرهابى كبير تعد له سرايا أكناف بيت المقدس في مصر قريبا. مؤكدا: لا يمكن أن تكون سوريا مع حماس أوغير حماس ضد مصر ووحدتها وقرارها، ويضيف نحن ندعم حماس فقط إذا وجهت سلاحها لإسرائيل ولقد عانينا في سوريا من منظمات إرهابية نعتبرها منشقة عن حماس أو تابعة لها وخاصة فيما يتعلق بأنفاق السلاح والمفخخات، ويقول: في سوريا نحن عبرنا عنق الزجاجة، بمعني أنه تم استيعاب الحدث وجار التعامل معه وفقا لأرضية وحدة الرونة واستمرار مؤسساتها، أما ما تبقي فنحن نعمل بالميدان، وهو الفيصل بالنسبة لنا، وقد بدأنا نحقق نتائج جيدة، لقد كنا نحارب الإرهاب نيابة عن العالم الذي تحرك مؤخرا جداً، والآن فقط وضعت كل دول العالم المنظمات المسلحة التي نحاربها علي لائحة الإرهاب كما فعلت الإمارات مؤخراً. وعندما سألته عن سيطرة المنظمات المسلحة علي مناطق كاملة في سوريا قال إن سوريا تقترب من مرحلة الحسم، وهناك قضايا يكون عامل الزمن مسألة نسبية في الانتهاء منها، واستشهد بمقولة أحد العسكريين الإيرانيين بأن مُدناً كاملة في إيران ظلت خارج سيطرة الدولة لمدة عشر سنوات. - القرى للمسلحين والمدن للنظام كلام الخبراء السوريين ذوى الخلفيات والمشارب المختلفة، دفعنى إلى النزول إلى ميدان المعركة الحياتية، عدم الاكتفاء بأحاديث الصالونات، والاطلاع على تفاصيل حياة المواطنين العاديين ومعرفة آرائهم، الطالعة من الواقع السورى المؤلم. فى ليلتي الأولى بدمشق استطعت أن أميز أصوات تبادل إطلاق نار فى محيطها، وقصف متقطع في ريفها علي بعد أقل من 5 كيلو مترات من قلب المدينة حيث أقيم بالقرب من ساحة الأمويين. في الليلة الثانية ومع منتصف الليل تقريبا تكررت نفس الأصوات ولكن بعد مرور ساعتين كانت الانفجارات أقوى وأزير الطائرات أصبح مكثفا كما أن أصوات إنفجارات البراميل المتفجرة وطلقات المدفعية الثقيلة ودانات الدبابات كانت واضحة حتي أثناء رفع آذان الفجر وإقامة الصلاة، واستمرت الإنفجارات العنيفة حتى الثامنة صباحا، حيث بدأت كثافة السير في الشارع وغطت أصوات السيارات على دوى القصف الذى كان مستمرا. في الصباح علمت أن طائرات الجيش السورى كانت تقصف مسلحين في حي جوبر شرقي دمشق، وسألت موظفا في الفندق هل اقترب الإرهابيون من هنا، فابتسم وقال لي: (شيء عادي) تعودنا على هذه الأصوات، فقوات الجيش تطارد المسلحين علي أطراف دمشق يوميا وعلي مدى الأربع وعشرين ساعة فى معظم المحافظات وتدمر شبكات الأنفاق والمباني التى استخدموها، خلال العامين الماضيين في محاولة للاقتراب من دمشق أو من المدن الكبرى. ثم توجهت إلي مدينة (عدرا) العمالية وهى منطقة صناعات ثقيلة ومتوسطة تبعد عن دمشق حوالي 20 كيلو مترا، وتنبع أهميتها من موقعها بالقرب من جسر بغداد الدولي. هنا تمكنت قوات الجيش السورى من استعادتها في أكتوبر الماضى بعد عام تقريبا من سيطرة مقاتلي لواء الإسلام الذى يقوده زهران علوش بالتحالف مع جيش الإسلام وجبهة النصرة والجيش الحر. - تفاصيل مرعبة جاء مئات المسلحين من الشيشان والقوقاز والعرب الذين يتحدثون بلهجة خليجية في نهاية ديسمبر 2013 وانضم لهم آخرون من سكان منطقة التوسع في محيط المدينة من خلال الخلايا النائمة، وكما تقول مريم التي تصادف مرورها مع زوجها في طريقهم إلي بيتهم بعد ان هربوا أثناء سيطرة المسلمين على المدينة: لقد عاملونا بشكل جيد في اليومين الأول والثاني بعد سيطرتهم علي المدينة وانتشروا بكثافة فسيطروا علي المدينة الصناعية والمدينة السكنية ثم تغيرت معاملتهم، فظهروا على حقيقتهم وبدأوا في قتل كل من هو شيعي أو علوي أو مجرد موظف حكومي حتي لو كان سنيا، بحجة أنه يتعامل مع الحكومة الكافرة أما علي عيسي فقال: لقد كان مبدؤهم إما الخطف للعمل معهم في حفر الخنادق او القتل لا يفرقون في ذلك بين رجل وامرأة، ويحكي بمرارة عن طفل عمره 8 أشهر شنقوه وعلقوه في شجرة عقابا لأسرته، ويتذكر وتملأ عينه الدموع أنهم ألقوا 5 أشخاص بينهم سيدات في فرن الخبز أمام أعين الجميع ليحترقوا عقابا لهم، ويضيف أن مجموعة منهم كانت تمر تحت المنازل، ويكبرون ويطالبون السكان بالنزول تمهيدا للاستيلاء على المنزل أو نهب محتوياته، وحين إعترضت إحدى الأسر ذبحوا 7 منهم أمام الباقين، ويواصل لقد قتلوا المئات وحتى الآن لا نستطيع حصرهم. التقيت سيدة إسمها (شرين دبوب) جاءت إلى قسم الشرطة لتثبت خطف 12 من أسرتها كانوا يعيشون بالمدينة وهم والدها ووالدتها و3 بنات واخوها وزوجته واولادهما الخمسة، وتواصل لقد حولوا مركز الشرطة إلي سجن كبير إحتجزوا فيه المخطوفين، وعندما سألت كم عددهم قالت بالآلاف أجبروهم علي حفر أنفاق شاحنات وأخرى للأفراد حول المدينة وتحت المسجد والكنيسة بعد ان تم تدميرهما. واستفسرت من مرافقى أين هذه الآلاف الآن فقال لي: لقد أسروا ما لا يقل عن 5 آلاف ونقلوهم إلى منطقة ًدوما القريبة، وهي بؤرة تمركز الجماعات حتى الآن، وبها مخازن أسلحتهم والمواد الغذائية والطحين الذى نهبوه من المستودعات وهؤلاء مجبرون على العمل فى حفر الأنفاق وخدمة المسلحين. ملابسهم سوداء، ويرتدون جلاليب قصيرة، واغتصبوا النساء لدرجة أنهم كانوا يجبرون من ترفض ممارسة الجنس معهم بالسير في الشارع عارية تماما أمام أسرتها، هذا ما قالته سيدة اسمها رانيا باكيه وواصلت: لقد ناشدته بالله أن يرحمني، فقال أنا لا أعرف الله، أنا أعرف البندقية، فقط. كانوا يتجولون في المدينة في غير وعيهم كالسكاري أو المساطيل، وكان معهم دبابة استولوا عليها من نقطة امن المدينة كما كانت معهم رشاشات ومدافع هاون وصواريخ م - وتقسم بالله أنهم لم يرفعوا الآذان طوال مدة وجودهم، وحولوا مسجد الأنصار بعد أن دمروه إلي نقطة عسكرية ومكانا لنوم الأمراء. - خريطة الخراب ويبرر المواطنون خطف الأشخاص بأنه أحد مصادر تمويل هذه الجماعات التي تطالب بفدية لشخص واحد قد تبلغ مليون دولار. وتعد داعش ثم النصرة ثم الجيش الحر وأحرار الشام وجيش الإسلام وأنصار الشريعة أشهر هذه الجماعات. لو تخيلنا خريطة العمل الإرهابى المسلح في المحافظات فإن جبهة النصرة ولواء الإسلام وانصار الشريعة تستهدف ريف دمشق وحمص وادلب وحماه ودرعا، أما الرقة ودير الزور والحسكة والقامشلي فإن داعش هم التنظيم الأكبر فيها حيث سيطرت علي محافظة الرقة وعلى 50% من حلب، أما المحافظات الأكثر أمنا فهي اللاذقية وطرطوس والسويداء وهذا لا يمنع من وجود جماعات مسلحة أخرى في كل مناطق النزاع. وعندما سألت عن وضع الإخوان المسلمين في سوريا أجابنى خبراء سياسيون: إنهم مشاركون في كل هذه الجماعات خاصة الجيش الحر وجبهة النصرة وليس لهم جماعة معلنة، منذ أن تم تدميرها سياسيا وعسكريا في الثمانينيات من القرن الماضى، حيث كمنوا وانتشروا في مؤسسات دعوية تحت شعار الوسطية الدينية والاعتدال، ولكنهم الآن بعد مظاهرات مارس 2011 يقاتلون مع الجماعات المسلحة ويمولونها ويدعمونها إعلاميا، وأضافوا أن نسبة الشباب السوريين المؤيدين لهذه الجماعات لا يتجاوزون نسبة 5% من عدد السكان، أما المحاربون معهم بالفعل فقسم يعمل نظير المال وآخر أقل منه يحارب عقائديا ومقتنعا بأفكار هذه الجماعات لتغيير النظام وإقامة الخلافة ولو على أشلاء كل السوريين. انتقلت من منطقة عدرا الصناعية جنوب دمشق وتوجهت إلي الحدود اللبنانية - السورية في منطقة تبعد عن الجولان المحتلة حوالى 40 كيلو مترا فى مناطق قرى الأسد علي الطريق الدولى حيث توجه مئات الآلاف النازحين من مناطق الصراع إلى لبنان وجمعنى لقاء مع أسرة سورية حيث قال عائلها إن النازحين الذين غادروا سوريا بدأوا فى العودة منذ عدة أشهر، بعد أن استعادت قوات الجيش النظامى السيطرة علي بعض المناطق وحاصرت الجماعات المسلحة من مناطق محددة. وقبل أن أغادر إلي دمشق قال لى رب الأسرة وهو ضابط سابق شارك في حرب اكتوبر 73 علي الجبهة السورية إنه يحيى القرار المصري بإخلاء منطقة الأنفاق في رفح، وأن سوريا لو اخذت هذا القرار منذ بداية إنشاء الأنفاق على الحدود التركية والعراقية لما تفاقم الصراع إلي هذه الدرجة التي نراها اليوم. - الأهرام تلتقى إرهابيين من داعش والنصرة فى سوريا - محمد القرغيزى: تركت الأزهر وذهبت للجهاد استجابة لفتوى محمد حسان وخطاب مرسى - أعزم جان: بعت الموتوسيكل فى مصر وبايعت البغدادى فى حلب - إبراهيم السورى: امراة تتزوج ثلاثة دواعش فى ستة أشهر - داعش تجبر المسيحيين على صوم رمضان وتعاقب النساء على صوت الحذاء انفردت الأهرام بلقاء مقاتلين من داعش والنصرة فى أحد المراكز الأمنية بمدينة دمشق فى سوريا، شباب فى مقبل حياتهم أطاحت الفتاوى الجهادية بطموحاتهم، وأحلامهم، لم تشفع آيات الرحمة والمغفرة والعفو لدى من أرسلهم للقتل والإرهاب، فتركوا دراستهم مقابل وعد بالجنة منحه لهم من لا يستحقها. من جميع أركان الأرض خدعهم من يجب عليه أن ينصحهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. كلاب الأرض يتهافتون على أمتنا بزعم إقامة دولة الخلافة، وعصابات المال والجنس تتاجر بلحم رخيص وسلاح فتاك وأموال حرام. بالصوت والصورة والكلمة الأهرام كانت هناك فى عاصمة الأمويين لترى وتسمع وتحكى، لعلها تنقذ من وضع قدمه على شفا حفرة من النار. - متفجرات البطيخ والكرنب كان أول المتحدثين شاب سورى قال إن اسمه محمد فيصل طالب بكلية الهندسة وعمره 25 سنة من محافظة اللاذقية قال لى إنه انضم فى أول عام 2013 إلى تنظيم جبهة النصرة عن طريق أحد أصدقائه الذى أمده بالكتب عن تحكيم شرع الله، وعن وجوب مقاتلة الحكام الطغاة وأفراد الجيش والشرطة وقال: تركت محافظتى وجئت إلى دمشق في منطقة جوبر وتعرفت على أمراء التنظيم وكان بعضهم من سوريا واخرون من العراق، وكان أمير التنظيم فى دمشق هو عبدالعزيز العراقي قبل الإنفصال عن داعش، ولاحقا أصبح أمير دمشق عن داعش هو أبوأنس الدرعاوى كانت أعدادنا بالمئات من المتطوعين من الأردن والعراق والسعوديين والشيشان والأوروبيين خاصة الفرنسيين، وأضاف ظللت 40 يوما أخفي الأمر عن عائلتى التى سخطت على ولكنها لم تبلغ عنى، وانضممت لمعسكر لمدة شهر فى منطقة غوطة دمشق وتم تدريبي على استعمال الكلاشنكوف والقناصات والرشاش والعبوات الناسفة واستمر التدريب على الأسلحة لمدة 40 يوما وتعلمنا فى الدروس الدينية أن كل الأنظمة العربية كافرة وأن الجهاد فرض عين على كل مسلم وأن الإنطلاقة لابد أن تكون من أرض الشام. بعدها إنتقلنا إلى معسكر جسرين وكنا مجموعة من كل الجنسيات ويتولى التنظيم الإنفاق علينا وكان التدريب عبارة عن تمرين صباحى من الساعة السادسة حتى العاشرة ثم فطور ثم درس عسكرى، وبعد انتهاء مدة التدريب عملت كعنصر أمنى وتوزع الزملاء بين انتحارى أو إقتحامى أو اعلامى أو طبى، وعن مسئولية عنصر الأمن قال إنه يقوم باختيار الهدف ويسهل الوصول اليه كما يقوم بزرع العبوات الناسفة وصناعتها والمشاركة في عمليات الإغتيال وكنت أنا من ضمن مجموعة تنفيذ الاغتيالات. وفى ابريل 2014 توقف العمل بسبب الخلاف بين جبهتى داعش والنصرة وانتظر الأمراء فتوى الظواهرى التى كفرت داعش ولم تعترف بها. فى إحدى العمليات نزلنا وكنا 10 أفراد وكان الهدف حاجزا أمنيا للجيش فى مساكن برزا بريف دمشق بالتعاون مع احدى فصائل الجيش الحر وكان أمير المجموعة هو قاسم مجاويش (أبوأنس الدرعاوى) ونفذنا العملية وقتلنا ضابطا و6 جنود واستولينا على أسلحة النقطة وعلى سيارة اسعاف. ويواصل: في يوليو تم الحاقي فى مجموعة الانتحاريين وتم تكليفنا بعملية في مسجد الأفرم، وهى قتل مجموعة كبيرة من المسئولين كانوا سيشاركون فى الصلاة في المسجد، وتم تشكيل المجموعة بحيث كنا 3 انتحاريين بالأحزمة الناسفة والبنادق ولكن تم القبض علينا وقتل أمير المجموعة قبل تنفيذ العملية. سألته عن المزايا التى سيحصل عليها الانتحارى اذا مات فقال: نحن سننطلق من الشام الى القدس ونجمع شتات الأمة والشهيد من النصرة سيغفر له ذنبه وينال المنزلة يوم القيامة وله 72 حورية فى الجنة ويشفع فى 70 من أهله ويأمن عذاب النار ويوضع على رأسه تاج الوقار يوم القيامة. فقلت له لماذا تستهدفون الجنود النظاميين فقال: لأنها جيوش الطاغية الذى يحكم بالعلمانية والديموقراطية الكافرة، أما المدنى الذي يقتل بالصدفة أثناء التفجير فسوف يبعث على نيته. أما عمران محمد - سورى - طالب الثانوية فقال لى إنه من تنظيم داعش وبعد تدريب استمر شهرين ونصف في دمشق، قام بتسع عمليات تفجير على مدى 3 أشهر ضد الكمائن الأمنية وفاجأنى بأنهم يصنعون العبوة ثم يضعونها فى (كرنبة) أو بطيخة أو ثمرة قرع عسلى ويفجرونها عن بعد، وقال أن راتبه الشهرى كان 15 ألف ليرة ما يعادل 100 دولار تقريبا. - فتوى حسان والعريفى فى المركز الأمنى دخل علي شابان بملامح أسيوية، قال الأول لى إن إسمه محمد يحيى أبوبكر وعمره 21 سنة وأنه حفظ القرآن فى موطنه جمهورية قرغيزيا احدى جمهوريات الاتحاد السوفييتى السابق، وقال محمد ذو الابتسامة الدائمة أنه أتى الى مصر للدراسة بكلية الشريعة بجامعة الأزهر فى عام 2012، وكان محمد مرسي رئيسا لمصر وقتها وأنه سمع عن وجوب الجهاد فى سوريا من التليفزيون من الداعية محمد حسان، ومن الرئيس محمد مرسي، وأضاف: أخذت ما يلزمنى من أموال - 100 دولار - من عبدالله وعبدالرحيم و50 دولارا من نصرة الله أحد طلاب الشيخ محمد حسان، حتى أغطى تكاليف السفر الى سوريا وهم عبدالله وعبدالرحيم من مركز سمنود، وفى أجازة سنه تانية سافرت الى تركيا، وهناك قابلنى شخص اسمه أبومحمد التركى نقلنى اليه تاكسي كان ينتظرنى امام المطار، وبعد أن أكلنا أعطانى أبومحمد مبلغا من المال لأشترى ملابس عسكرية وسافرت مع أخرين الى معبر أضنة وكنا نمر أمام الوحدات العسكرية التركية دون أن يعترضنا احد، وفى أضنة قابلت شبابا من سوريا هربونى إلى مقر سيف الله الشيشانى أمير أضنة. وبايعت دولة الإسلام (داعش) عند أمير اسمه أبوحنيفة وكانت البيعة لابي بكر البغدادى على السمع والطاعة فى المكره والمنشط. وكانت مهمتى أن اصطحب النساء وأترجم لهم حيث إنهم من بلاد غير عربية الى محافظة الرقة وأن أرعى الأطفال، ولما سألته كيف تم القبض عليك قال: أحد الأشخاص قال لى إنه سيزوجنى وركبت معه فسلمنى لقوات الجيش السورى وعن المسجد التى كان يصلى فيها فى مصر قال: كنت أصلى فى مسجد التوحيد بسمنود، وتعلمت فيه دروس الجهاد ووجوب السفر الى سوريا لنصرة دين الله. أما رفيقه أعزم جان وهو قرغيزى أيضا وعمره 20 سنة، فقال لى كنت أتعلم فى صف تاسع وحفظت القرآن فى مدينة أوش والتحقت للدراسة بكلية الشريعة فى الازهر الشريف، وقال: سافرت الى القاهرة عام 2010 ودرست 3 سنوات وشاهدت دعوة الشيخ محمد حسان فى التليفزيون فى عام 2012 للجهاد فى الشام، كما سمعت نفس الفتوى من الشيخ محمد العريفي وأيضا سمعت الرئيس محمد مرسي، فتكلمت مع صديقي من طاجيكستان وكان يدرس معى وقررنا السفر الى سوريا، كان أبومحمد صديقي قد سبقنا بأسبوع واتصل بى لنلحق به وبالفعل سافرنا ووصلنا الى معبر أضنة وعشنا فترة فى بيت ضيافة اسمه خيام أضنة يشرف عليه مجاهدون وبقيت فيه 20 يوما، حتى وصلنا الى معسكر شيخ سليمان فى حلب. ويضيف تدربنا على حمل السلاح - وكان مدربنا فرنسي الجنسية - لمدة شهر وبايعت الأمير أبوبكر البغدادى، وتم توظيفى كحارس على مصنع الأدوية الذى استولى عليه التنظيم وبقيت في هذا العمل لمدة شهرين. وفى أثناء الصراع بين تنظيمى الجيش الحر وداعش انسحبنا الى مدينة الباب ثم الى الرقة وكنت محاربا فى صفوف داعش، وتم تكليفي بعد ذلك بالعمل ممرضا فى احد المستشفيات والتقيت فيها مع محمد يحيى وذهبنا معا الى نظرة شرعية (يقصد خطبة فتاه) والقى علينا القبض فى مطار الطبقة العسكرى، ويضيف أعزم: اتمنى العودة للدراسة فى الأزهر فهناك المئات من بلدى فى هذه الجامعة. - التدريب يبدأ بالشهادتين أما إبراهيم حسين وهو سورى عمره 25 سنة فترك دراسته بكلية العلوم قسم الفيزياء، وانتسب لداعش بعد أن كان تابعا للجيش الحر فى محافظة الرقة وعمل مع المسلحين ضد الجيش ضمن كتائب القسام مقابل 5000 ليرة شهريا وكانت مهمته حراسة مقر التنظيم بما فيه من سلاح وأفراد، ثم تقرر أن يشارك في الإشتباكات المسلحة، ويحكى فيقول: في بداية عام 2013، طلبت جبهة النصرة التى يرأسها أبومحمد الجولانى من كل الكتائب المسلحة مغادرة الرقة أو مبايعة أميرها، ولانها كانت كتائب ضعيفة فقد بايعت وفى مارس 2013 بدأت مرحلة جديدة، بعد اقتحام الرقة حيث تم اخضاعنا لمعسكرات شرعية (تأهيل دينى على مبادئهم السلفية الوهابية) وكان معهم مقاتلون أجانب من مصر والقوقاز واذربيجان والسعودية وليبيا وتونس والمغرب) ويواصل: فترة التدريب تستمر 40 يوما وتبدأ بالشهادتين على إعتبار أن كل ما مر من عمرك كنت فيه كافرا أو مرتدا. وكان أبومصعب التونسى هو الفقيه المسئول عن التعليم الدينى. وعلى مدى 4 أشهر كنا نتعلم ونتدرب ونحاصر الفرقة 17 التابعة للجيش النظامى، وتلا ذلك انفصال جبهة النصرة عن تنظيم الدواعش وخلال تلك الفترة كنت فى تركيا عند شخصين من سوريا، أسسا هناك جمعية أطلقوا عليها اسم البر والاحسان لجمع التبرعات لدعم المقاتلين بالسلاح والذخائر، كان الاتراك يوصلوننا الى الحدود، ثم اتسلم منهم السلاح لأكمل توصيله للمجاهدين، والشخصان التركيان هما شكرى كولاج وعبدالله أبووكان محمد كاز وهو تركى أيضا يتولى توصيلى من مدينة أورفا التركية إلى تل أبيض السورية. وعندما اختلفت النصرة مع داعش انقسم المجاهدون بين الفريقين والتحق أبومصعب التونسي بداعش فبايعته وخيرنى بين العمل كمقاتل او العمل المدنى، فاخترت ان اكون مدنيا بوظيفة عادية وعملت بديوان الاوقاف مساعدا لرئيس الديوان وهو أبومعاذ وهو مصرى الجنسية وعمره 37 سنة وخريج أزهرى وكنا 5 فى المكتب ونتولى طبع المنشورات والفتاوى وتوزيعها على الشباب وهى ملخصات لفكر ابن تيمية وابن عثيمين وابن باز وكان شيوخ التنظيم هم أبومصعب التونسي وأبولقمان السورى وأبوعلى الشرعى السورى. ولأننى أحفظ سورتين من القرآن فقد عملت بالفتوى على قدر علمى وما لا أعلمه كنت أحيله لواحد من مشايخ التنظيم. - صوت حذاء المرأة ولما سألته كيف كنتم تعيشون وما هى أهم ملاحظاتك خلال الفترة التى كنت مع التنظيم حتى تم القاء القبض عليك في يوليو 2014 قال: كان التنظيم في كل قرية يدخلها يختار مجموعة من الاشخاص من اهلها ليقتلهم او يذبحهم بتهمة التعامل مع الجيش النظامى او مع جماعات اخرى او بحجة ترك الصلاة حتى يبث الرعب فى نفوس الآخرين. وكان المواطنون يخافون ولم يقاوموا المسلحين فمنع التنظيم حلاقة الذقن وفرض النقاب على السكان بما فيهم المسيحيات ومنع التدخين وعين الخطباء والمؤذنين من داعش. وخلال 4 أشهر قتل التنظيم 2000 شخص من الجيش الحر والنصرة وطبقوا حكم الاعدام على 1000 شخص لمخالفتهم الشريعة. وأضاف: تم منع دراسة التربية الوطنية والتربية الدينية فى المدارس على منهج الحكومة كذلك مادة الفلسفة لأنها كفر بالله، أما اغرب ما قاله لى فكان أن الحكومة السورية وهى المسئولة عن توصيل خدمات الماء والكهرباء للمحافظة الا أن التنظيم هو الذى يحصل الفواتير لنفسه. وفيما يتعلق بالنساء فأغرب ما قاله مساعد المفتى أنه صدرت فتوى بعقاب من يسمع صوت حذائها أثناء السير في الشارع، ومنعوا المسيحيين من الصلاة فى الكنائس وحولوها الى مدارس للتعليم الدينى، وأمروهم بالصوم مع المسلمين فى رمضان. وأضاف: عندما انضممت للتنظيم رأيت بعينى بحارة الدرعة بالرقة سيدة تزوجت ثلاثة رجال من التنظيم خلال ستة أشهر، بدون أن تتم العدة وكان كل منهم يسلمها للأخر، أما أغلب مجاهدات النكاح فمن دول تركمانستان وأذربيجان وقرغيزستان وأعداد قليلة من العرب حيث إن المسلحين العرب يحضرون نساءهم معهم. فى نهاية لقائى بهذا الشاب قال لى: أنا الأن المطلوب رقم واحد للتنظيم بسبب أنك ستنشر هذا الكلام فى مصر وسيتم ذبحى باعتبارى مرتدا وداعش لا ترحم، أنا نادم على الماضى ولا أستطيع أن أفكر فى المستقبل، ومسجون هنا بينما أمى غاضبة على ولم تكن راضية عن تصرفاتى. وكانت تلك أخر كلمات ابراهيم العلى بينما دموعه تنساب على شعرات لحيته الخفيفة. - 2000 مسلح يهددون بوتين من الرقة - دواعش أوروبا. وقود الصراع السورى من هم هؤلاء القادمون من الجبال البعيدة، ليصبحوا جزءا من الصراع المرير في سوريا؟!مقاتلون من الشيشان والقوقاز يحاربون في سوريا ويهددون بوتين. منذ أكثر من عامين وبالتحديد في مطلع عام 2012 يخوض مقاتلون ذوو بشرة أوروبية بيضاء وشعور كثيفة وطويلة معارك في سورية وتعتبر حلب نقطة تمركزهم الرئيسية، بعضهم بايع الدواعش وبعضهم بايع جبهة النصرة وغير قليل منهم شكل جماعات صغيرة تعمل وفق أجندات وفتاوى دينية خاصة بها. دخل الشيشان والقوقازيون إلي سورية وظهروا علي أجهزة الإعلام قبل نهاية 2012 كإرهابيين يعملون في ساحة عربية تحولت إلي هدف لكل إرهابيي العالم بزعم خلافة إسلامية غير محددة المعالم. وفقا لتقارير سورية فإن أعدادهم تتراوح بين 1500 و2000 إرهابي مسلح ومدرب، وزعيمهم هو عمر الشيشاني صاحب أشهر صورة علي وسائل الإعلام بعد أبي بكر البغدادي خليفة الدواعش. بعض هؤلاء المقاتلين درسوا في جامعات إسلامية عربية وبعضهم أتى إلي سوريا من تركيا والنمسا وفرنسا وألمانيا إلي جانب هؤلاء القادمين من جورجيا والشيشان بعد أن تلقوا دروسهم علي أيدى نشطاء القاعدة في منطقة شمال شرقي جورجيا حيث معسكرات القاعدة التي أنشئت عام 2003. ووفقا لتقارير سورية، فإنه في مارس 2013 أسس الشيشان جيش المهاجرين والأنصار بقيادة عمر الشيشاني منظمهم من الأجانب، وفي أغسطس 2013 تمكنوا من مهاجمة قاعدة مني الجوية بالتعاون مع داعش. وعندما ظهرت بوادر الخلاف بين زعيمي داعش وتنظيم القاعدة حول أيهما أحق بالبيعة، بايع الشيشانى داعش فيما أعلنت مجموعة صلاح الدين الشيشانى رفض مبايعة داعش واستمرارها بالقتال مع جبهة النصرة، وإستمرت الخلافات حتي نهاية العام، إلي أن ظهرت الخلافات الشخصية داخل المجموعة التى تقاتل مع جبهة النصرة ذاتها، ومنها مجموعة سيف الله الشيشاني الذى قتل في أوائل 2014 من معارك مع الجيش السورى وخلفه محمد الخراساني. بينما بقيت مجموعة ثالثة خارج البيعة سواء لداعش أو للنصرة وأسست تنظيم جند الشام بقيادة مسلم أبووليد وتتعاون مع الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة. ويعتبر عمر الشيشاني هو أشهر المقاتلين الأجانب في سوريا وهو الذى قاد عملية كسر الحدود بين العراق وسوريا كما قاد عملية مهاجمة مطار الطبقة في محافظة الرقة السورية قبل شهرين. المقاتلون الشيشان والقوقازيين لم ينسوا قضيتهم الأصلية فأطلقوا من مطار الرقة تهديداتهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنهم سيعودون لتحرير الشيشان والقوقاز. ترجح مصادر سورية تعيين عمر الشيشاني قائدا عاما لقوات داعش مؤخرا، وبعد تنظيم إمارة القوقاز الإسلامية الذى يسعي لإقامة الخلافة الإسلامية من بحر قزوين إلي البحر الأسود، وهو الذى صدر مقاتلين إلي سوريا ليؤسسوا تنظيم جيش المهاجرين والأنصار. المقاتلون الأجانب وعلي رأسهم الشيشان والقوق

المصدر : الأهرام / ابراهيم سنجاب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة