رسمت العقلية الامنية التي تدير مسلحي "داعش" وأخواتها في جنوب سوريا ملامح طريق جديد للامداد، بعد نجاح الجيش السوري في استراتيجية قطع وسائل الدعم،

 في مختلف مناطق الاشتباك، ما دفع أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية وسواها، لخلط الاوراق مرة ثانية.

الحدث كان إعلان عدد من مسلحي آل المكحل من البدو في بئر القصب، الواقعة في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، بيعتهم لتنظيم "داعش". هذه الخطوة جاءت على خلفية حاجة التنظيم لخطوط التهريب، وتحديداً في منطقة الأصفر التي تسلكها قوافل السلاح والمواد التموينية، قادمة من حدود الأردن والسعودية نحو ريف دمشق، عبر البادية السورية شرقي محافظة السويداء.

لم تكن سيطرة داعش على تلك المنطقة صدفةً، بل كان مخططا لها منذ فترة، حيث بدأت الحكاية منذ أن تمركز مسلحو داعش في بلدة الشقرانية بريف السويداء، ومنها شنوا هجوماً على حاجز في بئر القصب، وبعد سقوط الحاجز بيد داعش باتت القرية مكشوفة امامهم، فبايعه بعض أهل بئر القصب، ومن ثم اتجه مسلحو داعش إلى منطقة الأصفر، وبعدها تمركزوا في منطقة القصر التي تبعد حوالي 3 كيلو متر عن قرية الحقف، وهاجم مسلحو داعش أحد الحواجز، وهو تابع لما يسمى بألوية العشائر قرب بلدة الشقرانية، بالقرب من مطار بلي العسكري شرق طريق دمشق ــ السويداء الدولي، ما استنفر جبهة النصرة التي حركت مقاتليها في منطقة اللجاة ـ إلى الغرب من طريق دمشق السويداء- نحو منطقة الاصفر والتي اصبحت هي وقرى الصريخي - شنوان - القصر - الساقيه - رجم الدولة تحت سيطرة داعش.

الجيش السوري قطع وسائل الدعم في مختلف مناطق الاشتباك

الهدف من هذه السيطرة يأتي ضمن محاولة داعش خلق معبر امن لتنقل مسلحيها من مناطق الشمال الشرقي لسورية، وتدفقهم باتجاه ريف القنيطرة ودرعا، عبر هذا الطريق وصولاً الى منبع الامداد الحقيقي، والدعم الاستخباراتي والعسكري المتمثل في الكيان الاسرائيلي والمخابرات الاردنية، ما يفسر سعي الاستخبارات الأردنية الى تلاقي حشود داعش القادمة عبر بئر القصب، مع المسلحين الذي ادخلتهم الى جنوب سورية، بعد تدريبهم في عرعر بالسعودية وصولا الى القنيطرة.

هذا السيناريو يتعزّز أكثر من خلال الإيقاف المفاجئ لمعركة معبر نصيب الحدودي في ريف درعا، بعد تصدي الجيش السوري لتلك المحاولات والسيطرة على منطقة ام المياذن، والاستعاضة عنه بمعبر البادية، وفي هذا السياق تأتي الاهمية التكتيكية لهذه المنطقة، كونها طريق الامداد البديل القادم من الاردن والسعودية والمار بإطراف السويداء وصولاً الى البادية والغوطة الشرقية الشبه محاصرة، واستمرار عمليات الإمداد والتموين بالسلاح والعتاد والمسلحين وصولاً إلى منطقة العب ودوما ومحيطها.

هذه البقعة الجغرافية مهمة من الناحية الاستراتيجية، كونها تعتبر من محيط العاصمة، والمجموعات المسلحة وتحديداً "داعش" تحاول إبقاء بؤر للتوتر في محيط العاصمة مفتوحة، من محورين الاول المحور الشرقي، والمتمثل في منطقة القلمون الشرقي والبادية، مروراً بالضمير وحتى السيطرة على طريق بغداد – دمشق، والانتقال لمعارك المطارات، بهدف الالتفاف على القواعد العسكرية الموزعة في هذه المنطقة، ليتم فيما بعد الانقضاض على منطقة السخنة وتدمر وبادية حمص، بهدف ربطها ببادية الرقة وفتح المنافذ القادمة من العراق، لتكون حديقة خلفية لمسلحي القاعدة و"داعش" الموجودين في القلمون الشرقي وريف حمص، او الموجودين في الانبار بالعراق، ومن ثم التركيز في الهجمات على مطارات الضمير – السيل – السي فور – التنف، أما المحور الغربي فوظسفته هي ايجاد ملاذ آمن للفارين من جرود القلمون، وابقاء التوتر في مناطق الريف الغربي لمحيط العاصمة، وبالذات مناطق الهامة ووادي بردى والزبداني.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-04
  • 11969
  • من الأرشيف

قرى ريف السويداء ومحاولة انتشار "داعش".....حسين مرتضى

رسمت العقلية الامنية التي تدير مسلحي "داعش" وأخواتها في جنوب سوريا ملامح طريق جديد للامداد، بعد نجاح الجيش السوري في استراتيجية قطع وسائل الدعم،  في مختلف مناطق الاشتباك، ما دفع أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية وسواها، لخلط الاوراق مرة ثانية. الحدث كان إعلان عدد من مسلحي آل المكحل من البدو في بئر القصب، الواقعة في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، بيعتهم لتنظيم "داعش". هذه الخطوة جاءت على خلفية حاجة التنظيم لخطوط التهريب، وتحديداً في منطقة الأصفر التي تسلكها قوافل السلاح والمواد التموينية، قادمة من حدود الأردن والسعودية نحو ريف دمشق، عبر البادية السورية شرقي محافظة السويداء. لم تكن سيطرة داعش على تلك المنطقة صدفةً، بل كان مخططا لها منذ فترة، حيث بدأت الحكاية منذ أن تمركز مسلحو داعش في بلدة الشقرانية بريف السويداء، ومنها شنوا هجوماً على حاجز في بئر القصب، وبعد سقوط الحاجز بيد داعش باتت القرية مكشوفة امامهم، فبايعه بعض أهل بئر القصب، ومن ثم اتجه مسلحو داعش إلى منطقة الأصفر، وبعدها تمركزوا في منطقة القصر التي تبعد حوالي 3 كيلو متر عن قرية الحقف، وهاجم مسلحو داعش أحد الحواجز، وهو تابع لما يسمى بألوية العشائر قرب بلدة الشقرانية، بالقرب من مطار بلي العسكري شرق طريق دمشق ــ السويداء الدولي، ما استنفر جبهة النصرة التي حركت مقاتليها في منطقة اللجاة ـ إلى الغرب من طريق دمشق السويداء- نحو منطقة الاصفر والتي اصبحت هي وقرى الصريخي - شنوان - القصر - الساقيه - رجم الدولة تحت سيطرة داعش. الجيش السوري قطع وسائل الدعم في مختلف مناطق الاشتباك الهدف من هذه السيطرة يأتي ضمن محاولة داعش خلق معبر امن لتنقل مسلحيها من مناطق الشمال الشرقي لسورية، وتدفقهم باتجاه ريف القنيطرة ودرعا، عبر هذا الطريق وصولاً الى منبع الامداد الحقيقي، والدعم الاستخباراتي والعسكري المتمثل في الكيان الاسرائيلي والمخابرات الاردنية، ما يفسر سعي الاستخبارات الأردنية الى تلاقي حشود داعش القادمة عبر بئر القصب، مع المسلحين الذي ادخلتهم الى جنوب سورية، بعد تدريبهم في عرعر بالسعودية وصولا الى القنيطرة. هذا السيناريو يتعزّز أكثر من خلال الإيقاف المفاجئ لمعركة معبر نصيب الحدودي في ريف درعا، بعد تصدي الجيش السوري لتلك المحاولات والسيطرة على منطقة ام المياذن، والاستعاضة عنه بمعبر البادية، وفي هذا السياق تأتي الاهمية التكتيكية لهذه المنطقة، كونها طريق الامداد البديل القادم من الاردن والسعودية والمار بإطراف السويداء وصولاً الى البادية والغوطة الشرقية الشبه محاصرة، واستمرار عمليات الإمداد والتموين بالسلاح والعتاد والمسلحين وصولاً إلى منطقة العب ودوما ومحيطها. هذه البقعة الجغرافية مهمة من الناحية الاستراتيجية، كونها تعتبر من محيط العاصمة، والمجموعات المسلحة وتحديداً "داعش" تحاول إبقاء بؤر للتوتر في محيط العاصمة مفتوحة، من محورين الاول المحور الشرقي، والمتمثل في منطقة القلمون الشرقي والبادية، مروراً بالضمير وحتى السيطرة على طريق بغداد – دمشق، والانتقال لمعارك المطارات، بهدف الالتفاف على القواعد العسكرية الموزعة في هذه المنطقة، ليتم فيما بعد الانقضاض على منطقة السخنة وتدمر وبادية حمص، بهدف ربطها ببادية الرقة وفتح المنافذ القادمة من العراق، لتكون حديقة خلفية لمسلحي القاعدة و"داعش" الموجودين في القلمون الشرقي وريف حمص، او الموجودين في الانبار بالعراق، ومن ثم التركيز في الهجمات على مطارات الضمير – السيل – السي فور – التنف، أما المحور الغربي فوظسفته هي ايجاد ملاذ آمن للفارين من جرود القلمون، وابقاء التوتر في مناطق الريف الغربي لمحيط العاصمة، وبالذات مناطق الهامة ووادي بردى والزبداني.

المصدر : الماسة السورية/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة