دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عند الثامنة والنصف مساء كلّ يوم بتوقيت دمشق، يحلّ الموعد اليومي لشريحة واسعة من السوريين، مع نشرة الأخبار الرئيسية عبر شاشة «التلفزيون السوري»، بقناتيه الأرضية والفضائية. موعد بقي ثابتاً لعشرات السنين، فيما عمل القائمون على النشرات لمواكبة التطورات في صناعة الإعلام. مؤخراً، أطلق المركز الإخباري في التلفزيون، حلّة جديدة للنشرات الإخباريّة، فجاءت موفَّقة بنظر بعض المشاهدين، ومخيِّبة لآمال البعض الآخر.
تأسّس المركز الإخباري في «التلفزيون السوري» في شباط/ فبراير من العام 2011، بهدف تقديم أسلوب جديد في نشرات الأخبار، بعدة لغات. ولعب المركز دوراً محورياً خلال الفترة الماضية، من خلال إجراء مقابلات عبر الشاشة الرسميّة، لمناقشة مشاريعهم أو لإعلان مواقف تتعلق بالتطورات السياسية في البلاد. وفي 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، أعلن عن بثّ النشرة الرئيسيَّة بحلّة جديدة تماماً، مع تغيير في الشكل يبدأ من الفواصل والشارات وصولاً إلى أسلوب العرض. كما تغيّر أستوديو الأخبار، ليصبح أكثر عصريّة، في مشهد لم يكن مألوفاً بالنسبة لمتابعي الشاشة الرسمية. وباتت النشرة الإخباريّة الرئيسيّة تدعى بـ«المسائية»، وتستهل بموجز لأهم الأنباء، يليه عرض لملفات سياسيّة تتناول القضايا الراهنة، مع استضافة لمحلّلين وخبراء في كلّ شأن على حدة.
انسحب التغيير على نشرات الاقتصاد والرياضة، وصولاً إلى البرامج السياسيّة مثل «حوار اليوم»، وبرنامج الصحافة اليومية. غير أنّ أسلوب العرض الجديد للمركز الإخباري بدا متشابهاً في بعض النقاط مع أسلوب قناة «الميادين» التي تعتمد الشكل ذاته في نشرتها الرئيسيّة («المسائية»؛ العاشرة ليلاً)، وكذلك في برنامجها «حديث الصحافة». ذلك ما ينفيه مدير المركز الإخباري حبيب سلمان لـ«السفير»، قائلاً إنّ العمل على مشروع تحديث النشرة الإخباريّة، بدأ قبل انطلاقة «الميادين»، لكنّ الظروف حتّمت تأخيره، مشيراً إلى أنّ التعديلات جاءت بناءً على ملاحظات كانت تصل من متابعي النشرات. وعن الشكل الجديد للنشرة يقول سلمان إنّه يوفّر للمشاهد «وجبة غنيّة بالأخبار خلال فترة لا تتجاوز العشر دقائق، مع الاستماع لتحليل حول الملفات السياسية». ويلفت سلمان إلى تجربة التلفزيون الافتراضي الذي تمّ إطلاقه عبر موقع المركز، بالإضافة إلى تطبيقات للهواتف الذكيّة، «بهدف تخطّي العقوبات المفروضة على الإعلام السوري، وإيصال صوت سورية إلى العالم»، بحسب تعبيره.
في المقابل يرى الصحافي أمير ديروان أن الإشكاليَّة في «التلفزيون السوري»، تكمن في المضمون أكثر من الشكل. يقول لـ«السفير»: «لا أعتقد أن التغيير الذي حصل في استوديوهات الفضائية السورية سيغير شيئاً في أسلوب أو طريقة تعاطي الإعلام الرسمي، فلا تزال الكوادر نفسها وأسلوب الطرح الإعلامي نفسه والقوانين المزعجة ذاتها، ولا يزال الإعلام الرسمي يستغبي المواطن في الداخل، بتقارير فارغة من أي محتوى إعلامي حقيقي مهني أو موضوعي». من جهتها، تقول الصحافية والمذيعة في «شام أف أم» ديالا حسن إنّ فكرة التغيير في المجمل مهمة للخروج من الروتين، ولو اقتصر الأمر على الشكل الذي تراه أنيقاً بغض النظر إن كان مشابهاً لقناة أخرى أم لا. وتضيف: «في النتيجة، هي خطوة تدعو للتفاؤل بأنّ هناك إمكانية للتغيير في عقلية الإعلام الرسمي، وليس من الخطأ أن نبدأ بالشكل ثم ننتقل إلى الجوهر».
المصدر :
السفير/ طارق العبد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة