دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتصرف السعودية كخاسر أكيد من تقدم مفاوضات الملف النووي الإيراني ووصوله إلى بر الأمان في محادثات فيينا، ولأنّ السعودية بلد الحسابات الباردة كما يحلو لمسؤوليها الإيحاء دائماً، فالأمر ليس في مبدأ الخسارة بل بما ينتظر السعودية إذا فشلت المفاوضات؟
ثمة احتمالان، الأول هو أن يتمّ التوافق على التمديد، والثاني أن يكون الفشل كلياً وتتجه الأمور نحو المواجهة.
الأكيد أن لا مواجهة عسكرية ممكنة وأنها ستتخذ في حال وقوعها شكل الحرب الباردة، وستكون ساحاتها المناطق التي يملك فيها الفريقان الأميركي والإيراني تاثيراً ونفوذاً لإيصال رسائل القوة، والأكيد أنّ التمديد يعني شيئاً شبيهاً ولكن بوتيرة أقلّ وإبقاء المواجهات تحت السيطرة انطلاقاً من مراعاة شروط مواصلة التفاوض.
التمديد والفشل الكلي في فيينا سيعنيان درجتين من السعي المتبادل للفريقين بتجميع أوراق قوة لتحسين شروط التفاوض، فيتمّ استئنافها إذا توقفت بعد جولة تجميع أوراق يراهن كلّ فريق على أنها تحسّن وضعه، أو تتسرّع إذا استمرت ممدّدة بعد استنفاد فرص تحسين الأوراق التفاوضية.
الطبيعي أن يكون الشرق الأوسط هو ساحة التجاذب والتوتر والتصعيد، والطبيعي أكثر أن تكون ساحات لبنان وسورية والعراق واليمن والبحرين هي الساحات الرئيسية لهذا التجاذب، لكن الطبيعي أكثر وأكثر أنّ السعودية ستكون هي الطرف المقابل مباشرة لإيران في هذا التصعيد، وهذا سيعني شيئين، الأول أنّ جماعة السعودية في سورية ولبنان والعراق واليمن والبحرين سيخسرون المزيد من المواقع، وهذا ما قالته التجارب السابقة منذ السابع من أيار العام 2008 في لبنان، وتطورات الحرب في سورية، والحكومة في العراق، والحوثيين في اليمن والبحرين آتٍ أعظم.
الشيء الثاني الذي سيحدث هو انّ إيران وحلفاءها سيقدمون لأميركا ما يثبت انهم لا يخشون «داعش» و«النصرة» وأنهم قادرون على التصدي والانتصار دون التحالف مع الغرب كله وكلّ حلفائه وأنّ خسائر «داعش» من جهة في جبهات القتال كلها والمناخ الناجم عن المواجهات الدائرة في كلّ الساحات الأخرى سيجعلان ساعة دخول «داعش» إلى السعودية أقرب من قريبة، لماذا؟
لأنه عندما تدور مواجهة إيرانية سعودية طاحنة على عدة جبهات فإنّ الحكمة الإيرانية وهدوء وعقلانية الحلفاء عوامل لا تكفي لمنع ارتداء المواجهة طابعاً مذهبياً بين السنة والشيعة، خصوصاً مع الإفلاس السعودي بامتلاك عنوان آخر لاستنهاض القدرات في هذه المواجهة، وهذا سيعني أنّ البيئة السعودية الداخلية ستصبح أكثر مؤاتاة لدخول «داعش» كقوة ناهضة بإبهار الدم مستقوية بالميراث الوهابي العقائدي في السعودية وساعية إلى التعويض عن خساراتها في الساحات الأخرى.
ولأنه عندما تضع السعودية إيران حليفاً لمواجهة الإرهاب، يزول التشنج المذهبي في المنطقة والداخل السعودي ويتعاون الشيعة والسنة لصدّ الخطر المشترك، فتغلق الأبواب النفسية في وجه داعش» قبل الأبواب العسكرية.
فشل فيينا يعني أنّ داعش سيدخل السعودية من باب نووي وبسرعة الطاقة النووية.
المصدر :
توب نيوز / روزانا رمال
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة