من جنيف الى فيينا الى هلسنكي وكوبنهاجن وموسكو ونيويورك، مراكز القرار الاميركي والاوروبي مشغولة في تدبير ما يلي:

1- تقسيم سورية دون اعلان التقسيم مقابل وقف الحرب عليها واعتبار مناطق سيطرة المعارضة " مناطق جائزة للنفوذ الغربي"

2- منح البلديات سلطات "حكومة محلية" وهي التي ستنتخب بعد عقد اتفاقات وقف اطلاق نار محلية متفرقة.

3- نزع بعض سلطات الرئيس السيادية مقابل الاعتراف مجددا بشرعيته، وفتح باب التعويم السياسي دوليا لشخصه ولقيادات عليا من معاونيه(يريدون الحصول على شراكة معه عبر نزع بعض صلاحياته مثل الدفاع والداخلية والخارجية ومنحها لرئاسة حكومة يرضى عنها الرئيس ويختارها ، وترضى عنها اميركا وتختارها)

4- منع روسيا وايران من المشاركة في الاعمار. واستبدال البلدين بتمويل خليجي (ديون) في حين سيكون التنفيذ اميركي - اوروبي مع حصص غير اساسية لايران وروسيا كنوع من الترضية.

السلطات السورية تلتقي بشكل غير رسمي وغير معلن مع الاميركيين المسؤولين عن الملف السوري، وهذا امر طبيعي وبعض اللقاءات تجري عبر مندوبين غير رسميين وهنا لقاءات تجري في دمشق مع الامنيين.

حتى اللحطة السلطات السورية منفتحة على الحلول السياسية لكنها تفاوض من موقع المرتاج والواثق الى قدرته على منع التقسيم، وهي لا تعتبر ان مأزقها اعمق من مأزق الاميركيين، الذين يبدو بأنهم خسروا قدرة السيطرة الكاملة على التنظيمات الارهابية.

الامور صعبة والحلول اصعب لكن ما كان يسعى اليه الاميركي من خلال دعمه لقوى الارهاب سقط فلا قدرة للسلطات السورية على حسم سريع للمعركة مع الارهابيين لكن لا قدرة لداعمي الارهاب على كسر السلطات السورية ولا على اجبارها على حل لا تريده.

السلطات السورية تملك قدرة الصمود ولكنها لا تملك قدرة الحسم السريع لاسباب لها علاقة بالتوازنات الدولية والاقليمية التي جعلت من قوى كبرى شريكة للارهابيين في قتالهم ضد السلطات.

كل ما يجري في سورية هدفه دفع الرئاسة الى القبول بالحلول السابقة الذكر والضغوط تهدف الى تحقيق الموافقة على ما يعرضه الاميركيين.

ردت موسكو بجهد مقابل ومعاكس، عبر طرح مؤتمر الحوار في موسكو لبعض المعارضة بهدف سحب البساط من تحت الاميركيين.

5- اللقاءات بين السلطات السورية والاميركيين زادت من وزن وفود الطرفين كيلوغرامات عدة والاوروبي لم يعد وسيطا مع السلطة بل وسيطا مع المعارضات المحلية، فمطاعم اوروبا تشهد لقاءات شبه اسبوعية بين مندوبي الطرفين.

6- اقتنع الاميركي ان تدريب الاف المعارضين العلمانيين لن يحل اي مشكلة بل قد يضيف لعناصر داعش الاف المقاتلين المدربين اميركيا كما حصل من قبل. فداعش تضم بضعة الاف من المنقلبين على الاميركيين.

7- تراهن اميركا على ضرب داعش قرب اربيل وقرب عين العرب لابقاء ضغطها على السلطة المركزية في العراق وفي سورية، لتقبل حكومات البلدين بالتقسيم المعنون " بالاداري" لكنه في الواقع تقسيم طائفي غير معلن يشبه قوننة علنية لوضع الامارات اللبنانية الطائفية الغير متحدة .

8- كل ما تنشره الصحف الاميركية والاوروبية عن " مبادرات انسانية اوروبية" لا علاقة له بالتسريبات، بل هي نشرات مقصودة من مصادر مخابراتية اميركية واوروبية تختبر ردود الفعل على تلك الانباء.

9- ما نشرته فورين بوليسي او بوست واعادت ترجمتهم صحيفة لبنانية لا يطابق الواقع الا بنسبة ثلاثين بالمئة، كون الحديث عن مفاوضات ترعاها منظمة مقرها جنيف هو امر صحيح لكن من يحسم امور التفاوض حقا ليس تلك المنظمة الملحقة بالامم المتحدة، بل مجموعات متفرقة من العوامل الخاصة بكل منطقة في سورية.

على سبيل المثال فإن رئيس احد اجهزة المعلومات الايرانية هو عنوان التفاوض الاول للمعارضين الباحثين عن مخرج لمأزق مناطقهم المحاصرة او الراغبة في المصالحات من حمص الى حماة الى غوطة دمشق.

هذا جهد ايراني فعال اكثر بكثير من كل منظمات جنيف لكنه يجري في اطار الصراع مع الاميركيين حينا وفي اطار التوافق معهم احيانا.

  • فريق ماسة
  • 2014-11-18
  • 11561
  • من الأرشيف

ما هي حقيقة الحديث عن مساعي التقسيم لتحقيق المصالحة؟

من جنيف الى فيينا الى هلسنكي وكوبنهاجن وموسكو ونيويورك، مراكز القرار الاميركي والاوروبي مشغولة في تدبير ما يلي: 1- تقسيم سورية دون اعلان التقسيم مقابل وقف الحرب عليها واعتبار مناطق سيطرة المعارضة " مناطق جائزة للنفوذ الغربي" 2- منح البلديات سلطات "حكومة محلية" وهي التي ستنتخب بعد عقد اتفاقات وقف اطلاق نار محلية متفرقة. 3- نزع بعض سلطات الرئيس السيادية مقابل الاعتراف مجددا بشرعيته، وفتح باب التعويم السياسي دوليا لشخصه ولقيادات عليا من معاونيه(يريدون الحصول على شراكة معه عبر نزع بعض صلاحياته مثل الدفاع والداخلية والخارجية ومنحها لرئاسة حكومة يرضى عنها الرئيس ويختارها ، وترضى عنها اميركا وتختارها) 4- منع روسيا وايران من المشاركة في الاعمار. واستبدال البلدين بتمويل خليجي (ديون) في حين سيكون التنفيذ اميركي - اوروبي مع حصص غير اساسية لايران وروسيا كنوع من الترضية. السلطات السورية تلتقي بشكل غير رسمي وغير معلن مع الاميركيين المسؤولين عن الملف السوري، وهذا امر طبيعي وبعض اللقاءات تجري عبر مندوبين غير رسميين وهنا لقاءات تجري في دمشق مع الامنيين. حتى اللحطة السلطات السورية منفتحة على الحلول السياسية لكنها تفاوض من موقع المرتاج والواثق الى قدرته على منع التقسيم، وهي لا تعتبر ان مأزقها اعمق من مأزق الاميركيين، الذين يبدو بأنهم خسروا قدرة السيطرة الكاملة على التنظيمات الارهابية. الامور صعبة والحلول اصعب لكن ما كان يسعى اليه الاميركي من خلال دعمه لقوى الارهاب سقط فلا قدرة للسلطات السورية على حسم سريع للمعركة مع الارهابيين لكن لا قدرة لداعمي الارهاب على كسر السلطات السورية ولا على اجبارها على حل لا تريده. السلطات السورية تملك قدرة الصمود ولكنها لا تملك قدرة الحسم السريع لاسباب لها علاقة بالتوازنات الدولية والاقليمية التي جعلت من قوى كبرى شريكة للارهابيين في قتالهم ضد السلطات. كل ما يجري في سورية هدفه دفع الرئاسة الى القبول بالحلول السابقة الذكر والضغوط تهدف الى تحقيق الموافقة على ما يعرضه الاميركيين. ردت موسكو بجهد مقابل ومعاكس، عبر طرح مؤتمر الحوار في موسكو لبعض المعارضة بهدف سحب البساط من تحت الاميركيين. 5- اللقاءات بين السلطات السورية والاميركيين زادت من وزن وفود الطرفين كيلوغرامات عدة والاوروبي لم يعد وسيطا مع السلطة بل وسيطا مع المعارضات المحلية، فمطاعم اوروبا تشهد لقاءات شبه اسبوعية بين مندوبي الطرفين. 6- اقتنع الاميركي ان تدريب الاف المعارضين العلمانيين لن يحل اي مشكلة بل قد يضيف لعناصر داعش الاف المقاتلين المدربين اميركيا كما حصل من قبل. فداعش تضم بضعة الاف من المنقلبين على الاميركيين. 7- تراهن اميركا على ضرب داعش قرب اربيل وقرب عين العرب لابقاء ضغطها على السلطة المركزية في العراق وفي سورية، لتقبل حكومات البلدين بالتقسيم المعنون " بالاداري" لكنه في الواقع تقسيم طائفي غير معلن يشبه قوننة علنية لوضع الامارات اللبنانية الطائفية الغير متحدة . 8- كل ما تنشره الصحف الاميركية والاوروبية عن " مبادرات انسانية اوروبية" لا علاقة له بالتسريبات، بل هي نشرات مقصودة من مصادر مخابراتية اميركية واوروبية تختبر ردود الفعل على تلك الانباء. 9- ما نشرته فورين بوليسي او بوست واعادت ترجمتهم صحيفة لبنانية لا يطابق الواقع الا بنسبة ثلاثين بالمئة، كون الحديث عن مفاوضات ترعاها منظمة مقرها جنيف هو امر صحيح لكن من يحسم امور التفاوض حقا ليس تلك المنظمة الملحقة بالامم المتحدة، بل مجموعات متفرقة من العوامل الخاصة بكل منطقة في سورية. على سبيل المثال فإن رئيس احد اجهزة المعلومات الايرانية هو عنوان التفاوض الاول للمعارضين الباحثين عن مخرج لمأزق مناطقهم المحاصرة او الراغبة في المصالحات من حمص الى حماة الى غوطة دمشق. هذا جهد ايراني فعال اكثر بكثير من كل منظمات جنيف لكنه يجري في اطار الصراع مع الاميركيين حينا وفي اطار التوافق معهم احيانا.

المصدر : خضر عواركة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة