من جديد، تجد عاصمة الشمال السوري نفسها محوراً لمقترح اتفاق بين الأطراف المتنازعة، وذلك رغم عدم توافر معطيات تُرجح تحول اقتراح دي ميستورا إلى اتفاق فعلي يضع حدّاً لمعاناة مدينة حلب.

«الأخبار» تسلط الضوء على واقع المجموعات المسلحة فيها، وحقيقة ارتباطاتها الإقليمية والدولية، والتي سيكون لها الدور الأساسي في إنجاح المقترح أو إفشاله الاقتراح الذي تقدم به المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن «تجميد القتال في حلب» ليس الطرح الأول في سبيل الوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة في «عاصمة الشمال السوري». في كانون الثاني الماضي، بالتزامن مع التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2»، دار حديثٌ مشابه بتفاصيل مختلفة.

حتى إن وزير الخارجية السوري وليد المعلّم، سلّم حينها نظيره الروسي سيرغي لافروف «مشروعاً للترتيبات الأمنية في حلب»، قبل أن يتبين أن الظروف الإقليمية لم تكن ناضجة بشكل كافٍ ليبصر الاتفاق النور. اليوم، وسط حذر الشارع الحلبي من التعلق بـ«قشة دي ميستورا» خشية خيبة أمل جديدة، يبدو مفيداً تسليط الضوء على واقع المجموعات المسلحة في حلب، وارتباطاتها الإقليمية والدولية.

الحصة القطرية ـ الأميركية

«حركة حزم»، كانت أول الأمر «مشروعاً إخوانيّاً» قبل أن يتمّ تعديله وتخرجَ في لبوس «مدني»، لتصبح أول الأسماء في قائمة الدعم الأميركي  . عديد «حزم» الفعلي يُقدّر بحوالى ألف مسلّح. حضورها قوي في الريف (وعلى وجه الخصوص في معارة الأرتيق)، وتحتفظ بمقارّ داخل المدينة، وقامت الشهر الماضي بتسليم عدد منها لـ«جيش المجاهدين».

«حركة نور الدين زنكي» واحدة من أقوى المجموعات حضوراً في الريف الحلبي، وتحتفظ نتيجة ذلك بتمركزات تتيح لها نفوذاً جيداً داخل المدينة. يُقدر عديد «الحركة» بألفي مُسلّح، وأقوى تكتلاتها هو «لواء الأنصار» الذي يضم مجموعاتٍ صغيرةً عِدة مثل «أمجاد الخلافة» و«كتائب القدس». كانت «الحركة» أول الأمر محسوبةً على الأتراك، يقودها الشيخ توفيق شهاب الدين الذي أنجزَ انتقالها إلى الحضن القطري (ومن خلاله الأميركي) في نيسان الماضي، بعد زيارة للدوحة. وفور عودته، أعلن انفصاله عن «جيش المجاهدين»، وعدّل اسم مجموعته من «كتائب نور الدين زنكي» إلى «حركة نور الدين زنكي» وتحالف مع «حركة حزم».

 

«حركة حزم» كانت أول الأمر «مشروعاً إخوانيّاً» قبل أن تصبح في قائمة الدعم الأميركي

 

«جيش المجاهدين» تم تشكيله مطلع العام الجاري  ، وقام بدور أساسي في المعارك ضد تنظيم «داعش» في حلب وريفها. ويحاول متزعموه طرح أنفسهم «معتدلين من دون سيطرة أميركية مباشرة». كذلك يحتفظون بعلاقات جيدة مع القطريين. يُقدر عديده بثلاثة آلاف مسلّح، وعلاوة على نفوذه في الريف، يُعتبر من أقوى المجموعات حضوراً داخل المدينة، وخاصة في صلاح الدين، والعامرية، وعلى جبهتي الراموسة والراشدين.

وتؤكد مصادر ميدانية معارضة لـ«الأخبار» أنّ قادة المجموعات الثلاث عقدوا لقاءات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تركيا، قبل بدء ضربات «التحالف» ضد تنظيم «داعش». ويؤكد واحد من تلك المصادر أنّ «حركتي حزم والزنكي على وجه الخصوص تتلقيان توجيهات أميركية مباشرة، حتى في أبسط الأشياء، مثل توجيه مسلحيهما بعدم إطالة لحاهم».

الحصّة السعودية

تشكل السعودية نموذجاً فريداً لجهة المجموعات المحسوبة عليها. فهي تضمّ تحت جناحيها جماعات «جهادية» مثل «جيش المهاجرين والأنصار»، وأخرى محسوبة على المعتدلين مثل «جبهة ثوار سوريا».

«جيش المهاجرين والأنصار»، وقوامه الأساسي حوالى 1000 شيشاني قرروا الانفصال عن «جبهة النصرة»، ورفضوا الالتحاق بتنظيم «الدولة الإسلامية». يقود «المهاجرين والأنصار» صلاح الدين الشيشاني، وتتولى السعودية تمويلهم وتسليحهم، وتتحكم بتحركاتهم. وتُعتبر هذه المجموعة أبرز مكونات «جبهة أنصار الدين» التي تشكلت منذ فترة غير طويلة، ويعتبر صلاح الدين الشيشاني بمثابة قائد فعلي لـ«أنصار الدين» أيضاً. أبرز نقاط فعالية «المهاجرين والأنصار» في حلب هي: جبهات الراموسة، بلليرمون والراشدين. «لواء أحرار سوريا» يقوده في الوقت الحالي محمود عفش، بعدما «تقاعد» مؤسسه أحمد عفش. يعتبر «أحرار سوريا» إحدى أبرز مجموعات اللصوصية باسم «الثورة». وقد تأسس بتمويل سعودي «غير رسمي» عبر أشخاص ومجموعات «داعمة للثورة»، ولا تزال لمموليه سلطة عليه. انحسر نفوذ «أحرار سوريا» كثيراً، وباتت أبرز مناطق نفوذه أحياء حلب القديمة. كما يحتفظ بوجود في مناطق نفوذ «جيش المهاجرين والأنصار». شارك «أحرار سوريا» في هجمات عدة استهدفت مبنى المخابرات الجوية.

«ثوار سوريا» لا وجود علنياً فاعلاً لها داخل مدينة حلب، لكن مصادر عدة تؤكد وجود «خلايا نائمة» تابعة لها، ومجموعات محلية متحالفة معها سرّاً. وقد سرت شائعة خلال اليومين الماضيين مفادُها أن «ثوار سوريا» هاجمت مقارّ لـ«النصرة» داخل المدينة، وسيطرت عليها، الأمر الذي أكدت مصادر «الأخبار» عدم صحّته.

الحصة التركية

دعم الأتراك معظم المجموعات المسلحة في الشمال السوري، لكنهم خصوا «المجموعات التركمانية» بمعاملة خاصة. يؤكد مصدر ميداني معارض أن «الأسلحة التي توافرت في أيدي هذه المجموعات منذ البداية كانت نوعية، ومتفوقة على أسلحة سواها». يُقدر عديد هذه المجموعات في حلب وريفها في الوقت الحالي بحوالى 4000 مسلح، بعدما تجاوز في أوقات سابقة حاجز الـ 7000. أبرز هذه المجموعات «لواء أحفاد الفاتحين»، و«لواء السلاجقة»، و«لواء السلطان مراد»، و«لواء السلطان عبد الحميد». وأبرز مناطق انتشارها هي: أحياء الشيخ فارس، بستان الباشا، الهلك، بعيدين، الصاخور والحيدرية.

مجموعات ذات ولاءات متداخلة

«حركة أحرار الشام الإسلامية» كانت حتى وقت قريب تُعتبر واحدة من الجماعات المحسوبة على السعودية، قبل أن تخلط عملية اغتيال قادتها الأوراق داخل «الحركة»، ويصعد جناحٌ محسوبٌ على الأتراك، في مقابل الجناح «السعودي» الذي لا يزال حاضراً ولكن بزخم أقل. لا يعتبر عديد «أحرار الشام» في مدينة حلب كبيراً، لكنها تحتفظ بتمركزات داخل معظم الأحياء، مستفيدة من صلاتها مع حلفائها في «الجبهة الإسلامية» وعلى وجه التحديد «لواء التوحيد».

«لواء التوحيد» كان على رأس المجموعات المرتبطة بعلاقات وطيدة مع الأتراك، ومع الإخوان المسلمين، قبل أن يخسر زخمه الكبير نتيجة عوامل عدة، أبرزها اغتيال قائده العسكري عبد القادر الصالح الشهير بـ«حجي مارع». في الوقت الحالي، لم يعد «التوحيد» من بين القوى الوازنة، لكنه يحتفظ بوجود مباشر داخل بعض الأحياء، وعبر «مجموعات مندمجة» في أحياء أخرى، مثل «جماعة دابق» التي تنشط في أحياء حلب القديمة.

«جبهة النصرة» أبرز المجموعات التي حاولت معظم الجهات الإقليمية «الاستثمار» فيها. الأتراك، والسعوديون، والقطريون، وحتى الأميركان. تناوبت هذه الدول على دعم «النصرة» وتوجيه تحركاته، بعضها بصورة مباشرة، وبعضها عبر وسطاء «شرعيين» حيناً، و«عسكريين جهاديين» حيناً آخر. كما يضاف إلى كل ما سبق، بل ويتقدم عليه ولاء «الجبهة» للتنظيم الأم «القاعدة». تنتشر «النصرة» في كثير من أحياء مدينة حلب، وعلى وجه الخصوص: الصاخور، الحيدرية والمدينة القديمة. كما تفرض سيطرتها على الماء، والكهرباء عبر ما يسمى «الإدارة العامة للخدمات».

مجموعات محلية

ثمة مجموعات مكوناتها محلية، متفاوتة القوة والعديد، تنتشر داخل مدينة حلب. معظمها يرتبط بمجموعات أكبر، ذات ارتباطات إقليمية. ومن المجموعات المحلية، تبرز «ألوية استقم كما أُمرت»، و«سرية أبو عمارة للمهمات الخاصة»، فيما ينفرد «لواء شهداء بدر» بالسيطرة على منطقة بني زيد الواسعة، وهو إحدى مجموعات اللصوصية باسم «الثورة». وقد دأبت معظم المصادر الميدانية على تأكيد «وجود ارتباط بين قائده خالد حياني والمخابرات السورية».

أما ما تبقى من المجموعات المحسوبة على «الجيش الحر» فهي مجموعات يكاد وجودها أن يكون رمزياً. في حين تؤكد مصادر عدة أن نفوذ «الائتلاف» المعارض يكاد يقتصر على «المجلس المحلي الحر» الذي يتولى الأمور الخدمية ومقره في حي الشعّار، وتتبع له مكاتب «النظافة»، و«ترحيل القمامة»

 

  • فريق ماسة
  • 2014-11-16
  • 9734
  • من الأرشيف

خريطة النفوذ الإقليمي والدولي في حلب

من جديد، تجد عاصمة الشمال السوري نفسها محوراً لمقترح اتفاق بين الأطراف المتنازعة، وذلك رغم عدم توافر معطيات تُرجح تحول اقتراح دي ميستورا إلى اتفاق فعلي يضع حدّاً لمعاناة مدينة حلب. «الأخبار» تسلط الضوء على واقع المجموعات المسلحة فيها، وحقيقة ارتباطاتها الإقليمية والدولية، والتي سيكون لها الدور الأساسي في إنجاح المقترح أو إفشاله الاقتراح الذي تقدم به المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن «تجميد القتال في حلب» ليس الطرح الأول في سبيل الوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة في «عاصمة الشمال السوري». في كانون الثاني الماضي، بالتزامن مع التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2»، دار حديثٌ مشابه بتفاصيل مختلفة. حتى إن وزير الخارجية السوري وليد المعلّم، سلّم حينها نظيره الروسي سيرغي لافروف «مشروعاً للترتيبات الأمنية في حلب»، قبل أن يتبين أن الظروف الإقليمية لم تكن ناضجة بشكل كافٍ ليبصر الاتفاق النور. اليوم، وسط حذر الشارع الحلبي من التعلق بـ«قشة دي ميستورا» خشية خيبة أمل جديدة، يبدو مفيداً تسليط الضوء على واقع المجموعات المسلحة في حلب، وارتباطاتها الإقليمية والدولية. الحصة القطرية ـ الأميركية «حركة حزم»، كانت أول الأمر «مشروعاً إخوانيّاً» قبل أن يتمّ تعديله وتخرجَ في لبوس «مدني»، لتصبح أول الأسماء في قائمة الدعم الأميركي  . عديد «حزم» الفعلي يُقدّر بحوالى ألف مسلّح. حضورها قوي في الريف (وعلى وجه الخصوص في معارة الأرتيق)، وتحتفظ بمقارّ داخل المدينة، وقامت الشهر الماضي بتسليم عدد منها لـ«جيش المجاهدين». «حركة نور الدين زنكي» واحدة من أقوى المجموعات حضوراً في الريف الحلبي، وتحتفظ نتيجة ذلك بتمركزات تتيح لها نفوذاً جيداً داخل المدينة. يُقدر عديد «الحركة» بألفي مُسلّح، وأقوى تكتلاتها هو «لواء الأنصار» الذي يضم مجموعاتٍ صغيرةً عِدة مثل «أمجاد الخلافة» و«كتائب القدس». كانت «الحركة» أول الأمر محسوبةً على الأتراك، يقودها الشيخ توفيق شهاب الدين الذي أنجزَ انتقالها إلى الحضن القطري (ومن خلاله الأميركي) في نيسان الماضي، بعد زيارة للدوحة. وفور عودته، أعلن انفصاله عن «جيش المجاهدين»، وعدّل اسم مجموعته من «كتائب نور الدين زنكي» إلى «حركة نور الدين زنكي» وتحالف مع «حركة حزم».   «حركة حزم» كانت أول الأمر «مشروعاً إخوانيّاً» قبل أن تصبح في قائمة الدعم الأميركي   «جيش المجاهدين» تم تشكيله مطلع العام الجاري  ، وقام بدور أساسي في المعارك ضد تنظيم «داعش» في حلب وريفها. ويحاول متزعموه طرح أنفسهم «معتدلين من دون سيطرة أميركية مباشرة». كذلك يحتفظون بعلاقات جيدة مع القطريين. يُقدر عديده بثلاثة آلاف مسلّح، وعلاوة على نفوذه في الريف، يُعتبر من أقوى المجموعات حضوراً داخل المدينة، وخاصة في صلاح الدين، والعامرية، وعلى جبهتي الراموسة والراشدين. وتؤكد مصادر ميدانية معارضة لـ«الأخبار» أنّ قادة المجموعات الثلاث عقدوا لقاءات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تركيا، قبل بدء ضربات «التحالف» ضد تنظيم «داعش». ويؤكد واحد من تلك المصادر أنّ «حركتي حزم والزنكي على وجه الخصوص تتلقيان توجيهات أميركية مباشرة، حتى في أبسط الأشياء، مثل توجيه مسلحيهما بعدم إطالة لحاهم». الحصّة السعودية تشكل السعودية نموذجاً فريداً لجهة المجموعات المحسوبة عليها. فهي تضمّ تحت جناحيها جماعات «جهادية» مثل «جيش المهاجرين والأنصار»، وأخرى محسوبة على المعتدلين مثل «جبهة ثوار سوريا». «جيش المهاجرين والأنصار»، وقوامه الأساسي حوالى 1000 شيشاني قرروا الانفصال عن «جبهة النصرة»، ورفضوا الالتحاق بتنظيم «الدولة الإسلامية». يقود «المهاجرين والأنصار» صلاح الدين الشيشاني، وتتولى السعودية تمويلهم وتسليحهم، وتتحكم بتحركاتهم. وتُعتبر هذه المجموعة أبرز مكونات «جبهة أنصار الدين» التي تشكلت منذ فترة غير طويلة، ويعتبر صلاح الدين الشيشاني بمثابة قائد فعلي لـ«أنصار الدين» أيضاً. أبرز نقاط فعالية «المهاجرين والأنصار» في حلب هي: جبهات الراموسة، بلليرمون والراشدين. «لواء أحرار سوريا» يقوده في الوقت الحالي محمود عفش، بعدما «تقاعد» مؤسسه أحمد عفش. يعتبر «أحرار سوريا» إحدى أبرز مجموعات اللصوصية باسم «الثورة». وقد تأسس بتمويل سعودي «غير رسمي» عبر أشخاص ومجموعات «داعمة للثورة»، ولا تزال لمموليه سلطة عليه. انحسر نفوذ «أحرار سوريا» كثيراً، وباتت أبرز مناطق نفوذه أحياء حلب القديمة. كما يحتفظ بوجود في مناطق نفوذ «جيش المهاجرين والأنصار». شارك «أحرار سوريا» في هجمات عدة استهدفت مبنى المخابرات الجوية. «ثوار سوريا» لا وجود علنياً فاعلاً لها داخل مدينة حلب، لكن مصادر عدة تؤكد وجود «خلايا نائمة» تابعة لها، ومجموعات محلية متحالفة معها سرّاً. وقد سرت شائعة خلال اليومين الماضيين مفادُها أن «ثوار سوريا» هاجمت مقارّ لـ«النصرة» داخل المدينة، وسيطرت عليها، الأمر الذي أكدت مصادر «الأخبار» عدم صحّته. الحصة التركية دعم الأتراك معظم المجموعات المسلحة في الشمال السوري، لكنهم خصوا «المجموعات التركمانية» بمعاملة خاصة. يؤكد مصدر ميداني معارض أن «الأسلحة التي توافرت في أيدي هذه المجموعات منذ البداية كانت نوعية، ومتفوقة على أسلحة سواها». يُقدر عديد هذه المجموعات في حلب وريفها في الوقت الحالي بحوالى 4000 مسلح، بعدما تجاوز في أوقات سابقة حاجز الـ 7000. أبرز هذه المجموعات «لواء أحفاد الفاتحين»، و«لواء السلاجقة»، و«لواء السلطان مراد»، و«لواء السلطان عبد الحميد». وأبرز مناطق انتشارها هي: أحياء الشيخ فارس، بستان الباشا، الهلك، بعيدين، الصاخور والحيدرية. مجموعات ذات ولاءات متداخلة «حركة أحرار الشام الإسلامية» كانت حتى وقت قريب تُعتبر واحدة من الجماعات المحسوبة على السعودية، قبل أن تخلط عملية اغتيال قادتها الأوراق داخل «الحركة»، ويصعد جناحٌ محسوبٌ على الأتراك، في مقابل الجناح «السعودي» الذي لا يزال حاضراً ولكن بزخم أقل. لا يعتبر عديد «أحرار الشام» في مدينة حلب كبيراً، لكنها تحتفظ بتمركزات داخل معظم الأحياء، مستفيدة من صلاتها مع حلفائها في «الجبهة الإسلامية» وعلى وجه التحديد «لواء التوحيد». «لواء التوحيد» كان على رأس المجموعات المرتبطة بعلاقات وطيدة مع الأتراك، ومع الإخوان المسلمين، قبل أن يخسر زخمه الكبير نتيجة عوامل عدة، أبرزها اغتيال قائده العسكري عبد القادر الصالح الشهير بـ«حجي مارع». في الوقت الحالي، لم يعد «التوحيد» من بين القوى الوازنة، لكنه يحتفظ بوجود مباشر داخل بعض الأحياء، وعبر «مجموعات مندمجة» في أحياء أخرى، مثل «جماعة دابق» التي تنشط في أحياء حلب القديمة. «جبهة النصرة» أبرز المجموعات التي حاولت معظم الجهات الإقليمية «الاستثمار» فيها. الأتراك، والسعوديون، والقطريون، وحتى الأميركان. تناوبت هذه الدول على دعم «النصرة» وتوجيه تحركاته، بعضها بصورة مباشرة، وبعضها عبر وسطاء «شرعيين» حيناً، و«عسكريين جهاديين» حيناً آخر. كما يضاف إلى كل ما سبق، بل ويتقدم عليه ولاء «الجبهة» للتنظيم الأم «القاعدة». تنتشر «النصرة» في كثير من أحياء مدينة حلب، وعلى وجه الخصوص: الصاخور، الحيدرية والمدينة القديمة. كما تفرض سيطرتها على الماء، والكهرباء عبر ما يسمى «الإدارة العامة للخدمات». مجموعات محلية ثمة مجموعات مكوناتها محلية، متفاوتة القوة والعديد، تنتشر داخل مدينة حلب. معظمها يرتبط بمجموعات أكبر، ذات ارتباطات إقليمية. ومن المجموعات المحلية، تبرز «ألوية استقم كما أُمرت»، و«سرية أبو عمارة للمهمات الخاصة»، فيما ينفرد «لواء شهداء بدر» بالسيطرة على منطقة بني زيد الواسعة، وهو إحدى مجموعات اللصوصية باسم «الثورة». وقد دأبت معظم المصادر الميدانية على تأكيد «وجود ارتباط بين قائده خالد حياني والمخابرات السورية». أما ما تبقى من المجموعات المحسوبة على «الجيش الحر» فهي مجموعات يكاد وجودها أن يكون رمزياً. في حين تؤكد مصادر عدة أن نفوذ «الائتلاف» المعارض يكاد يقتصر على «المجلس المحلي الحر» الذي يتولى الأمور الخدمية ومقره في حي الشعّار، وتتبع له مكاتب «النظافة»، و«ترحيل القمامة»  

المصدر : الأخبار / صهيب عنجريني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة