بغض النظر عن كفاءة اي رئيس او زعيم، وايا يكن عقله الوازن وحكمته الواسعة من الغزارة في السيطرة والتمحيص والحزم في اتخاذ القرار. الا ان تنفيذ السياسات اليومية يبقى مهمة الاعوان والازلام والمسؤولين في مؤسسات الدولة.

كذلك فان قيام تحالف بين الدولة واطراف سياسية لبنانية على سبيل المثال هو امر يعالجه الرئيس مباشرة في خطوطه العامة ولكن من يتابع العلاقة اليومية هم الازلام والرجال والمستشارين والمسؤولين الحكوميين. وهنا ايضا حين يقصر الحليف على الباحث الموضوعي ان يفتش عن اعوان الاسد ورجاله.

في الحرب يمكن للمرء أن يتسامح مع النكسات العسكرية والامنية والغذائية والخدمية كونها تتأثر بوقائع حرب شرسة، ومن الطبيعي ان يحصل سوء خدمات وانعدام الامن الشخصي للناس فهو امر عادي ومتوقع في الحروب.

ولكن ما ليس مقبولا ولا مسموحا هو ان يتوقع احد في هذا العالم ان الشعب السوري سيواصل تقديم التضحيات فداء وافتداء لسلطة لا تحافظ على كرامته ولا تأبه لمشاعر افراده.

الامر لا يشبه طلب المستحيل، فقط ليكن لدى المسؤولين حرص على كرامة الناس وعلى مشاعرهم ومعنوياتهم بنفس اهمية حرصهم على (تحقيق الثروات من مناصبهم).

لان استفادة اي مسؤول من موقعه وسلطته لن يستمرا ان لم يحفظ الشعب بقوته ونخوته وتفانيه وجود السلطة بحد ذاتها، فان انهارت معنويات الناس فكيف سيقاتلون؟

حين يفشل وزير الكهرباء في تأمين الطاقة له عذر، وحين يفشل وزير النفط في استيراد المحروقات فله عذر حربي ايضا، لكن ما ليس مفهوما هو هدر كرامة السوريين على يد شبيحة من ابناء المسؤولين وبناتهم و يعاقب من وضع لهم حدا ويكافيء من يحميهم، وكذا ما ليس مفهوما هو سكوت المسؤولين السوريين وعلى رأسهم سفير سورية في بيروت والامنيين المكلفين بالعلاقة مع الحلفاء في لبنان عما يجري من امتهان لكرامة السوريين عند الحدود اللبنانية دون اي سبب وجيه او معقول او مقبول.

نعم من حق الحكومة اللبنانية ان تتخذ ما تشاء من اجراءات للحد من نزوح النصابين والمحتالين الساعين الى الاستفادة من برامج الجمعيات الدولية (٢٠٠ دولار للام والاب و١٥٠ دولار للطفل شهريا). ومن حق الدولة اللبنانية ان تتخذ ما يمنع نزوح ارهابيين بصفة مدنية. لكن ليس معقولا ان يجري تنفيذ قرار حكومي ضد المدنيين البعيدين عن النزوح والارهاب وفي المقابل الصمت عن عشرات الاف الارهابيين ومئات الاف داعميهم وانصارهم المستقرين في لبنان برعاية بعض من في الحكومة اللبنانية.

الحديث عن ان اجراءات الحدود تحد من النزوح مزحة تستخف عقولنا جميعا، فمن نزح يقيم في لبنان من سنوات ومن يريد النزوح فعل، والعلاقة بين شعبين لا تنحصر في نازح وارهابي بل للبلدين مصلحة في ابقاء تواصل الشعبين سهلا ومتاحا لوجود مصالح اقتصادية جمة يتشاركان فوائدها.

ما يحصل طريقة معيبة لتنفيذ قرار حكومي يسيء الى كرامة كل سوري بالمطلق وكل سورية بالمطلق. فهل من المعقول ان تقبل الحكومة السورية وحلفاء سورية في لبنان بما يجري على الحدود؟

ابتذال في التطبيق التعسفي، واسطات بالجملة، ومحسوبيات لا تخلو من مافيات تستغل الاوضاع لتسهل مرور من لا يستحق ومن يُخشى منه، في حين انها تمنع من يستحق ومن لديه مصالح تفيد اللبنانيين اكثر من السوريين.

كل ذلك يجري تحت اعين الامنيين الذين يريدون من شعبهم ان يساعدهم ضد الارهاب، وتحت اعين وزير الخارجية وسفيره في لبنان الذي وجد وقتا لتأمين لقاءات صحفية لناهض حتر في دمشق و لم يجد وقتا لزيارة صديقه وزير خارجية عائلة ميشال عون في الحكومة اللبنانية لطلب وضع جدول " المسموح" و" الممنوع" من دخول لبنان.

اذا كان المسؤولين في سورية مقتنعين حقا بأن الاجراءات اللبنانية صائبة من الافضل العمل بنظام التأشيرة بين البلدين فيتقدم السوري (واللبناني) بطلب تأشيرة بما يحفظ له كرامته ويمنع اذلال الناس واستغلالهم عند الحدود.

في سورية ٢٣ مليون انسان نزح منهم اقل من مليون الى لبنان وجلهم من اعوان الارهابيين واهاليهم، وفيهم انصار للسلطة من المقتدرين الذين افادوا الاقتصاد اللبناني وعوضوا غياب السياحة الخليجية، وهؤلاء لم يطلبوا اللجوء ولا استفادوا من اموال اللاجئين.

علما بأن الذين ينتقلون الى لبنان في السنة الرابعة للأزمة اغلبهم من انصار الدولة السورية فعلام تذلونهم؟

هم لا نزحوا ولا ساندوا الارهاب بل يزورون لبنان لقضاء مصلحة او لقضاء عطلة؟ كيف تعرفون هذا من ذاك؟ وما هي المعايير ومن يقرر منع هذا والسماح لذاك؟؟

الوضع مزري عند الحدود والامر يتخطى منع النزوح والارهاب إذ صار وسيلة اثراء لمستفيدين وتحول الى منفذ جديد لبث الكراهية بين الشعبين. لا بل صارت الكراهية امرا واقعا بين انصار الاسد و انصار المقاومة.

معالجة الامر بشكل عاجل واجب السفير السوري اولا، وواجب الامنيين والسياسيين المولجين بالتعاطي مع الحكومة اللبنانية ثانيا، وواجب من يملكون النفوذ عند الحلفاء اللبنانيين بكل تلاوينهم.

هل يجروء اي لبناني على فعل ما يفعله الامنيون عند الحدود مع اميركي يعبر الحدود او المطار؟ بل هل يجرؤون على التعامل بنفس الاسلوب مع القطري الذي يمول الارهاب او مع السعودي الذي يفجر نفسه بنا؟

الأمر يحتاج لمعالجة سريعة ومن واجب الجميع ،وبخاصة الحلفاء اللبنانيين الذين يحصلون على كل تعاون سوري يطلبونه، ان يعملوا على حل هذه المشكلة. فكيف تريدون من شعب سوري موالي ان يقاتل ضد الارهاب وانتم تعاملونه بالمذلة، في حين ان عشرات الاف الارهابيين السوريين يقيمون في لبنان برعاية تيار ينتمي اليه وزير الداخلية ؟

مكافحة النزوج المزيف أمر سهل:

١- اعيدوا اهالي الارهابيين المعروفين بالاسماء والعناوين الى ديارهم . (ام تخشون من السعودي؟)

٢- اعتقلوا المسلحين السوريين المقيمين في طرابلس واقليم الخروب وبيروت وخاصة في طريق الجديدة وفي عكار . مسلحين بكامل عتادهم ولهم مواقعهم ومكاتبهم وطرق امدادهم وحمايتهم مؤمنة. (ولن تفعلوا لان السعودي حاميهم)

٣- اعطوا اذونات دخول للسوريين جميعا لمدد قصيرة مع ختم (لا يحق له اللجوء)

٤- العمل بنظام التأشيرة المسبقة.

من يريد فعلا محاربة الارهاب عليه اعتقال ممولي ومسلحي الارهابيين المقيمين في قريطم والحمراء والروشة وعاليه من قطريين وسعوديين واتراك ولبنانيين وسوريين.

اما ما يحصل على الحدود فهو قتل لمعنويات انصار المقاومة في سورية لا اكثر ولا اقل.

  • فريق ماسة
  • 2014-11-09
  • 8701
  • من الأرشيف

عن الد أعداء الرئيس بشار الأسد: أعوانه وحلفاءه !

 بغض النظر عن كفاءة اي رئيس او زعيم، وايا يكن عقله الوازن وحكمته الواسعة من الغزارة في السيطرة والتمحيص والحزم في اتخاذ القرار. الا ان تنفيذ السياسات اليومية يبقى مهمة الاعوان والازلام والمسؤولين في مؤسسات الدولة. كذلك فان قيام تحالف بين الدولة واطراف سياسية لبنانية على سبيل المثال هو امر يعالجه الرئيس مباشرة في خطوطه العامة ولكن من يتابع العلاقة اليومية هم الازلام والرجال والمستشارين والمسؤولين الحكوميين. وهنا ايضا حين يقصر الحليف على الباحث الموضوعي ان يفتش عن اعوان الاسد ورجاله. في الحرب يمكن للمرء أن يتسامح مع النكسات العسكرية والامنية والغذائية والخدمية كونها تتأثر بوقائع حرب شرسة، ومن الطبيعي ان يحصل سوء خدمات وانعدام الامن الشخصي للناس فهو امر عادي ومتوقع في الحروب. ولكن ما ليس مقبولا ولا مسموحا هو ان يتوقع احد في هذا العالم ان الشعب السوري سيواصل تقديم التضحيات فداء وافتداء لسلطة لا تحافظ على كرامته ولا تأبه لمشاعر افراده. الامر لا يشبه طلب المستحيل، فقط ليكن لدى المسؤولين حرص على كرامة الناس وعلى مشاعرهم ومعنوياتهم بنفس اهمية حرصهم على (تحقيق الثروات من مناصبهم). لان استفادة اي مسؤول من موقعه وسلطته لن يستمرا ان لم يحفظ الشعب بقوته ونخوته وتفانيه وجود السلطة بحد ذاتها، فان انهارت معنويات الناس فكيف سيقاتلون؟ حين يفشل وزير الكهرباء في تأمين الطاقة له عذر، وحين يفشل وزير النفط في استيراد المحروقات فله عذر حربي ايضا، لكن ما ليس مفهوما هو هدر كرامة السوريين على يد شبيحة من ابناء المسؤولين وبناتهم و يعاقب من وضع لهم حدا ويكافيء من يحميهم، وكذا ما ليس مفهوما هو سكوت المسؤولين السوريين وعلى رأسهم سفير سورية في بيروت والامنيين المكلفين بالعلاقة مع الحلفاء في لبنان عما يجري من امتهان لكرامة السوريين عند الحدود اللبنانية دون اي سبب وجيه او معقول او مقبول. نعم من حق الحكومة اللبنانية ان تتخذ ما تشاء من اجراءات للحد من نزوح النصابين والمحتالين الساعين الى الاستفادة من برامج الجمعيات الدولية (٢٠٠ دولار للام والاب و١٥٠ دولار للطفل شهريا). ومن حق الدولة اللبنانية ان تتخذ ما يمنع نزوح ارهابيين بصفة مدنية. لكن ليس معقولا ان يجري تنفيذ قرار حكومي ضد المدنيين البعيدين عن النزوح والارهاب وفي المقابل الصمت عن عشرات الاف الارهابيين ومئات الاف داعميهم وانصارهم المستقرين في لبنان برعاية بعض من في الحكومة اللبنانية. الحديث عن ان اجراءات الحدود تحد من النزوح مزحة تستخف عقولنا جميعا، فمن نزح يقيم في لبنان من سنوات ومن يريد النزوح فعل، والعلاقة بين شعبين لا تنحصر في نازح وارهابي بل للبلدين مصلحة في ابقاء تواصل الشعبين سهلا ومتاحا لوجود مصالح اقتصادية جمة يتشاركان فوائدها. ما يحصل طريقة معيبة لتنفيذ قرار حكومي يسيء الى كرامة كل سوري بالمطلق وكل سورية بالمطلق. فهل من المعقول ان تقبل الحكومة السورية وحلفاء سورية في لبنان بما يجري على الحدود؟ ابتذال في التطبيق التعسفي، واسطات بالجملة، ومحسوبيات لا تخلو من مافيات تستغل الاوضاع لتسهل مرور من لا يستحق ومن يُخشى منه، في حين انها تمنع من يستحق ومن لديه مصالح تفيد اللبنانيين اكثر من السوريين. كل ذلك يجري تحت اعين الامنيين الذين يريدون من شعبهم ان يساعدهم ضد الارهاب، وتحت اعين وزير الخارجية وسفيره في لبنان الذي وجد وقتا لتأمين لقاءات صحفية لناهض حتر في دمشق و لم يجد وقتا لزيارة صديقه وزير خارجية عائلة ميشال عون في الحكومة اللبنانية لطلب وضع جدول " المسموح" و" الممنوع" من دخول لبنان. اذا كان المسؤولين في سورية مقتنعين حقا بأن الاجراءات اللبنانية صائبة من الافضل العمل بنظام التأشيرة بين البلدين فيتقدم السوري (واللبناني) بطلب تأشيرة بما يحفظ له كرامته ويمنع اذلال الناس واستغلالهم عند الحدود. في سورية ٢٣ مليون انسان نزح منهم اقل من مليون الى لبنان وجلهم من اعوان الارهابيين واهاليهم، وفيهم انصار للسلطة من المقتدرين الذين افادوا الاقتصاد اللبناني وعوضوا غياب السياحة الخليجية، وهؤلاء لم يطلبوا اللجوء ولا استفادوا من اموال اللاجئين. علما بأن الذين ينتقلون الى لبنان في السنة الرابعة للأزمة اغلبهم من انصار الدولة السورية فعلام تذلونهم؟ هم لا نزحوا ولا ساندوا الارهاب بل يزورون لبنان لقضاء مصلحة او لقضاء عطلة؟ كيف تعرفون هذا من ذاك؟ وما هي المعايير ومن يقرر منع هذا والسماح لذاك؟؟ الوضع مزري عند الحدود والامر يتخطى منع النزوح والارهاب إذ صار وسيلة اثراء لمستفيدين وتحول الى منفذ جديد لبث الكراهية بين الشعبين. لا بل صارت الكراهية امرا واقعا بين انصار الاسد و انصار المقاومة. معالجة الامر بشكل عاجل واجب السفير السوري اولا، وواجب الامنيين والسياسيين المولجين بالتعاطي مع الحكومة اللبنانية ثانيا، وواجب من يملكون النفوذ عند الحلفاء اللبنانيين بكل تلاوينهم. هل يجروء اي لبناني على فعل ما يفعله الامنيون عند الحدود مع اميركي يعبر الحدود او المطار؟ بل هل يجرؤون على التعامل بنفس الاسلوب مع القطري الذي يمول الارهاب او مع السعودي الذي يفجر نفسه بنا؟ الأمر يحتاج لمعالجة سريعة ومن واجب الجميع ،وبخاصة الحلفاء اللبنانيين الذين يحصلون على كل تعاون سوري يطلبونه، ان يعملوا على حل هذه المشكلة. فكيف تريدون من شعب سوري موالي ان يقاتل ضد الارهاب وانتم تعاملونه بالمذلة، في حين ان عشرات الاف الارهابيين السوريين يقيمون في لبنان برعاية تيار ينتمي اليه وزير الداخلية ؟ مكافحة النزوج المزيف أمر سهل: ١- اعيدوا اهالي الارهابيين المعروفين بالاسماء والعناوين الى ديارهم . (ام تخشون من السعودي؟) ٢- اعتقلوا المسلحين السوريين المقيمين في طرابلس واقليم الخروب وبيروت وخاصة في طريق الجديدة وفي عكار . مسلحين بكامل عتادهم ولهم مواقعهم ومكاتبهم وطرق امدادهم وحمايتهم مؤمنة. (ولن تفعلوا لان السعودي حاميهم) ٣- اعطوا اذونات دخول للسوريين جميعا لمدد قصيرة مع ختم (لا يحق له اللجوء) ٤- العمل بنظام التأشيرة المسبقة. من يريد فعلا محاربة الارهاب عليه اعتقال ممولي ومسلحي الارهابيين المقيمين في قريطم والحمراء والروشة وعاليه من قطريين وسعوديين واتراك ولبنانيين وسوريين. اما ما يحصل على الحدود فهو قتل لمعنويات انصار المقاومة في سورية لا اكثر ولا اقل.

المصدر : خضر عواركة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة