أكد أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في حديث لصحيفة "الأخبار"، أن بلاده ستحصل على صواريخ "اس 300" وعلى أسلحة نوعية أخرى في مدى معقول، لافتاً إلى أن شركات السلاح الروسية تعمل وفق بيروقراطية بطيئة، لكن المشكلة الرئيسية في طريقها إلى حل سريع، أس موافقة الكرملين السياسية، وهي قاب قوسين أو أدنى.

من ناحية أخرى، نفى المعلم طلب بلاده قرض بقيمة مليار دولار من روسيا، قائلاً: "لم نطلب مثل هذا القرض. لا أعرف مصدر الخبر، ولكنه غير صحيح. لدينا تسهيلات ائتمانية كافية من الحليف الإيراني. أما ما طلبناه، ووجد تفهماً وتجاوباً من الروس أهم من القرض؛ سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية والتجارية التي ستساهم في دعم الاقتصاد السوري، وتعزيز الصمود، وإعادة الإعمار".

وأكد عدم وجود أي خلاف مع موسكو "بل تقدير موقف مختلف لمواجهة التحدي المشترك. فنحن الذين ندير الحرب، ومواقفنا محكومة، بدقة، بموازين القوى الميدانية؛ بينما يستطيع الروس والإيرانيون اتخاذ مواقف صارمة من التحالف الأميركي، ونحن سعداء بهذه المواقف، ونريد استمرارها، لأنها تعرقل تنامي التوجهات العدوانية لدى الغرب".

وشدد على أن "قرارنا الاستراتيجي هو مواجهة أي عدوان تركي عسكرياً؛ ونأمل أن يكون لدينا، في أسرع وقت ممكن، القدرات التسليحية النوعية التي تضمن لنا إفشال العدوان، ولكننا لا نرى امكانية لقيام تركيا بالعدوان على سوريا في المدى المنظور"، لافتاً إلى أن "الشروط التركية للتدخل في سوريا لا تزال مرفوضة من قبل واشنطن، كذلك، لا يحوز مثل هذا التدخل على رضا السعودية، المنافس الرئيسي لتركيا في المعسكر الآخر"، مشيراً إلى أن "هذا المعسكر يعيش تناقضات، نفيد منه،  ثم أن وضع تركيا الداخلي هشٌ للغاية في مواجهة تمرد كردي محتمل بقوة. صمود مواطنينا الأكراد في عين العرب أفشل السياسة الأردوغانية، ومنح للرئيس أوباما، في المقابل، معنى لحملته الجوية. الموقف التركي من العدوان الداعشي على عين العرب جيّش الكرد في كل مكان ضد الحكومة التركية؛ ويتجه الأكراد ليس داخل تركيا فقط ـــ حيث يعدون حوالي 15 مليونا ـــ نحو الالتفاف حول قيادة عبدالله أوجلان، كذلك أكراد العراق؛ ففي كل يوم إضافي من صمود عين العرب، يخسر مسعود البرزاني وحليفه أردوغان".

ورداً على سؤال حول موقع دمشق من معركة عين العرب، قال: "عين العرب سورية، ومواطنوها سوريون. ونحن كنا ولا نزال نزوّدها بالمؤن والسلاح والذخائر، وسنستمر. وقبل أن يبدأ الأميركيون طلعاتهم الجوية، كان سلاح الجو السوري يقوم، يومياً، بضرب تجمعات "داعش" حول عين العرب، لكنه اضطر للتوقف لانه لا يوجد تنسيق ميداني مع الأميركيين".

وأكد أن صالح مسلم، زعيم الحزب الديموقراطي الكردي السوري، ليس انفصالياً، موضحاً أن "الحزب أقام إدارة ذاتية لإدارة المناطق ذات الأغلبية الكردية تحت ضغط الحرب، وكان حريصاً على ألا تكون هذه الإدارة كردية، بل تشمل العشائر العربية في تلك المناطق، لا يمكن انفصال مناطق الوجود الكردي السوري، الحسكة ومنبج وعين العرب، لأنها غير مترابطة جغرافيا، وتضم مكوّنات أخرى، ثم أننا لن نسمح ولن نعترف بأي انفصال في سوريا؛ فسوريا فسيفسائية التركيب الاتني والديني والجهوي، بحيث أن القبول بأي انفصال، سيفرط الدولة، وهذا لن يحدث أبداً، بديله هو ما كانته هذه الدولة دائما، من حيث أنها دولة وطنية مدنية تعددية المكوّنات والثقافات في إطار الكل الواحد، ويمكن تطويرها ديموقراطياً في إطار موقعها ودورها الإقليمي وتحالفاتها الخ".

وحول التحالف السوري الإيراني، شدد على أن "أي مساس بهذا التحالف في إيران غير مقبول من قبل الإمام الخامنئي ونهجه"، موضحاً أن "العراقيل الممكنة هي التي تأتي من جهة النهج الليبرالي، وفي كل مرة يحصل فيها ذلك، يحسمها الإمام ومجلس الشعب والحرس الثوري لصالح سوريا"، قائلاً: "زوّدتنا إيران، وتزوّدنا، باحتياجاتنا من السلاح، خصوصا من الذخائر المتوفرة من صناعة إيرانية؛ كذلك، تدعمنا طهران سياسياً واقتصادياً ومالياً، ونحن ممتنّون لهذا الدعم، ونثق باستمراره، واستمرار تفهم القيادة الإيرانية العليا لأهمية التحالف مع سوريا"، مضيفاً: "أحيانا لا يقدّر بعض السياسيين الإيرانيين، ذلك، حق قدره، وفي مناقشة لي مع وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، قلت له بوضوح: إن صمود سوريا هو الذي يمكّنك من التفاوض من موقع قوي مع الغرب حول الملف النووي".

ونفى وجود أي ضغوط بشأن تغيير الموقف السوري من "حماس"، لافتاً إلى أن "موقفنا من "حماس" و"الاخوان"، واضح، ويعرفه حلفاؤنا جيداً، وهو ليس موضع نقاش".

ورداً على سؤال حول إمكانية المصالحة مع كل من مصر والسعودية، أشار إلى أنه "بالنسبة لمصر، نحن نؤيد الدولة والقوات المسلحة، بلا أي التباس، في مواجهة العنف والإرهاب والتطرف الديني. نحن ومصر، على المستوى الاستراتيجي، في الخندق نفسه؛ لكن موقف القيادة المصرية من سوريا، على رغم ايجابيته، لم يصل بعد إلى مستوى التحدي المشترك. ونأمل أن يحدث ذلك في وقت قريب. نحن نتفهم الضغوط التي تواجهها القاهرة، وخصوصاً في المجال الاقتصادي، وحاجتها إلى الدعم السعودي، لكننا نريد لمصر أن تستعيد كامل دورها العربي؛ يبدأ ذلك في سوريا".

ونفى وجود أفق للمصالحة مع السعودية، موضحاً أن موقفها من "الاخوان" يأتي في سياق صراعها مع قطر وتركيا، ولكنها دعمت ولا تزال تدعم الجماعات المسلحة الإرهابية، وتجيّش العداء ضد سوريا، وضد الرئيس بشار الأسد. وهذه السياسة المغامرة، ستنعكس، في النهاية، على السعودية.

وشدد على أننا "لن ندخر أي فرصة ممكنة لوقف الحرب على سوريا وتأمين سلامة السوريين. لكن هؤلاء الذين يدفعون ضريبة الدم، هم الذين يقررون في النهاية، السياسة السورية؛ هذا واقع سياسي انتجته الحرب؛ لم يعد ممكناً إدارة السياسة السورية من دون رضا الرأي العام الوطني. السوريون لهم موقف من السعودية بسبب تمويلها ودعمها للعدوان على بلدهم، كذلك الأمر بالنسبة لقطر".

وكشف عن رفض القيادة السورية لمحاولة قَطرية للمصالحة، قائلاً: "الشعب السوري لا يقبل هذه المصالحة. كما أنه على قطر إذا أرادت المصالحة أن تبادر إلى وقف الدعم عن الإرهابيين، ووقف الحملة على سوريا".

  • فريق ماسة
  • 2014-11-05
  • 6527
  • من الأرشيف

المعلم: رفضنا محاولة قطرية للمصالحة وسنحصل على صواريخ "اس 300" قريبا

أكد أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في حديث لصحيفة "الأخبار"، أن بلاده ستحصل على صواريخ "اس 300" وعلى أسلحة نوعية أخرى في مدى معقول، لافتاً إلى أن شركات السلاح الروسية تعمل وفق بيروقراطية بطيئة، لكن المشكلة الرئيسية في طريقها إلى حل سريع، أس موافقة الكرملين السياسية، وهي قاب قوسين أو أدنى. من ناحية أخرى، نفى المعلم طلب بلاده قرض بقيمة مليار دولار من روسيا، قائلاً: "لم نطلب مثل هذا القرض. لا أعرف مصدر الخبر، ولكنه غير صحيح. لدينا تسهيلات ائتمانية كافية من الحليف الإيراني. أما ما طلبناه، ووجد تفهماً وتجاوباً من الروس أهم من القرض؛ سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية والتجارية التي ستساهم في دعم الاقتصاد السوري، وتعزيز الصمود، وإعادة الإعمار". وأكد عدم وجود أي خلاف مع موسكو "بل تقدير موقف مختلف لمواجهة التحدي المشترك. فنحن الذين ندير الحرب، ومواقفنا محكومة، بدقة، بموازين القوى الميدانية؛ بينما يستطيع الروس والإيرانيون اتخاذ مواقف صارمة من التحالف الأميركي، ونحن سعداء بهذه المواقف، ونريد استمرارها، لأنها تعرقل تنامي التوجهات العدوانية لدى الغرب". وشدد على أن "قرارنا الاستراتيجي هو مواجهة أي عدوان تركي عسكرياً؛ ونأمل أن يكون لدينا، في أسرع وقت ممكن، القدرات التسليحية النوعية التي تضمن لنا إفشال العدوان، ولكننا لا نرى امكانية لقيام تركيا بالعدوان على سوريا في المدى المنظور"، لافتاً إلى أن "الشروط التركية للتدخل في سوريا لا تزال مرفوضة من قبل واشنطن، كذلك، لا يحوز مثل هذا التدخل على رضا السعودية، المنافس الرئيسي لتركيا في المعسكر الآخر"، مشيراً إلى أن "هذا المعسكر يعيش تناقضات، نفيد منه،  ثم أن وضع تركيا الداخلي هشٌ للغاية في مواجهة تمرد كردي محتمل بقوة. صمود مواطنينا الأكراد في عين العرب أفشل السياسة الأردوغانية، ومنح للرئيس أوباما، في المقابل، معنى لحملته الجوية. الموقف التركي من العدوان الداعشي على عين العرب جيّش الكرد في كل مكان ضد الحكومة التركية؛ ويتجه الأكراد ليس داخل تركيا فقط ـــ حيث يعدون حوالي 15 مليونا ـــ نحو الالتفاف حول قيادة عبدالله أوجلان، كذلك أكراد العراق؛ ففي كل يوم إضافي من صمود عين العرب، يخسر مسعود البرزاني وحليفه أردوغان". ورداً على سؤال حول موقع دمشق من معركة عين العرب، قال: "عين العرب سورية، ومواطنوها سوريون. ونحن كنا ولا نزال نزوّدها بالمؤن والسلاح والذخائر، وسنستمر. وقبل أن يبدأ الأميركيون طلعاتهم الجوية، كان سلاح الجو السوري يقوم، يومياً، بضرب تجمعات "داعش" حول عين العرب، لكنه اضطر للتوقف لانه لا يوجد تنسيق ميداني مع الأميركيين". وأكد أن صالح مسلم، زعيم الحزب الديموقراطي الكردي السوري، ليس انفصالياً، موضحاً أن "الحزب أقام إدارة ذاتية لإدارة المناطق ذات الأغلبية الكردية تحت ضغط الحرب، وكان حريصاً على ألا تكون هذه الإدارة كردية، بل تشمل العشائر العربية في تلك المناطق، لا يمكن انفصال مناطق الوجود الكردي السوري، الحسكة ومنبج وعين العرب، لأنها غير مترابطة جغرافيا، وتضم مكوّنات أخرى، ثم أننا لن نسمح ولن نعترف بأي انفصال في سوريا؛ فسوريا فسيفسائية التركيب الاتني والديني والجهوي، بحيث أن القبول بأي انفصال، سيفرط الدولة، وهذا لن يحدث أبداً، بديله هو ما كانته هذه الدولة دائما، من حيث أنها دولة وطنية مدنية تعددية المكوّنات والثقافات في إطار الكل الواحد، ويمكن تطويرها ديموقراطياً في إطار موقعها ودورها الإقليمي وتحالفاتها الخ". وحول التحالف السوري الإيراني، شدد على أن "أي مساس بهذا التحالف في إيران غير مقبول من قبل الإمام الخامنئي ونهجه"، موضحاً أن "العراقيل الممكنة هي التي تأتي من جهة النهج الليبرالي، وفي كل مرة يحصل فيها ذلك، يحسمها الإمام ومجلس الشعب والحرس الثوري لصالح سوريا"، قائلاً: "زوّدتنا إيران، وتزوّدنا، باحتياجاتنا من السلاح، خصوصا من الذخائر المتوفرة من صناعة إيرانية؛ كذلك، تدعمنا طهران سياسياً واقتصادياً ومالياً، ونحن ممتنّون لهذا الدعم، ونثق باستمراره، واستمرار تفهم القيادة الإيرانية العليا لأهمية التحالف مع سوريا"، مضيفاً: "أحيانا لا يقدّر بعض السياسيين الإيرانيين، ذلك، حق قدره، وفي مناقشة لي مع وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، قلت له بوضوح: إن صمود سوريا هو الذي يمكّنك من التفاوض من موقع قوي مع الغرب حول الملف النووي". ونفى وجود أي ضغوط بشأن تغيير الموقف السوري من "حماس"، لافتاً إلى أن "موقفنا من "حماس" و"الاخوان"، واضح، ويعرفه حلفاؤنا جيداً، وهو ليس موضع نقاش". ورداً على سؤال حول إمكانية المصالحة مع كل من مصر والسعودية، أشار إلى أنه "بالنسبة لمصر، نحن نؤيد الدولة والقوات المسلحة، بلا أي التباس، في مواجهة العنف والإرهاب والتطرف الديني. نحن ومصر، على المستوى الاستراتيجي، في الخندق نفسه؛ لكن موقف القيادة المصرية من سوريا، على رغم ايجابيته، لم يصل بعد إلى مستوى التحدي المشترك. ونأمل أن يحدث ذلك في وقت قريب. نحن نتفهم الضغوط التي تواجهها القاهرة، وخصوصاً في المجال الاقتصادي، وحاجتها إلى الدعم السعودي، لكننا نريد لمصر أن تستعيد كامل دورها العربي؛ يبدأ ذلك في سوريا". ونفى وجود أفق للمصالحة مع السعودية، موضحاً أن موقفها من "الاخوان" يأتي في سياق صراعها مع قطر وتركيا، ولكنها دعمت ولا تزال تدعم الجماعات المسلحة الإرهابية، وتجيّش العداء ضد سوريا، وضد الرئيس بشار الأسد. وهذه السياسة المغامرة، ستنعكس، في النهاية، على السعودية. وشدد على أننا "لن ندخر أي فرصة ممكنة لوقف الحرب على سوريا وتأمين سلامة السوريين. لكن هؤلاء الذين يدفعون ضريبة الدم، هم الذين يقررون في النهاية، السياسة السورية؛ هذا واقع سياسي انتجته الحرب؛ لم يعد ممكناً إدارة السياسة السورية من دون رضا الرأي العام الوطني. السوريون لهم موقف من السعودية بسبب تمويلها ودعمها للعدوان على بلدهم، كذلك الأمر بالنسبة لقطر". وكشف عن رفض القيادة السورية لمحاولة قَطرية للمصالحة، قائلاً: "الشعب السوري لا يقبل هذه المصالحة. كما أنه على قطر إذا أرادت المصالحة أن تبادر إلى وقف الدعم عن الإرهابيين، ووقف الحملة على سوريا".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة