في خضمّ المعارك المتواصلة التي تشهدها منطقة عين العرب الحدودية السورية بين المقاتلين الأكراد وتنظيم "داعش"، دون تمكُّن الأخير من السيطرة عليها حتى الساعة،

إلا أن مقاتليه توسعوا بشكل لافت باتجاه مناطق جديدة في العراق، رغم الضربات الجوية الأميركية وحليفاتها، ودون خسارة أي من مواقعهم في سورية، حدت بضباط سابقين في الجيش الأميركي إلى الإقرار بأن تمدد "داعش" في العراق بدا لافتاً منذ بدء تلك الضربات، وليصل أحدهم إلى الجزم بأن المعارك الجارية في عين العرب لا تعدو كونها عملية تضليل تامة لأحداث خطيرة يتمّ التحضير لها في مكان ما، في وقت بدأت تتكشف خيوط "السيناريو" المضمر خلف ستارة "الحرب على داعش"، والتي تهدف إلى تطويق سورية بحزامين أمنييْن، تركي شمالاً، و"إسرائيلي" جنوباً، في ظل معلومات صحافية تحدثت عن تنسيق عالي المستوى بين "إسرائيل" - عبر موشيه يعالون - و"داعش" والاستخبارات التركية، يُفضي إلى تأمين حدود "خلافة الدولة الإسلامية"، وضرورة اقتطاع مدينة عين العرب من سورية، ربطاً بإقامة منطقة عازلة تريدها تركيا في الشمال السوري، يقابله إنشاء "إسرائيل" لحزامها الأمني المزعوم في الجنوب، كاشفة أن ضباطاً في الاستخبارات التركية و"الإسرائيلية" شرعوا مؤخراً بتدريب فرق مسلحة متطرفة " ذات مهام خاصة"، على خلفية التحضُّر التركي لتدخُّل عسكري في الشمال السوري.

معطيات أمنية تكشّفت تباعاً في الفترة الأخيرة وأناطت اللثام عن أهداف مضمرة تحت ستارة "الحرب على داعش"، كلها تشير إلى أن التنسيق بين الاستخبارات الأميركية وقادة التنظيم المتطرف لم يتوقف حتى الساعة. وفي السياق، توقف خبراء عسكريون أمام جملة أمور ميدانية بدت لافتة رافقت الضربات الجوية الأميركية والحليفة، أهمها أن مقاتلي "داعش" لم يتصدوا حتى الآن لأي مقاتلة مهاجمة من مقاتلات التحالف، رغم امتلاكهم صواريخ مضادة للطائرات، خصوصاً "ايغلا" و"ستريلا"، وصواريخ أخرى "غنموها" من ثكنات الجيش العراقي، بينما استخدموها لإسقاط طائرات عراقية أو سورية، مضافة إلى ذلك "واقعة" حاويات الذخيرة التي ادّعت واشنطن تأمينها جواً للمقاتلين الأكراد في عين العرب، ليصل جزء كبير منها إلى أيدي مقاتلي "داعش" "عن طريق الخطأ"! وهذا ما مكّن هؤلاء من شنّ هجوم كبير لاحقاً على محاور عدة في المدينة، مستخدمين وبشكل أساسي العتاد الأميركي الأخير، من دون إغفال استهداف مقاتلات التحالف لمواقع وحدات "الحشد الشعبي" العراقية الذين يقاتلون "داعش"، وقتل أعداد كبيرة من عناصرها، لتصل الأمور إلى رصد وصول مجموعات كبيرة من المرتزقة مؤخراً إلى مدينة الموصل العراقية - حسب ما أكدت مصادر أمنية عراقية وشهود عيان - تحت غطاء طائرات التحالف والأقمار الصناعية الأميركية، لمؤازرة مقاتلي "داعش" الذين منيوا في الأسابيع الفائتة بضربات قاصمة أدت إلى مقتل المئات منهم، وفرار قادة ميدانيين بارزين في التنظيم من أرض المعركة، جراء خروقات أمنية في صفوفهم، وصفتها مصادر صحافية بـ"الخطيرة" في العراق وسورية على حد سواء، على أيدي الاستخبارات السورية والعراقية، بمؤازرة "حثيثة" من خبراء عسكريين واستخباريين روس وإيرانيين، ينسحب عملهم إلى منطقة عين العرب عبر إدارة عمليات المقاتلين الأكراد على الأرض، وهذا ما يفسر صمود المدينة حتى الآن في وجه مقاتلي "داعش"، عززته أيضاً شراسة دفاع هؤلاء المقاتلين عن منطقتهم، وفق إشارة المصادر.

 

وفي وقت أشار موقع "ديلي بيست" نقلاً عن "ايلي ليك"، وهو كبير مراسلي الشؤون الداخلية، إلى استمرار إمداد الدعم اللوجستي والتسليحي لمقاتلي "داعش" في سورية عبر أجهزة المخابرات الأميركية، بالتنسيق مع الاستخبارات التركية، بالرغم من الضربات "الهوليودية" التي نفذتها مقاتلاتها ضد مواقعهم التي أخلوها مسبقاً في مدينة الرقة والحسكة وغيرها في الشمال السوري، كشفت مصادر صحافية وُصفت بـ"الموثوقة"، نقلاً عن مسؤول سعودي رفيع المستوى لم تحدد اسمه، أن السعودية انتزعت وعداً أميركياً بتمرير ضربات "قاسمة" ضد أهداف هامة للجيش السوري في المرحلة الثانية من "الحرب على داعش"، دون توضيح المبررات التي ستنطلق بموجبها هذه الضربات، بموازاة ما أعلنه الناشط الأميركي المناهض للحرب؛ "براين بايكر"، في حديث لمحطة "إن دي ار" الألمانية، ومفاده أن الهدف الحقيقي غير المعلن لهذه الحرب هو إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واستعادة واشنطن لنفوذها العسكري في العراق، مُرفَقاً بنشر قواعد عسكرية أميركية في إقليم كردستان العراقي، وجعله منطقة عازلة، ومنطلقاً لوجود عسكري متحرك ودائم في الشرق الأوسط.

إلا أن للقيادة السورية وحلفائها رأياً آخر، فرسالة سورية وصلت إلى من يعنيهم الأمر، ومفادها أن سورية ستكون مقبرة لطائرات التحالف في حال استهداف أي موقع عسكري سوري، وإنها لن تسمح مع حلفائها بتقسيم سورية تحت أي عنوان.. رسالة أعقبت تواتر معلومات أكدت حصول دمشق مؤخراً على شحنات من الأسلحة الروسية المتطورة، بينها طائرات حربية، أُضيفت إلى منظومة صواريخ "أس 300"، مشيرة إلى قرارات استراتيجية هامة اتخذتها دمشق وحلفاؤها حيال المرحلة المقبلة، تقضي إحداها بتسريع عمليات الحسم العسكري في جبهات الوسط السوري، استعداداً للبدء بتطهير مناطق الشمال، ربطاً بأحداث دراماتيكية خطيرة قادمة على الداخل التركي، ستتسبب بها المجريات الميدانية اللاحقة في عين العرب، وفق ما كشف موقع "intelligence "online الفرنسي.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-29
  • 12214
  • من الأرشيف

المرحلة الأخطر من استهداف سورية.. هكذا ستردّ دمشق

  في خضمّ المعارك المتواصلة التي تشهدها منطقة عين العرب الحدودية السورية بين المقاتلين الأكراد وتنظيم "داعش"، دون تمكُّن الأخير من السيطرة عليها حتى الساعة، إلا أن مقاتليه توسعوا بشكل لافت باتجاه مناطق جديدة في العراق، رغم الضربات الجوية الأميركية وحليفاتها، ودون خسارة أي من مواقعهم في سورية، حدت بضباط سابقين في الجيش الأميركي إلى الإقرار بأن تمدد "داعش" في العراق بدا لافتاً منذ بدء تلك الضربات، وليصل أحدهم إلى الجزم بأن المعارك الجارية في عين العرب لا تعدو كونها عملية تضليل تامة لأحداث خطيرة يتمّ التحضير لها في مكان ما، في وقت بدأت تتكشف خيوط "السيناريو" المضمر خلف ستارة "الحرب على داعش"، والتي تهدف إلى تطويق سورية بحزامين أمنييْن، تركي شمالاً، و"إسرائيلي" جنوباً، في ظل معلومات صحافية تحدثت عن تنسيق عالي المستوى بين "إسرائيل" - عبر موشيه يعالون - و"داعش" والاستخبارات التركية، يُفضي إلى تأمين حدود "خلافة الدولة الإسلامية"، وضرورة اقتطاع مدينة عين العرب من سورية، ربطاً بإقامة منطقة عازلة تريدها تركيا في الشمال السوري، يقابله إنشاء "إسرائيل" لحزامها الأمني المزعوم في الجنوب، كاشفة أن ضباطاً في الاستخبارات التركية و"الإسرائيلية" شرعوا مؤخراً بتدريب فرق مسلحة متطرفة " ذات مهام خاصة"، على خلفية التحضُّر التركي لتدخُّل عسكري في الشمال السوري. معطيات أمنية تكشّفت تباعاً في الفترة الأخيرة وأناطت اللثام عن أهداف مضمرة تحت ستارة "الحرب على داعش"، كلها تشير إلى أن التنسيق بين الاستخبارات الأميركية وقادة التنظيم المتطرف لم يتوقف حتى الساعة. وفي السياق، توقف خبراء عسكريون أمام جملة أمور ميدانية بدت لافتة رافقت الضربات الجوية الأميركية والحليفة، أهمها أن مقاتلي "داعش" لم يتصدوا حتى الآن لأي مقاتلة مهاجمة من مقاتلات التحالف، رغم امتلاكهم صواريخ مضادة للطائرات، خصوصاً "ايغلا" و"ستريلا"، وصواريخ أخرى "غنموها" من ثكنات الجيش العراقي، بينما استخدموها لإسقاط طائرات عراقية أو سورية، مضافة إلى ذلك "واقعة" حاويات الذخيرة التي ادّعت واشنطن تأمينها جواً للمقاتلين الأكراد في عين العرب، ليصل جزء كبير منها إلى أيدي مقاتلي "داعش" "عن طريق الخطأ"! وهذا ما مكّن هؤلاء من شنّ هجوم كبير لاحقاً على محاور عدة في المدينة، مستخدمين وبشكل أساسي العتاد الأميركي الأخير، من دون إغفال استهداف مقاتلات التحالف لمواقع وحدات "الحشد الشعبي" العراقية الذين يقاتلون "داعش"، وقتل أعداد كبيرة من عناصرها، لتصل الأمور إلى رصد وصول مجموعات كبيرة من المرتزقة مؤخراً إلى مدينة الموصل العراقية - حسب ما أكدت مصادر أمنية عراقية وشهود عيان - تحت غطاء طائرات التحالف والأقمار الصناعية الأميركية، لمؤازرة مقاتلي "داعش" الذين منيوا في الأسابيع الفائتة بضربات قاصمة أدت إلى مقتل المئات منهم، وفرار قادة ميدانيين بارزين في التنظيم من أرض المعركة، جراء خروقات أمنية في صفوفهم، وصفتها مصادر صحافية بـ"الخطيرة" في العراق وسورية على حد سواء، على أيدي الاستخبارات السورية والعراقية، بمؤازرة "حثيثة" من خبراء عسكريين واستخباريين روس وإيرانيين، ينسحب عملهم إلى منطقة عين العرب عبر إدارة عمليات المقاتلين الأكراد على الأرض، وهذا ما يفسر صمود المدينة حتى الآن في وجه مقاتلي "داعش"، عززته أيضاً شراسة دفاع هؤلاء المقاتلين عن منطقتهم، وفق إشارة المصادر.   وفي وقت أشار موقع "ديلي بيست" نقلاً عن "ايلي ليك"، وهو كبير مراسلي الشؤون الداخلية، إلى استمرار إمداد الدعم اللوجستي والتسليحي لمقاتلي "داعش" في سورية عبر أجهزة المخابرات الأميركية، بالتنسيق مع الاستخبارات التركية، بالرغم من الضربات "الهوليودية" التي نفذتها مقاتلاتها ضد مواقعهم التي أخلوها مسبقاً في مدينة الرقة والحسكة وغيرها في الشمال السوري، كشفت مصادر صحافية وُصفت بـ"الموثوقة"، نقلاً عن مسؤول سعودي رفيع المستوى لم تحدد اسمه، أن السعودية انتزعت وعداً أميركياً بتمرير ضربات "قاسمة" ضد أهداف هامة للجيش السوري في المرحلة الثانية من "الحرب على داعش"، دون توضيح المبررات التي ستنطلق بموجبها هذه الضربات، بموازاة ما أعلنه الناشط الأميركي المناهض للحرب؛ "براين بايكر"، في حديث لمحطة "إن دي ار" الألمانية، ومفاده أن الهدف الحقيقي غير المعلن لهذه الحرب هو إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واستعادة واشنطن لنفوذها العسكري في العراق، مُرفَقاً بنشر قواعد عسكرية أميركية في إقليم كردستان العراقي، وجعله منطقة عازلة، ومنطلقاً لوجود عسكري متحرك ودائم في الشرق الأوسط. إلا أن للقيادة السورية وحلفائها رأياً آخر، فرسالة سورية وصلت إلى من يعنيهم الأمر، ومفادها أن سورية ستكون مقبرة لطائرات التحالف في حال استهداف أي موقع عسكري سوري، وإنها لن تسمح مع حلفائها بتقسيم سورية تحت أي عنوان.. رسالة أعقبت تواتر معلومات أكدت حصول دمشق مؤخراً على شحنات من الأسلحة الروسية المتطورة، بينها طائرات حربية، أُضيفت إلى منظومة صواريخ "أس 300"، مشيرة إلى قرارات استراتيجية هامة اتخذتها دمشق وحلفاؤها حيال المرحلة المقبلة، تقضي إحداها بتسريع عمليات الحسم العسكري في جبهات الوسط السوري، استعداداً للبدء بتطهير مناطق الشمال، ربطاً بأحداث دراماتيكية خطيرة قادمة على الداخل التركي، ستتسبب بها المجريات الميدانية اللاحقة في عين العرب، وفق ما كشف موقع "intelligence "online الفرنسي.

المصدر : الثبات - ماجدة الحاج


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة