في ضوء التباين الواضح بين الإدارة الأميركية وتركيا، تحاول الأخيرة التوصل إلى تسوية ما مع الولايات المتحدة،

وهذا التباين في وجهات النظر من موضوع الإرهاب والاندفاع التركي للتدخل ميدانياً في سورية من خلال ما يجري في عين عرب ينسحب على الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني بخصوص الملف الإيراني النووي بالإضافة إلى الملف السوري.

مصادر سياسية أميركية ترى أن المسؤولين الأتراك يحاولون تجاوز الدور المرسوم لهم في المنطقة بصورة عامة وسورية بشكل خاص، كما أنهم يراهنون على الاستفادة إلى أبعد الحدود من تنظيم «داعش» لفرض منطقة عازلة وحظر طيران داخل الأراضي السورية، وفي حال نجحت تركيا في تحقيق هذا الهدف فإن «إسرائيل» تكون جاهزة هي أيضاً لإنشاء منطقة عازلة في جنوب سورية.

وتضيف المصادر أن المحافظين في الولايات المتحدة لا يترددون في اتهام رجب طيب أردوغان في حماية «الإخوان المسلمين» في أكثر من دولة عربية تشهد حالات من الصراع والإرهاب على يد مجموعات إرهابية مدعومة من الدول التي سمّاها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق، كما أن الإدارة الأميركية تشعر بأن هناك اتفاقاً ما بين «إسرائيل» وتركيا وقطر حول جملة ملفات في المنطقة وفي طليعتها الملف السوري، ولذلك فإن التركي يرى في ما يجري في سورية والعراق بأنه الفرصة الملائمة له لكي يكون المحور الرئيسي في المنطقة، ومن هنا تتضح الصورة أكثر من خلال لعبة الإحراج المتبادلة بين الإدارة الأميركية من جهة وكل من تركيا و«إسرائيل» من جهة أخرى بهدف أن ينجح كل طرف في جرّ الطرف الآخر إلى ملعبه من أجل تنفيذ مشروعه في سورية وفي العراق.

تفيد بعض التقارير الدبلوماسية بأن مقياس التقدم بين روسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني هو الأزمة السورية، مع العلم أنّ الملف النووي بحسب تلك التقارير سينجز في موعده، وهذا بالطبع يشكل إزعاجاً لكلّ من المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني وتركيا أيضاً، وروسيا من جهتها ما زالت تتصرف حيال معالجة الملفات الشائكة في المنطقة والعالم على قاعدة أنها دولة عظمى وليس بمقدور الأميركيين أن يتعاطوا معها إلا على هذا الأساس.

وكشفت التقارير، عن أن الإدارة الأميركية تحاول منذ فترة العمل على «مغازلة» سورية في محاولة لعزلها عن إيران وروسيا، ولكن هذه المحاولة ولدت ميتة، ولو كانت سورية في وارد تطيير مواقفها وتحالفها مع روسيا وإيران لما كانت دفعت هذا الثمن الكبير من خلال العدوان والتآمر الدولي عليها.

وتضيف التقارير: الأميركي يعتبر أن البديل عن «داعش» هو «جبهة النصرة» المدعومة من قطر وتركيا، والسعودي صحيح أنه نجح في إبعاد المالكي عن السلطة ولكنه حتى الآن يبدو أن التركي هو الذي حقق مكاسب، وفي اليمن جاء رد الفعل الإيراني من خلال الحوثيين وهذا الأمر يقلق السعودية ولا يقلق تركيا، والسعودي فتح خطاً على إيران، لكنه لم يعرف كيف يستفيد منه، ولذلك يريد التعويض عما حصل في اليمن فرفع السقف مجدداً وزاد في تصلبه من إيران وسورية. وفي موازاة ذلك فإنّ كلّ هذا التصعيد التركي يهدف إلى إقامة منطقة عازلة وحظر طيران في شمال سورية واستكمال المعركة لإسقاط الأسد، ولكن السعودي يريد أن يكمل المعركة في سورية من خلال «الجبهة الإسلامية» وتنظيمات إرهابية أخرى. ومن هنا تبدو الصورة أوضح لطبيعة الصراع داخل المحور الواحد الذي تقوده الولايات المتحدة.

وكشفت التقارير عن أن ألمانيا تلعب دور الوسيط في الملفين الأوكراني والنووي الإيراني بين الإدارة الأميركية وكل من روسيا وإيران. وألمانيا هي الأكثر جرأة في مواجهة الأميركي حيال كيفية معالجة أكثر من ملف في العالم. في حين أنّ روسيا ما زالت تصرّ على موقفها المبدئي من أنّ أيّ تحالف ضدّ الإرهاب بعيداً عن قرار لمجلس الأمن الدولي لن يكون جدياً وناجحاً إلا في إطار التعاون مع الدول المعنية، كما أنّ الروسي والأميركي معاً على قناعة تامة بعدم إسقاط الأسد. ونقل عن أحد المسؤولين الروس حول الموقف الأميركي من سورية ومن محاربة الإرهاب: يجب أن ننتظر نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-28
  • 8507
  • من الأرشيف

أميركا تسعى إلى ضبط أردوغان لأنّها محرجة دولياً من الدعم التركي لـ«داعش»

في ضوء التباين الواضح بين الإدارة الأميركية وتركيا، تحاول الأخيرة التوصل إلى تسوية ما مع الولايات المتحدة، وهذا التباين في وجهات النظر من موضوع الإرهاب والاندفاع التركي للتدخل ميدانياً في سورية من خلال ما يجري في عين عرب ينسحب على الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني بخصوص الملف الإيراني النووي بالإضافة إلى الملف السوري. مصادر سياسية أميركية ترى أن المسؤولين الأتراك يحاولون تجاوز الدور المرسوم لهم في المنطقة بصورة عامة وسورية بشكل خاص، كما أنهم يراهنون على الاستفادة إلى أبعد الحدود من تنظيم «داعش» لفرض منطقة عازلة وحظر طيران داخل الأراضي السورية، وفي حال نجحت تركيا في تحقيق هذا الهدف فإن «إسرائيل» تكون جاهزة هي أيضاً لإنشاء منطقة عازلة في جنوب سورية. وتضيف المصادر أن المحافظين في الولايات المتحدة لا يترددون في اتهام رجب طيب أردوغان في حماية «الإخوان المسلمين» في أكثر من دولة عربية تشهد حالات من الصراع والإرهاب على يد مجموعات إرهابية مدعومة من الدول التي سمّاها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق، كما أن الإدارة الأميركية تشعر بأن هناك اتفاقاً ما بين «إسرائيل» وتركيا وقطر حول جملة ملفات في المنطقة وفي طليعتها الملف السوري، ولذلك فإن التركي يرى في ما يجري في سورية والعراق بأنه الفرصة الملائمة له لكي يكون المحور الرئيسي في المنطقة، ومن هنا تتضح الصورة أكثر من خلال لعبة الإحراج المتبادلة بين الإدارة الأميركية من جهة وكل من تركيا و«إسرائيل» من جهة أخرى بهدف أن ينجح كل طرف في جرّ الطرف الآخر إلى ملعبه من أجل تنفيذ مشروعه في سورية وفي العراق. تفيد بعض التقارير الدبلوماسية بأن مقياس التقدم بين روسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني هو الأزمة السورية، مع العلم أنّ الملف النووي بحسب تلك التقارير سينجز في موعده، وهذا بالطبع يشكل إزعاجاً لكلّ من المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني وتركيا أيضاً، وروسيا من جهتها ما زالت تتصرف حيال معالجة الملفات الشائكة في المنطقة والعالم على قاعدة أنها دولة عظمى وليس بمقدور الأميركيين أن يتعاطوا معها إلا على هذا الأساس. وكشفت التقارير، عن أن الإدارة الأميركية تحاول منذ فترة العمل على «مغازلة» سورية في محاولة لعزلها عن إيران وروسيا، ولكن هذه المحاولة ولدت ميتة، ولو كانت سورية في وارد تطيير مواقفها وتحالفها مع روسيا وإيران لما كانت دفعت هذا الثمن الكبير من خلال العدوان والتآمر الدولي عليها. وتضيف التقارير: الأميركي يعتبر أن البديل عن «داعش» هو «جبهة النصرة» المدعومة من قطر وتركيا، والسعودي صحيح أنه نجح في إبعاد المالكي عن السلطة ولكنه حتى الآن يبدو أن التركي هو الذي حقق مكاسب، وفي اليمن جاء رد الفعل الإيراني من خلال الحوثيين وهذا الأمر يقلق السعودية ولا يقلق تركيا، والسعودي فتح خطاً على إيران، لكنه لم يعرف كيف يستفيد منه، ولذلك يريد التعويض عما حصل في اليمن فرفع السقف مجدداً وزاد في تصلبه من إيران وسورية. وفي موازاة ذلك فإنّ كلّ هذا التصعيد التركي يهدف إلى إقامة منطقة عازلة وحظر طيران في شمال سورية واستكمال المعركة لإسقاط الأسد، ولكن السعودي يريد أن يكمل المعركة في سورية من خلال «الجبهة الإسلامية» وتنظيمات إرهابية أخرى. ومن هنا تبدو الصورة أوضح لطبيعة الصراع داخل المحور الواحد الذي تقوده الولايات المتحدة. وكشفت التقارير عن أن ألمانيا تلعب دور الوسيط في الملفين الأوكراني والنووي الإيراني بين الإدارة الأميركية وكل من روسيا وإيران. وألمانيا هي الأكثر جرأة في مواجهة الأميركي حيال كيفية معالجة أكثر من ملف في العالم. في حين أنّ روسيا ما زالت تصرّ على موقفها المبدئي من أنّ أيّ تحالف ضدّ الإرهاب بعيداً عن قرار لمجلس الأمن الدولي لن يكون جدياً وناجحاً إلا في إطار التعاون مع الدول المعنية، كما أنّ الروسي والأميركي معاً على قناعة تامة بعدم إسقاط الأسد. ونقل عن أحد المسؤولين الروس حول الموقف الأميركي من سورية ومن محاربة الإرهاب: يجب أن ننتظر نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس.

المصدر : البناء / نور الدين الجمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة